أدت الأمطار الغزيرة في جنوب البرازيل إلى ارتفاع منسوب الأنهار أمس الأحد، ما يثير مخاوف من حدوث المزيد من الأضرار في منطقة تسببت فيها فيضانات غير مسبوقة بدمار كبير وبسقوط أكثر من 140 قتيلا.

تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولاية ريو غراندي دو سول بداية الشهر في فيضان الأنهر، ما أثر على أكثر من مليوني شخص وخلف 143 قتيلا و806 جرحى، وفق حصيلة أعلنها الدفاع المدني الأحد.

ولا يزال نحو 130 شخصا في عداد المفقودين، فيما اضطر أكثر من 538 ألفا إلى ترك منازلهم بسبب الكارثة التي يربطها خبراء الأمم المتحدة والحكومة البرازيلية بتغير المناخ وظاهرة «إل نينيو».

ولجأ أكثر من 81 ألف شخص إلى مراكز إيواء فتحتها السلطات، بعدما تضرر أو دمر نحو 92 ألف منزل بسبب الفيضانات.

في أحدث نشراته، قال الدفاع المدني إن منسوب «جميع الأنهار الرئيسية في الولاية تقريبا يميل إلى الارتفاع».

ووصل مستوى الماء في مسطح غوايبا الواقع عند حدود عاصمة الولاية بورتو أليغري إلى أدنى مستوى له السبت منذ الثالث من مايو (4.57 متر).

لكن مع هطول الأمطار على المنطقة منذ الجمعة، عاد منسوبه للارتفاع مجددا ومن المتوقع أن يتجاوز الخمسة أمتار «بتأثير جريان الروافد وحركة الرياح»، وفق الدفاع المدني.

وفي الخامس والسادس من مايو، وصل منسوب غوايبا إلى مستوى قياسي بلغ 5.3 أمتار، وهو ما يتجاوز بكثير الذروة التاريخية البالغة 4.76 متر المسجلة خلال فيضانات عام 1941. وتحدث الفيضانات الأولى عند بلوغ المنسوب ثلاثة أمتار.

«وضع متفاقم»

كذلك، تشهد الأنهر الأخرى في المنطقة مستويات مياه أعلى مما كانت عليه في الأيام الأخيرة وتستمر في الفيضان.

وقد أدى فيضان نهر تاكواري إلى إعلان حالة التأهب في بلدة موكوم الصغيرة التي بالكاد تعافت من إعصار مدمر في سبتمبر الماضي.

وحذرت باولا ماسكارينهاس رئيسة بلدية بيلوتاس الواقعة جنوب بورتو أليغري، عبر «إنستغرام» من أن البلدة «تواجه وضعا متفاقما ما يزيد من احتمال حدوث فيضانات»، داعية إلى إخلاء المناطق المعرضة للخطر.

وأشار صحافيو وكالة فرانس برس إلى أن العاصمة الإقليمية التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة ولا يزال جزء منها تحت الماء، تأثرت أيضا بالأمطار الغزيرة أمس الأحد.

وتتواصل عمليات الإغاثة في بورتو أليغري، بما في ذلك توزيع المساعدات الغذائية والمياه والأدوية والملابس.

يتوقع المعهد الوطني للأرصاد الجوية استمرار هطول «الأمطار الغزيرة» خلال الساعات المقبلة، بمعدل يتجاوز 100 ملم يوميا في بعض المناطق.

وقال إن شمال شرق الولاية يواجه «خطرا مرتفعا لحدوث فيضانات كبيرة وفيضان الأنهار، فضلا عن انهيارات أرضية كبيرة».

واحتمال حدوث المزيد من الفيضانات «مرتفع للغاية» في معظم مناطق الولاية، وفق تقديرات المركز الوطني لرصد الكوارث الطبيعية والتحذير منها «سيمادن».

من جهته، أعرب الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في مقطع فيديو عن «تضامنه» مع الضحايا، قائلا «لستم لوحدكم».

