تحت أنفاق من 15 طابقا.. معلومات استخباراتية تلمّح إلى مكان السنوار
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين أميركيين، بأن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، "لا يختبئ في رفح جنوب غزة"، مشيرة إلى أن هذه المعلومات الاستخباراتية يمكن تقوض المبرر الإسرائيلي للعمليات العسكرية الكبرى في المدينة.
ويقول مسؤولون أميركيون إن وكالات المخابرات الإسرائيلية تتفق مع التقييم الأميركي بأن السنوار وغيره من قادة حماس لا يختبئون في رفح، على الطرف الجنوبي من غزة.
وترجّح وكالات التجسس في البلدين، أن السنوار "لم يغادر أبدا شبكة الأنفاق تحت خان يونس، المدينة الرئيسية التالية في الشمال"، وفقا لمسؤولين أميركيين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة تقييمات استخباراتية حساسة.
وسبق أن نقلت "تايمز أوف إسرائيل"، عن مسؤولين مطلعين على الأمر أن تقييمات استخباراتية حديثة تشير إلى تواجد السنوار في أنفاق تحت الأرض في منطقة خان يونس، على بعد حوالي خمسة أميال شمالي رفح، بينما أكد مسؤول ثالث أن السنوار لا يزال في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السنوار ونائبه، قائد الجناح العسكري محمد الضيف، لايزالان بعيدا المنال، على الرغم من الادعاءات المتكررة من قبل المسؤولين الإسرائيليين بأن الجيش الإسرائيلي كان يضيق الخناق عليهما.
ولم يتمكن المسؤولان اللذان تحدثا إلى الصحيفة من تحديد مكان وجود السنوار بدقة حاليا، لكنهما استشهدا بالتقييمات الاستخباراتية التي تشير إلى تواجده تحت الأنفاق في خان يونس.
وتبقى شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحماس أعمق تحت خان يونس، حيث تصل إلى 15 طابقا في بعض الأماكن، كما أن السنوار "محميّ أيضا من طرف مجموعة من الرهائن الإسرائيليين الذين يستخدمهم كدروع بشرية لثني القوات الإسرائيلية عن مداهمة موقعه أو قصفه"، حسبما أفاد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.
وجعلت إسرائيل من القضاء على السنوار عنصرا أساسيا في هدفها المتمثل في تدمير حماس.
ويعتقد مسؤولون أن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية لديها معلومات جيدة أو أفضل عن موقع السنوار، لكنهم أصروا على أن الولايات المتحدة تشارك إسرائيل كل ما تعرفه.
وفي شهر فبراير، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات لما قال إنه السنوار يسير عبر نفق مع العديد من أفراد الأسرة، وهي المرة الأولى التي شوهد فيها على ما يبدو منذ اختبائه قبل الهجوم المدمر في 7 أكتوبر الذي اتهم بتدبيره، مما أدى إلى اندلاع الحرب المستمرة في غزة.
ويحاول المسؤولون الأميركيون إقناع إسرائيل بكبح عمليتها العسكرية في رفح وما حولها، خوفا من الخسائر في صفوف المدنيين التي قد تنجم عن هجوم واسع النطاق على المدينة، التي لجأ إليها المدنيون الفلسطينيون ومسلحو حماس، وفقا للصحيفة.
ونزح أكثر من مليون من سكان غزة إلى رفح منذ بدء الحرب قبل أكثر من سبعة أشهر لكن مسؤولين بالأمم المتحدة، قالوا الأحد، إن نحو 300 ألف فروا خلال الأسبوع الماضي وسط أوامر إخلاء موسعة ومخاوف متزايدة من أن إسرائيل قد توسع نطاق العملية العسكرية التي تستهدفها، بعد أن سيطرت بالفعل على المعبر الحدودي لرفح مع مصر.
ومنذ بداية الصراع، ظلت الولايات المتحدة تزود إسرائيل بمعلومات استخباراتية عن مسؤولي حماس، بما في ذلك السنوار ومحمد ضيف، زعيم جناحها العسكري. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه إذا تمكنت إسرائيل من قتل أي من هذين الزعيمين الكبيرين، فستكون الحكومة الإسرائيلية قادرة على اعتبار ذلك نصرا رئيسيا واستخدامه كسبب لكبح العمليات العسكرية، حسبما أوردت الصحيفة.
