مؤتمر بجنوب أفريقيا يضع خريطة طريق نحو عزل إسرائيل دوليا ومحاكمتها
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
جوهانسبرغ- اختتمت أمس الأحد فعاليات المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين، الذي استضافته جنوب أفريقيا خلال الفترة من 10 إلى 12 مايو/أيار الجاري.
وصدر عن المؤتمر بيان وقّع عليه مندوبون من 20 بلدا، من جميع المعتقدات الدينية، ومن مختلف الآراء السياسية والأيديولوجية، وتعهدوا جميعا بالعمل على وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار لإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة ورفع الحصار عنه وانسحاب القوات الإسرائيلية، وكذلك إنهاء إرهاب المستوطنين.
وجاء في البيان أن هذا المؤتمر العالمي الأول لمناهضة الفصل العنصري من أجل فلسطين بدأ عملية للتعبئة واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم لتصعيد التضامن الفلسطيني وبناء حركة مناهضة للفصل العنصري.
ودعا البيان "جميع حركات التضامن في جميع أنحاء العالم للانضمام إلى هذا الجهد لبناء حركة عالمية تقف إلى جانب جميع المضطهدين".
عقب ختام الفعاليات، خرجت مسيرة من مركز المؤتمرات في وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأميركية بجوهانسبرغ (الجزيرة) التزام وإجراءاتوقال الموقعون على البيان إننا "ملتزمون بعزل الفصل العنصري الإسرائيلي عبر تكثيف المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية والرياضية والفنية والثقافية، وتصعيد الحملة من أجل فرض عقوبات اقتصادية ومالية" على إسرائيل.
ووضع البيان خططا لتفعيل هذه الإجراءات من خلال "إغلاق طرق الشحن، والقيام بحملة من أجل فرض حظر على الأسلحة ضد إسرائيل، واستهداف أولئك الذين يدعمون ويمولون ويزودون قوات الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة أو ينضمون إليها، وطرد إسرائيل من الهيئات الرياضية والثقافية والأكاديمية الدولية".
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد في نهاية الفعاليات قال رئيس المؤتمر فرانك شيكاني إن عقد مؤتمر الفصل العنصري في فلسطين جاء "استنادا إلى زيارتنا إلى فلسطين وشهادتنا على الألم والمعاناة التي يعاني منها الناس هناك، فلم أر شيئا مثل ذلك في العالم"، وفق تعبيره.
فرانك شيكاني: المهم لدينا أن نصل إلى مرحلة يمكن فيها وقف القتل والاحتلال والإبادة الجماعية في فلسطين (الجزيرة) "لم أر شيئا مثل ذلك"وأضاف رئيس المؤتمر أن الجنود الإسرائيليين يحمون المستوطنين وهم يضربون الفلسطينيين، ويقتلونهم، ويهدمون البيوت ويدمرونها، والعالم لا يفعل شيئا، "لذلك عقدنا هذا المؤتمر من أجل تعبئة العالم ضد الفصل العنصري على الصعيد العالمي، لمساعدتنا ودعمنا في هذا النضال"، وهذه التعبئة تستلهم تجربتنا في جنوب أفريقيا.
وفي سؤال للجزيرة نت عن الدور الذي يجب أن يضطلع به الفلسطينيون في المرحلة القادمة، قال شيكاني إنه تم التشاور مع الفلسطينيين للتحضير لهذا المؤتمر، وسيستمر التفاعل معهم.
وأضاف "لكن لا يمكننا أن نملي عليهم ما يفعلون، وأعتقد أن الفلسطينيين يعرفون ما يريدون فعله وسيفعلون ما يتطلب الأمر منهم. إننا موجودون من أجل الدعم، وهذه مسؤوليتنا في هذه المرحلة. إن الفلسطينيين في النار ونحن خارجها، ونحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على دعمهم قدر الإمكان".
وأشار في إجابته إلى أن هناك برامج ليس من المناسب الإفصاح عنها حاليا، والمهم أن يتم الوصول إلى مرحلة يمكن فيها وقف القتل والاحتلال والإبادة الجماعية، وبعد ذلك يُترك الفلسطينيون لممارسة حقهم في تقرير المصير.
الدكتور باسم نعيم: انعقاد المؤتمر في جنوب أفريقيا يمثل إضافة نوعية في مناهضة الفصل العنصري (مواقع التواصل) إضافة نوعيةوعن أهمية هذا المؤتمر، قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم إن انعقاد هذا المؤتمر في جنوب أفريقيا التي تمتلك الخبرة الطويلة في مناهضة نظام الفصل العنصري، وفي وجود هذه الكفاءات الدولية المتعددة من كافة الأقطار الذين اجتمعوا لنفس الهدف والغرض، يمثل إضافة نوعية في صراعنا في هذه المرحلة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف نعيم -في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت تنشر لاحقا- أنه تم "إطلاق حركة جديدة اليوم لتواجه العدو الصهيوني في المساحة الأهم وهي الحماية والدعم الدوليان اللذان يتمتع بهما الاحتلال على مدار عقود طويلة"، وبالتالي كان لا بد من إطلاق هذه الحركة لمناهضة الفصل العنصري، وعزل هذا الكيان، وملاحقة مجرمي الحرب، ثم العمل في النهاية من أجل إنهاء هذا الاحتلال.
ديكلان كيرني: المؤتمر يمثل لحظة فاصلة من أجل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة (الجزيرة)وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، قال رئيس حزب "شين فين" في أيرلندا الشمالية ديكلان كيرني يجب أن يعتبر هذا المؤتمر مكملا للإجراء القانوني "الشجاع جدا" الذي اتخذته حكومة جنوب أفريقيا في لاهاي عبر محكمة العدل الدولية، ولا بد أن تكون هناك مجموعة من الإستراتيجيات المهمة في هذا الوقت.
