قائد الجيش في قطر ولا تعديل في برامج الدعم الاميركية
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
بدأ أمس قائد الجيش العماد جوزاف عون زيارة رسمية لقطر، تلبية لدعوة من نظيره القطري رئيس أركان القوات المسلّحة الفريق الركن طيار سالم بن حمد بن عقيل النابت. وسيتناول البحث حاجات المؤسسة العسكرية وسبل دعمها لتُواصل مهماتها حفاظًا على أمن لبنان واستقراره. ومن المقرر أن يستقبل رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني العماد عون.
وقال مصدر ديبلوماسي لـ»نداء الوطن» إنّ «القيادة القطرية السياسية والعسكرية تعرف عن ظهر قلب احتياجات المؤسسة العسكرية الملحّة، في المرحلة الراهنة والمقبلة، خصوصاً إذا ذهبت الأمور الى التهدئة والبدء جدياً بالتنفيذ الكامل للقرار 1701، وبالتالي فإنّ الدور القطري أساسي في حشد الدعم العربي والدولي للجيش، وهذه نقطة ارتكاز المحادثات التي سيجريها العماد عون في الدوحة.
وقالت مصادر مطلعة على الزيارة لـ «الديار» انه «سيتم خلال هذه الزيارة بت مصير دفعتين لا تزالان معلقتين لعناصر وضباط الجيش، باشارة الى مبلغ الـ100 دولار الذي يصل اليهم بشكل شهري، ويفترض ان يستفيدوا منه لشهرين بعد»، لافتة الى «ان القيادة كانت أُبلغت بوقت سابق باجراءات ادارية تؤخر تحويل الاموال». واضافت المصادر: «كذلك سيستعرض عون حاجات المؤسسة العسكرية على اكثر من مستوى، والتي كان قد استعرضها في زيارته الاخيرة الى باريس».
وكتبت" الاخبار": ذكرت مصادر أميركية قريبة من البنتاغون، أن النقاش حول دور الجيش في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في الجنوب، لا يتطرق إلى أصل المساعدة الأميركية للمؤسسة العسكرية. وأضافت أن واشنطن تأمل أن توافق الحكومة اللبنانية على مقترحات متعددة بتكثيف انتشار الجيش على طول الحدود الجنوبية للبنان، وأن اتفاقاً جديداً على دور الجيش يمكن أن يفتح باب رفع مستوى الدعم المادي واللوجستي.
وعما تردّد عن احتمال وقف الولايات المتحدة مساعدتها لـ«تعزيز الجانب المعيشي» للجيش، أشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة تدرك تماماً أن قرار انتشار الجيش في الجنوب سياسي، تتخذه الحكومة والقوى السياسية الكبيرة، ولن يكون ذلك من دون موافقة حزب الله. لذلك، لن تغامر الولايات المتحدة باستثمارها الكبير في الجيش في حال فشلت خطط تعديل الإجراءات الأمنية جنوباً.
وبحسب المصادر، فإن كل الاجتماعات التي تُعقد دورياً بين قيادة الجيش وضباط كبار من قيادة المنطقة الوسطى، تركز على استمرار برنامج الدعم في المجالين المالي والتسليحي. ولفتت إلى أن الجديد في الأمر هو ما طرحه الفرنسيون بإحياء صفقة تسليح كبيرة للجيش كانت مقرّرة سابقاً بالاتفاق مع السعودية وتمّ تعطيلها، وأن باريس تحاول إقناع الدوحة بالحلول محل الرياض في تمويلها، وهو ما تحفّظت عنه قطر التي تعتبر أن دعم الجيش يجب أن يكون من ضمن برنامج أكبر يشمل لبنان، وأنه في حال تعذّر توافر الشروط السياسية المناسبة، لن يكون هناك برنامج خاص للجيش.