ووعدت الحكومة البرازيلية الخميس بتخصيص مبلغ يناهز تسعة مليارات يورو لإعادة إعمار هذه الولاية الزراعية المهمة في جنوب البلاد، والتي تشهد أسوأ كارثة طبيعية في تاريخها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: البرازيل الأمطار الأمطار الغزیرة أکثر من

إقرأ أيضاً:

5 سدود مغربية تمتلئ عن آخرها بفضل التساقطات المطرية الأخيرة

عرفت العديد من المناطق في المغرب تساقطات مطرية غزيرة في الأسابيع الماضية، وهو ما كان له تأثير إيجابي وملحوظ على مستوى حقينة السدود بالمملكة.

وحسب المعطيات الأخيرة من منصة “مغرب السدود” التابعة لوزارة التجهيز والماء، فقد بلغ إجمالي الموارد المائية في السدود المغربية 5123.67 مليون متر مكعب حتى يوم الأربعاء الماضي، مما يعكس تحسنًا كبيرًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقد شهدت السدود المغربية ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة امتلائها، حيث بلغت النسبة الإجمالية لملء السدود 30.4%، مسجلة بذلك زيادة مقارنة بالعام الماضي، الذي كانت فيه النسبة لا تتجاوز 26.6%. هذا التحسن يعكس تأثير الأمطار الغزيرة التي عرفتها مختلف المناطق، والتي ساهمت في رفع مستوى المياه بشكل ملحوظ.

سدود ممتلئة بنسبة 100%

ومن بين أبرز السدود التي استفادت من هذه التساقطات، هناك خمسة سدود رئيسية في المملكة وصلت أو اقتربت من نسبة امتلاء 100% بفضل هذه الأمطار:

سد النخلة: يقع في حوض اللوكوس، وهو من السدود الاستراتيجية التي تؤمن موارد المياه للمنطقة. سد شفشاون: أيضًا في حوض اللوكوس، ويعتبر من السدود التي تسهم بشكل كبير في توفير مياه الشرب والري. سد واد زا: يقع في حوض سبو، وهو من السدود المهمة التي تغذي العديد من المناطق بالمياه. سد بوهودة: أيضا في حوض سبو، وقد سجل سد بوهودة امتلاءً كاملاً بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخرًا. سد سيدي سعيد معاشو: يقع في حوض أم الربيع، وقد شهد تحسنًا كبيرًا في حجم المياه المخزنة.

هذه السدود تُعدّ من الأجزاء الحيوية في شبكة السدود بالمغرب، حيث توفر المياه اللازمة للشرب والري، وتساهم في تحقيق الأمن المائي للعديد من المناطق.

ووفقًا للمعطيات، فقد ساعدت الأمطار في تغذية السدود بشكل مباشر، حيث أن التساقطات الأخيرة ساهمت في رفع مستوى المياه في بعض المناطق إلى مستويات قياسية.

كما أن الفترات المقبلة قد تشهد استمرارًا لهذه الزيادة في موارد المياه، وهو ما يساهم في تقوية قدرة البلاد على مواجهة فترات الجفاف.

مقالات مشابهة

  • لماذا ارتفع مستوى سطح البحر العالمي أكثر من المتوقع في عام 2024؟
  • إجلاء العشرات من سكان توسكانا الإيطالية بسبب الفيضانات
  • «ناسا»: مستويات البحار ارتفعت أكثر من المتوقع في 2024
  • الأمطار الأخيرة ترفع منسوب عدة سدود وتفرض تحدي ترشيد استخدام المياه
  • تحذير: مستوى البحار ارتفع في 2024 أكثر من المتوقع
  • دراسة: ارتفاع مستويات البحار في العالم عام 2024 أكثر مما كان متوقعا
  • 5 سدود مغربية تمتلئ عن آخرها بفضل التساقطات المطرية الأخيرة
  • عاصفة مدمّرة في كاليفورنيا.. و مصرع امرأة جراء فيضانات جنوب إفريقيا
  • ناسا: مستويات سطح البحار ارتفعت في 2024 أكثر من المتوقع
  • ارتفاع أسعار النفط لمستوى قياسي وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي