يمانيون – متابعات
أكثر من عشرين عاما عمر شعار “الصرخة” التي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وكُتب بأحرف من نور، وأصبحت الأجيال تتناقله وتتردد صداه في مختلف الأقطار والمناسبات باعتبار الصرخة موقفاً ومسؤولية.

الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد من مران في أحد شعاب منطقة مطرة بمحافظة صعدة كبراءة من أعداء الأمة والإسلام بين قلة قليلة من تلاميذه في محاضرته الشهيرة المعنونة بـ”الصرخة في وجه المستكبرين” في آخر خميسٍ من شهر شوال في العام 1442 هجرية، حيث كانت الأمة تعيش أزمة تظليل كبيرة لحرفها باتجاه ما أطلقه العدو الأمريكي حينها ما يسمى “الارهاب الإسلامي” عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتفجير البرجين التجاريين في أمريكا.

“الصرخة” كانت في حينها بمرحلة البداية للوعي والاستبصار، معنونة بالمظلومية والتضحية في سبيل الله لتنتقل بعدها إلى مرحلة المشروع القرآني الذي يقارع المستكبرين والطغاة وعم أرجاء اليمن بأكمله بعد ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة بل تعداه إلى أقطار ودول.

صرخة البراءة التي أطلقها الشهيد القائد بكل ثقة وبدعم رباني وقال “اصرخوا وستكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة، التي بالتأكيد – بإذن الله – ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل في أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم – إن شاء الله – في مناطق أخرى”.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
أصبح هذا الشعار يُدرس في الكثير من المراكز التعليمية ويتردد في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية والعامة والسياسية؛ وبين حشود مليونية كبيرة لنصرة المستضعفين في غزة أو مواجهة أعداء اليمن، باعتباره موقفاً مهما تفرضه المسؤولية تجاه الامة الاسلامية والشعب الفلسطيني المظلوم.
“الصرخة” رغم بساطة معاني شعارها إلا أنها حملت مشروعا كبيرا لمواجهة أمريكا التي حاولت استئصاله بعدة طرق وحاربته بشتى الأساليب، إلا أن الشعار كان يكبر مع كل محطة سنوية تواكبها المتغيرات والأحداث والتطورات في مسار تصاعدي لصالح المشروع القرآني وفي نصرة المستضعفين والمظلومين، ولعل الحروب الست وما تبعها من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وما تبعه من عدوان الصلف الصهيوني على غزة ثم عدوان ثلاثي الشر على اليمن يضع خطا أحمرا على شعار الصرخة الذي كشف ومنذ وقت مبكر عن أهداف أعداء الأمة.

الصرخة عنوان تنويري توعوي ونهضوي للأمة
لم يكن الشعار مجرد صرخة بلا معنى، بل هو عنوان تنويري توعوي نهضوي لبناء أمة الاسلام على أسس قرآنية أمام الهجمة الأمريكية الإسرائيلية، وتحديه لاستكبارهما وتجبرهما، فالشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه- ادرك أهمية المشروع التوعوي لتبصير الأمة بأهمية مواجهة الحملة التضليلية الكبيرة التي يتحرك بها أعداءها وبناءها في وعيها وأعمالها وأن يكون لها موقف تجاه الصمت الذي افسح المجال للعدو التحرك لهدمها وإضعافها على كل المستويات بما فيها الاقتصادي والإعلامي والفكري والثقافي والتعليمي.

معركة الوعي الذي تبنته “الصرخة” يتجه نحو تحصين الأمة من الداخل ويحميها من الاختراق والعمالة والارتزاق ومناصرة أعدائها أمريكا وإسرائيل ومن يقف معهم، فأعداء الأمة أدركوا أهمية الشعار فعملوا ويعملون على التقليل من أهميته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
شعار “الصرخة” اتجه أيضا إلى مواقف وخطوات عملية نحو الثقافة الإسلامية، ورافقه موقف المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية كسلاح فعّال في مواجهة قوى الاستكبار، واستهداف عماد قوتها وإمكاناتها الاقتصادية.

“الصرخة” تتجسد عمليا في مواجهة أمريكا والعدو الصهيوني
توقع الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي المواجهة الحتمية مع أمريكا فأطلق صرخته وقال حينها كلمته المشهورة “لا تخافوا من أمريكا ولكن استعدوا لمواجهتها”، وتوقع أيضا أن تصل المسيرة القرآنية إلى الافاق الكونية والمواجهة المباشرة مع أمريكا بعد أن كانت حروب امتدت لست سنوات شنتها قوات النظام السابق تنفيذا لتوجيهات واشنطن.

