تطور جديد بموقف القاهرة من عملية رفح.. تغير في السياسة أم تنفيس عن الغضب الشعبي؟
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
في تطور جديد لموقف مصر من العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفشل جهود التوصل إلى هدنة، استدعى النظام آلته الإعلامية لانتقاد العملية العسكرية، وحشد آلاف المواطنين في عدد من الميادين احتجاجا على الحرب على قطاع غزة.
وتثير الانتقادات من قبل بعض الشخصيات البارزة في الإعلام المصري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح تساؤلات بشأن تبني القاهرة مواقف أكثر جرأة وصراحة، وإذا ما كانت جزءا من استراتيجية أوسع تتضمن استخدام الشارع والإعلام كأدوات لمقاومة الضغوط الإسرائيلية.
أو محاولة دفع الحرج عن النظام المصري بعد اقتحام محور فيلادلفيا ومعبر رفح الفلسطيني الذي وضعها في موقف لا تحسد عليه بعد اتهامات للاحتلال بخرق بنود اتفاقية السلام ومراوحة مفاوضات وقف إطلاق النار مكانها رغم الإعلان أكثر من مرة عن قرب التوصل لهدنة.
وقال أديب في برنامجه "الحكاية" الذي يبث على قناة "إم بي سي مصر" المملوكة سعوديا، إن "تصدير القوة والغضب في هذه الأوقات مهم"، منتقدا كل من يرفض التدخل المصري في رفض العملية العسكرية وأضاف: "محدش يقول لي ملناش دعوة، أومال مين اللي ليه دعوة؟ طبعا لينا دعوة".
ماذا يحدث في #مصر؟
ظهراً، مظاهرة من مؤيدي الحكومة بإشراف الأمن ضد #إسرائيل، ثم ليلاً #عمرو_أديب يغير تماماً بوصلته ويتحدث عن دخول الدبابات الإسرائيلية #معبر_رفح وأنه خطر على الأمن القومي!
فهل ما يحدث مؤشر على تغير في السياسة المصرية؟ أم هو تنفيس عن الغضب الشعبي؟
ما رأيكم؟… pic.twitter.com/cSk9tY0685 — Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) May 10, 2024
عودة بطعم الغياب
في غضون ذلك، عادت بشكل مفاجئ المظاهرات، إلى ميادين عدة محافظات مصرية، بثها التلفزيون الحكومي والقنوات الخاصة التابعة للنظام، تأييدا لفلسطين وللقيادة السياسية وجهود رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، في القضية الفلسطينية.
ورفع المتظاهرون أعلام مصر وفلسطين، مرددين هتافات من قبيل "تسقط تسقط إسرائيل، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، وسط مشاركة أئمة ورجال دين مسيحيين، بحسب ما نقلت الأناضول.
المصريون على قلب رجل واحد مع القيادة السياسية
الأمن القومى خط أحمر .. ولا تهاون مع مخططات تصفية القضية الفلسطينيةhttps://t.co/sb2nzmf2Og pic.twitter.com/EWN712Niyi — الأهرام AlAhram (@AlAhram) May 11, 2024
كانت دولة الاحتلال تجاهلت كل التحذيرات الدولية من اقتحام مدينة رفح المكتظة بالسكان وسيطرت على معبر رفح الواقع على "محور فيلادلفيا"، الثلاثاء، ما أدى إلى توقف المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح ونزوح أكثر من مئة وخمسين ألف فلسطيني مجددا.
وأدانت مصر والمجتمع الدولي بأشد العبارات العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر.
نظام السيسي في موقف لا يحسد عليه
استدعاء الإعلام والشارع المصري بدا أقل بكثير من ما أعلنه مسؤول أمني، منتصف شهر كانون الثاني/ يناير الماضي بأن مصر لن تسمح لـ "إسرائيل" بالسيطرة على محور صلاح الدين الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.
وأضاف المسؤول حينها أن ضبط الحدود مع غزة مسؤولية مصر، "ولا نسمح بأي أنشطة غير قانونية"، لافتا إلى أن اتفاقية السلام تمنع قيام "إسرائيل" بأي تحركات عسكرية في محور صلاح الدين.
ونقلت "قناة الإخبارية" عن مصدر رفيع المستوى، أن "مصر رفضت التنسيق مع إسرائيل في دخول المساعدات من معبر رفح بسبب التصعيد الإسرائيلي غير المقبول وحملتها مسؤولية تدهور الأوضاع بقطاع غزة أمام كافة الأطراف".
#عاجل| واللا عن مسؤول إسرائيلي: #مصر تراجعت عن كل التفاهمات حول عملية #معبر_رفح بعد رفع العلم الإسرائيلي فيه من الجانب الفلسطيني #تضامنا_مع_فلسطين#من_غزة_هنا_القاهرة#القاهرة_الإخبارية pic.twitter.com/S1GySMBVii — القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) May 11, 2024
مصدر رفيع المستوى: #مصر حذرت إسرائيل من تداعيات استمرار سيطرتها على #معبر_رفح وحملتها مسؤولية تدهور الوضع الإنساني بغزة#أمل_الحناوي #تضامنا_مع_فلسطين#من_غزة_هنا_القاهرة#القاهرة_الإخبارية pic.twitter.com/W25tflmp2Q — القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) May 11, 2024
تواطؤ أو استسلام
أعرب الخبير العسكري وعضو هيئة تفتيش القوات المسلحة المصرية سابقا، العميد عادل الشريف، عن اعتقاده أن "تواجد قوات الاحتلال الإسرائيلي في "محور فيلادلفيا" وسيطرتها على معبر رفح الفلسطيني، والسيطرة لا تكون على جانب واحد وإنما على الجانبين، يؤكد أن هذا الأمر ما كان ليحدث دون التنسيق مع النظام المصري، ولطالما أكد الاحتلال على أنه لن يقدم على أي عملية في تلك المنطقة التي تخضع لملاحق أمنية مكملة لاتفاقية السلام بين البلدين، كما أن اتفاقية السلام لا تسمح بما حدث".
وبناء على ما سبق يرى الشريف في حديثه لـ"عربي21": أن "الموقف المصري الأخير هو لذر الرماد في العيون، وما كان ينبغي فعله طوال نحو 7 شهور من العدوان على قطاع غزة لا يمكن تصور فعله الآن، بل إن تراجع دور مصر التاريخي في القضية الفلسطينية منح الاحتلال فرصة الاستمرار في العدوان واقتحام شرق مدينة رفح والسيطرة على المعبر الحدودي الذي يمثل شريان حياة للفلسطينيين وتجاوز كل الخطوط الحمراء".
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن "مصر تحاول الهروب إلى الأمام، والتملص من أمرين، أولهما التنسيق مع الاحتلال في دخول محور فيلادلفيا والتجول فيه واحتلال معبر رفح وإغلاقه، وثانيهما، عجزها عن اتخاذ أي رد فعل قوي إزاء خرق بنود الملحق الأمني ومحاولة تنفيس الغضب الشعبي خاصة بعد عملية مقتل رجل الأعمال الإسرائيلي في الأسكندرية ووجود مخاوف من أن تتسع دائرة التوتر داخليا وسط الأزمات التي تموج بها البلاد".
وختم حديثه بالقول: "ما حدث من قبل الاحتلال إما هو خرق لاتفاقية السلام بين البلدين كما قال البرلمان المصري الحالي، وبالتالي كان يجب أن يرد النظام بشكل حاسم وبإجراءات قوية ولكنه لم يفعل وهذا يدينه، وإما أن الأمر حدث بالتنسيق مع تل أبيب وهو تواطؤ جديد يضاف إلى سلسلة من أعمال التواطؤ منذ بدء الحرب في قطاع غزة".
نظام السيسي والتفاهمات مع الاحتلال
في تقديره يقول الناشط السيناوي، أبو الفاتح الأخرسي، إن "استخدام النظام المصري للإعلام والشارع هو نوع من أنواع تنفيس الغضب الشعبي خاصة بعد أن تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء أي الأمن القومي المصري ودخول قواته إلى محور فيلادلفيا وإغلاق معبر رفح بما يتناقض مع البنود المكملة لاتفاقية السلام بل انتهاك واضح لها، وعدم قدرة النظام على تبرير صمته إزاء هذه الانتهاكات المتكررة منذء بدء العدوان على قطاع غزة".
ورأى في تصريحات لـ"عربي21": "أنه في ظل المعالجة السيئة لملف العدوان على قطاع غزة وانهيار صورة مصر الإقليمية والتشكيك في قدرتها على فرض القوانين الدولية والإنسانية أمام همجية الاحتلال وعمليات الإبادة الجماعية، وفي ظل تقصيرها الواضح في إدخال المساعدات وخروج الجرحى والحالات الإنسانية من القطاع واتهام النظام بالتخلي عن بوابة مصر الشرقية والتفريط في تأمين حدودها بما يشكل تهديدا صريحا للأمن القومي المصري، يمكن فهم هذا السلوك وليس التغير".
وأشار الأخرسي إلى أن "النظام الذي كان يراهن على القوات المسلحة والقدرة على نشر الجيش في مصر كلها في 6 ساعات أصبح في حرج شديد داخليا إزاء وقوفه صامتا أو عاجزا أمام الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على المعبر طوال الشهور الماضية خاصة في ظل ما يتردد إعلاميا عن التنسيق بينه وبين الاحتلال فيما يخص التواجد العسكري في محور صلاح الدين فيلادلفيا، ولا أعتقد أنه ورقة ضغط ضد الاحتلال لأنه يعرف أن الشارع والإعلام لا يتحركان إلا بأمر النظام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر الإسرائيلية رفح غزة مصر إسرائيل غزة رفح عملية رفح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القاهرة الإخباریة محور فیلادلفیا النظام المصری الغضب الشعبی على قطاع غزة التنسیق مع pic twitter com معبر رفح
إقرأ أيضاً:
«ظلام وحصار وجوع»| الاحتلال يقطع الكهرباء عن قطاع غزة بالكامل مما يزيد من معاناة المدنيين.. وحماس تدين السياسة الإسرائيلية القائمة على العقاب الجماعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تصعيد جديد للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، قررت إسرائيل وقف إمدادات الكهرباء عن القطاع، بعد أيام من منع دخول المساعدات الإنسانية، مما يفاقم معاناة السكان المحاصرين. ويأتي هذا القرار في ظل تحذيرات دولية من كارثة إنسانية قد تصل إلى حد الإبادة الجماعية، في ظل التدهور المستمر للأوضاع المعيشية في قطاع غزة.
وقف إمدادات الكهرباء
أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، يوم الأحد، أنه أصدر تعليماته بوقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء على الفور، مشددًا على أن إسرائيل ستستخدم "كل الأدوات المتاحة" لاستعادة الرهائن وضمان عدم بقاء حركة حماس في غزة بعد انتهاء الحرب. وجاء قراره بعد نحو أسبوع من إعلان إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، الذي يواجه بالفعل أزمة غير مسبوقة.
ورحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، بالقرار، داعيًا إلى فصل محطة معالجة المياه العادمة في القطاع أيضًا، وهو ما ينذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.
المياه والمستشفيات في خطر
يعتمد قطاع غزة على مصدر وحيد للكهرباء عبر خط إسرائيلي يغذي محطة تحلية المياه الرئيسية، التي توفر مياه الشرب لأكثر من 600 ألف شخص. ومع انقطاع الكهرباء، تواجه المحطة خطر التوقف التام، مما قد يؤدي إلى أزمة مياه خانقة في القطاع. كما يعتمد السكان على الألواح الشمسية والمولدات، لكن شح الوقود يجعل هذه البدائل غير كافية لتغطية الاحتياجات الأساسية، خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.
كما تأثرت المستشفيات بشدة، حيث تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، الذين تتزايد أعدادهم بسبب القصف الإسرائيلي المستمر. وتشير التقديرات إلى أن قطاع غزة كان بحاجة إلى نحو 550 ميجاواط من الكهرباء يوميًا قبل الحرب، كان يتم توفير 120 ميجاواط منها عبر الخطوط الإسرائيلية. لكن مع توقف الإمدادات، لم يتبقَ سوى بدائل محدودة، لا تكفي لسد الاحتياجات المتزايدة للسكان المحاصرين.
ردود الفعل
أدانت حركة حماس بشدة قرار إسرائيل قطع الكهرباء عن غزة، معتبرة أنه يأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها تل أبيب ضد سكان القطاع. وقالت الحركة في بيان لها إن إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والوقود يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، ويكشف عن نوايا الاحتلال في فرض سياسة الأمر الواقع. كما اتهمت إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقات الموقعة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول تعطيل الاتفاقات التي شهد عليها المجتمع الدولي، بهدف تحقيق مكاسب سياسية على حساب معاناة سكان غزة.
من جانبها، حذرت المقررة الأممية الخاصة بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، من أن قطع إمدادات الكهرباء عن غزة ينذر بإبادة جماعية، مشيرة إلى أن توقف محطات تحلية المياه سيحرم السكان من مصدرهم الأساسي للمياه النظيفة، مما سيؤدي إلى كارثة صحية واسعة النطاق.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت يعاني فيه سكان غزة من أوضاع معيشية مأساوية، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
وتتصاعد الدعوات الدولية للضغط على إسرائيل من أجل التراجع عن قراراتها التي تعمق الأزمة الإنسانية في القطاع، فيما يطالب الفلسطينيون المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لوقف الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها سكان غزة.