مختلفة تماما.. كيف يشاهد الإسرائيليون حرب غزة؟
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
تغطي القنوات التليفزيونية الإسرائيلية بشكل يومي الحرب في غزة، فيشاهد المواطن الإسرائيلي جميع مستجدات الأحداث باستثناء أمر واحد يبقي غالبا "غير موجود" في التغطيات الإعلامية، وهو الضحايا من سكان قطاع غزة، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
ماذا يشاهد الإسرائيليون؟كل مساء، يشاهد الإسرائيليون على نشرات الأخبار التليفزيونية على آخر المستجدات بشأن حرب غزة، بما يشمل محادثات وقف إطلاق النار واحتجاز الرهائن، والخسائر العسكرية الإسرائيلية، وتحليل ساحة المعركة، وتغطية هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، على إسرائيل.
وهناك شيء واحد غالبا ما يكون مفقودا في النشرات الإخبارية وهو "شعب غزة"، فداخل إسرائيل يمكن مشاهدة "حرب معينة" بينما يرى معظم بقية العالم حربا مختلفة، مع لقطات للدمار الذي سببته الغارات الجوية الإسرائيلية في القطاع المكتظ بالسكان، وأحياناً صور مروعة للفلسطينيين الذين قتلوا في القتال.
وتساعد هذه الشاشة المنقسمة في تفسير الهوة المتسعة بين إسرائيل وبين بقية العالم الذين تحول انتباههم من أهوال السابع من أكتوبر إلى الضرر الذي أحدثته الحملة الإسرائيلية لتدمير حماس.
وقد تتسع هذه الفجوة في المنظور في الأسابيع المقبلة إذا وسعت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية جهودها لتدمير ما تبقى من كتائب حماس في مدينة رفح المزدحمة بجنوب غزة، وفق "وول ستريت جورنال".
وفي التلفزيون الإسرائيلي، لا توجد أي لقطات لقتلى الفلسطينيين، بل توجد فقط بعض مشاهد الدمار، وفقا لمديري وسائل الإعلام والصحفيين ومحللي وسائل الإعلام والإسرائيليين العاديين.
ويقول العديد من اليهود الإسرائيليين، الذين عادة ما يتابعون الأخبار باللغة العبرية، إنهم نادرا ما يصادفون لقطات صريحة لغزة على هواتفهم الذكية، على الرغم من أنهم يدركون أن هناك دمارًا واسع النطاق وارتفاع عدد القتلى.
وأشار ما يقرب من ثلثي اليهود الإسرائيليين إلى أنهم شاهدوا القليل من صور الأضرار أو لم يشاهدوها على الإطلاق، وفقا لمسح أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في أبريل.
وقال شوكي توسيج، رئيس تحرير مجلة "Seventh Eye" وهي مطبوعة إسرائيلية تركز على وسائل الإعلام في البلاد: "إنك ترى كل شيء عن الحرب على التلفزيون الإسرائيلي باستثناء شعب غزة".
وأضاف: "في الوقت الحالي، لا تستطيع وسائل الإعلام الإسرائيلية التعامل مع واقع معقد... إنهم يعلمون أن مشاهديهم لا يريدون حقا رؤية صور لأعدائهم وهم يموتون.. لذلك لا يعرضونها".
ورفض المتحدثون باسم القنوات التلفزيونية الرائدة في إسرائيل – كان 11 وكذلك القنوات 12 و13 و14 – التعليق أو لم يردوا على الطلب.
وزودت القناة 12 صحيفة "وول ستريت جورنال" بعدة أمثلة لنشرات الأخبار الأخيرة التي تضمنت مشاهد للمباني المدمرة والأطلال في غزة ومدنيين يتحدثون عن محنتهم، بما في ذلك نقص الغذاء، ولم تكن هناك صور للمدنيين القتلى.
وقالت أيالا بانيفسكي، الأكاديمية الإسرائيلية التي تعيش في لندن، إن هناك انقساما كبيرا بين ما تراه على شاشة التلفزيون في لندن وما يراه الأصدقاء والعائلة في إسرائيل.
وأضافت: "لم أر قط مثل هذا الاختلاف الكبير في المنظور من قبل".