ها هي المواجهة المباشرة مع أمريكا تقترب لتكون واقعا ملموسا بعد الاعتداء الأمريكي البريطاني على اليمن، حيث مثلت التداعيات التي خلفها الهجوم الصهيوني على سكان قطاع غزة إثر عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري كتائب القسام في السابع من أكتوبر الماضي، بداية المواجهة الفعلية وتجسيد “الصرخة” على الواقع العملي.

ودخلت اليمن خط المواجهة مع الكيان الصهيوني عبر مراحلها الأربعة انطلاقا من مسؤوليتها الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه فلسطين، عبر إعلان القوات المسلحة اليمنية استهداف السفن الإسرائيلية والسفن المتوجة إلى الأراضي المحتلة، إضافة إلى الضربات الصاروخية المتوالية إلى عمق الكيان المؤقت للمطالبة بإنهاء العدوان على غزة وفك الحصار عن القطاع والسماح بدخول المواد الغذائية والأدوية، الأمر الذي شكل خسارة اقتصادية كبيرة لكبرى شركات الملاحة الدولية المرتبطة بإسرائيل والتي تخدم اقتصاد العدو وحالة هستيرية لدى أمريكا لتسارع في تشكيل حلف ما يسمى “حارس الازدهار” الذي مثّل غطاء لحماية المصالح الإسرائيلية الأمريكية وشهد انسحابات لمعظم الدول قبل توجهه للبحر الأحمر، مما دفع أمريكا والدول التي تدعم الكيان لتنفيذ رحلات مكوكية لبعض الدول العربية والتي على ما يبدوا كانت عبارة عن اتفاق لشن هجمات بريطانية أمريكية على اليمن وتسهيل مهام الهجوم وبهذا تكون أمريكا قد دخلت خط المواجهة المباشرة مع اليمن.

مشروع “الصرخة” لن سيقبع في جغرافية اليمن بل سينطلق نحو العالمية وسيجتث العدو الاسرائيلي من أرض فلسطين وسيهزم ثلاثي الشر عبر النور الذي سيعم العالم، نور الله وهديه وقوى الخير التي تبحث عن السلام في ظل الكرامة التي منحها القران لعباده الصالحين.
وفي النهاية سنصرخ وسنصرخ بشعار البراءة حتى يقضي الله امرا كان مفعولا ووعده حق.

السياسية /صباح العواضي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشهید القائد مع أمریکا

إقرأ أيضاً:

الشهيد القائد سيرةً ومسيرة

 

