تواجد عسكري متصاعد.. كيف تعزز روسيا وجودها في ليبيا؟
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
نشرت صحيفة ''لوموند'' الفرنسية مقالًا قالت فيه، إنه يتم تعزيز الصرح الإستراتيجي لموسكو في شمال أفريقيا شيئًا فشيئًا. فقد تسارع الوجود الروسي في ليبيا الملموس بالفعل منذ عام 2019 في شكل وحدات شبه عسكرية (مجموعة فاغنر سابقًا)، بشكل حاد منذ بداية العام، وهو تطور لم يفلت من الغرب العاجز.
وأضافت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن فريق التحقيق الدولي المعني بالشبكات الروسية في أفريقيا قال إن تسليم المعدات والمركبات العسكرية من سوريا (حيث تتمركز قوات روسية) إلى ليبيا يشكل الجانب الأكثر وضوحا من هذا التدخل المتزايد، مشيرًا إلى وجود 1800 روسي منتشرين الآن في جميع أنحاء البلاد.
وتدّعي مجموعة المحققين، مدعومين بالصور، أنه تم تفريغ المركبات والأسلحة، بما في ذلك مدافع هاون من طراز 2S12 ساني ومركبات نقل مدرعة من طراز BTR و BM. وستكون هذه ”عملية التسليم الخامسة“ من هذا النوع إلى طبرق خلال خمسة وأربعين يومًا.
وتؤكد مصادر دبلوماسية غربية اتصلت بها لوموند هذه الزيادة في القوة الروسية في هذه الولاية المحورية في شمال أفريقيا، حيث يلتقي المشرق العربي بالمغرب العربي.
ووفق الصحيفة؛ يرى دبلوماسي من دولة أوروبية أن هذه التحركات الأخيرة في ليبيا هي جزء من اختراق روسي عالمي يهدف إلى تنصيب حكومات موالية لموسكو في جميع أنحاء شرق وغرب أفريقيا. وكل ما ينقص الآن هو تشاد لتقسيم أفريقيا إلى قسمين، فتشاد هي الأخرى موضع رغبة روسية متحمسة.
منصة للتوزيع
وأكدت الصحيفة أنه إذا كانت ليبيا حاسمة في هذا الهجوم الأفريقي، فذلك لأنها تعمل كمنصة لإبراز المعدات والرجال إلى الدول المجاورة منها السودان التي تعاني من حرب أهلية، والنيجر ومالي وإلى الجنوب بوركينا فاسو التي تديرها مجالس عسكرية قريبة من الكرملين، وربما تشاد. المركز الإستراتيجي لهذا النظام الجديد هو الجفرة، وهي منطقة ليبية تقع على بعد 350 كيلومترًا جنوب خليج سرت، حيث تصل المعدات والرجال من طبرق قبل أن يتم إعادة توجيهها إلى المسارح الإقليمية التي تطمح إليها موسكو.
وتابعت الصحيفة قائلة، إن الجديد في الموضوع هو أن "روسيا لم تعد خائفة من إظهار تورطها المباشر في ليبيا"، كما يقول الباحث جلال حرشاوي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن، وذلك بعد أن كانت تنكر رسميا هذا التورط عندما دخلت فاغنر إلى ليبيا عام 2019 لدعم "الجيش الوطني الليبي" تحت قيادة خليفة حفتر في هجومه على طرابلس.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا حفتر، الذي أنشأ سلطة موازية في برقة للحكومة في طرابلس، سافر بنفسه إلى موسكو في نهاية سبتمبر/ أيلول، حيث التقى فلاديمير بوتين. ومنذ ذلك الحين، أصبح الوجود الروسي أكثر وضوحًا مع تولي وزارة الدفاع في موسكو إدارة الفرع الأفريقي لمجموعة مرتزقة فاغنر السابقة، التي قُطعت رأس قائدها يفغيني بريغوجين في آب/أغسطس 2023، تحت اسم فيلق أفريقيا الجديد.
التحدي السياسي
وبينت الصحيفة أنه في مواجهة هذا الزحف الروسي إلى ليبيا، تدق أجراس الإنذار في المستشاريات الغربية التي تبحث عبثًا عن رد. فبالإضافة إلى خطر امتداد نفوذ موسكو إلى أطراف المنطقة، تواجه الولايات المتحدة وأوروبا تحديين اثنين. الأول هو خطر تجذر الوجود العسكري الروسي على الساحل في شكل قاعدة بحرية في طبرق أو سرت، الأمر الذي من شأنه أن يشكل تهديدًا مباشرًا لقوات الناتو في البحر المتوسط. وستمثل سرت سيناريو كابوسًا للغرب حيث تقع المدينة عند ملتقى برقة (شرقًا) وطرابلس (غربًا)، وتبعد 600 كيلومتر فقط عن ساحل صقلية.
إن خطة إنشاء قاعدة روسية في سرت هي مشروع قديم فشلت موسكو في فرضه على معمر القذافي في 2009-2010. وتخضع المدينة الآن لسيطرة المشير حفتر، الذي تنشط تحت ظله القوات شبه العسكرية الروسية في المدينة خلال المناورات العسكرية إلى جانب قوات الجيش الوطني الليبي، كما وجد باحثو موقع ”أول آي أون واغنر“. وخلال مناورة في 16 مارس/آذار، تم عرض منظومات بانتسير الروسية المضادة للطائرات في قاعدة القرضابية الجوية في ضواحي سرت.
