قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين إن دولة الكويت تعتبر منارة للمساعدات الإنسانية كما أنها شريك مهم ومميز بالنسبة للأمم المتحدة.

وأكد غوتيرش في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) – بمناسبة زيارته الرسمية إلى البلاد – على التعاون المثالي بين الكويت والأمم المتحدة معربا عن الامتنان العميق تجاه ما تقدمه البلاد ومدها يد العون في مختلف الصعد وأهمية الدور الذي تؤديه من أجل ضمان السلام في المنطقة.

وأوضح أن زيارته هذه تشكل فرصة لتقديم الشكر والامتنان للكويت أميرا وحكومة وشعبا وعلى رأسهم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي يستكمل مسيرة العطاء والتعاون مع الأمم المتحدة.

واستعرض محطات التعاون الثنائي بين الكويت والمنظمات الأممية المختلفة مشيرا في هذا الشأن إلى الموقف الكويتي تجاه الأزمة السورية “والتي عايشتها حين كنت المفوض السامي لشؤون اللاجئين وكنا نمر بأزمة كبيرة في العثور على الموارد اللازمة لدعم اللاجئين السوريين إذ انبرت الكويت ونظمت ثلاثة مؤتمرات لدعم اللاجئين والوضع الإنساني في سوريا وقدمت تبرعا ضخمت في بداية المؤتمر بمبلغ 500 مليون دولار”.

وأعرب غوتيريش عن إعجابه الكبير بالدور الذي تؤديه الكويت والذي يعد “جزءا من هدفنا كوسيط نزيه” مستذكرا الدور الكويتي في لم الشمل الخليجي “إذ تولت الكويت قيادة جمع الأخوة وفي كثير من المواقف الأخرى كنت أرى الكويت دائما رمزا للكرم والحكمة ولذلك سعيت إلى زيارتها وأنا في طريقي إلى القمة العربية”.

وقال إن للكويت دورا في بناء جسور التعاون في المنطقة “فقد كانت نشيطة جدا في جميع فعاليات وبرامج الأمم المتحدة” مشيدا بما تقوم به البعثة الدبلوماسية الكويتية في نيويورك من نشاط كبير في الإعداد لقمة المستقبل “حيث سنحاول إثبات عدد من التوجهات للإصلاحات الضرورية في جميع الأنظمة المتعددة الأطراف من أجل الاستجابة للتحديات الجديدة” مبينا أن الكويت منخرطة بشكل كبير في جميع أنشطة الأمم المتحدة “ونأمل أن تساهم هذه الزيارة في جعلها أكثر فعالية في المستقبل”.

وأشار إلى أن تكريم الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه بتسميته قائدا للعمل الإنساني “يوضح مدى تقديرنا لسخاء مساهمات دولة الكويت الإنسانية في الأزمات الأكثر دراماتيكية في العالم”.

وذكر غوتيريش أنه قبل أيام أعلنت دولة الكويت مساهمتها بمبلغ 30 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي هي العمود الفقري للدعم الإنساني الدولي لشعب غزة الذي يعاني بشكل كبير.

واستطرد أن (أونروا) “تعرضت لهجوم شديد ورأينا العديد من البلدان مترددة في دعمها ولكن الكويت أظهرت على الفور سخاء هائلا عندما أعلنت عن مساهمة خاصة جدا لـ(أونروا) في هذه الظروف الصعبة جدا وهذا يوضح لكم مدى أهمية الدعم الإنساني الكويتي ومدى تحديثه وفعاليته”.

وحول الأحداث في قطاع غزة ووصول الوضع هناك إلى حافة الهاوية بين الدمار الشامل والأوضاع الانسانية الصعبة أفاد غوتيريش بأن الوضع ومستوى الدمار وعدد الضحايا المدنيين في غزة “لم يسبق له مثيل فالحرب الروسية -الأوكرانية التي شهدت قصفا عنيفا وتم استهداف البنية التحتية المدنية وعلى مدى أكثر من عامين كان عدد الضحايا المدنيين في تلك الحرب أقل بكثير من الضحايا المدنيين مقارنة بالخسائر البشرية في أقل من ستة أشهر من الحرب على قطاع غزة”.

وأضاف غوتيريش أن مستوى الضحايا المدنيين في قطاع غزة “لم يسبق له مثيل مما يعني أن هناك خطأ ما في الطريقة التي أجريت بها هذه العملية العسكرية وبالتالي فإن وقف إطلاق النار مطلب بالغ الأهمية لإنهاء هذه المذبحة وإيجاد حلول”.

وأكد أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يجمع ملايين الفلسطينيين والإسرائيليين ويجعلهم يعيشون في سلام وأمن هو حل الدولتين “أي الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطينية”.

وشدد غوتيريش على الاستمرار في الالتزام بالمبادئ وميثاق القانون الإنساني الدولي مؤكدا أن هذه “ليست مسألة خيار سياسي لمصلحة هذه أو تلك بل هي مسألة احترام للمبادئ الأساسية التي يقوم عليها النظام العالمي”.

وأشار إلى أن هناك حركة تدريجية للرأي العام في جميع أنحاء العالم وحتى البلدان التي تدعم “إسرائيل” ترى ضرورة وقف هذه الحرب واحترام وفهم حقوق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته الخاصة.