ومن جانبه، قال دانييل ليفي، أستاذ الاقتصاد في جامعة بار إيلان، إنه وزوجته يعتقدان أنهما لا يحصلان على القصة كاملة من وسائل الإعلام الإسرائيلية، ويشاهدان قنوات أخرى أحيانًا باللغة الإنجليزية لرؤية الجانب الآخر.
الرهائن "القضية الأهم"وقالت تمار هيرمان، زميلة أبحاث بارزة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، إنه بينما لا يزال الرهائن محتجزين، قد لا يرغب العديد من الإسرائيليين في رؤية لقطات للضحايا المدنيين، أو يهتمون كثيرا.
ووجد استطلاع للرأي أجري في شهر مارس أن 80 بالمئة من اليهود الإسرائيليين قالوا إن "البلاد يجب أن لا تأخذ في الاعتبار معاناة السكان المدنيين في غزة عند اتخاذ قرار بشأن مواصلة القتال".
وترى هيرمان أن هذا من المرجح أن يتغير إذا تم إطلاق سراح الرهائن.
وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في أوائل شهر مايو، أن أكثر من نصف الإسرائيليين قالوا إن "إطلاق سراح الرهائن كان أكثر أهمية من اجتياح رفح للقضاء على حماس".
ويشعر البعض أن وسائل الإعلام خائفة للغاية من معالجة الرأي العام من خلال إظهار بعض الضحايا الأبرياء أو الضغط على الحكومة الإسرائيلية بشأن مزاعم بأن إسرائيل أعاقت المساعدات الإنسانية.
تحول ناحية اليمينعلى عكس الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يحصل معظم الناس الآن على معلوماتهم في المقام الأول من وسائل التواصل الاجتماعي، لا يزال التلفزيون يلعب دورا كبيرا في إسرائيل، حيث يقول ثلاثة أرباع الإسرائيليين إنه مصدر رئيسي للمعلومات، كما قال تاوسيغ، محرر مجلة Seventh Eye.
وتعكس وسائل الإعلام الإسرائيلية تحول إسرائيل الأوسع نحو اليمين على مدى العقدين الماضيين في أعقاب موجة التفجيرات الانتحارية خلال الانتفاضة الفلسطينية الكبرى من عام 2000 إلى عام 2005 المعروفة باسم الانتفاضة الثانية، والتصور المتزايد بأن آفاق السلام مع الفلسطينيين أصبحت قاتمة.
حوالي 60 بالمئة من السكان اليهود الإسرائيليين يعرفون أنفسهم الآن على أنهم يمينيون، وانخفض الدعم لحل الدولتين بمرور الوقت إلى حوالي ربع اليهود الإسرائيليين.
وتحولت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى اليمين، خاصة وسط الجهود المستمرة منذ فترة طويلة من قبل رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، لتصوير وسائل الإعلام على أنها يسارية وغير وطنية، وفقا لبانيفسكي، زميلة جامعة سيتي في لندن والمتخصص في الشعبوية والإعلام.
لا يعرفون ماذا يحدث بغزة؟نادرا ما يعرض التلفزيون الإسرائيلي العرب على شاشاته، ولا حتى الإسرائيليين منهم والذين يشكلون حوالي 20 بالمئة من السكان.
وتشير "وول ستريت جورنال" إلى محمد مجدلي، صحفي عربي إسرائيلي، هو واحد من الصحفيين العرب القلائل الذين يقدمون تقاريرهم في القنوات الإخبارية الرئيسية باللغة العبرية.
ويقول إنه واجه منذ 7 أكتوبر رد فعل شعبي عنيف على ظهوره الإعلامي على شاشة التلفزيون الإسرائيلي، بما في ذلك التهديدات بالقتل والدعوات لإقالته.
وقال أحد أعضاء حزب الليكود إن "مجدلي ليس مخلصا ويجب إقالته بعد أن تحدث على الهواء عن نقص المساعدات الإنسانية في غزة".
وبعد أن قال على الهواء إنه تحدث مع أحد أفراد أسرته في غزة لمناقشة أسعار المواد الغذائية، دعت مئات المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إقالته بسبب علاقاته مع العدو.
ومن جانبه، يقول المجادلة إنه يحاول فقط القيام بعمله، مضيفا "الأشياء الأساسية التي يتعين علينا القيام بها هي إيصال ما يحدث لشعبنا، والشعب الإسرائيلي لا يعرف حقا ما الذي يحدث في غزة".
