مختلفة تماما.. كيف يشاهد الإسرائيليون حرب غزة؟
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
تغطي القنوات التليفزيونية الإسرائيلية بشكل يومي الحرب في غزة، فيشاهد المواطن الإسرائيلي جميع مستجدات الأحداث باستثناء أمر واحد يبقي غالبا "غير موجود" في التغطيات الإعلامية، وهو الضحايا من سكان قطاع غزة، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
ماذا يشاهد الإسرائيليون؟كل مساء، يشاهد الإسرائيليون على نشرات الأخبار التليفزيونية على آخر المستجدات بشأن حرب غزة، بما يشمل محادثات وقف إطلاق النار واحتجاز الرهائن، والخسائر العسكرية الإسرائيلية، وتحليل ساحة المعركة، وتغطية هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، على إسرائيل.
وهناك شيء واحد غالبا ما يكون مفقودا في النشرات الإخبارية وهو "شعب غزة"، فداخل إسرائيل يمكن مشاهدة "حرب معينة" بينما يرى معظم بقية العالم حربا مختلفة، مع لقطات للدمار الذي سببته الغارات الجوية الإسرائيلية في القطاع المكتظ بالسكان، وأحياناً صور مروعة للفلسطينيين الذين قتلوا في القتال.
وتساعد هذه الشاشة المنقسمة في تفسير الهوة المتسعة بين إسرائيل وبين بقية العالم الذين تحول انتباههم من أهوال السابع من أكتوبر إلى الضرر الذي أحدثته الحملة الإسرائيلية لتدمير حماس.
وقد تتسع هذه الفجوة في المنظور في الأسابيع المقبلة إذا وسعت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية جهودها لتدمير ما تبقى من كتائب حماس في مدينة رفح المزدحمة بجنوب غزة، وفق "وول ستريت جورنال".
عملية عسكرية "محدودة أم شاملة"؟.. ما وراء إخلاء المزيد من المناطق برفح؟ هل ما زالت العملية العسكرية "محدودة" أم أصبحت "شاملة"؟، تساؤلات تصاحب مطالب "الإخلاء الجديدة" التي وجهها الجيش الإسرائيلي لسكان أحياء عدة بمناطق مختلفة من مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، فلماذا يتسع نطاق تلك العمليات؟ وما أسباب وتداعيات ذلك؟وفي التلفزيون الإسرائيلي، لا توجد أي لقطات لقتلى الفلسطينيين، بل توجد فقط بعض مشاهد الدمار، وفقا لمديري وسائل الإعلام والصحفيين ومحللي وسائل الإعلام والإسرائيليين العاديين.
ويقول العديد من اليهود الإسرائيليين، الذين عادة ما يتابعون الأخبار باللغة العبرية، إنهم نادرا ما يصادفون لقطات صريحة لغزة على هواتفهم الذكية، على الرغم من أنهم يدركون أن هناك دمارًا واسع النطاق وارتفاع عدد القتلى.
وأشار ما يقرب من ثلثي اليهود الإسرائيليين إلى أنهم شاهدوا القليل من صور الأضرار أو لم يشاهدوها على الإطلاق، وفقا لمسح أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في أبريل.
وقال شوكي توسيج، رئيس تحرير مجلة "Seventh Eye" وهي مطبوعة إسرائيلية تركز على وسائل الإعلام في البلاد: "إنك ترى كل شيء عن الحرب على التلفزيون الإسرائيلي باستثناء شعب غزة".
وأضاف: "في الوقت الحالي، لا تستطيع وسائل الإعلام الإسرائيلية التعامل مع واقع معقد... إنهم يعلمون أن مشاهديهم لا يريدون حقا رؤية صور لأعدائهم وهم يموتون.. لذلك لا يعرضونها".
ورفض المتحدثون باسم القنوات التلفزيونية الرائدة في إسرائيل – كان 11 وكذلك القنوات 12 و13 و14 – التعليق أو لم يردوا على الطلب.
وزودت القناة 12 صحيفة "وول ستريت جورنال" بعدة أمثلة لنشرات الأخبار الأخيرة التي تضمنت مشاهد للمباني المدمرة والأطلال في غزة ومدنيين يتحدثون عن محنتهم، بما في ذلك نقص الغذاء، ولم تكن هناك صور للمدنيين القتلى.
