محللون لـRT: تصعيد مصر ضد إسرائيل يهدد اتفاق السلام ولا يمكن التنبؤ به ودخل في مرحلة "شعرة معاوية"
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
أكد محللون مصريون أن القاهرة تتعامل بحزم مع عدوان إسرائيل على قطاع غزة وخصوصا رفح، مؤكدين أنه لا يمكن التنبؤ برد فعل مصر لكنها في الوقت نفسه تحافظ على "شعرة معاوية" مع تل أبيب.
وأكد المحلل السياسي المصري المختص بالشؤون العربية والدولية، يسري عبيد، في حديث لـ"RT": "يبدو أن هناك وجهات نظر مختلفة داخل الإدارة المصرية بخصوص التعامل مع تحركات الجيش الإسرائيلي في رفح، هناك تصريحات لوزير الخارجية توضح التمسك باتفاقية السلام وأنه لا مساس بها، وتصريحات اخرى لمصادر مصرية مسؤولة تهدد بتعليق أو إلغاء الاتفاقية إذا اجتاحت إسرائيل رفح، الموقف المصري غامض حتى الآن".
وأضاف: "ربما تكون بعض المؤسسات مثل الخارجية ترى مثلما قال الوزير شكري أن السلام خيار استراتيجي لمصر وأن الاتفاقية مهمة ولا يجب المساس بها وهناك آليات لحل الخلافات بين الجانبين، وربما كانت هناك مؤسسات أخرى ترى أنه يجب التعامل بحزم مع التحركات الإسرائيلية في رفح، وبالتالي لا يمكن التنبؤ برد الفعل المصري حقيقة في حالة الاجتياح الإسرائيلي الكامل لرفح".
ودعا إلى اتخاذ إجراءات من سحب السفير ثم التلويح بقطع العلاقات ثم التهديد بنقض اتفاقية السلام التي "تعتبرها إسرائيل كنزا استراتيجيا حققته في المنطقة".
ودعا السلطات في مصر إلى "التهديد بتعليق المعاهدة بشكل فعلي". وقال أن "ذلك سيجعل اسرائيل تفكر ألف مرة قبل الاستمرار في العدوان وتقبل بوقف إطلاق النار".
واضاف أن عدم اتخاذ القاهرة هذه الاجراءات "الموجعة" بحق إسرائيل "سيشجع تل أبيب على المضي قدما في العدوان واجتياح معبر رفح ورفض جميع المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار".
ويشير إلى أن "المسؤولين الإسرائيليين لا يعلقون على التصريحات التي تصدر من جانب المصادر المسؤولة المصرية التي تهدد بالنظر في اتفاقية السلام".
وختم بالقول: "لا بد أن تمارس مصر على إسرائيل ضغوطات بالتعاون مع المجتمع الدولي لإنهاء الممارسات الخاطئة في محور فيلادلفيا الفلسطيني، وأي إجراء إسرائيلي يمس أمن مصر القومي يعد غير قانوني ويمكن إيقافه بأي طريقة ممكنه، ودفع الفلسطينيين نحو التهجير لمصر هو بمثابة اعتداء مباشر على السيادة المصرية والحدود المصرية مصانة ومن حق القاهرة ألا تسمح بأي طريقة كانت دخول أي شخص لها من رفح وفي حال إقدام إسرائيل على هذا فإنه يعد اعتداء على مصر".
من جانبه، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد رفعت لـ RT: "الموقف الرسمي المصري يضع في الاعتبار أمرين أساسيين، الأول أن يرفع العدوان والظلم عن الشعب الفلسطيني الشقيق وما يتعرض له من إجرام غير مسبوق. والثاني أن يكون - رغم التزامه بأي معاهدات وتبنيه لأي خيارات ورؤي استراتيجية - مثابة التعبير الصحيح عن وجدان وضمير الشعب المصري. ولذلك أتصور أن في الأمر تربصا بمصر بسبب معاهدات السلام مع العدو الاسرائيلي، لكن من خالف الاتفاقيات هو إسرائيل. ولذلك يصبح التصعيد بالتدخل في دعوى جنوب افريقيا هو الرد علي بلوغ السلوك الإسرائيلي العدواني حداً لا مثيل له .. وأتصور أيضا ضرورة مراجعة مصر لاتفاقيات كامب ديفيد التي تجاوزها الزمن وكان ينبغي تعديلها منذ عشرين عاماً... لكن ستبقي مصر شعرة معاوية ليس إلا، وذلك لتتمكن من طرح المبادرات وايضا من أجل وقف نزيف الدم العربي في فلسطين! خلاف ذلك، اعتقد أنه سيتم تجميدها وحتى يقرر الله امرا كان مفعولا".