واندلعت الحرب إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل حوالي 35 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 78 ألفا بجروح، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وسائل الإعلام الإسرائیلیة التلفزیون الإسرائیلی الیهود الإسرائیلیین الجیش الإسرائیلی وول ستریت جورنال مدینة رفح قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الحكومة السودانية تنفي إرسال مبعوث إلى إسرائيل
نفت الحكومة السودانية -اليوم الخميس- إرسالها أي مبعوث إلى إسرائيل، في أعقاب تقارير عن إرسال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان مبعوثا للقاء مسؤولين في تل أبيب.
وجاء النفي السوداني في بيان رسمي باسم وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الأعيسر، أكد فيه أن "ما تداولته بعض وسائل الإعلام بهذا الشأن عارٍ تماما من الصحة".
بيان نفي
تؤكد الحكومة السودانية أنها لم ترسل أي مبعوث إلى إسرائيل، وأن ما تداولته بعض وسائل الإعلام بهذا الشأن عارٍ تماماً من الصحة.
وتهيب الحكومة بوسائل الإعلام تحري الدقة، والموضوعية، والمهنية، وتجنب نشر معلومات غير موثوقة.
هذا ما لزم توضيحه.
خالد الإعيسر
وزير الثقافة والإعلام pic.twitter.com/a0OWKOFj3p
— SUDAN News Agency (SUNA) ???????? (@SUNA_AGENCY) April 10, 2025
وأشار البيان إلى أن الحكومة "تهيب بوسائل الإعلام تحري الدقة والموضوعية والمهنية، وتجنب نشر معلومات غير موثوقة"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السودانية "سونا".
وكانت صحف إسرائيلية نقلت عن تقارير سودانية، منها ما نشره موقع "الراكوبة"، بأن البرهان أرسل الفريق الصادق إسماعيل إلى إسرائيل في مهمة سرية الأسبوع الماضي.
إعلانوزعم الموقع أن المبعوث التقى مسؤولين إسرائيليين لوضع خطة "لتسويق البرهان أمام الإدارة الأميركية، وإيصال رسائل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برغبة البرهان في إكمال خطوات التطبيع".
وتعليقا على بيان النفي السوداني اليوم، وصف الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية والعسكرية عامر عباس البيان بأنه "مسؤول يعبر بشكل مباشر عن موقف الحكومة وتصرفاتها".
وأضاف عباس في تصريح للجزيرة نت، أن من المعروف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هي التي تبادر عادة بنشر أخبار لقاءات مسؤولي الدول لا سيما المسؤولين العرب والمسلمين مع الجانب الإسرائيلي بهدف استدراج الدول العربية نحو مسار التطبيع الذي تسعى إسرائيل لترسيخه في المنطقة".
ولفت الباحث السوداني إلى أنه قبل البيان الحكومي بنفي "اللقاء المزعوم" فإن التحليلات السياسية المتداولة في وسائل الإعلام تبقى مجرد اجتهادات وتحليلات إعلامية.
واستدرك الباحث السوداني أن هذا "لا ينفي وجود تواصل سابق بين الحكومة السودانية وسلطات الاحتلال بعد التغيير الذي حدث في السودان عام 2019، ولا ينفي اللقاء الذي جمع البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأعوام الماضية.
وأضاف أن الوقائع الجارية "تؤكد أن الحكومة السودانية جربت التواصل مع الاحتلال الإسرائيلي ولكن هذا "لم يجنب السودان حرائق الحرب التي تدخلت فيها أطراف خارجية كثيرة مستغلة الصراع الداخلي، فالجانب الخارجي في هذه الحرب لا يمكن إنكاره، إذ يأتي ضمن سياق إعادة ترتيب خريطة الشرق الأوسط"، وفق قوله.
ومطلع فبراير/شباط عام 2020، قالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو التقى البرهان في أوغندا، بدعوة من رئيسها يوري موسيفيني، في حين قالت وزيرة الخارجية السودانية يومها إنه لا علم لها بأي لقاء بين الرجلين.
كما قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية في رسالة مقتضبة حينئذ إن نتنياهو والبرهان بحثا معا سبل التعاون المشترك الذي من شأنه أن يقود إلى تطبيع العلاقات بين الطرفين.
إعلان