سلطان عُمان يصل إلى الكويت اليوم في زيارة دولة
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
يصل إلى البلاد اليوم الاثنين السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عُمان الشقيقة والوفد المرافق لجلالته في زيارة دولة يجري خلالها مباحثات رسمية مع صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد.
فبعد الزيارة التاريخية لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى سلطنة عُمان في السادس من فبراير الماضي، تأتي زيارة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان إلى الكويت اليوم الإثنين تأكيدا لحرص قيادتي البلدين الشقيقين على تعزيز علاقاتهما التاريخية وترسيخ أواصرها.
ودشنت زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى مسقط مرحلة جديدة من العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين، حيث عقد محادثات مع السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان، سادها جو ودي يعكس روح الأخوة والرغبة المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على كل الصعد.
واستعرضت تلك المحادثات مسيرة العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط البلدين ومختلف جوانب التعاون الثنائي القائم بما يدعم ويعزز تلك العلاقات ويحقق مزيدا من تطلعاتهما المشتركة نحو الازدهار والتطور والرخاء، إضافة إلى السعي نحو مزيد من الشراكة لتوسعة أطر العمل لدعم وتعزيز مسيرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي.
وحفلت زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد باحتفاء رسمي وشعبي جسده استقبال السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان الذي قلد سموه وسام (آل سعيد) الذي يعد من أرفع الأوسمة العمانية، تقديرا واعتزازا بعمق أواصر الأخوة والصداقة المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.
كما قلد صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان قلادة (مبارك الكبير) تقديرا لجلالته وما يبذله من إنجازات وجهود مميزة لسلطنة عمان وشعبها الشقيق وتقديرا لدوره في تعزيز أواصر الأخوة والتفاهم بين دول مجلس التعاون وحرصا على تقوية روابط الإخاء بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وتخلل تلك الزيارة افتتاح مشروع مصفاة الدقم ومجمع الصناعات البتروكيماوية الذي يجسد التطور الكبير في الشراكة الاقتصادية بين البلدين، ويعتبر أكبر مشروع استثماري مشترك بينهما مدمج بين مجموعة أوكيو العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية، فيما بلغت كلفة إنشائه نحو تسعة مليارات دولار أميركي.
ويرتبط تاريخ العلاقات الكويتية- العمانية بتاريخ وجود الشعبين الشقيقين قبل قرون عديدة كل في أرضه ودياره، لاسيما ما يتصل بالعلاقات التجارية البحرية التي جمعت بين تجار البلدين طوال القرون الماضية.
وإضافة إلى تلك العلاقات التاريخية، يرتبط البلدان بعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية تشهد تطورا مستمرا بفضل توجيهات القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين وحرصهما على تعزيزها في شتى المجالات.
وتجلت مواقف سلطنة عمان المبدئية والمشرفة تجاه قضايا الكويت بأعلى صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي، حينما وقفت السلطنة مع الحق الكويتي، وساهمت في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 واحتضنت عددا كبيرا من مواطنيها أثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم كل التسهيلات.
وعلى الصعيد السياسي، شهدت العقود الثلاثة الماضية تطورا مطردا في العلاقات الثنائية وتعزيزا للصلات التاريخية القديمة وتعاونا مشتركا في القضايا الإقليمية والعالمية، وتوجت ذلك كله الزيارات المتبادلة التي كان تقوم بها قيادات البلدين الشقيقين.
ففي 18 سبتمبر عام 1991، زار الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، سلطنة عمان والتقى خلالها المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد، حيث قدم شكر الكويت للسلطنة على مواقفها المؤيدة للحق الكويتي خلال محنة الغزو العراقي.
وفي 23 ديسمبر عام 1991، زار السلطان قابوس بن سعيد الكويت للمشاركة في القمة الخليجية الـ12 لدول مجلس التعاون الخليجي، والتقى خلالها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه.
وفي 20 مايو عام 2002، زار السلطان قابوس بن سعيد الكويت والتقى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد للاطمئنان عليه وعلى صحته بعد أن من الله تعالى عليه بالشفاء وعودته سالما معافى إلى البلاد.
وعقد السلطان قابوس خلال الزيارة محادثات رسمية مع الأمير الراحل تناولت العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تطويرها في جميع المجالات، إضافة إلى التنسيق المشترك حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين والأمتين العربية والإسلامية.
وفي السابع من يونيو عام 2005، زار السلطان قابوس الكويت، حيث التقى حينذاك نائب الأمير وولي العهد سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، وبحث معه عددا من المستجدات في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا محل الاهتمام المشترك.
وفي 28 ديسمبر 2009، قلد أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، السلطان قابوس قلادة (مبارك الكبير) خلال زيارته إلى الكويت، فيما قلد السلطان قابوس الأمير الراحل (وسام عمان المدني) من الدرجة الأولى.
