لفت في الساعات الثماني والاربعين الماضية تراجع حدة المواجهات العسكرية في الجنوب. واعلن حزب الله بالامس، عن استهداف آلية عسكرية تحمل تجهيزات تجسسية، إضافةً إلى استهداف تجهيزات فنية أخرى في ثكنة هونين كما استهداف تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالصواريخ الثقيلة الجديدة (عماد مغنية).


وجاء في" النهار": أجمعت التقارير على رصد تطور غامض ولافت تمثل في تراجع وانحسار الغارات الاسرائيلية بشكل شبة كامل عن جنوب لبنان منذ صباح السبت الماضي واقتصر تحليق الطائرات الحربية الاسرائيلية على التصدي لمسيّرات"حزب الله" ومحاولات اسقاطها. ورصدت التقارير إنها المرة الأولى منذ 8 تشرين الأول لا تستهدف فيها اسرائيل قرى الجنوب بغارات جوية حربية، فيما واصل "حزب الله" تنفيذ هجماته الصاروخية والمسيرة الامر الذي اثار تساؤلات عن السبب، من دون اسقاط عامل المناورة الإسرائيلية واحتمال ان يكون ذلك مقدمة لنمط هجومي جديد بعدما تكثفت بقوة ضربات الحزب للشمال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة .
وفي المقابل تعمد "حزب الله" الإعلان في الساعات الأخيرة عن ادخال صواريخ ثقيلة جديدة في المعركة وهي "صواريخ جهاد مغنية" اذ كشف استهداف ‏انتشار للجنود الإسرائيليين في محيط موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ‏ب "صواريخ جهاد مغنية" كما استهدف ‏آلية عسكرية تحمل تجهيزات تجسسية إضافةً إلى استهداف تجهيزات فنية أخرى في ثكنة هونين ‏ بالصواريخ الموجهة.
وتم تفعيل صافرات الإنذار في نهاريا وضواحيها صباح امس ، بسبب تسلل طائرة من دون طيار، ولم تنجح محاولة اعتراضها فيما أطلق "حزب الله" صاورخاً مضاداً للدروع باتجاه مستوطنة مرغليوت في الجليل الأعلى.
وتركز الاستهداف الإسرائيلي في الجنوب، على عمليات القصف المدفعي التي وقعت بعد منتصف ليل السبت، على أطراف بلدة الناقورة، مستهدفاً جبل اللبونة، ما أدى إلى أضرار جسيمة بالممتلكات والمزروعات والأحراج. وقصفت المدفعية أطراف بلدتي الجبين والضهيرة والاودية المحيطة بهما.
ومن المقرر ان يلقي الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمة في الخامسة عصر اليوم في ذكرى مصطفى بدر الدين .
وكتبت " الشرق الاوسط": أعلن «حزب الله» إدخال صواريخ «ثقيلة» جديدة إلى ميدان الحرب في جنوب لبنان ضد إسرائيل، أطلق عليها اسم «عماد مغنية»؛ وهو قائده العسكري الذي اغتيل في دمشق عام 2008، وذلك ضمن سياق التطور التدريجي للحرب بين الطرفين، التي أدخل خلالها الحزب ثلاث منظومات «صواريخ ثقيلة»، وفق قوله.
يأتي إعلان الحزب عن الصاروخ الجديد، بالتزامن مع الحرب المتواصلة التي تشهد بشكل يومي تبادلاً لإطلاق النار وقصفاً إسرائيلياً لمناطق واسعة في جنوب لبنان أدى إلى تدمير نحو 1500 وحدة سكنية بالكامل، وتضرر نحو 10 آلاف وحدة سكنية أخرى، وقد أخلت المنطقة الحدودية من معظم سكانها، كما أخلت المنطقة الحدودية في شمال إسرائيل من معظم المدنيين.
وكتبت" الاخبار": لا يكفّ حزب الله في معركة الإسناد لجبهة غزة عن مفاجأة المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل. فبعد سلاح المُسيّرات وهجماتها الناجحة، أدخَلَ الحزب أمس إلى ميدان المواجهة صواريخ «جهاد مغنية» الثقيلة الجديدة، ما أضفى اضطراباً إضافياً على المشهد الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة، المضطرب أساساً على وقع عمليات الحزب النوعية، والدقّة في إدارة الميدان.ويزيد هذا التطور من خيبة مستوطني الشمال لانعدام أي أفق للعودة إلى المستوطنات التي فرّوا منها تحت وطأة ضربات حزب الله، ويتعاظم القلق في صفوفهم جرّاء الارتقاء التدريجي والنوعي لعمليات الحزب، ما يؤشر إلى فشل كل محاولات حكومتهم لإيجاد الشروط المناسبة لعودتهم، ويعزّز نظرية «الردع المضاد» التي فرضها الحزب شمالاً، من خلال إدارته للتصعيد والتدرّج في إدخال قدرات متنوعة براً وجواً، ساهمت جميعها في تكريس الردع.
من ضمن سلسلة عملياته النوعية اليومية، استهدف حزب الله أمس انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع زبدين في مزارع شبعا بالصواريخ الثقيلة الجديدة من طراز «جهاد مغنية» أصابت هدفها إصابة مباشرة.‏ وصواريخ «جهاد مغنية» تكتيكية غير موجّهة، ذات قدرة تدميرية كبيرة، برأس حربي يبلغ وزنه 120 كيلوغراماً، من إنتاج المقاومة الإسلامية. ‏

