“دريك آند سكل انترناشونال” تغلق بنجاح الاكتتاب بزيادة رأس المال الجديد والاكتتاب يتجاوز 150% من المتطلبات المطلوبة لإتمام عملية إعادة الهيكلة
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
حققت عملية الاكتتاب على زيادة أسهم شركة “دريك آند سكل انترناشونال ش.م.ع” التي انطلقت في 25 إبريل الماضي وانتهت بتاريخ 10 مايو نجاحاً كبيرا، حيث كانت حصيلة الزيادة في رأس المال الجديد تفوق ال 450 مليون درهم وبذلك تكون الشركة تمكّنت من تغطية 150% من متطلبات رأس المال المستهدف، الأمر الذي سيساهم في إتمام عملية إعادة الهيكلة وكذلك العمل على نمو أعمال الشركة وقدرتها على الالتزام بتنفيذ خطة أعمالها المستقبلية و تعزيز محفظة المشاريع الخاصة بها والحصول على مشاريع جديدة متنوعة بهامش ربح جيد في قطاع الإنشاءات مثل الأعمال الميكانيكية والكهربائية (MEP) بالإضافة قطاع تقديم خدمات إلى منشآت الصرف الصحي ومياه الشرب ومعالجة المياه العادمة عبر “باسافانت” إحدى الشركات التابعة ل “دريك أند سكل” والتي توفر كفاءات وتقنيات تكنولوجية متخصصة في هذا القطاع وتفعيل شركة “دريك آند سكل للنفط والغاز” للتركيز على هذا القطاع إلى توفير حلول لخطوط الأنابيب شاملةً محطات إنتاج النفط والغاز معتمدةً من “مجموعة أدنوك” بهدف تنفيذ الأنشطة الكبرى كالأعمال الميكانيكية والكهربائية ونظام التدفئة التهوية وتكييف الهواء وعقود الهندسة والمشتريات والبناء (EPC) بشأن خطوط الأنابيب الساحلية وصهاريج التخزين الخاصة بها ومحطات النفط والغاز.
وأثنى المهندس شفيق عبد الحميد، رئيس مجلس إدارة “دريك آند سكل انترناشونال ش.م.ع “على الثقة التي أولاها مساهمو الشركة الذين أقبلوا على الاكتتاب في أسهمها، لتحقيق أهم المتطلبات الرئيسية لإتمام عملية إعادة الهيكلة والمتمثلة بزيادة رأس المال في فترة زمنية قياسية.
وسيصبح رأس المال الجديد للشركة بحدود 2,887 مليون درهم موزعة على 2,887 مليون سهم، ومن الجدير بالذكر أن الاكتتاب في رأس المال الجديد قد تم على سعر إصدار 25 فلس للسهم (بخصم 75 فلس عن القيمة الاسمية) وسيتم تسجيل الخصم كاحتياطي سالب في الميزانية. وتم استهداف إعادة سهم الشركة الى التداول في سوق دبي المالي بتاريخ 20 مايو الحالي بالتنسيق مع هيئة الأوراق المالية والسلع وسوق دبي المالي وإتمام الاجراءات المطلوبة من قبل الجهات التنظيمية والرقابية.
وقال: “إن نجاح عملية الاكتتاب سوف يمكن الشركة من استعادة موقعها في أسواق دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي ومناطق أخرى حول العالم. إن الطريق أمامنا لا يزال طويلاً، ولكننا عازمون جميعاً على استعادة المكانة الراسخة التي تتمتع بها دريك آند سكل في قطاع الإنشاءات حيث يشهد السوق العقاري في المنطقة وخصوصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة نمواً ملحوظاً”.
ومن شأن نجاح عملية الاكتتاب دعم خطة إعادة هيكلة “دريك آند سكل إنترناشيونال” الهادفة إلى إعادة بناء الثقة بها عن طريق التركيز على مكامن ونقاط قوتها الجوهرية وما تخصصت به.
وتوجه رئيس مجلس الإدارة بالشكر الى هيئة الأوراق المالية والسلع وسوق دبي المالي لمتابعتهم الحثيثة لمجريات إعادة الهيكلة ولدعمهم المتواصل كما تقدم بالشكر الى جميع مساهمي الشركة مرة أخرى لصبرهم لحين إتمام عملية إعادة الهيكلة ولمشاركتهم الفاعلة في تغطية رأس المال الجديد.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: رأس المال الجدید دریک آند سکل
إقرأ أيضاً:
فيلم انفلوانزا الثراء: تراجيديا التخلص من المال تدفع إلى هجرة معاكسة
عبر تاريخ السينما، كانت هناك الكثير من الأفلام التي عالجت موضوع الجائحات والعوارض التي تضرب المجتمعات البشرية، بما في ذلك الأوبئة والفيروسات والأمراض، وكل ذلك في سياق سينما الخيال العلمي، مما عمّق هذا النوع من الأفلام وجعل له مميزاته التي ميّزته عن سواه من الأنواع الفيلمية.