وفي تلك الزيارة، بحث الزعيمان العلاقات الأخوية وأوجه التعاون القائم بين البلدين لما فيه خير وصالح الشعبين الشقيقين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول الأمور التي تهم الجانبين.
وفي 17 يونيو عام 2010، زار السلطان قابوس، رحمه الله، الكويت والتقى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، للتشاور والتنسيق حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين الشقيقين والأمتين العربية والإسلامية.
وفي 16 أبريل عام 2012، بحث السلطان قابوس مع الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد خلال زيارة للكويت استمرت أربعة أيام تعزيز العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والأمور التي تسهم في خير وصالح شعبي البلدين الشقيقين ودول مجلس التعاون الخليجي.
وزار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، سلطنة عمان في 20 فبراير عام 2017، حيث بحث مع السلطان قابوس العلاقات التي تربط السلطنة والكويت والتعاون المثمر بينهما في مختلف المجالات التي تخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وزار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد سلطنة عمان في 12 يناير عام 2020 لتقديم واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، فيما زار السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان البلاد في الأول من أكتوبر عام 2020 لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، كما زارها في 18 يونيو عام 2023 لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه.
وفي إطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين حيال مجمل القضايا محل الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون الثنائي، شكل البلدان في عام 2001 لجنة مشتركة تلتقي بصورة دورية.
وتعمل اللجنة المشتركة باستمرار على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والصناعية والثقافية والعلمية والسياحية والبحث العلمي والتعاون الفني والإعلامي، إضافة إلى مجال النفط والغاز والتنمية الاجتماعية والقوى العاملة والخدمة المدنية والتنمية الإدارية والحكومة الإلكترونية وحماية البيئة البحرية ومكافحة التلوث وحماية الموارد الساحلية.
ولم تتوقف الزيارات بين البلدين لمسؤولين من السلطتين التنفيذية والتشريعية طوال العقود الماضية فيما شهد البلدان في الآونة الأخيرة زيارات متبادلة لمسؤولين من الجانبين، بهدف تعزيز أواصر التعاون وتنسيق الجهود المشتركة.
ففي 11 مارس عام 2023، ترأس وزير الخارجية السابق الشيخ سالم العبدالله وفد الكويت في أعمال اللجنة الكويتية- العمانية المشتركة في دورتها التاسعة التي عقدت في سلطنة عُمان، وبحث خلال الزيارة مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي 16 نوفمبر عام 2023، زار وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الكويت، حيث عقد محادثات رسمية مع وزير الخارجية السابق الشيخ سالم العبدالله ووقعا مذكرتي تفاهم وبرنامجين تنفيذيين في مجال التعليم العالي وتعزيز حماية المنافسة والتعاون الفني في مجال حماية البيئة 2024-2026 وفي مجال تنمية الصادرات الصناعية 2024-2025.
وفي 21 نوفمبر عام 2023، زار نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السابق الشيخ أحمد الفهد سلطنة عمان وبحث مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق بن تيمور عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: صاحب السمو الأمیر الشیخ مشعل الأحمد الأمیر الراحل الشیخ صباح الأحمد العلاقات الأخویة البلدین الشقیقین وزیر الخارجیة طیب الله ثراه مجلس التعاون بین البلدین سلطنة عمان سلطان عمان إضافة إلى سلطنة ع سلطان ع عام 2023
إقرأ أيضاً:
السفير عبد الله الرحبي: العلاقات العُمانية المصرية تنمو بفضل الرعاية الحكيمة لقيادة البلدين
تحتفلُ سلطنة عُمان بالعيد الوطني الـ 54 المجيد، وهي تحقّق إنجازات متواصلة في مسارِ التنميةِ الشاملةِ التي رسمها قائدُ نهضتها المتجدّدة حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ وَفْقَ رؤيةٍ ثابتة ومُحكمة للمُضي قُدمًا في مختلف المجالات والحفاظِ على ما تحقَّقَ مِن مُكتَسَبات، و"كان لأبناءِ عُمانَ الدورُ الأساسيُّ فيها، إلى جانبِ جهودِ مختلفِ مؤسساتِ الدّولةِ".
ويُمثِّلُ الاحتفالُ بالعيدِ الوطني في الثَّامن عشر من نوفمبر من كل عام في الوجدانِ الوطني العُماني رمزًا وطنيًّا يستلهم الهمم ويشحذ العزيمة للمضي قدماً بمسار النهضة الحديثة والمتجددة، فهو مناسبةٌ سنويَّة باتت وقفةَ تأمُّلٍ للماضي وأملٍ في المستقبل، يستذكرُ فيها الشَّعبُ العُماني منجزاتِه على مدَى (54) عامًا، ويستمدُّ مِنْها الدَّافعَ نَحْوَ غدٍ أفضل، ينسجم ويتناغم مع مستهدفات الرؤسة المستقبلية "عُمان 2040".
