ما هي تقنية التزييف العميق التي تنتشر في الهند؟
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرًا سلطت فيه الضوء على الاستخدام المتزايد لتقنية التزييف العميق، أو "الديب فيك" في مجال الاحتيال المالي في الهند، حيث يتم إنشاء مقاطع فيديو مزيفة لشخصيات معروفة، من أجل الاحتيال على الضحايا وسلبهم أموالهم.
وتقول الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن طرق النصب والاحتيال في الهند شهدت طفرة في الكم والكيف بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وذكرت الصحيفة أن هذه الأساليب المضللة كانت مستخدمة منذ سنوات في مجال السياسة، ولكن دخولها إلى قطاع المال والبورصة يعتبر جديدا، في هذا البلد الذي يشهد ارتفاعا في أعداد المستثمرين. وترتبط هذه الظاهرة بسهولة وانتشار تكنولوجيا الديب فيك أو التزييف العميق، حيث أن مقاطع فيديو من هذا النوع يمكن شراؤها في الهند مقابل 8 روبيات أو ما يعادل عشر اليورو.
ونوهت الصحيفة إلى أن مقاطع التزوير العميق تلعب دورًا في مغالطة الناس والاستفادة من الثقة التي يشعرون بها تجاه بعض الوجوه المعروفة والمؤثرة، التي تستخدم لتوجيه نصائح لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
وكان وجه راتان تاتا، المدير السابق لمجموعة تاتا، قد ظهر في فيديو مزيف ينصح مستخدمي الإنترنت بمتابعة شخصية اسمها ليلى راو تقدم نفسها على أنها خبيرة مالية تمتلك ما لا يمتلكه غيرها من نصائح. وفي مقاطع الفيديو تظهر السيدة راو بملابس ومؤثرات بصرية لا تمت بصلة لقطاع ريادة الأعمال، مقدمة ما تسميه نصائح مالية لجني الأرباح.
وأكدت الصحيفة أن مثل هذا النوع من المؤثرين في مجال البورصة، والذين لا يتمتع معظمهم بأي مصداقية، يعرضون على منصة يوتيوب ثروات يمتلكونها كدليل على نجاح أساليبهم في الاستثمار، ويستعرضون رسوما بيانية وأرقام معقدة للتدليل على خبرتهم في هذا المجال. ودائما ما تلاحق السلطات المالية الهندية أصحاب هذه الحسابات، من المتحيلين الذين يكسبون المال من تقديم نصائح خاوية من أية قيمة، ويتمتع بعضهم بمئات الآلاف من المتابعين.
تزايد التحيل مرتبط بازدهار الاستثمار
وتشير الصحيفة إلى إن البحث عن نصائح وشروحات حول كيفية الاستثمار في البورصة في الهند مرتبط بكون هذه الظاهرة تعتبر جديدة في البلاد. حيث أن الاستثمار في البورصة بدأ يكتسب شعبية أثناء فترة الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا، مستفيدًا أيضًا من الأداء الجيد للاقتصاد المحلي، وعمليات الرقمنة التي شهدتها العديد من المجالات، والتي تسهل البيع والشراء.
ففي نهاية العام 2023، كانت بورصة بومباي قد احتلت المركز السابع عالميا متجاوزة بورصة هونغ كونغ، برأس مال إجمالي ناهز أربعة آلاف مليار دولار. وإلى جانب مشاريع الذكاء الاصطناعي، سجلت شركات هندية أخرى نموا قياسيا خلال العام 2023، على غرار "مانكايند فارما" التي تصنع اختبارات الحمل والواقي الذكري، وشركة "سيلو وورد" التي تنتج أدوات المطبخ.
وتقول الصحيفة، في ختام التقرير، إن عملية الاحتيال المالي في هذا البلد انتشرت لدرجة دفعت البنك المركزي الهندي لتقديم إحصاءات دقيقة حول هذه الظاهرة؛ حيث إنه في آخر تقرير له في آذار/ مايو 2023، أكد وجود 13530 مؤسسة مارست الاحتيال المالي، بقيمة جملية قدرها 302.5 مليار روبية. كما أن مجلة فوربس الأمريكية التي تنشر قائمات أثرى أثرياء العالم، أصبحت تنشر في نسختها الهندية ترتيبا لأكبر الشركات التي تمارس النصب والاحتيال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية لوموند الهند التزوير الهند التزوير لوموند سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الهند
إقرأ أيضاً:
شائعات وفاة ملك المغرب تنتشر على وسائل التواصل.. هذه هي الحقيقة (شاهد)
انتشرت على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، مساء السبت، جُملة من المنشورات المضلّلة، زعمت وفاة ملك المغرب محمد السادس. فيما ارتفع معدّل البحث عن اسم الملك المغربي، بشكل متسارع عبر مختلف محرّكات البحث.
وبحسب تقديرات لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لوحده، قد تم تداول اسم "الملك محمد السادس" لأكثر من 77 ألف مرة، وذلك خلال ثلاث ساعات فقط، وهي المدّة التي انطلقت فيها هذه "الموجة" بوتيرة مُتصاعدة.
إثر ذلك، أبرز عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن تداول المنشورات التي اعتمدت على ملصقات وُصفت بـ"المُفبركة"، نُسبت إلى صحيفة "هسبريس" المغربية البارزة، هي: "حملة إلكترونية منسّقة"، خاصة إثر الارتفاع المفاجئ لتداولها خلال فترة زمنية قصيرة.
وزعمت المنشورات المضلّلة أن الصحيفة المغربية قد نشرت خبرا عن: "وفاة الملك المغربي وحذفته بعد دقائق"، وهو ما كذّبته صحيفة "هسبريس"، عبر بيان لها، مساء السبت، نفت فيه أي علاقة لها بهذه المنشورات الزائفة، فيما وجّهت أصابع الاتّهام إلى: "جهات معادية للمغرب" بنشر أخبار كاذبة تستهدف مؤسسات البلاد الدستورية.
وأوضحت الصحيفة، عبر البيان نفسه: "يتواصل مسلسل إقحام جريدة هسبريس الإلكترونية في ترويج أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة عبر منصات التواصل الاجتماعي، باستغلال الهوية البصرية للجريدة".
وأكّدت الصحيفة المغربية التي نُسب إليها الخبر الكاذب: "تجدد جريدة هسبريس تنبيه قرائها إلى أن موادها الصحافية متاحة على صفحاتها الرسمية بروابط واضحة، كما ألفوا ذلك منها"، مردفة في الوقت نفسه: "تحتفظ هسبريس لنفسها بحق اللجوء إلى كل الوسائل القانونية في مواجهة مستغلي هويتها البصرية لاقتراف جريمة الترويج للأكاذيب".
تجدر الإشارة إلى أنه رغم محاولة مروّجي هذه المنشورات محاكاة تصميمات "هسبريس"، إلا أن الفروقات كانت واضحة، إذ اختلف نوع الخط المستخدم عن المعتاد لدى الصحيفة، ناهيك عن وجود أخطاء إملائية لافتة في المنشورات المزيفة.
كذلك، كان آخر بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي، منشورا على موقع وكالة الأنباء المغربية الرسمية بتاريخ 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي؛ وهو ما يؤكد كذلك كذب الشائعات التي نُشرت.