لكن القصة ما لبثت أن اكتسبت شكلًا آخر منذ تفشي جائحة كوفيد-19 قبل ثلاث سنوات، حيث صار موضوع إنفلونزا كورونا واقعيًا ومعاشًا، وليس فيه مبالغات سوى ربطه، مثلًا، بإنفلونزا أخرى كانت قد ضربت البشرية عبر التاريخ، ومنها تلك التي ظهرت في أمريكا بين الأعوام 1918-1920، وأدت إلى إصابة وموت أكثر من نصف مليون إنسان، بينما ظهرت ما عُرف بالإنفلونزا الإسبانية في الفترة نفسها تقريبًا، والتي أدت إلى وفاة أكثر من 20 مليون إنسان.
وقد استوحت السينما هذه الجائحة من خلال سلسلة أفلام، نذكر منها: فيلم التفشي (1995)، فيلم العدوى (2011)، فيلم الحرب العالمية زد (2013)، فيلم بعد 28 يومًا (2002)، فيلم 12 قردًا (1995)، فيلم الموت الأسود (2010)، فيلم فلو (2013)، فيلم العدوى (2019)، فيلم العمى (2008)، فيلم صندوق العصافير (2018)، فيلم الناقل (2009)، فيلم أرض الزومبي (2009)، فيلم الحجر (2008)، وأفلام أخرى.
في هذا الفيلم للمخرجة غالدر غازتيلو-أوروتيا، هناك استمرارية على نفس وتيرة أفلام الجوائح، ولكن من خلال مقاربة أخرى مختلفة، إذ إنها تحاكي موضوع الإنفلونزا التي صارت تستهدف الأثرياء فقط، مما يثير حالة من الذعر بينهم، فيسعون للتخلص من أموالهم أو مناقلتها تفاديًا للكارثة التي تنتظرهم. وتفترض قصة الفيلم أن أعراض الإصابة بالوباء تتجلى من خلال نصوع الأسنان وصدور شعاع منها، وهو دليل على إصابة الشخص.
هذا الواقع سوف تواجهه شخصية إعلامية وسينمائية، وهي لورا—تؤدي الدور الممثلة ماري إليزابيث وينستيد—الغارقة في عوالم هوليوود، حتى تتصدع حياتها الزوجية وتنقطع عن ابنتها الوحيدة. وخلال ذلك، تتم مكافأتها بأموال ضخمة، لكن وقع الجائحة، وموت تسعة من أغنى 400 شخص في قائمة فوربس لأغنياء العالم في غضون أيام، وظهور الأعراض فقط في أسنانهم، التي تصبح بيضاء بشكل غير طبيعي، يجعل لورا تتجه إلى لندن لملاقاة ابنتها، ثم الانتقال سريعًا، هربًا من لندن إلى برشلونة، حيث تلاحقها السلطات على أمل حجرها، لكونها من ضمن قائمة الأثرياء المتوقع إصابتهم بالوباء.
يشغل هذا التحول قرابة نصف الزمن الفيلمي، ليتسارع إيقاع الأحداث بشكل متلاحق، وتلامس لورا مشكلاتها الشخصية ملامسة سطحية، فضلًا عن عدم إشباع الثيمات الأساسية في الفيلم، ومنها عدم تفسير الجائحة، ولماذا تفشت، ولماذا تستهدف الأثرياء تحديدًا، وهي أسئلة طرحها العديد من النقاد، ومن بينهم الناقد ماثيو تيرنر في موقع نيردلي، الذي يقول في مقالته عن الفيلم:
"إن أقوى عنصرٍ في هذا الفيلم هو إحساسه بالأجواء وتجسيد الشخصيات التي تمر بحالة الذعر، بالتزامن مع الامتداد المتزايد للوباء، الذي يستهدف إفساد الثروات بين أيدي الأغنياء، حيث القوة المُفسدة للثروة."