وقال السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عُمان بالقاهرة إن تشهد العلاقات العمانية المصرية مزيداً من النمو والإزدها في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية بفضل الرعاية الكريمة لهذا العلاقات من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق "حفظه الله ورعاه"، والرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق "حفظة الله ورعاه" إلى مصر في شهر مايو من العام الماضي، ولقائه مع أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمثابة "نقلة نوعية" للعلاقات العمانية المصرية في كافة المجالات والقطاعات، وهي زيارة أسست لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتعليم والقضاء حيث زاد حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى أكثر من مليار دولار سنوياً، وهو رقم نسعى الى مضاعفته في الفترة القادمة ، والإستفادة من الزخم والدعم الذي نتلقاه من صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق " حفظه الله ورعاه " والرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتابع: فعمان ومصر تجمعهما علاقات أخوية على كافة الأصعدة،وأن تلك العلاقات أصلها ثابت بثبات جذورها منذ عهد القدماء المصريين، ومستمرة فى التطور ترفرف عليها روح المحبة وترويها ينابيع التعاون المشترك وعاما تلو الآخر تزداد العلاقات بين سلطنة عمان ومصر قوة ومتانة، وتضيف للمسيرة المتميزة والراسخة للعلاقات بين البلدين، فالحكمة والاتزان كانتا دائما عنوان للعلاقات بين البلدين، وتمتد تلك العلاقات بثقة وثبات فى ظل القيادة السياسية الحكيمة للبلدين.
وأوضحخ أن حكومةُ حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ تمكّنت من تحسين أدائها الاقتصادي والمالي وخفض المديونية وزيادة الناتج المحلي الإجمالي؛ حيث سجلت الإيرادات العامة للدولة حتى نهاية أغسطس 2024م نحو 8 مليارات و106 ملايين ريال عُماني، مرتفعةً بنحو 183 مليون ريال عُماني مقارنة بتسجيل 7 مليارات و923 مليون ريال عُماني في الفترة ذاتها من عام 2023م، وحققت الميزانيةُ العامة للدّولة حتى شهر أغسطس 2024م فائضًا بنحو 447 مليون ريال عُماني مقارنة بفائض قدره 773 مليون ريال عُماني خلال الفترة نفسها من عام 2023م، مع انخفاض محفظة الدَّيْن العام بنهاية الربع الثالث من عام 2024م إلى 14.4 مليار ريال عُماني.
وأكد أن سلطنة عُمان نجحت في خفض نسبة الدَّيْن العام إلى الناتج المحلي الإجمالي من 62.3 بالمائة في عام 2021م إلى 35 بالمائة في منتصف عام 2024م وتحقيق فائض في الميزانية لسنوات متتالية مسجلة 2.7 بالمائة و2.2 بالمائة لعامي 2022 و2023 على التوالي، وأدى ذلك إلى تحسُّن التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان من قبل وكالات التصنيف الائتماني بشكل ملفتٍ للمراقبين والخبراء الاقتصاديين والماليين العالميين، إذ رفعت وكالة "ستاندرد آند بورز" في تصنيفها الائتماني الثاني عن سلطنة عُمان إلى "BBB-" من "BB+" مع نظرة مستقبلية مستقرة، وعدّلت وكالة "موديز" نظرتها المستقبلية لسلطنة عُمان من نظرة مستقرة إلى نظرة إيجابية مع تأكيد التصنيف الائتماني عند "Ba1".
وتقدّمت سلطنة عُمان في العديد من المؤشرات الدولية لتحقق قفزات نوعية في بعضها، حيث ارتفعت 39 مرتبة في مؤشر الحرية الاقتصادية 2024م الصادر عن مؤسسة "هيرتج فاونديشن" لتحل في المرتبة الـ 56 عالميًّا بعد أن كانت في المرتبة الـ 95 عالميًّا في عام 2023م، وفي مؤشر ريادة الأعمال جاءت في المركز الـ 11 عالميًّا متقدّمة 27 درجة عن ترتيبها في عام 2022م / 2023م، وحلت في المركز الـ 50 عالميًّا في مؤشر الأداء البيئي بعد أن كانت في المركز الـ 149 في تصنيف عام 2022م، وفي قطاع التعليم حققت جامعة السُّلطان قابوس تقدّمًا ملحوظًا في التصنيف العالمي للجامعات لعام 2025م لتحتل المركز الـ 362 متقدمة 92 مركزًا عن تصنيفها السابق.
ويحظى الإستثمار في " القطاعات الخضراء " بمكان ومكانة خاصة" في رؤية عمان 2040، والتي تعد رؤية واعدة تستشرف المستقبل وتتطلع إلى مزيد من التطور لتحقيق مزيد من الإنجازات وفق منظومة عمل طموحة تساهم في صياغتها كل شرائح المجتمع العماني وهو الأمر الذي يؤكد تكامل وتناغم عمل المؤسسات والوحدات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وظهرت نتائج هذا العمل جليا في منجزات كشفت عنها مؤشرات التنافسية الدولية في مختلف المجالات اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا تحقيقًا لرؤية عمان 2040.