يستعد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى التوجه إلى العاصمة البحرينية المنامة، للمشاركة في أعمال القمة العربية الـ 33 الخميس المقبل، وتمثيل الجمهورية اللبنانية التي تفتقد رئيسها، المتعذر انتخابه منذ 31 أكتوبر 2022.

وبعد قمة المنامة يشارك ميقاتي في اجتماع «بروكسل 8» للاجئين نهاية الشهر، علما ان الاجتماع مخصص لوزراء الخارجية، الا انه تمت دعوة ميقاتي، تقديرا لما يعانيه لبنان من آثار النزوح السوري في أراضيه.

قبل موعدي القمتين، يعول ميقاتي على موقف لبناني بالجلسة العامة لمجلس النواب، لمناقشة هبة المليار يورو الأوروبية التي عرضتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في زيارتها الأخيرة إلى بيروت، وأثارت تداعيات سلبية، وجوبهت بحملة داخلية تحت عنوان «رفض رشوة المليار».

الموقف الذي يتطلع اليه ميقاتي، هو تلقي جرعة دعم داخلية لقبول الهبة الأوروبية، مع تسجيل ملاحظات على رفض تشريع وجود النازحين، والإبقاء على حق لبنان في ترحيل المقيمين غير الشرعيين. باختصار، يريد ميقاتي إمساك العصا من وسطها في مقاربة المشهد الخارجي عربيا وأوروبيا.

ويرى في التقارب العربي – السوري وعودة سورية لحضور القمم العربية، وسيلة لمناقشة ملف النازحين مع القيادة السورية، للتوصل إلى معالجة ميدانية للملف، توازيا مع الأخذ في الاعتبار ملاحظات المجتمع الدولي من بوابة المفوضية الأوروبية.

ويريد في بروكسل تكريس حق لبنان في التصرف بـ «الفائض» من النازحين المدرج في خانة «غير الشرعي». ويدرك ان المسألة مرتبطة أساسا بالمقاربة الدولية لهذا الملف، وتتصل بالعلاقة الدولية بالسلطة السورية.

في أي حال، جاء لقاء ميقاتي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة السبت، وهو بات شبه اسبوعي، او دوري يسبق كل استحقاق يحتاج تنسيقا داخليا جامعا، للخروج بموقف داعم من الجلسة العامة النيابية، يشرع الخطوات الخارجية العربية والإقليمية والدولية لرئيس حكومة تصريف الأعمال، ويجنب لبنان الشرذمة في صورته خارجيا.

وحتى موعد انعقاد الجلسة النيابية العامة، تستمر الاتصالات الداخلية في سبيل الاحتواء و«التبريد»، على الرغم من توقع صدور مواقف عالية السقف من طالبي الكلام من النواب. إلا ان الجلسة ستنتهي بما ذكر، لجهة قبول الهبة ورفض التوطين، أي ترحيل البت في الملف إلى مراحل لاحقة، من دون ان يعني ذلك ان الملف لن يبقى عالقا فترة طويلة وغير محددة.

وفي الملف الرئاسي، تحدث عسكري سابق – سياسي لـ «الأنباء» عن «صعوبة فصل انتخاب رئيس الجمهورية عن تسوية شاملة تتضمن اتفاقا لوقف الحرب في الجنوب، وتسوية الوضع على الحدود، إلى تسمية رئيس للحكومة العتيدة والإسراع في ولادة تشكيلتها، والبت مسبقا في تعيين قائد للجيش وحاكم لمصرف لبنان، مع اتفاق على ما سيئول اليه الوضع المالي النقدي للبلاد، وخصوصا القطاع المصرفي».

ورأى الناشط العسكري – السياسي الذي ارتبط اسمه بإنجازات في الميدان، «انه لا معنى لانتخاب رئيس يصل إلى القصر الجمهوري ولا يستطيع ان يحكم، في حال عدم البت في هذه الملفات».

في المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الأحد الأسبوعية من بكركي: «يبدو ان الذين يعرقلون انتخاب رئيس للجمهورية، لا يريدون بالحقيقة رئيسا للبلاد لأنهم يستفيدون من غيابه سعيا إلى مزيد من نفوذهم وتلاعبهم بالشعب ومصيره وبالدستور وقدسيته».

ورأى «ان الوضع في المنطقة يستدعي وجود رئيس للدولة، وكذلك الحرب في فلسطين، وأيضا قضية النازحين السوريين وأولئك المتواجدون لا شرعيا على الأرض اللبنانية، وعودتهم إلى الأماكن الآمنة في سورية وهي تفوق بكثير مساحة لبنان».