بينما تكمن المشكلة الرئيسية في الفيلم في أن الفيروس نفسه غير معروف بشكل كافٍ، ولا يوجد توضيح دقيق لكيفية تطوره أو كيفية انتقاله، وبما أن لورا أصبحت من أغنى أغنياء البلاد، كان من المفترض أن تكون مريضة، لكنها، وكما يبدو، مستثناة من الإصابة، ولهذا تمضي في قيادة المغامرة إلى النهاية.
على أن المسار السردي للفيلم ما يلبث أن يتشعب، فلا تبقى مشكلة لورا هي الثروة التي صارت في يدها، ولا كيفية التخلص منها لغرض النجاة بنفسها، بل شبكة من الاعتبارات، منها: إنقاذ طفلتها، والهدنة في نزاعها مع طليقها، وهكذا وصولًا إلى عمليات نزوح مكاني متتالية.
تعمد المخرجة في معالجتها الفيلمية إلى مقاربة أرادت من خلالها التأكيد على أن الجائحة والوباء بإمكانهما أن يكونا سببًا في توحيد البشرية، إذ إنهما لا يفرقان بين لون وعرق وقومية، ولهذا، سرعان ما نجدها مع حشد من الهاربين من الوباء على الساحل الليبي. وهنا، سوف تجد لورا وابنتها وأمها جميعًا وسط أفواج من المهاجرين واللاجئين من مختلف الأعراق، وهو تحول استثنائي ملفت للنظر، بحيث إن الخطوط السردية تتجه نحو ذلك النوع من المعاناة ومواجهة مخاطر الجوع والابتزاز وغير ذلك من أشكال التحديات.
يقول الناقد السينمائي في موقع كات ذي تايك بهذا الصدد:
"إن الفيلم يلامس بشكل عميق وحشية مخيمات اللاجئين ومدى فظاعة وصعوبة حياة طالبي اللجوء. مع أنه ليس بالأمر الجديد على صعيد السينما، إلا أن التحول يكمن في رؤية عائلة بيضاء تمر بمحنة التشرد، ومشاركة اللاجئين مكابداتهم. لكنها معالجة افتراضية ليست مضمونة النتائج، كمن يخلط الماء بالزيت، أي مراعاة قدر من المجازفة في اعتماد تلك الخلطة الاستثنائية."
واقعيًا، نحن أمام تمدد جغرافي ملفت للنظر ومربك في بعض الأحيان، لرحلة تمتد من لندن إلى تنزانيا، وذلك في سياق إنقاذ الذات، وتحول المال إلى وسيلة غير مرغوبة في سياق سردي، وبثّ للحبكات الثانوية، أفضى إلى أن ذلك المال غير المرغوب فيه كان مطلوبًا وأساسيًا لتغطية تكاليف الرحلات الجوية من مناطق العدوى—مما أدى، بلا شك، إلى أحد أكثر مشاهد الفيلم طرافة، حيث يتشاجر المليونيرات بشراسة في ملعب غولف مليء بطائرات الهليكوبتر حول من يمكنه الصعود إلى الطائرة—بينما تبقى كيفية انتقال الفيروس، وكيفية استجابة الناس له بأي طريقة أخرى غير الخوف، غامضة طوال الوقت.
وما دمنا بصدد البناء الدرامي والتوظيف السردي، فكما ذكرنا من قبل، فإن نقطة التحول ما تلبث أن تقع في منتصف الزمن الفيلمي، إذ تتغير أحداث إنفلونزا الأغنياء فجأةً، وتتحول إلى قصة هروب عكسي: فجأةً، هناك أوروبيون بيض أثرياء يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب متهالكة. وجهتهم: أفريقيا. هناك بؤرٌ للأمل، حيث لا يتفشى الوباء، وهنا تقع المفارقة الساخرة.
هذه المفارقة عمّقتها المشاهد التي يظهر فيها أولئك المهاجرون قدرًا من البساطة والاندفاع في مساعدة نظرائهم من البيض الأوروبيين، ومن ذلك تقاسم الماء والطعام معهم، وهم المترفون الذين لم يسبق لهم أن عاشوا محنة التشرد عن الأوطان والبحث عن اللجوء في أرض أخرى، وما تنطوي عليه من مخاطر. كل ذلك كان الوباء سببًا رئيسيًا فيه، وغطاءً غلّف أحداث الفيلم في إطار تباينت فيه مستويات الإقناع في السرد الفيلمي.
-------------
إخراج: غالدر غازتيلو-أوروتيا
سيناريو: ديفيد ديسولا، سام شتينر
مدير التصوير: جون دومينغيز
تمثيل: ماري إليزابيث وينستيد في دور لورا، توني في دور راف سبال.