أما التحدي الآخر فهو سياسي أكثر، إذ إن موسكو إلى جانب نفوذها العسكري في برقة تشارك في نشاط دبلوماسي بطرابلس بعد أن أعيد فتح سفارتها نهاية فبراير/شباط الماضي، وبدأ سفيرها الجديد حيدر أغانين -الذي يتقن اللغة العربية- عددا من الاجتماعات مع السياسيين الليبيين من جميع المشارب.
وذكرت الصحيفة، في نهاية المقال، أن موسكو بجمعها بين الحضور العسكري والدبلوماسي ستصبح المحاور المميز للفصائل الليبية، لكن الأسوأ هو مرور تدفقات الهجرة القادمة من السودان والنيجر من المناطق التي تسيطر عليها قوات حفتر، وبالتالي القوات شبه العسكرية الروسية، مما يعزز في نهاية المطاف موقف موسكو في مواجهة الاتحاد الأوروبي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ليبيا حفتر نفوذ ليبيا حفتر نفوذ القوات الروسية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لیبیا موسکو فی
إقرأ أيضاً:
أميركا تكشف عدد جنود كوريا الشمالية المنخرطين بالقتال لجانب روسيا والتدريبات التي تلقوها
قالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن "نحو 10 آلاف جندي كوري شمالي يشاركون في القتال" إلى جانب القوات الروسية في حربها ضد أوكرانيا، موضحة طبيعة التدريبات التي وفرتها موسكو لجنود بيونغ يانغ.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين، فيدانت باتيل، في إفادة: "أستطيع أن أؤكد أن أكثر من 10 آلاف جندي من كوريا.. أُرسلوا إلى شرقي روسيا، وأن أغلبهم انتقلوا إلى منطقة كورسك في أقصى الغرب، حيث بدأوا في الانخراط في عمليات قتالية مع القوات الروسية".
وأضاف: "دربت القوات الروسية جنود كوريا.. على المدفعية، والطائرات بدون طيار، وعمليات المشاة الأساسية، بما في ذلك تطهير الخنادق، وهي مهارات بالغة الأهمية للعمليات في الخطوط الأمامية".
واعتبر المتحدث أن "نجاح روسيا في ساحة المعركة باستخدام هذه القوات من كوريا.. سيتحدد إلى حد كبير بمدى قدرة الروس على دمجهم في جيشهم. ومن بين التحديات التي يتعين عليهم التغلب عليها.. الحاجز اللغوي، والقيادة والسيطرة، والاتصالات".
وأكد باتيل أن بلاده "تتشاور عن كثب مع حلفائنا وشركائنا ودول أخرى في المنطقة، بشأن الآثار المترتبة على هذه التطورات"، لافتا إلى أن وزير الخارجية (أنتوني بلينكن) في طريقه إلى أوروبا للمشاركة في اجتماعات حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
وتابع: "لا شك لدي في أن هذا الموضوع سوف يثار ويناقش، وسوف نستمر في التشاور بشكل مناسب بالتنسيق الوثيق مع الحلفاء والشركاء. وبناءً على توجيهات الرئيس (جو) بايدن، فإننا نواصل زيادة المساعدات الأمنية التي نقدمها لأوكرانيا أيضًا".
تعهد لزيلينسكي بدعم أوكرانيا.. تساؤلات بشأن وعد ترامب بإنهاء الحرب قبل نحو أسبوع، كشف موقع "أكسيوس" أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، اتصل بالرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، وأكد له دعمه، وذلك في خضم الحديث عن الوضع في غمرة الحرب الروسية المستمرة على كييف.وكانت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية قد ذكرت، الإثنين، أن الدولة صدقت على معاهدة للدفاع المشترك مع روسيا وقعها زعيما البلدين في يونيو، وتدعو كل جانب إلى مساعدة الجانب الآخر في حالة وقوع هجوم مسلح.
وقالت الوكالة إن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، وقع مرسوما للتصديق على الاتفاق، الإثنين، وإنه يدخل حيز التنفيذ عندما يتبادل الجانبان صكوك التصديق.
ووقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على المعاهدة لتصبح قانونا، وتنص على أن البلدين يجب أن "يقدما على الفور المساعدة العسكرية وغيرها باستخدام كل الوسائل المتاحة" إذا كان أي من الجانبين في حالة حرب.
قائد الجيش الأوكراني: قوات من كوريا الشمالية تستعد للقتال مع روسيا أفاد قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، السبت، بورود تقارير عن استعداد قوات من كوريا الشمالية للقتال إلى جانب القوات الروسية.وتوصل كيم إلى الاتفاق مع بوتين خلال قمة عقدت في يونيو الماضي، ووصفه بأنه خطوة لرفع العلاقات الثنائية إلى ما يشبه "التحالف".
ويأتي التقرير وسط انتقادات دولية بشأن زيادة التعاون العسكري بين البلدين، مع إرسال كوريا الشمالية عشرات الآلاف من الجنود إلى روسيا لدعم حربها ضد أوكرانيا.
وكان قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، قد أفاد، السبت، بورود تقارير عن استعداد قوات من كوريا الشمالية للقتال إلى جانب القوات الروسية.
وكتب سيرسكي على فيسبوك عن محادثاته مع كريستوفر كافولي، الذي يرأس القيادة الأميركية في أوروبا: "لدينا تقارير عديدة عن استعداد جنود من كوريا الشمالية للمشاركة في عمليات قتالية إلى جانب القوات الروسية".
وأضاف سيرسكي أن الوضع في الخطوط الأمامية لا يزال "صعبا ويظهر علامات التصعيد"، خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام مع روسيا.