بين ليلة وضحاها.. كيف تغيرت مشاعر سكان رفح؟ "كنا نحتفل، نرقص، الشوارع امتلأت بهجة وفرحا وسرورا، كنا نهنئ بعضنا البعض بانتهاء هذا الكابوس، قبل أن ينقلب الوضع 180 درجة، بين ليلة وضحاها"، هكذا يصف عدد من سكان مدينة رفح بجنوب قطاع غزة حالهم قبيل الإعلان عن قبول حماس الهدنة، وقبل أن يبدأ الجيش الإسرائيلي "عملية عسكرية محدودة" شرق المدينة.وقالت أيالا بانيفسكي، الأكاديمية الإسرائيلية التي تعيش في لندن، إن هناك انقساما كبيرا بين ما تراه على شاشة التلفزيون في لندن وما يراه الأصدقاء والعائلة في إسرائيل.
وأضافت: "لم أر قط مثل هذا الاختلاف الكبير في المنظور من قبل".
ومن جانبه، قال دانييل ليفي، أستاذ الاقتصاد في جامعة بار إيلان، إنه وزوجته يعتقدان أنهما لا يحصلان على القصة كاملة من وسائل الإعلام الإسرائيلية، ويشاهدان قنوات أخرى أحيانًا باللغة الإنجليزية لرؤية الجانب الآخر.
الرهائن "القضية الأهم"وقالت تمار هيرمان، زميلة أبحاث بارزة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، إنه بينما لا يزال الرهائن محتجزين، قد لا يرغب العديد من الإسرائيليين في رؤية لقطات للضحايا المدنيين، أو يهتمون كثيرا.
عسكريا أم دبلوماسيا؟.. كيف ستنتهي "معضلة رفح"؟ "عملية عسكرية" رغم "المفاوضات السياسية"، حالة من الجدل صاحبت سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، رغم "التفاوض غير المباشر" بين إسرائيل وحركة حماس من أجل "وقف إطلاق النار" في قطاع غزة بالتزامن مع الاجتياح البري للمدينة الواقعة على حدود مصر، فهل يكون الحل "عسكريا أم دبلوماسيا"؟ووجد استطلاع للرأي أجري في شهر مارس أن 80 بالمئة من اليهود الإسرائيليين قالوا إن "البلاد يجب أن لا تأخذ في الاعتبار معاناة السكان المدنيين في غزة عند اتخاذ قرار بشأن مواصلة القتال".
وترى هيرمان أن هذا من المرجح أن يتغير إذا تم إطلاق سراح الرهائن.
"هدنة مستدامة وهدوء دائم".. هل ينجح مقترح "المراحل" بوقف الحرب في غزة؟ بعد 7 أشهر من الحرب في قطاع غزة، يسود "تفاؤل حذر" الأوساط الفلسطينية والإسرائيلية والمصرية، حول التوصل لاتفاق على مراحل لـ"إرساء هدوء دائم" في القطاع المدمر، فهل يمكن وقف إطلاق النار ؟، وهل يستطيع سكان الشمال العودة لمناطقهم مرة أخرى؟وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في أوائل شهر مايو، أن أكثر من نصف الإسرائيليين قالوا إن "إطلاق سراح الرهائن كان أكثر أهمية من اجتياح رفح للقضاء على حماس".
ويشعر البعض أن وسائل الإعلام خائفة للغاية من معالجة الرأي العام من خلال إظهار بعض الضحايا الأبرياء أو الضغط على الحكومة الإسرائيلية بشأن مزاعم بأن إسرائيل أعاقت المساعدات الإنسانية.
تحول ناحية اليمينعلى عكس الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يحصل معظم الناس الآن على معلوماتهم في المقام الأول من وسائل التواصل الاجتماعي، لا يزال التلفزيون يلعب دورا كبيرا في إسرائيل، حيث يقول ثلاثة أرباع الإسرائيليين إنه مصدر رئيسي للمعلومات، كما قال تاوسيغ، محرر مجلة Seventh Eye.
وتعكس وسائل الإعلام الإسرائيلية تحول إسرائيل الأوسع نحو اليمين على مدى العقدين الماضيين في أعقاب موجة التفجيرات الانتحارية خلال الانتفاضة الفلسطينية الكبرى من عام 2000 إلى عام 2005 المعروفة باسم الانتفاضة الثانية، والتصور المتزايد بأن آفاق السلام مع الفلسطينيين أصبحت قاتمة.