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الإسرائیلی فی حزب الله

إقرأ أيضاً:

تعقيب على مذكرات محمد سيد أحمد الحسن

بقلم عبد الله رزق ابو سيمازه

على مشارف المائة (حيث ولد حوالي عام ١٩٣٠)، توفي السيد محمد سيد أحمد الحسن، بعد حياة عمرها بالكدح، وبالكفاح والنضال، كناشط وفاعل إيجابي في وسطه الاجتماعي والسياسي، كما تعكس ذلك مذكراته التي أعدها وحررها، ابنه المهندس عادل سيد أحمد، تحت عنوان: (في سياق الأحداث: مذكرات محمد سيد أحمد الحسن)، والتي يمكن النظر إليها، أيضا، كأمثولة في البر بالوالدين.
ورغم تقدمه في السن، فقد حافظ الراوي، وهو يملي مذكراته، على ذاكرة متقدة، مكنته من استعادة تفاصيل ما عاشه او عايشه من الوقائع والأحداث المهمة، والاسماء والتواريخ، بكثير من الدقة.
تعكس المذكرات، من ناحية، الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية، لمنطقة حيوية من مناطق الخرطوم، هي منطقة الديوم، جنوب السكة حديد، وتوثق، من ناحية أخرى، مساهمة صاحب السيرة، محمد سيد أحمد الحسن، في تلك الحياة، بكل تنوعها وعنفوانها. وقد اؤتي محمد سيد أحمد، وهو الذي لم يتلق تعليما نظاميا كافيا ومتقدما، حظا كبيرا من الكاريزما وقوة الارادة، والمهارات و الجدارات القيادية التي اهلته لأن يكون في الطليعة دائما : رئيسا لفرع الحزب الشيوعي بالمنطقة منذ أن انتمي للحزب، وسكرتيرا للمديرية، ورئيسا للنادي و للجمعية التعاونية والخيرية، وقائدا نقابيا بارزا، ومن قبل، شغل موقع مرشد لجماعة الاخوان المسلمين... (لحسن الحظ، فان الجماعة، على عهد مؤسسها، حينذاك، على طالب الله، لم تكن حزبا سياسيا، وإنما كانت مجرد جمعية دينية تحض على مكارم الأخلاق.)
شكل نشاط محمد سيد أحمد ضمن الحزب الشيوعي، في المنطقة، جانبا كبيرا من المذكرات، والتي غلب عليها طابع القصص والحكايات القصيرة والنوادر، حيث يتجلى التاريخ، الذي يصنعه الناس العاديون، وهم يمارسون حياتهم العادية، دون جلبة او ضوضاء، او كثير ادعاء، فيما اختار لها المحرر، المهندس عادل سيد أحمد، قالب الانترفيو (Interview)، بدلا من السرد، كشكل فني، ربما لم يكن معهودا، في كتابة المذكرات.
لكن صاحب المذكرات لم يكن مجرد كادر سياسي في حزب ثوري. فهو، مثل مالكولم إكس، ثقف نفسه بنفسه، عبر اطلاع واسع، ليبرهن بأن القراءة المثابرة، تعين في تغيير الفرد، وبما تفتحه أمامه من آفاق للمعرفة غير نهائية، تمكنه من المساهمة على نحو فعال في تغيير مجتمعه. فالراوي، ومنذ ان غادر مسقط رأسه في المقل، في أقصى شمال البلاد، قاصدا الخرطوم، وهو صبي يحمل في دواخله مشروع رجل عصامي، قد توفر على عقلية متفتحة، وطاقة ديناميكية، يسرت له النجاح باستمرار في سوق العمل، بالذات، الميدان الحيوي للنشاط الفاعلية. فهو لم يكتف بالعمل في شركة شل، لكنه ارتاد ميادين أخرى للعمل، انعكس في ترقي وضعه الاجتماعي، حتى ان بعض زملائه في الحزب استنكف التعامل معه بحجة انه أصبح برجوازيا، ويعيش في مستوى حياتي مترف: البيت الفخم المزود بالثلاجة والتلفزيون بجانب السيارة.. الخ
