هل شفى بيان منظمة التعاون الإسلامي الغليل ردّاً على جرائم حرق وتدنيس القرآن في الغرب؟ ظاهرة العداء للإسلام مرشحة للتصعيد.. أين الخلل؟ ومن المسؤول..أبناء الداخل أم غرماء الخارج؟
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي: في الوقت الذي وصف فيه البعض بيان منظمة التعاون الإسلامي الصادر أمس الاثنين، أكد آخرون أن المسلمين المهاجرين هم أسباب الأزمة لمحاولاتهم فرض دينهم وانحيازهم إليه، وتعويلهم عليه. فكيف تبدو الصورة؟ وما السيناريوهات المتوقعة لعلاقة الغرب بالإسلام في ظل تنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا”؟ الناقد والأكاديمي المصري الكبير دكتور محمد حسن عبد الله يرى أن القضية معرفية في المقام الأول ولا ينبغي أن تحارب بالهجوم المضاد والتهديد بالمصالح، وإنما بتنوير الأفكار.
ويضيف لـ “رأي اليوم” أن أحد أسباب تنامي ظاهرة الاسلامو أخلاقيات بعض المسلمين المهاجربن الذين لا يضمرون الوفاء لأوطانهم الجديدة بقدر ما يحملون عبادة أفكارهم القديمة، ويحاولون فرضها بالقوة. ودعا عبد الله إلى التوجه إلى هؤلاء المسلمين المهاجرين وتنبيههم بقدر ما نتوجه إلى الآخر الغربي. وعن البيانات والإدانات الصادرة عن الحكومات والمنظمات الإسلامية، قال د.محمد حسن عبد الله إن أثرها ضئيل جدا وترتبط بنية الآخر في القبول أو الرفض. من جانبه علق د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية على بيان منظمة التعاون الإسلامي بقوله إن الجبل تمخض فولد فأرا. وأضاف مقلد أن الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي في جدة، والذي جري تخصيصه للتباحث حول جرائم حرق وتدنيس المصحف الشريف كما حدث في ستوكهولم وكوبنهاجن تباعا، وبهذه الصورة المستفزة والمهينة والمتعمدة، هذا الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول أكبر منظمة دولية اسلامية حكومية في العالم انتهي الي اصدار بيان يؤكد فيه علي اهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الاديان والثقافات والحضارات من اجل السلام والوئام في العالم.. ثم يضيف : إن نشر قيم التسامح والسلام هو السبيل الامثل لمواجهة خطابات الكراهية والتعصب والتطرف والعنف والتحريض، واشار الي ان عدم اتخاذ السلطات في السويد والدنيمرك اجراءات لمنع تدنيس المصحف مخالف لقرار مجلس الامن حول التسامح والسلم والامن الدوليين، والصادر في الرابع عشر من يونيو 2023. وقال مقلد إن البيان حتي لا يذهب ابعد من ذلك في رده علي ما حدث، زاد علي ما جاء في بيانه بدعوة حكومات العالم الاسلامي، الي التضامن لاتخاذ موقف موحد ومدروس تجاه انتهاكات هذه الدول التي لا تحترم المقدسات الدينية ولا تفهم الا لغة المادة والمصالح الاقتصادية. ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن من المؤكد أن شيئا واحدا مما دعوا اليه من قبيل ابراء الذمة، لن يحدث، ولا قرارات اسلامية جماعية مدروسة علي نحو ما دعوا اليه في بيانهم سوف تصدر لأن هذا التضامن المزعوم غائب تماما من دائرة العمل الاسلامي المشترك. وقال إننا لم نر اثرا لمثل هذا التضامن الاسلامي لحكومات دول المنظمة وقطعان المستوطنين الاسرائيليبن تقتحم باحات المسجد الاقصي وتهين أحد اقدس الرموز الدينية الاسلامية علي الاطلاق، مشيرا إلى أن الكل صمت وادار ظهره وكأن ما يحدث للاقصي يجري في كوكب آخر وليس في القدس. وخلص مقلد إلى أنه لن يتغير شيء لا بهذا البيان ولا بغيره من البيانات، مؤكدا أن هذه الإدانات والتحذيرات اللفظية استهلكت نفسها وفقدت جديتها ومصداقيتها من كثرة ترديدها تتساوي في ذلك الجامعة العربية مع منظمة التعاون الاسلامي مشيرا إلى أنهما يتحركان معا علي نفس الخط، ويعرفان ان ما يصدر عنهما سوف يبقي بلا اي صدي سواء كان المعني به السويد والدنمارك او إسرائيل. من جانبها قالت الكاتبة منى نوال حلمي ( ابنة الكاتبة الراحلة نوال السعداوي) إنه في أوروبا أصبح المواطن، امرأة، أو رجلا، يشعر أن الوطن، الذي ولد على أرضه، وتربى على خيراته، وعاش فيه أجمل الذكريات، يتعرض لخطة مرسومة، واحدة من الغزوات