حوالي 60 بالمئة من السكان اليهود الإسرائيليين يعرفون أنفسهم الآن على أنهم يمينيون، وانخفض الدعم لحل الدولتين بمرور الوقت إلى حوالي ربع اليهود الإسرائيليين.
عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. هل تمثل "تثبيتا لحل الدولتين"؟ جاء التصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة، ليثير التساؤلات حول النتائج المرتبة على تلك الخطوة، ومدى ارتباط ذلك بـ"تثبيت حل الدولتين"، وهل يمكن أن يحصل الفلسطينيون على "عضوية كاملة" بالمنظمة الأممية؟وتحولت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى اليمين، خاصة وسط الجهود المستمرة منذ فترة طويلة من قبل رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، لتصوير وسائل الإعلام على أنها يسارية وغير وطنية، وفقا لبانيفسكي، زميلة جامعة سيتي في لندن والمتخصص في الشعبوية والإعلام.
لا يعرفون ماذا يحدث بغزة؟نادرا ما يعرض التلفزيون الإسرائيلي العرب على شاشاته، ولا حتى الإسرائيليين منهم والذين يشكلون حوالي 20 بالمئة من السكان.
وتشير "وول ستريت جورنال" إلى محمد مجدلي، صحفي عربي إسرائيلي، هو واحد من الصحفيين العرب القلائل الذين يقدمون تقاريرهم في القنوات الإخبارية الرئيسية باللغة العبرية.
ويقول إنه واجه منذ 7 أكتوبر رد فعل شعبي عنيف على ظهوره الإعلامي على شاشة التلفزيون الإسرائيلي، بما في ذلك التهديدات بالقتل والدعوات لإقالته.
وقال أحد أعضاء حزب الليكود إن "مجدلي ليس مخلصا ويجب إقالته بعد أن تحدث على الهواء عن نقص المساعدات الإنسانية في غزة".
وبعد أن قال على الهواء إنه تحدث مع أحد أفراد أسرته في غزة لمناقشة أسعار المواد الغذائية، دعت مئات المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إقالته بسبب علاقاته مع العدو.
ومن جانبه، يقول المجادلة إنه يحاول فقط القيام بعمله، مضيفا "الأشياء الأساسية التي يتعين علينا القيام بها هي إيصال ما يحدث لشعبنا، والشعب الإسرائيلي لا يعرف حقا ما الذي يحدث في غزة".
موجة النزوح مستمرة.. هل "مواصي غزة" قادرة على استيعاب المزيد؟ يستمر الجيش الإسرائيلي بمطالبة السكان والنازحين بإخلاء مناطق محددة من مدينة رفح بجنوب قطاع غزة والاتجاه نحو "المنطقة الإنسانية في المواصي"، وسط اتهامات فلسطينية بدفع السكان نحو "الموت" وتحذيرات من "كارثة إنسانية جديدة".واندلعت الحرب إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل حوالي 35 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 78 ألفا بجروح، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وسائل الإعلام الإسرائیلیة التلفزیون الإسرائیلی الیهود الإسرائیلیین الجیش الإسرائیلی وول ستریت جورنال مدینة رفح قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية تكشف تخادم وتعاون بين الإعلام العبري والسعودي في سردية الأحداث بالمنطقة (ترجمة خاصة)
كشفت صحيفة عبرية عن التخادم والتعاون بين الإعلام العبري والسعودي في سردية الأحداث بالمنطقة خاصة الأحداث والتطورات الأخيرة في لبنان واليمن وسوريا وكذلك غزة.
وقالت صحيفة "هآرتس" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه "عندما يكون تدفق التقارير من مسارح الحرب المختلفة مستمرا، تقتبس وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل متزايد من وسائل الإعلام السعودية. وقد تجلى ذلك بشكل خاص في أعقاب اغتيال هاشم صفي الدين، الوريث الظاهر للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله".
وأضافت "في 3 أكتوبر/تشرين الأول، ضربت إسرائيل في بيروت. بعد يوم واحد، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل عن الهجوم، مستشهدة ب "تقارير سعودية" في عناوينها.
وذكرت "واينت" أن "قناة الحدث السعودية نقلت عن مصادر قولها إن إسرائيل أكدت مقتل هاشم صفي الدين"، في حين بثت إذاعة "كان 11" مادة مماثلة: "تقرير سعودي: هاشم صفي الدين قتل في هجوم للجيش الإسرائيلي". بعد ثلاثة أسابيع فقط أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا رسميا يؤكد الاغتيال.