ولا يعتقد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أن السنوار، الذي يُنظر إليه على أنه أحد مهندسي الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، أو غيره من كبار قادة حماس كانوا يختبئون في رفح، وفقا لما نقله بعضهم، وقالوا إن إدارة بايدن أبلغت الإسرائيليين أنه لا ينبغي استخدام ملاحقة السنوار كمبرر لشن هجوم على رفح.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، لهيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة "كان"، السبت، إن إسرائيل "ستقضي على السنوار لأن هذا ما يجب أن يحدث بعد ما فعله".
وردا على سؤال عما إذا كان زعيم حماس في غزة محاصرا بالرهائن، قال هنغبي إنه ليس لديه معلومات حول هذا الموضوع.
وعلقت الولايات المتحدة بالفعل بتعليق شحنة أسلحة بسبب مخاوف من إمكانية استخدام القنابل الثقيلة في رفح، وهو الضغط الأكثر دراماتيكية الذي مارسه البيت الأبيض على إسرائيل منذ بداية الصراع.
وبينما أوضحت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أنها لن توقف شحنات الأسلحة الدفاعية، مثل ذخائر الدفاع الجوي، فقد حذر بايدن من وقف إضافي لتسليم الأسلحة إذا شنت إسرائيل هجوما كبيرا على رفح.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة أن السنوار خان یونس فی غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مثيرة عن محاولات اعتقال السنوار قبل اغتياله
كشفت مصادر داخل حركة حماس عن معلومات تشير إلى أن إسرائيل كانت قريبة من اعتقال زعيم الحركة السابق يحيى السنوار، 5 مرات على الأقل قبل اغتياله في مواجهة مسلحة مع قوات الاحتلال.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن المصادر قولها إن السنوار ظل على تواصل مستمر مع قيادات حماس رغم الملاحقة الإسرائيلية، باستخدام طرق أمان معقدة لضمان بقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الخارج وداخل الحركة.
وظل السنوار في حالة تنقل دائم بين مواقع سرية في غزة لتفادي استهدافه، وكان يعتمد على الرسائل اليدوية لنقل المعلومات إلى قيادات حماس وعائلته.
ووصلت إلى عائلة السنوار رسالة منه حول وفاة ابن أخيه، إبراهيم محمد السنوار، قبل يومين من مقتله هو نفسه.
الإصرار على البقاءوبحسب المعلومات، كان السنوار قد أبلغ عائلته بمكان دفن إبراهيم داخل أحد الأنفاق في رفح، حيث استشهد في أغسطس الماضي أثناء مهمة مراقبة تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وخلال العملية العسكرية الإسرائيلية في خان يونس، أصر السنوار على البقاء في المنطقة رغم القصف المكثف.
ورغم محاولات عديدة من قادة في كتائب حماس، لإخراجه إلى مواقع أكثر أماناً، إلا أن اشتداد العمليات العسكرية حال دون ذلك.
وذكرت المصادر أن جيش الاحتلال اقترب من السنوار عدة مرات، وبلغت المحاولات خمس مرات على الأقل، ثلاث منها فوق الأرض واثنتان تحتها، إلا أن تحركات السنوار المعقدة ساعدته على الإفلات في كل مرة.الانتقال إلى رفح
مع توسع العمليات في خان يونس، اضطر السنوار في فبراير إلى الانتقال إلى رفح، حيث واصل التنقل بين مواقع فوق الأرض وتحتها، محافظاً على الاتصال بقيادة حماس داخل وخارج غزة، خاصة في ما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى.
وأشارت المصادر إلى أن السنوار كان يقيم في شبكة من الأنفاق تحت رفح، ومنها النفق الذي أُعدم فيه المختطفون الستة في سبتمبر الماضي.
نقص شديد في الطعامكما أوضحت أن السنوار ورفاقه عانوا من نقص شديد في الطعام، خصوصاً في الأيام الثلاثة الأخيرة قبل مقتله.
ومع اقتراب القوات الإسرائيلية من موقعه، تنقل السنوار بين المباني المدمرة في محاولة لتجنب المواجهة، إلا أنه بقي مصمماً على البقاء في موقع القتال حتى اللحظة الأخيرة.