الشهيد القائد والمشروع القرآني في شمولية وتكامل، تخاطب مع كل الأمة انطلق بعالمية القرآن الكريم، نعم بعالمية القرآن الكريم ولا أحد يستطع تكذيب هذا المشروع القرآني سليم الأُسس والمعاني، تركز على قضايا رئيسية ومركزية للأمة الإسلامية والعربية في مقدمتها القضية الفلسطينية قضية الأمة.
بنى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي فكره على أسس قرآنية، مُركّزًا على مفاهيم العدالة والحرية والمقاومة للظلم، وقد جسّد هذا الفكر في دعم المظلومين في كل مكان، وخصوصًا الشعب الفلسطيني المُحتلّ، لقد استخدمَ القرآن كمنهج لِلتحليل والفعل، مُبيّنًا خطورة التحالف بين أمريكا وإسرائيل وصورهما كوجهين لعملة واحدة، لقد ناضل ضدَّ الاستبداد والخنوع للغرب، داعيًا إلى استعادةِ هويةِ الأمة الإسلامية وإحياء قيمها، ولم يكن مشروعُهُ مُقيّدًا بِفئاتٍ معيّنة، بل تَوجّهَ إلى الأمةِ بكلِّ أطيافِها ودعا إلى المُشاركةِ في بناءِ مستقبلٍ أفضل.
الشهيد القائد حرك فينا روحية القرآن الكريم، استنهض الأمة وصدع فيها بصوت الحق، استنهضها وهو يتلو عليها آيات ربها ويدعوها إلى كتاب الله، تحرك لإحياء الأمة بالقرآن، لقد أدرك الواقع على المستوى العالمي، وأدرك حجم المأساة بعمق المأساة التي تعيشها الأمة عامة ويعيشها الشعب اليمني خاصة، لقد أدرك خطورة الوضع وخطورة المرحلة، شخصَّ المشكلة وقدم الحل في زمن ووقت ومرحلة غلب عليها حالة اليأس والانحطاط والخنوع والذل ، جميعنا نعرف تلك المرحلة التي تحرك فيها السيد القائد، مرحلة قائمة على الصمت والاستسلام والعجز والخضوع للغرب أعداء الله وأعداء الإسلام.
لقد اطلق مشروعه القرآني العظيم، وكان مشروعاً مسدداً من الله وكان بهداية الله، لقد أتى بالمشروع القرآني في أخطر مرحلة على الأمة، تحرك بروح المسؤولية وكان عميق النظرة يراقب الأحداث والمتغيرات وبروح المسؤولية الإيمانية العظيمة، صدع بكلمة الحق ونادى إليها في حين كان كل المنادين من كانوا ينادون بالقبول بحالة الذل والاستسلام ويعملون على أن تستمر الأمة في وضع الجمود والعجز والهوان، المشروع القرآني بالشمولية والتكامل الذي بدأ من يومه الأول بطريقة سليمة وصحيحة، وليس مشروعًا خاصًا بالنخبة أو بفئات معينة-خطاب معين أو محاضرات معينة أو دروسًا معينة- أبداً لم يكن كذلك، إنه مشروع يتجه إلى الأمة كل الأمة، يتجه إلى كل فئات الأمة ويستنهض الشعوب من الخطر الذي تحيكه أمريكا وإسرائيل نحو العرب والأمة العربية الإسلامية.
وإن خطت الأقلام عنه تستوقفنا الكلمات والعبر ولم نفيه حقه، كان أمة من الأخلاق والقيم، رجل متكامل في إيمانه وفي وعيه، كان القائد والقدوة وكل من معه يشهدُ له، في إحسانه وصبره وثباته، لقد واجه الطغاة والمجرمين بكل وعي وحكمة وبصيرة، الحديث عن الشهيد القائد-رضوان اللَّه عليه- حديث عن الشخص الذي جسد كل معاني الإنسانية في حياته، عن الشجاعة التي أذهلت الجميع في مواجهة أمريكا وإسرائيل، عن الرجل الذي تجلت فيه أسمى آيات الرجولة، سيد الإباء والعزة الإيمانية، سيد القيم العظيمة والمبادئ السامية، سيد السمو والبصيرة والبينة والهُدى، سيد من السادةِ العظماء من أهل بيت الرسول صلوات الله عليهم أجمعين.
كل الكلمات قاصرة عن حقيقته ولو كتبنا ماذا سنكتب وماذا سوف تخط أقلامنا عنه؟
عن النظرة الواعية و الحكيمة التي كان يمتلكها الشهيد القائد-رضوان الله عليه- كيف نكتب وماذا نكتب عن صوت الحق الذي أيقظ الأمة من سُباتها؟
للشهيد القائد مآثر جليلة وعظيمة، فهو من رسخ في وجدان الشعب اليمني قضية فلسطين وأطلق من أجلها مشروع التحرر المستند إلى ثلاثة أمور متكاملة مع بعضها إحياء مفهوم الثقة بالله في أوساط الناس، التذكير بالقرآن الكريم كتابا لا عز للأمة بدونه، التأكيد على مسؤولية كل فرد في حمل الأمانة.
إثر ذلك وبعد أكثر من مئة محاضرة دونت فيما يعرف باسم (الملازم) تفجرت لدى الناس روح الثورة على واقع المهانة والاستكانة التي تعانيها الأمة جراء أنظمة الاستبداد الخاضعة بدورها لنظام الاستكبار العالمي، وحينها لم تستطع السلطة تحمل هذا الفكر التحرري وواجهته بكل وسائل القمع وصولا إلى شن الحرب بهدف إخماد روح الثورة، فكانت النتيجة عكسية بأن اشتعلت أكثر، ورغم أن الحرب الأولى عام 2004م أدت إلى استشهاد السيد القائد نفسه إلا أن ذلك لم يزد في أنصاره إلا تمسكا بنهجه ومسيرته والتي تنامت واتسعت وعظم شأنها بفضل الله عز وجل وحكمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي حفظ الأمانة وحمل راية الثورة و واصل طريقها على خطى الشهيد القائد حتى وصل اليمن إلى ما وصل إليه من قدرات تمكنه أن يكون في موقع الإسناد الفاعل والمؤثر للقضية الفلسطينية.
وهذا هو أساس ما يسعى إليه اليمن في دخوله الواعي على خط النار بعملياته البحرية دعما وإسنادا لغزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم كليا من قبل أمريكا وباقي المنظومة الغربية.

مقالات مشابهة

  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • الشهيد القائد وسيكولوجية الجماهير
  • السعودية: تقاطعات الماضي والحاضر في تحف بديعة بمعرض بينالي للفنون الإسلامية
  • السلطة القضائية في تعز تنظم فعالية خطابية بذكرى سنوية الشهيد القائد
  • مكافحة الفساد تقيم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد القائد.
  • مجمع الساحل الغربي الطبي بالحديدة يُحيي الذكرى السنوية للشهيد القائد
  • أمسية ثقافية في حرض بحجة بذكرى سنوية الشهيد القائد
  • فعاليات بمديريات محافظة الحديدة بالذكرى السنوية للشهيد القائد
  • أمسية بمديرية حرض في حجة بالذكرى السنوية للشهيد القائد
  • الشهيد القائد سيرةً ومسيرة