وتابع التحليل "في أوائل كانون الأول/ديسمبر، في أعقاب اغتيال سلمان جمعة، مسؤول اتصال حزب الله بالجيش السوري، في غارة في دمشق، نقل الصحفيون الإسرائيليون عن الحدث نقلا عن "تقرير سعودي". وبعد بضع ساعات، أكد الجيش الإسرائيلي أن جمحة قد اغتيل بالفعل في غارة شنها سلاح الجو الإسرائيلي".
عرض معرض مفتوح
"لا أعتقد أن هذه مصادفة"، قال صحفي كبير لصحيفة هآرتس. "نحن نعلم أن هناك اتصالات بين مصادر إسرائيلية مختلفة واثنين أو ثلاثة وسائل إعلام في الخليج. ستظهر قصة فجأة على الحدث، وسيقتبس منها الصحفيون في إسرائيل عندما لا يستطيع بعضهم حتى التحدث بالعربية. كيف اكتشفوا ذلك؟ يحصلون على الترجمة. من اقترب منهم؟ مصادر في إسرائيل. هذه إحدى الطرق لتجاوز الرقابة، وهي طريقة ملائمة للعمل".
وحسب التحليل "على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إلا أن التقارير على وسائل الإعلام الخاصة بها تحتل مكانة مرموقة في وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ بداية الحرب.
وقد تناول جاكي هوغي، معلق الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، هذا الاتجاه في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وكتب "طوال الحرب، كانت وسائل الإعلام السعودية بمثابة منفذ معلومات حصري لمصادر رسمية إسرائيلية من أجل الإفصاح عن أسماء الأشخاص الذين استهدفتهم الطائرات المقاتلة".
وزاد أن "المصادر الإسرائيلية تفضلها على وسائل الإعلام الإسرائيلية. كانت طقوسا عادية: هاجمت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شخصا ما في سيارته أو في المبنى الذي كان يختبئ فيه أو في نفق عميق تحت الأرض. في غضون دقائق، مع استمرار اشتعال النيران في سيارته، وقبل أن يتلقى أقاربه خبر وفاته، كانت القنوات الإخبارية السعودية تنقل اسمه ولقبه".
يعتقد الصحفيون الإسرائيليون الذين تحدثوا إلى صحيفة هآرتس أن هناك اتصالات بين مصادر إسرائيلية وقناتي التلفزيون السعوديتين "العربية" و"الحدث". ومع ذلك رفض معظمهم قول ذلك في السجل. علاوة على ذلك، رفض خبراء الإعلام الإسرائيليون التحدث عن هذه المسألة.
وفقا لصحفي في وسيلة إعلامية إسرائيلية كبرى، قال "من المعروف جيدا بين الصحفيين أن وسائل الإعلام السعودية، وخاصة الحدث والعربية، تعمل مع إسرائيل.
وأضاف "المفهوم هنا هو أنه عندما تقوم وسيلة إعلامية سعودية بالإبلاغ عن شيء ما أو تقتبس منه، فمن المحتمل أنها حصلت عليه من مصدر إسرائيلي ومن المحتمل أن يكون موثوقا به تماما. تثق بها وسائل الإعلام الإسرائيلية لأنها أثبتت نفسها. في كثير من الحالات، كانت وسائل الإعلام السعودية أول من أبلغ عن تفاصيل تبين لاحقا أنها صحيحة".
قناة الحدث هي جزء من قناة العربية، بتمويل من الحكومة السعودية، ويعمل نفس المراسلين والمذيعين في كلتا المحطتين. كلاهما يعطي مركز الصدارة للزاوية الإسرائيلية. تعكس مقابلاتهم مع الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري خلال الحرب منظورا يرتبط بوجهة نظر الجيش الإسرائيلي.
أجريت مقابلة مع هاغاري على قناة العربية والحدث في يونيو الماضي، وتحدثت عن الحرب في الشمال. وقال لقناة العربية: "التقيت بمدنيين يعيشون هنا". "إنهم مجموعة من الأبطال يقفون إلى جانب الجيش ويدعمونه. من ناحية أخرى، أرى كيف يستغل حزب الله الشعب اللبناني وجنوب لبنان، ولست متأكدا تماما من أن الناس يدركون الحقيقة الكاملة حول الوضع هناك".