وبحسب المصادر الأميركية، فإن عدم التوصل إلى حل لجبهة لبنان، وعدم وجود تغييرات كبيرة في السلطة السياسية في لبنان، واستمرار الخلافات بشأن الرئاسة، كلها أسباب دفعت إلى إلغاء مؤتمر دعم الجيش الذي كان مقرراً عقده في باريس الشهر الماضي. وقالت المصادر إن كلمة السر تبقى في ما سيتوصل إليه المبعوث الرئاسي عاموس هوكشتين في مهمته لفرض إجراءات جديدة في جنوب لبنان، وإن الأمر يبقى رهن توقف الحرب في غزة. ولفتت المصادر إلى أن واشنطن لا تمانع رفع مستوى التنسيق مع الجانب الفرنسي حول ملف الحدود بين لبنان وكيان الاحتلال، لكنها تتصرف بواقعية إزاء ما يمكن تحقيقه، في ظل المطالبة الإسرائيلية بفرض إجراءات تحول دون تجدد القتال وبما يؤمّن عودة آمنة ومستدامة لسكان المستوطنات الشمالية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش فی
إقرأ أيضاً:
السودان يدخل عامه الثالث من الحرب وسط أوضاع إنسانية كارثية.. مكاسب ميدانية للجيش و”الدعم” ترد بمجازر دامية في الفاشر
البلاد – الخرطوم
تدخل الحرب السودانية، اليوم (الثلاثاء)، عامها الثالث من دون مؤشرات قريبة على حلول سياسية أو تهدئة ميدانية، رغم التقدم العسكري «اللافت» الذي أحرزه الجيش السوداني مؤخرًا في مناطق عدة من العاصمة وأطرافها. إلا أن ميليشيا الدعم السريع المتمردة تمكنت، خلال الأيام الماضية، من تنفيذ هجوم دموي على مخيم زمزم في شمال دارفور، أسفر عن مقتل مئات المدنيين، فيما اعتُبر رسالة ضغط جديدة على المجلس السيادي، إما لدفعه إلى التفاوض أو للانفصال بإقليم دارفور.
وفي أحدث حصيلة دامية، نقلت الأمم المتحدة عن مصادر وصفتها بالموثوقة مقتل أكثر من 400 شخص خلال الهجوم الأخير على مخيم زمزم، فيما أكدت مفوضية حقوق الإنسان سقوط 148 قتيلاً تم التحقق من أسمائهم، وسط ترجيحات بأن الأرقام الفعلية أعلى بكثير. ويأوي المخيم، إلى جانب مخيم أبو شوك المجاور، نحو 700 ألف نازح، وقد تعرّض لهجوم استمر أربعة أيام وانتهى بسيطرة قوات الدعم السريع عليه، وسط دمار واسع شمل الأسواق والملاجئ والمرافق الصحية.
وفيما تؤكد منظمات الإغاثة أن ما بين 60 و80 ألف أسرة نزحت من المخيم، يهدد خطر المجاعة أكثر من نصف سكان البلاد، بينما تنتشر الأمراض والأوبئة بشكل مقلق، نتيجة تدمير المنشآت الصحية وتوقف توريد الأدوية واللقاحات، إضافة إلى تدهور البيئة الناجم عن القتال، وهو ما يزداد خطورة مع دخول موسم الأمطار. ويحذر برنامج الأغذية العالمي من كارثة وشيكة تهدد ملايين السودانيين، مع اقتراب موسم الأمطار وتزايد صعوبة الوصول البري إلى مناطق النزاع.
وأشار البرنامج إلى تأكيد المجاعة في عشر مناطق، منها ثمانٍ في ولاية شمال دارفور، من بينها مخيم زمزم، محذرًا من أن 18 منطقة أخرى مهددة بالمصير ذاته ما لم تصل المساعدات. وقدّر حاجته إلى 650 مليون دولار لتوسيع نطاق الدعم الغذائي، لتقديم المساعدات إلى سبعة ملايين شخص شهريًا، مقارنة بنحو ثلاثة ملايين فقط حاليًا.
وقدّرت تقارير أممية وإعلامية خسائر الحرب الاقتصادية الكلية بنحو 200 مليار دولار، والبشرية بمئات الآلاف من القتلى والجرحى، مع دمار طال نحو 60 في المائة من البنية التحتية للدولة. ومع هذا الانهيار، يقبع نصف سكان السودان تحت خط الفقر، ويتهدد الجوع أكثر من 20 مليون نسمة، بينما شُرِّد نحو ثلث السكان بين نازح ولاجئ، في بلد يُقدّر عدد سكانه بنحو 42 مليون نسمة. وهي أزمة إنسانية وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها “الأسوأ في القرن الحادي والعشرين”.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، كان الأطفال الحلقة الأضعف في هذه المأساة، إذ يعاني نحو 1.3 مليون طفل المجاعة وسوء التغذية الحاد، بينما حُرم 16.5 مليون طفل من التعليم، في مشهد ينذر بضياع جيل كامل ما لم يصحُ ضمير المجتمع الدولي ويتحرك لوقف هذه الحرب المنسية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح صورة: مخيم زمزم في الفاشر قبل أيام من الهجوم عليه عبر ميليشيا الدعم السريع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