وعن القضايا التي تواجه الأمم المتحدة مثل الكوارث الطبيعية وقضايا المناخ والصحة والفقر قال غوتيريش إن هناك ثلاثة ملفات تمثل الأولوية المطلقة بالنسبة للأمم المتحدة وهي تغير المناخ – والهيكل المالي الدولي – وجائحة (كوفيد -19).

وتابع: وحول المناخ “فنحن نشهد فيضانات في مختلف مناطق العالم وكوارث متعددة والعواصف والظواهر الطبيعية بجميع أنواعها التي أصبحت أكثر تكرارا وأكثر تدميرا مع عواقب إنسانية أكثر فظاعة بالإضافة إلى موجات الحر التي يموت الناس بسببها في جميع أنحاء العالم ونشهد ارتفاع مياه البحر مما يشكل تهديدا لجميع المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم لذا فإن تغير المناخ هو بالفعل التهديد الرئيسي لبقاء البشرية”.

وتحدث غوتيريش عن الهيكل المالي الدولي واصفا إياه بـ”المختل وغير العادل” مؤكدا أن العالم بحاجة إلى إصلاحات عميقة في الهيكل المالي الدولي كذلك تحتاج البلدان النامية إلى دعم قوي لتصحيح عدم المساواة ذلك ومكافحة الفقر والجوع.

وعن جائحة (كوفيد -19) أشار إلى أن العالم “لم يستجب لها بشكل فعال لذلك نحن بحاجة إلى الاستعداد للأزمة التالية وهذا هو السبب وراء تقديمنا لتحضيرات قمة المستقبل وفكرة نظام منصات الطوارئ المجهزة لظهور حالات عالمية مدمرة مثل جائحة جديدة”.

المصدر كونا الوسومالأمم المتحدة مساعدات إنسانية

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: الأمم المتحدة مساعدات إنسانية الضحایا المدنیین الأمم المتحدة للأمم المتحدة دولة الکویت فی جمیع

إقرأ أيضاً:

لليوم الثاني : “العدل الدولية” تواصل جلساتها لمساءلة “إسرائيل” بشأن التزاماتها تجاه المنظمات الأممية في فلسطين

الثورة نت/وكالات تتواصل في لاهاي، لليوم الثاني جلسات استماع علنية لرأي استشاري بخصوص التزامات “إسرائيل” تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها وهيئاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبدأت محكمة العدل الدولية، أمس، أسبوعًا من جلسات الاستماع المخصصة لالتزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بعد أكثر من 50 يومًا على فرضها حصارًا شاملًا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب. وهذا الأسبوع، تقدم 38 دولة مرافعاتها، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي. ووفقا لأجندة المحكمة، ستعقد جلسات الاستماع (مرافعات شفوية) خلال الفترة من 28 نيسان وحتى 2 أيار 2025، حيث إنّ 44 دولة و4 منظمات دولية أعربت عن نيتها المشاركة في المرافعات أمام المحكمة. ويأتي هذا التحرك بناء على قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، بناء على اقتراح من النرويج، يدعو محكمة العدل الدولية لإصدار رأي استشاري يحدد التزامات إسرائيل حيال تسهيل وصول الإمدادات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين وضمان عدم عرقلتها. وأمس، أكدت المستشارة إيلانور هوميشول، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن إسرائيل “انتهكت التزاماتها تجاه حصانة الفرق التابعة للأمم المتحدة”، مشددة على “رفض الأمم المتحدة أي تدخل من أي دولة في عمل المنظمات الدولية”. وحذرت من أن “قرار منع عمليات الأونروا يشكّل توسعا لسيادة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية ويشكل عدم امتثالها لالتزاماتها”. وفي مرافعة دولة فلسطين، أوضح سفيرها لدى مملكة هولندا عمار حجازي، أن دولة فلسطين ستقدم خلال هذه المرافعة أدلة على العواقب الفورية والمتوسطة والطويلة الأجل المدمرة لهذه السياسة الإسرائيلية غير القانونية على الشعب الفلسطيني، وعلى كل جانب من جوانب حقوقه الأساسية ووجوده المستمر.

مقالات مشابهة

  • الوزير الشيباني: نتوجه بالشكر للأمم المتحدة، ولسعادة الأمين العام السيد أنطونيو غوتيريش، ولمسؤول الجمعية العامة على تعاونهم واستقبالهم الإيجابي. كما نشكر بعثة المملكة العربية السعودية على دعمها وتعاونها، وكذلك دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة
  • مع استمرار الهجمات المميتة على الفاشر، الأمين العام يحث المجتمع الدولي على التحرك لوضع حد للمعاناة
  • صنعاء توجه رسالة إلى مجلس الأمن.. هذا ما تضمنته
  • وزير الخارجية يخاطب المجتمع الدولي بشأن استهداف أمريكا للمهاجرين الأفارقة
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لدعم جهود سوريا نحو الاستقرار والتعافي
  • غوتيريش يدعو للتحلي بالشجاعة وتنفيذ حل الدولتين
  • جوتيريش: غزة يجب أن تبقى جزءً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية
  • عاجل. الأمين العام للأمم المتحدة: غزة يجب أن تبقى جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية
  • لليوم الثاني : “العدل الدولية” تواصل جلساتها لمساءلة “إسرائيل” بشأن التزاماتها تجاه المنظمات الأممية في فلسطين
  • جديد معرض أبوظبي الدولي للكتاب بالأرقام