بغداد اليوم - متابعة  

وجه الرئيس الإيراني السابق وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام حسن روحاني، اليوم الاثنين (13 آيار 2024)، انتقادات لاذعة إلى مجلس صيانة الدستور، وذلك بعد استبعاده ومنعه من الترشح لانتخابات مجلس خبراء القيادة. 

وجرت انتخابات مجلس خبراء القيادة في مطلع مارس/آذار الماضي بالتزامن مع انتخابات البرلمان والتي فاز فيها التيار الأصولي المحافظة بأغلب المقاعد.

 

وقال روحاني في بيان له اطلعت عليه "بغداد اليوم"، إنه "تلقى رسالة سرية موقعة من أمين مجلس صيانة الدستور توضح عدم أهليته في المشاركة بالانتخابات"، مضيفاً "أنا لا أدافع عن شخص حسن روحاني بل عن الجمهورية".  

وأضاف روحاني "رسالة مجلس صيانة الدستور التي بموجبها تم رد الصلاحية كانت بمثابة لائحة اتهام ضد المؤسسة الرئاسية"، متسائلاً "الرؤساء المستقبليون لن يتمتعون بالحرية السياسية بعد لائحة الاتهام هذه".  وتعهد الرئيس الإيراني السابق الذي حكم البلاد لمدة ثماني سنوات بانتخابات مباشرة إنه "لن يبقى صامتًا أمام هذا الظلم".  

وقال "التهم التي وجهت لي وبناء عليها تم رد صلاحيتي هي: الادعاء بإهانة القضاء ومجلس صيانة الدستور، الادعاء بعدم البصيرة السياسية، الادعاء بعدم الالتزام بالدستور، ادعاء انتهاك المعتقدات الدينية". 

 وأضاف "أيها المواطنون، إن ما جاء في رسالة أمين مجلس صيانة الدستور كدليل على عدم أهليتي في انتخاب الخبراء ليس جريمة أو حتى مخالفة فحسب، بل هو في بعض الأحيان مصدر فخر لي".  وقال "رسالة مجلس صيانة الدستور تثبت لي أن أعلى مسؤول منتخب مباشرة في الشعب الإيراني ليس له الحق في حرية التعبير، حتى ولو كان مواطنا".  وتساءل روحاني "ألا يشكل تنحية الرؤساء السابقين وبعض القادة الآخرين (المنتخبين بصوت الأمة) تشكيكاً في النظام الجمهوري".  

وختم قوله "فهل يتمتع فقهاء مجلس صيانة الدستور، الأقل خبرة سياسية وأمنية ودبلوماسية، بالخبرة الكافية لاستبعاد المرشحين بسبب ما يسمونه المعرفة والبصيرة السياسية؟ يا من تتهم المرشحين بعدم معرفة الشعب، كم مرة وفي أي انتخابات تنافسية عرضت نفسك لصوت الشعب؟".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: مجلس صیانة الدستور

إقرأ أيضاً:

سقط حلف الأقليات: لا عذر بعد اليوم

كتب عمرو الكبي في " اللواء": سقوط نظام الأسد في سوريا لا يعني انتصار مشروع الدولة المدنية الوطنية تلقائيا. فدولة المواطنة بحاجة لترسيخ مفهوم تقبّل الآخر على اختلافه، ثم تضافر الجهود لبناء الثقة بين المواطنين والعمل معا للتغلّب على العقبات. تقع المسؤولية اليوم على القوى المنتصرة لتأمين البيئة الصحية من أجل إطلاق مشروع بناء الدولة المدنية الوطنية. من هنا عليهم احتضان الجميع وحماية حرماتهم واحترام حقوقهم الفردية بعيدا عن التشفّي والانتقام. إلّا ان ذلك لا يعني عدم الاقتصاص ممن أجرم وظلم على صعيد فردي وليس على صعيد مجموعات عرقية أو مذهبية. كما أن القصاص يجب ان يحصل حصراً عبر مؤسسات الدولة والآليات القانونية. أما من كان فقط مؤيدا أو مناصرا بالرأي والكلمة، فلا اثم عليه ويجب حماية حقه بالاعتقاد والتعبير.
للتغيير الحاصل اليوم في سوريا تداعيات كبرى على الداخل اللبناني. فسقوط مشروع حلف الأقليات في سوريا اضعف هذا المشروع وأركانه في لبنان. فكما ساهم نظام سوريا الأسد بتشويه الدستور اللبناني بعد الحرب الأهلية وحوّل لبنان عن مشروع دولة المواطنة المدنية المنصوص عليها في الدستور إلى دولة الأقليات الطائفية المنهارة حاليا، قد يشكّل التغيير الحاصل في سوريا فرصة للبنانيين بالعودة لدولة المواطنة الدستورية.
شدّد الدستور اللبناني في روحه ومضمونه على مفهوم المواطنة. ولمعالجة الواقع الطائفي الناتج عن الحرب الأهلية، رسم الدستور مسار للابتعاد عن الطائفية نحو المواطنة. حدّد الدستور طوائف بعض الشخصيات المتبوئة لمناصب رسمية. فالدستور اللبناني لا يوزع المناصب على الطوائف كما يعتقد ويمارس الكثير اليوم. إنما المناصب الرسمية هي
لكل اللبنانيين. حتى التوزيع المناطقي على النواب هو فقط إجراء انتخابي، بينما كل نائب داخل البرلمان اللبناني يمثل الأمة قاطبة وليس منطقته.
وكذلك الرئاسات، فرئيس الجمهورية هو رئيس لكل لبنان وليس من حصة طائفة، بل ولاعتبارات واقع ما بعد الحرب، نص الدستور ان طائفة رئيس الجمهورية مارونية. وكذلك رئيس مجلس النواب هو لكل لبنان، ولتكن طائفته شيعية. وكذلك رئيس مجلس الوزراء هو لكل لبنان، ولتكن طائفته سنية. كما نص الدستور أيضا على العمل لإلغاء الطائفية السياسية وهو مسار وليس قرار.
بصيغة أخرى، دستورياً، لا دور للطوائف بتعيين أو اختيار الرئاسات والنواب، كما لا يحق لأصحاب المناصب التمييز بين اللبنانيين على أساس طائفي أو مناطقي. فآلية الانتخاب والتعيين لا تلحظ أي دور للطوائف كمجموعات. إلّا ان الممارسة السياسية منذ نهاية الحرب الأهلية إلى اليوم والتي رعاها النظام السوري الزائل، شوّهت الدستور ورسّخت مفهوم دولة الأقليات الطائفية وأبعدت لبنان عن دولة المواطنة المدنية الحديثة. فتشكّلت طبقة سياسية تزعمت طوائفها وحوّلت المواطنين اللبنانيين لرعايا عائلة «الزعيم» على غرار اقطاع القرون الوسطى. فأصبحت مؤسسات الدولة والإدارة الخدماتية غنيمة لمحاصصة طائفية، فتحوّلت الديمقراطية المدنية الحديثة المرجوة إلى ديمقراطية توافقية طائفية ممسوخة على غرار أنماط أخرى كالديمقراطيات الاشتراكية الشعبية.
أضعف التغيير في سوريا نظام الأقليات الطائفي في لبنان. وبالتالي هنالك فرصة جدّية نحو تأسيس دولة المواطنة المدنية عبر التمسّك بروح ونص الدستور والابتعاد عن التفسيرات الشاذة والممارسات الشخصانية التي أدّت لانهيار مؤسسات الدولة والاقتصاد اللبناني. كما على من اكتوى بنار الظلم والتهميش الناتج عن دولة الأقليات الطائفية أن يبادر اليوم لهدم منطق نظام الظالم للعمل من أجل دولة المواطنة المدنية العادلة. انها فرصة إقليمية للعمل من أجل مستقبل أفضل فلا عذر بعد اليوم.   


مقالات مشابهة

  • وزارة التجارة تعلن فوز 4 مترشحين في انتخابات غرفة الباحة
  • سقط حلف الأقليات: لا عذر بعد اليوم
  • وزير الخارجية الإيراني:اليمن أثبت أنّه لا يحتاج لأي دعم وقادر على الصمود بنفسه
  • وزير الخارجية الإيراني يكشف عن المساند الحقيقي لغزة
  • انتخابات غيرت خريطة السياسة العالمية في 2024.. أبرزها وصول ترامب للبيت الأبيض
  • بشار الجعفري عن سقوط الأسد: عهد الظلم انتهى
  • ماذا تفعل إذا دفعت مقدم حجز شقق الإسكان وظهرت لك رسالة بعدم السداد؟
  • بيان عاجل لـ أمريكا بعد فوز الحزب الحاكم في انتخابات موزمبيق
  • ناقد رياضي: مجلس الأهلي غاضب من قرار محمد رمضان في مباراة شباب بلوزداد
  • 3 انتخابات رئاسية عربية خلال 2024.. تعرف على رؤساء العالم الجدد