ولان محمد سيد أحمد، صاحب السيرة، قد شغل، من جهة، والي حد كبير بحياة الفكر، على حد تعبير إتش دي لورانس، وحياة الكدح وبالكفاح، والنضال، في جبهاته المتعددة: فرع الحزب، النقابة، الجمعية التعاونية، النادي.. الخ، من الجهة الأخرى، فقد غابت من مذكراته ملامح الحياة الثقافية والفنية والرياضية لمنطقة الديوم، والتي كانت عاصمة لفن الغناء، خاصة، موازية لأم درمان.
غير بعيد من هذا السياق، َوردت، عرضا، الإشارة لبيت العزابة، دون تفصيل. وبيت العزابة، والذي قد يكون وكرا حزبيا، تنعقد فيه الاجتماعات، وتخرج منه المنشورات، ويختفي فيه الملاحقون والمطاردون من قبل الأجهزة الأمنية. فهو ظاهرة او كينونة اجتماعية - ثقافية - سياسية شديدة الاثارة. وقد اشتهرت بيوت العزابة، في المدن الكبيرة خاصة، باحتضانها القعدات، التي يؤمها سياسيون وأدباء ومغنون، وجمعت، بجانب شريحة الأفندية، فسيفساء من أبناء الطبقة الوسطى، حيث وفرت لهم إطارا لممارسة حيواتهم السرية. بجانب ذلك كانت مختبرا لكثير من ناشئة الفنانين لإنضاج تجاربهم وتلمس خطاهم على طريق الفن..
وعلى الرغم مما توفر لصاحب المذكرات من قدرات وخبرات ومعرفة ووعي، إلا أن القارئ قد يلاحظ انه، كناشط سياسي، كان ينقصه الطموح. فلم يتطلع لان يكون عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، الشفيع احمد الشيخ، مثلا. ولم ينخرط بقوة في الصراع الداخلي، لترجيح كفة اي من طرفي الصراع، أثر الخلاف الذي أحدثه الموقف من انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩، وما ترتب عليه من صراعات وانقسام في الحزب. وقد انتهى به هذا الاستنكاف الصراع، والذي ربما كان منطلقه رؤية مثالية للحزب وللشيوعية، موغلة في الرومانسية الثورية، الي أن يرى في الانقسام نهاية الحزب، ومبرر، من ثم، لاعتزاله العمل العام.
خلت المذكرات، بشكل لافت للنظر، من تعليق صاحب المذكرات على فوز السكرتير العام للحزب الشيوعي، محمد ابراهيم نقد، في دائرة الديوم وحي الزهور، في انتخابات عام ١٩٨٦، والذي قد يري فيه محصلة تراكمية لجهوده ونضالات مع زملائه من الشيوعيين، وتتويجا لتلك الجهود والنضالات الممتدة.

عبد الله رزق ابو سيمازه
القاهرة - الخميس ٣٠ يناير ٢٠٢٥م.

amsidahmed@outlook.com  

مقالات مشابهة

  • العدوان الإسرائيلي على جنين يدخل يومه الـ11
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • تعقيب على مذكرات محمد سيد أحمد الحسن
  • حول غارات البقاع ومسيّرة الحزب.. هذا ما أعلنه الجيش الإسرائيلي
  • اتفاقات نوعية مع الخارج تنتظر والرئيس عون يعطّل الألغام
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • الحظر الإسرائيلي على الأونروا يدخل حيز التنفيذ.. ماذا يعني هذا؟
  • التوفيق بين قوله تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وحديث لن يدخل أحدكم عملُه الجنة
  • القائد العسكري عصمت العبسي: لقد سقط صاحب صيدنايا صاحب المكابس التي قتل فيها أحبائنا ولم يكن هذا النصر لولا اعتصامنا ووقوفنا خلف القائد أحمد الشرع في لحظة إعلان المعركة.
  • حكومة الاحتلال الإسرائيلي على صفيح ساخن.. شاس يتراجع وسموتريتش يهدد بحل الكنيست