وأضاف كيرني أن المؤتمر يمثل لحظة فاصلة، ومن الضروري أن يتم تنسيق العديد من المبادرات الدولية معا لضمان تعظيم الضغط العالمي على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى وقف إطلاق النار المطلق والكامل وغير المشروط، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة والضفة الغربية.
يذكر أن المؤتمر تخلله عدد من الجلسات وورش العمل، بعضها كان علنيا وأخرى مغلقة، على مدى 3 أيام، ناقشت جميعها الوسائل الكفيلة بإنشاء حركة عالمية مناهضة للفصل العنصري في جميع أنحاء العالم، وفي مقدمة ذلك ما تمارسه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، وكان العدوان على غزة في قلب هذه المناقشات سواء كانت جلسات رسمية أو خاصة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات جنوب أفریقیا هذا المؤتمر من أجل
إقرأ أيضاً:
الحوار والتواصل والقيم الإنسايية.. 6 توصيات في ختام مؤتمر “الدعوة الإسلامية”
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقى الدكتور صلاح محمود الباجوري، وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا والبحوث، اليوم الأحد، التوصيات الختامية، للمؤتمر الدولي الرابع لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، والذي انعقد تحت عنوان«الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري رؤية واقعية استشرافية»، بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، ولفيف من قيادات جامعة الأزهر.
وشدد المشاركون بالمؤتمر على ضرورة دفع فرص التحاور بين الأمم والشعوب؛ لتحقيق الأهداف الجامعة، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، وتكريس أجواء التربية على الحوار والتواصل، والرغبة في تأسيس قواعد العيش المشترك بين بني البشر، مشيدين بما قطعه الأزهر الشريف في الداخل من إنشاء "بيت العائلة المصرية"؛ لإحداث تقارب داخلي، وإنشاء "مركز الحوار بين الأديان"؛ لإحداث تقارب عالمي، تلك الجهود العظيمة التي توجت بتوقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي كان الأزهر، ولا زال الداعم لها، والممهد لطريقها.
ودعا المؤتمر إلى حوار مفتوح هادف، تشارك فيه كل الحضارات الإنسانية، دونما إقصاء لأحد، أو تهميش لدوره، وتطرح فيه كافة الأفكار والقيم التي تنتصر للإنسان، وفي مقدمتها قيم التسامح، والتعايش الإنساني، وضرورة إرساء قيمة «التنوع الثقافي» كمصطلح حديث، يعني أن لكل ثقافة من الثقافات الإنسانية دورها وإسهامها في إغناء التراث الإنساني، مما يدعو إلى التكامل الثقافي بين جميع الحضارات والثقافات المختلفة، مؤكدا أن الحقوق الثقافية جزء لا يتجزأ من الحقوق العامة للإنسان، ومن حق كل إنسان أن يتمتع بالقدرة على التعبير عن نفسه، والإبداع في كل مجال من مجالات الحياة.
ونادى المؤتمر بإلقاء الضوء على «أدب الاختلاف»، كأحد أبرز الجوانب المشرقة في الحضارة الإسلامية، كان له دور في إثراء التنوع الثقافي، والعمل على تسويق هذا الجانب علميا وإعلاميا، مشددا على ضرورة العمل على ترسيخ القيم الإنسانية التي تشترك في الأخذ بها معظم الحضارات، كقيم الإخاء، والعدل، والتسامح، والتعارف، والحوار الحضاري، والعمل على ترسيخ هذه القيم في الضمائر والسلوك؛ باعتبارها موروثا إنسانيا مهما للخروج من دوامة النزاعات والصراعات المستنزفة للقدرات والطاقات.
أكد على ضرورة الاعتراف بالخصوصية الحضارية للأمم كعامل مشجع على الحوار والتعارف والاندماج، بديلا عن التقاطع والتصادم، مشجعا على إعداد دراسات ميدانية، وبرامج تدريبية متخصصة للدعاة حول تحديات الحوار الحضاري المعاصر، وتطوير المناهج التعليمية بالمدارس والمعاهد والجامعات، بحيث تركز على قيم الحوار والتعايش السلمي.
ودعا المؤتمر الدولي الرابع لكلية الدعوة الإسلامية إلى إنشاء مركز بحثي للدراسات الحضارية والدعوية؛ يتولى دراسة المستجدات الفكرية والثقافية، وتحليل اتجاهات الحوارات الحضارية على مستوى العالم، مشيد بدور مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، ومكافحة الإرهاب في الدفاع عن الإسلام، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حوله.
كما دعا المؤتمر إلى إقامة ملتقيات حوارية بين الشباب في الجامعات؛ لتعزيز الحوار الحضاري، بالإضافة إلى إبراز القدوات الإسلامية التي أسهمت في بناء الحضارة الإنسانية على مر التاريخ؛ وذلك لربط حاضر هذه الأمة بماضيها.
وفي ختام التوصيات، أعلن الدكتور صلاح الباجوري، وكيل كلية الدعوة الإسلامية للدراسات العليا، عن المؤتمر الخامس لكلية الدعوة الإسلامية، وعنوانه: (الدعوة الإسلامية وبناء الإنسان: تحديات الواقع وآفاق المستقبل)، متوجها بالشكر الله تعالى على توفيقه لعقد هذا المؤتمر، داعيا المولى عز وجل أن ينعم على مصرنا الحبيبة بالأمن والأمان، وأن يكتب لأزهرنا الشريف دوام الرفعة والرقي والازدهار.