أثنى الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام، على اعلان مصر  اعتزامها التدخل في الدعوى المرفوعة من قبل جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بشأن انتهاك الأخيرة لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، معتبرًا إياها صفعة قوية للاحتلال وإعلاء لصوت العدالة في مواجهة الغطرسة والاستكبار.

طارق فهمي يكشف أكبر مشكلة تواجه الجيش الإسرائيلي في حرب غزة (فيديو) عمرو أديب يكشف عن تطورات جديدة غير متوقعة في حرب غزة (فيديو)

وأضاف مهران، في تصريحات خاصة لـ"الوفد"، إن تدخل مصر في هذه القضية يأتي في توقيت بالغ الدقة والأهمية، حيث يتزامن مع الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية، التي شهدت اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وطرده من دياره على يد العصابات الصهيونية، في واحدة من أبشع جرائم التطهير العرقي في التاريخ الحديث، والتي مهدت الطريق أمام احتلال إسرائيل لفلسطين والأراضي العربية وارتكابها المتواصل لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.

وأوضح، أن الموقف المصري يبعث برسالة واضحة للعالم أجمع بأن زمن الصمت الدولي على الانتهاكات الإسرائيلية قد ولى، وأن مرحلة جديدة من المحاسبة والمساءلة القانونية والأخلاقية قد بدأت، حيث لم يعد بإمكان إسرائيل الاستمرار في سياساتها العدوانية والإجرامية بحق الشعب الفلسطيني بمنأى عن الملاحقة القضائية، مهما امتلكت من نفوذ وحماية من حلفائها.

وأشار، خبير النزاعات الدولية أن انضمام مصر إلى جانب جنوب إفريقيا في الدعوى، وفقًا للمادة 63 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، سيشكل ثقلًا نوعيًا في تعزيز الموقف القانوني للأخيرة، حيث سيسمح للقاهرة بطرح رؤيتها فيما يتعلق بتفسير اتفاقية منع الإبادة الجماعية وكيفية انطباق أحكامها على السلوك الإسرائيلي، مستندة لما تمتلكه من خبرة طويلة في التعامل مع الصراع، ولما عايشته من مآسي وجرائم على مدار عقود الاحتلال الإسرائيلي.

وتابع، بتدخل مصر في دعوى جنوب إفريقيا، فإنها لا توجه صفعة لإسرائيل فحسب، وإنما أيضًا للإدارة الأمريكية التي طالما انحازت للمصالح الإسرائيلية على حساب الحقوق الفلسطينية، ووظفت نفوذها في مجلس الأمن لحماية تل أبيب من أي مساءلة جدية عن جرائمها الموثقة، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستفتح الباب أمام مزيد من الدول للانضمام لمعركة تقويض الحصانة التي تتمتع بها إسرائيل وقادتها، وإخضاعهم لسلطان القانون الدولي الإنساني.

 وأكد مهران، أن أي قرار ستصدره محكمة العدل الدولية سيكون ملزمًا من الناحية القانونية لكل الدول الأطراف، وفي مقدمتها مصر، ما يعني أن انضمام القاهرة سيضفي مزيدًا من الشرعية والحجية على الأحكام التي ستصدرها المحكمة، ويجعلها سابقة قضائية رئيسية في التعاطي الدولي مع الانتهاكات الإسرائيلية.

كما بين أن ما ستقدمه مصر من أدلة وشهادات حول حجم المعاناة التي عايشها الفلسطينيون، خاصة في قطاع غزة جراء الحصار والعدوان المتكرر، سيساهم في إثراء ملف القضية، وتسليط الضوء على منظومة الجرائم المنهجية التي ترتكبها إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والتي ترقى لمستوى جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، ما سيدفع المحكمة لإصدار أحكام جريئة بهذا الشأن.

وشدد مهران علي أن خطوة مصر لن تغير فقط مسار هذه القضية، وإنما ستفتح الطريق أمام جبهة قانونية دولية أوسع لمحاصرة الاحتلال في كل المحافل والهيئات الأممية، وإرغامه على دفع ثمن جرائمه، مؤكداً على أهمية استمرار الضغط والنضال بكل السبل السياسية والدبلوماسية والميدانية والشعبية من أجل عزل إسرائيل وإنهاء احتلالها وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف.

وبالامس،  أعلنت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن اعتزامها التدخل رسميا لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا ضد اسرائيل  امام محكمة العدل الدولية للنظر في انتهاكات اسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القانون الدولي العام جنوب إفريقيا مصر القانون الدولي الإنساني الحقوق الفلسطينية الإبادة الجماعية إسرائيل الشعب الفلسطینی العدل الدولیة جنوب إفریقیا مصر فی

إقرأ أيضاً:

لجنة أممية: ممارسات "إسرائيل" بغزة تتوافق مع الإبادة الجماعية

نيويورك - صفا قالت لجنة الأمم المتحدة الخاصة للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية، إن "حرب إسرائيل على غزة تتوافق مع خصائص الإبادة الجماعية مع سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والظروف المهددة للحياة المفروضة عمدًا على الفلسطينيين هناك". وأضافت اللجنة في تقرير لها: "منذ بداية الحرب، دعم مسؤولون إسرائيليون علنًا سياسات تسلب الفلسطينيين من الضروريات الأساسية لاستمرار الحياة من الغذاء والماء والوقود". وتابعت أن "هذه التصريحات مع التدخل المنهجي وغير القانوني في المساعدات الإنسانية، يجعل نية إسرائيل واضحة في استغلال الإمدادات المنقذة للحياة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية". ويُغطي تقرير اللجنة الفترة بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وتموز/يوليو 2024. وقالت اللجنة: "عبر حصارها لغزة وعرقلتها للمساعدات الإنسانية مع هجمات مستهدفة وقتل للمدنيين وعمال الإغاثة، ورغم مناشدات الأمم المتحدة المتكررة والأوامر المُلزمة من مـحكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن، تتسبب إسرائيل عمدًا في القتل والتجويع والإصابات الشديدة وتستخدم التجويع كأداة للحرب وتُوقع عقابًا جماعيًا على السكان الفلسطينيين". ويوثق التقرير كيف أن "حملة القصف الإسرائيلية المكثفة في غزة دمرت الخدمات الأساسية، وتسببت في كارثة بيئية ستكون لها آثار صحية طويلة الأمد". وأشارت إلى أنه بحلول أوائل 2024، تم إسقاط 25 ألف طن من المتفجرات- بما يعادل قنبلتين نوويتين- على غزة، مما تسبب في دمار واسع وانهيار أنظمة المياه والصرف الصحي وتدمير الزراعة والتلوث السام.  ويثير التقرير مخاوف جسيمة بشأن استخدام "إسرائيل" لأنظمة الاستهداف المعززة بالذكاء الاصطناعي في توجيه عملياتها العسكرية وأثر ذلك على المدنيين الذي يتجلى بشكل خاص في العدد الهائل من النساء والأطفال بين الضحايا. وقالت: إن "استخدام الجيش الإسرائيلي للاستهداف المدعوم بالذكاء الاصطناعي بحد أدنى من الإشراف البشري، مع القنابل الثقيلة، يشدد على تجاهل إسرائيل لالتزامها بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ الضمانات الكافية لمنع وقوع قتلى من المدنيين". وأوضحت أن رقابة "إسرائيل" المتصاعدة على وسائل الإعلام وقمع المعارضة واستهداف الصحفيين، تعد جهودًا متعمدة لمنع الوصول العالمي للمعلومات. وأشارت إلى "إزالة شركات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير متناسب" للمحتوى المؤيد للفلسطينيين، مقارنة بالمنشورات التي تحرض على العنف ضدهم. وأدانت حملة التشوية الجارية ضد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وضد الأمم المتحدة بشكل عام. ودعت اللجنة الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى الالتزام بتعهداتها القانونية بمنع ووقف انتهاكات "إسرائيل" للقانون الدولي ومساءلتها على ذلك". وقالت: "إن المسؤولية الجماعية لكل دولة تحتم وقف دعم الهجوم على غزة ونظام الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية". وستقدم اللجنة تقريرها إلى الدورة الحالية للجمعية العامة في الثامن عشر من الشهر الحالي.

مقالات مشابهة

  • غارة للاحتلال الإسرائيلي على بلدتي خربة سلم وحومين التحتا جنوب لبنان
  • باحث سياسي: لبنان يرفض تدخل إسرائيل حال حدوث خرق بالقرار 1701
  • لجنة أممية: ممارسات "إسرائيل" بغزة تتوافق مع الإبادة الجماعية
  • لجنة أممية: حرب "إسرائيل" على غزة تتوافق مع الإبادة الجماعية
  • 5 غارات للاحتلال الإسرائيلي على تبنين وبرج رحال في جنوب لبنان
  • مصر وجنوب إفريقيا تبحثان الوضع في غزة وانتهاكات إسرائيل أمام العدل الدولية
  • مصر وجنوب إفريقيا تبحثان مقاضاة إسرائيل بمحكمة العدل
  • باحث في العلاقات الدولية لـ«الأسبوع»: «مايك هاكابي» ينفذ الأجندة الأمريكية التي تخدم إسرائيل
  • السيسي يستقبل وزير العلاقات الدولية والتعاون الدولي بجنوب إفريقيا
  • نتنياهو يرد على قرار العدل الدولية وسموتريتش يدعو إلى ضم الضفة الغربية