كانت صحيفة إيلاف التي تتخذ من لندن مقرا لها أول وسيلة إعلامية سعودية تبدأ في إجراء مقابلات مع شخصيات إسرائيلية بارزة دون إخفاء أسمائها. في عام 2015 ، أجرى دوري جولد ، المدير العام لوزارة الخارجية آنذاك ، مقابلة مع الوسيلة الإعلامية.
وحسب التحليل "بعد عام واحد، أجرت الصحيفة مقابلة مع يوآف مردخاي بصفته منسق أعمال الحكومة في المناطق، وتحدث عن الوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء والروابط بين تنظيم الدولة الإسلامية وحماس. في نفس العام، أجريت مقابلة مع زئيف إلكين، الذي ظهر على الموقع الإلكتروني كوزير لاستيعاب المهاجرين ووزير شؤون القدس، بالإضافة إلى عضو في مجلس الوزراء.
وقال "قبل شهرين من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أجرت الصحيفة – التي أسسها الصحفي البريطاني السعودي عثمان العمير في عام 2001 ، وهو أيضا مؤسس الشرق الأوسط – مقابلة مع وزير الخارجية إيلي كوهين ، الذي تحدث عن السلام المحتمل والتطبيع مع المملكة العربية السعودية".
في ديسمبر الماضي، كتب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي مقالا لصحيفة إيلاف حول مستقبل غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب. "إسرائيل ستنتصر"، كتب. "ليس لدينا خيار آخر، ولن نتنازل عن أمن مواطنينا. سنقاتل بشجاعة وشراسة ضد جميع أعدائنا".
يوضح روعي قيس ، مراسل الشؤون العربية في "كان 11" ، أن اتفاقيات إبراهيم لعام 2020 ، التي أدت إلى التقارب بين إسرائيل ودول الخليج ، أثرت بشكل كبير على الوصول إلى وسائل الإعلام السعودية. "تحاول إسرائيل بث روايتها للعالم العربي، وهذا يحدث من خلال وسائل الإعلام السعودية والإماراتية. مشيرا إلى أن القنوات السعودية لديها مصادر على الأرض، وقال "أنا على انطباع بأن هناك تعاونا إعلاميا بينها وبين المصادر الإسرائيلية".
وبحسب قيس فإن القنوات السعودية تتمتع بسمعة إيجابية في إسرائيل، مقارنة بالقنوات القطرية، وعلى رأسها قناة الجزيرة. "إذا سألت صحفيا إسرائيليا أيهما يفضل، العربية أو الجزيرة، فسوف يختارون العربية. ترتبط الجزيرة بقطر وحماس. من أجل تقديم الصورة المناسبة، من المهم إخبار المشاهد أو القارئ أو المستمع بما هو المنفذ الإعلامي المعني. تسمع أحيانا عبارة "تقرير عربي" ولا يعجبني. لأن ماذا يعني ذلك؟ في اللحظة التي أكتب فيها عن مصدر في حماس يتحدث إلى صحيفة الشرق الأوسط السعودية، بدلا من مصدر في حماس يتحدث مع صحيفة الأخبار اللبنانية المرتبطة بحزب الله – فإن الطريقة التي ينظر بها إلى التقرير مختلفة".
تجاوز الرقابة
لم تبدأ علاقات إسرائيل السرية مع وسائل الإعلام في العالم العربي خلال هذه الحرب. يشرح الصحفيون الإسرائيليون المخضرمون الذين تحدثوا إلى صحيفة "هآرتس" أن هذه ممارسة قديمة ومعروفة.
يقول أحد كبار الصحفيين: "إنها ليست مجرد تسريبات أمنية". "في الأوقات العاصفة وبين وسائل الإعلام التي لا ترتفع معاييرها بالمقاييس الإسرائيلية أو العربية - وجدت بعض المصادر الإسرائيلية طريقة لتجاوز الرقابة دون ترك آثار أقدام. لأننا في النهاية لا نعرف من هو الشخص الذي سرب".