وختم بالقول: "والخلاصة: هذا الموقف المصري هو الرد العملي علي كل مزاعم وأكاذيب اسرائيل حول تنسيق مواقفها مع مصر .. وها هو الموقف المصري حاسم وصارم تجاه الجرائم الإسرائيلية".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار مصر أخبار مصر اليوم الحرب على غزة القاهرة رفح طوفان الأقصى قطاع غزة ناصر حاتم هجمات إسرائيلية
إقرأ أيضاً:
طرد سفير إسرائيل من مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا.. تصعيد دبلوماسي وتداعيات سياسية
في واقعة أثارت اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، شهد مقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حادثة دبلوماسية غير مسبوقة، تمثلت في طرد السفير الإسرائيلي من قاعة الاجتماعات أثناء انعقاد القمة السنوية للاتحاد. الحادثة لم تكن عابرة، بل حملت رسائل سياسية واضحة، تعكس موقفًا أفريقيًا يتجه تدريجيًا نحو التصعيد في مواجهة السياسات الإسرائيلية، خصوصًا في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة.
تفاصيل الواقعة.. رفض جماعي وترحيل تحت الحراسةبدأت القصة عندما حاول السفير الإسرائيلي دخول إحدى الجلسات الرسمية ضمن فعاليات القمة، ليفاجأ برد فعل قوي من جانب ممثلي عدة دول أفريقية. اعتبر هؤلاء أن وجوده في المؤتمر يمثل استفزازًا صريحًا في ظل ما وصفوه بـ"العدوان الوحشي" على الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة.
وتحت ضغط الاحتجاجات، لم تجد إدارة المؤتمر بُدًّا من مطالبة السفير بالمغادرة، وتم إخراجه تحت حراسة أمنية مشددة، في مشهد لفت أنظار الصحافة الدولية، وتناقلته وسائل إعلام عدة، أبرزها قناة "روسيا اليوم".
ليست هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، إذ سبق أن تم طرد ممثلة إسرائيلية، شارون بار-لي، من جلسة سابقة للاتحاد في فبراير 2023. ورغم حصول إسرائيل في يوليو 2021 على صفة "مراقب" داخل الاتحاد بعد مساعٍ دبلوماسية استمرت لعقدين، فإن هذه العضوية ظلت محل رفض واسع من بعض الدول، وعلى رأسها جنوب إفريقيا والجزائر.
الدول الرافضة اعتبرت منح تل أبيب هذا الوضع يتناقض مع المواقف التاريخية للاتحاد الإفريقي المؤيدة للقضية الفلسطينية والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل استمرار الاحتلال والانتهاكات بحق المدنيين.
الموقف الأفريقي من العدوان على غزة.. إدانة جماعية ودعم قانونيشهدت قمة الاتحاد الإفريقي في فبراير 2024 تصعيدًا واضحًا في اللهجة تجاه إسرائيل، حيث وصف البيان الختامي للاتحاد الحرب على غزة بأنها "وحشية"، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
كما أعلن الاتحاد دعمه لدعوى جنوب إفريقيا المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب "جريمة الإبادة الجماعية". هذا الدعم الرسمي شكّل سابقة في مواقف الاتحاد، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية باتت تحظى بزخم سياسي وقانوني كبير داخل القارة.
أشار الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، إلى أن طرد السفير الإسرائيلي لم يكن إجراءً اعتباطيًا، بل يمكن تبريره قانونيًا من عدة جوانب.
أولًا، وفقًا لمبدأ "حسن السير والنظام العام" للمؤتمرات الدولية، فإن وجود ممثل لدولة متهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، قد يُعد تهديدًا لسير المناقشات أو إساءة لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية.
ثانيًا، المادة الرابعة من ميثاق الاتحاد الإفريقي تنص على احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وهي مبادئ تجعل من غير المقبول حضور ممثل دولة تُتهم بارتكاب أخطر الجرائم الدولية.
ثالثًا، يرى سلامة أن دعوة إسرائيل قد تكون خطأ إجرائيًا من الجهة المنظمة، خاصة وأنه تم تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات توجيه الدعوة، مما يجعل تصحيح هذا الخطأ عبر إبعاد السفير إجراءً مشروعًا لحفظ وحدة الاتحاد ومبادئه.
الحدث الأخير ليس مجرد واقعة دبلوماسية عابرة، بل يعكس تحولًا في الموقف الإفريقي إزاء السياسات الإسرائيلية. ومع استمرار التصعيد في الأراضي الفلسطينية، يبدو أن الاتحاد الإفريقي يسير نحو تبنّي نهج أكثر صرامة في الدفاع عن حقوق الشعوب، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
وفي ظل تزايد الدعوات الأفريقية للمساءلة الدولية، فإن هذه الحادثة قد تشكّل بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين القارة الإفريقية وإسرائيل، قائمة على مراجعة المواقف وتغليب مبادئ العدالة وحقوق الإنسان على المجاملات السياسية.