الإسلامية. وأضافت في مقال أخير لها أن انتشار المساجد والجوامع، وميكروفوناتها، حشود الصلاة في الشوارع والميادين، الاحتفال بالمناسبات الدينية التي لا حصر لها، انتشار الحجاب والنقاب، محلات إسلامية، جمعيات إسلامية، مراكز إسلامية، ذقون ولحى وسبحات، دور فتاوى إسلامية، وغيرها من مظاهر التواجد الإسلامى، التي تعلن لكل منْ يهمه الأمر: «بعض المسلمين موجودين في عقر دار الكفر»، «المسلمون قادمون لتأسيس الخلافة الإسلامية». وقالت إنه لا توجد ديانة في العالم غير الإسلام، يصلى أتباعها في الشوارع. ولا تحدث في العالم أي اغتيالات وتفجيرات، إلا من التنظيمات الإسلامية المسلحة، لها فروع في كل مكان. وتابعت: “لم نسمع عن تفجيرات وتهديدات وإهدار الدم باسم تنظيمات يهودية أو مسيحية أو بوذية أو هندوسية. أتابع يوميا، العديد من برامج البث المباشر، يقدمها بعض المهتمين بتجديد الخطاب الدينى الإسلامى، ومناقشة كتب التراث الإسلامى”. وقالت إن الشىء اللافت للدهشة، أن بعض المسلمين هناك هم الوحيدون الذين لا يردون الحجة بالحجة، ولا يناقشون موضوع البث، بل يصرخون ويتشنجون ويشتمون شتائم جنسية. وتابعت: “كانت البلاد التي لجأ إليها المسلمون، هي بلاد الكفر، والانحلال الأخلاقى، وترك النساء بلا وصاية ذكورية، فلماذا أصلا اختاروها لإقامتهم؟؟. لماذا لم يبقوا في بلادهم التي يسود فيها الإسلام، والرقابة على النساء، والالتزام الأخلاقى بما يرضى الله؟. لماذا تركوا بلاد الجلابيب، والذقون، والحجاب، والنقاب، والعباءات والطُرح؟؟. لماذا يفضل عدد من المسلمين، مجتمعات تنظر إلى المستقبل، بينما هم لا ينظرون إلا للماضى؟. مجتمعات تؤمن بالعلم والحرية والقوانين الوضعية، والمواطنة العادلة، بينما هم لا يعترفون، بالعلم، والحرية، والعالمانية، والمواطنة دون تمييز؟. شىء غريب، أن يهاجروا إلى بلاد تمجد الحياة، وهم يمجدون الموت؟”. واختتمت قائلة إن تلك الفئة لا تهاجر ولا تلجأ إلى إحدى دول الخليج الثرية، التي تعتنق الإسلام، وتتكلم اللغة العربية، والأقرب جغرافيا، وثقافيا، ولديها التراث الإسلامى نفسه مشيرة إلى أننا لم نسمع عن مهاجرين أو لاجئين مسلمين، يذهبون مثلا إلى أفغانستان، حيث تطبق طالبان شرع الله. وأردفت “يقول المنطق، إنهم إذا كان مثل هؤلاء قد فشلوا في استعادة الخلافة الإسلامية في بلاد لديها التراث الإسلامى نفسه، فكيف ينجحون في أوروبا؟؟. قال الداعية الإسلامى الشهير، مشيرا إلى حشود من الأطفال الإناث، والفتيات والنساء المحجبات: «سوف نغزو ديار أوروبا الكافرة، المنحلة وننتصر عليهم بأرحام النساء»”. وتبقى علاقة الإسلام بالغرب إحدى أخطر الإشكاليات، وسط مخاوف من تأجيج العداء للإسلام وأهله يسعى إليه البعض سرا وجهرا.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
تكريم الفائزين بمسابقة إبراء لحفظ القرآن الكريم
كرمت ولاية إبراء مساء اليوم 28 حافظًا من الفائزين في مسابقة إبراء لحفظ القرآن الكريم، التي نظمتها المدرسة القرآنية الوقفية، برعاية سعادة محمود بن يحيى الذهلي، محافظ شمال الشرقية.
وقال الدكتور أحمد بن جابر المسكري: إن المسابقة شهدت مشاركة واسعة من 450 متسابقًا ومتسابقة، تنافسوا في ستة مستويات متنوعة، حيث شمل المستوى الأول حفظ جزء عم، بينما تناول المستوى الثاني حفظ جزأين، وركز المستوى الثالث على حفظ أجزاء عم، وتبارك، وقد سمع، وتضمن المستوى الرابع حفظ 5 أجزاء متفرقة، بينما اهتم المستوى الخامس بحفظ 5 أجزاء متتالية، أما المستوى السادس فقد ركز على حفظ 10 أجزاء متتالية.
وأكد المسكري أن الهدف من المسابقة تعزيز ثقافة حفظ القرآن الكريم لدى أبناء الولاية وإعدادهم للمنافسات المحلية والدولية، مشيدًا بالإنجازات التي حققها أبناء ولاية إبراء في السنوات السابقة، بما في ذلك فوزهم بالمراكز المتقدمة في "مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم".
وتضمن الحفل تلاوات قرآنية وقصيدة شعرية، بالإضافة إلى عرض مرئي يبرز مراحل التصفيات، كما تم تقديم فقرات إنشاد وشعر متنوعة،
وفي ختام الحفل، قام راعي المناسبة بتكريم الفائزين واللجان الداعمة.