في عام 2011، بعد أربع سنوات من تأسيس جريدة، كتب جاك خوري قصة في صحيفة هآرتس بعنوان "كيف أصبحت صحيفة كويتية ناطقة بلسان مكتب رئيس الوزراء؟" وكتب "يعتقد الكثيرون في العالم العربي أن العديد من التقارير كانت تهدف إلى إيصال رسائل من إسرائيل إلى سوريا ولبنان". "أحد ما تعرضه للصحيفة، على الأرجح بالاعتماد على مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أدى في النهاية إلى إقالة عوزي عراد من منصب مستشار الأمن القومي. وقد ادعى معلقون في لبنان من قبل أن الصحيفة، التي تعتبر وسيلة إعلامية مستقلة، مدعومة ماليا من إسرائيل وتستخدم للدعاية".
انتقد بعض الصحفيين الإسرائيليين الذين تمت مقابلتهم من أجل هذا المقال حقيقة أن التقارير تمر بشكل متكرر عبر وسائل الإعلام العربية قبل أن تصل إلى الجمهور الإسرائيلي. "بعض القضايا ليست سرية أو لا تتطلب السرية"، يقول صحفي إسرائيلي.
"لنفترض أن رئيس الوزراء يريد تقديم تنازلات بشأن صفقة الرهائن - لن يقول ذلك لوسائل الإعلام الإسرائيلية. من الأسهل إيصال الأخبار إلى صحيفة في المملكة العربية السعودية. يمكن لرئيس الوزراء بعد ذلك ، بناء على ردود الفعل ، تأكيد التقرير أو نفيه. وهذا يوفر للشخص الذي يقوم بالتسريب الفرصة لقياس ردود الفعل في الجمهور الإسرائيلي وتحديد كيفية معالجة القضية هنا، في إسرائيل. إذا تم الإبلاغ عن نفس الأخبار لصحفي إسرائيلي، فسيكون من المستحيل إنكارها أو المناورة".
تسريب تفاصيل صفقة الرهائن
وحدث مثال واضح على ذلك في كانون الأول/ديسمبر الماضي عندما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقريرا في إيلاف عن صفقة جديدة لأخذ الرهائن. وقال التقرير إن "المحادثات جارية بين وفد قطري ووفد إسرائيلي في أوروبا"، وأن "الصفقة ستشمل إطلاق سراح ثلاثة ضباط رفيعي المستوى من أسر حماس".
عندما تم الإبلاغ عن ذلك في وسائل الإعلام الإسرائيلية، نفى مسؤولان إسرائيليان كبيران التقرير. "كان من الصعب جدا إنكار ذلك إذا تم الإبلاغ عنه من قبل صحيفة نيويورك تايمز، على سبيل المثال. لن تجد أي نفي إسرائيلي هناك"، يقول الصحفي الإسرائيلي. لكن مع وسائل الإعلام العربية، تسمح هذه المصادر نفسها بالإنكار".
إن إمكانية وصول وسائل الإعلام العربية إلى مصادر غير إسرائيلية هو سبب آخر للاقتباس من تقاريرها. "خلال المفاوضات حول صفقة الرهائن في وقت مبكر من الحرب، لم تأت أخبار دقيقة من إسرائيل بل من وسائل الإعلام العربية"، يقول صحفي مخضرم في وسيلة إعلامية كبرى.
ويشير جزئيا إلى صحيفة العربي الجديدة الممولة قطريا وإلى القاهرة الأخبارية، وهي وسيلة إعلامية تديرها المخابرات المصرية. هذه تسريبات قطرية ومصرية مباشرة للصحافة".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عن صفقة رهائن محتملة بين إسرائيل وحماس ظهرت في صحيفة الشرق الأوسط المملوكة للسعودية ومقرها لندن. نقلا عن مصادر فلسطينية في غزة، ذكرت الصحيفة مؤخرا أن أفراد حماس بدأوا في اتخاذ إجراءات لتحديد مكان الرهائن المحتجزين لدى الحركة والجماعات المسلحة الأخرى في غزة.
في غضون ذلك، على الجانب الإسرائيلي، وفقا للصحفي المخضرم، تقوم إسرائيل نفسها بتسريب تفاصيل الصفقة إلى قناة الشرق المملوكة للإمارات، وإلى قناة الراد المملوكة للإمارات. يقول: "ربما تكون هذه مبادرة من مسؤول إسرائيلي، يعتقد أنه من الجيد التسريب إلى وسائل الإعلام العربية ثم تحويل انتباه الصحفيين إلى التقارير - لأن الإنكار ممكن. إذا جاء البيان من مصدر رسمي بعنوان واسم، فيجب دفع الثمن".