وأسف «لعدم تعاون الدول الأوروبية مع لبنان لحل مشكلة النازحين وعودتهم إلى وطنهم، لأن هذه الدول لاتزال تستعمل النازحين لأغراض سياسية في سورية، ولا تريد الفصل بين المشكلة السياسية وعودة هؤلاء إلى وطنهم، فيحملون لبنان هذا العبء الثقيل ونتائجه الخطيرة للغاية، غير مدركين أنهم يهيئون مجرمين وإرهابيين ستكون هذه الدول مسرحهم قبل غيرها (…)».

وفي المشهد الجنوبي، صورة يومية متكررة بين الاستهدافات الإسرائيلية وردود «حزب الله»، تكرس إصرار الطرفين على فرض رؤيتهما للمشهد الميداني، والإمساك بما يعتبرانه نقاط قوة، قبل الدخول في مفاوضات جدية لوقف الحرب.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

ميقاتي: الجيش اللبناني يستعد لتعزيز وجوده في الجنوب وسط تصعيد التوترات

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن الجيش اللبناني يعمل على تعزيز حضوره في المناطق الجنوبية، مشيرًا إلى أن ضباطه وعناصره يقدمون التضحيات في سبيل حماية الوطن وصون سيادته، جاءت تصريحات ميقاتي خلال اجتماع عُقد اليوم لبحث الأوضاع الأمنية المتوترة على الحدود الجنوبية. 

 

أشاد ميقاتي بدور الجيش اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة، مشددًا على أهمية تكاتف الجهود الوطنية لدعم المؤسسة العسكرية التي تشكل الركيزة الأساسية لحماية السيادة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب، وأكد أن الجيش اللبناني يقدم تضحيات جسيمة في سبيل الدفاع عن البلاد ضد أي تهديدات خارجية. 

 

تأتي تصريحات ميقاتي متسقة مع ما أعلنه قائد الجيش اللبناني في وقت سابق خلال تفقده الوحدات المنتشرة في الجنوب، حيث أكد أن الجيش ملتزم بحماية الحدود الجنوبية ضد أي اعتداءات إسرائيلية، وشدد القائد على أن الجيش لن يتردد في مواجهة أي تهديد، وأن معنويات عناصره مرتفعة رغم الظروف الصعبة. 

 

وتشهد المناطق الجنوبية من لبنان تصعيدًا ملحوظًا في التوترات مع استمرار المواجهات بين المقاومة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، وفي ظل هذا التصعيد، يبرز دور الجيش اللبناني كعامل توازن يهدف إلى حماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في منطقة تعاني من تداعيات النزاعات الإقليمية. 

 

تصريحات ميقاتي وقائد الجيش تؤكدان على وحدة الموقف الوطني في مواجهة التحديات، مع التركيز على أهمية دعم المجتمع الدولي للبنان في هذه المرحلة الحرجة.

 

مفاوضات لبنان وإسرائيل.. الكشف عن نقطة "الخلاف الأساسية"

 

كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن "الخلاف الأساسي" في المفاوضات بين لبنان واسرائيل يتمحور حول عضوية فريق مراقبة تنفيذ الاتفاق.

 

وأوضحت هيئة البث أن الولايات المتحدة وفرنسا سترأسان فريق مراقبة الاتفاق من دون أي اعتراضات من أي جانب على ذلك، إلا أن إسرائيل تفضِّل انضمام "الدول الأوروبية الجادة" إلى فريق مراقبة الاتفاق، بينما يطالب لبنان بإدراج إسم دولة عربية واحدة على الأقل.

 

هذا وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه تم الاتفاق على معظم تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار مع لبنان مع بقاء نقاط عالقة قد تفشل الاتفاق.

 

ولفتت إلى أن التقديرات تشير إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسما للتوصل إلى اتفاق مع لبنان.

 

وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن نقطة الخلاف الرئيسية تتعلق بحرية التحرك العسكري لإسرائيل في حال حدوث خروقات من قبل حزب الله.

 

وأشارت إلى أن إسرائيل تصر على مطلبها بتثبيت حقها في الرد على أي خرق وتطلب رسالة تعهد جانبية من واشنطن وبدعم من دول غربية.

 

ويواصل المبعوث الأميركي آموس هوكستين محادثاته في إسرائيل التي وصلها مساء الأربعاء، لاستكمال مناقشة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.

 

وفور وصوله التقى هوكستين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، على أن يبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاقتراح الأميركي للتهدئة.

 

وقالت مصادرنا إن هوكستين سيطرح على إسرائيل ورقة أميركية تؤكد تفهم واشنطن لحق إسرائيل بالإنفاذ الصارم في حال أي انتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية مع لبنان.

مقالات مشابهة

  • ميقاتي استقبل جنبلاط وتلقى برقيات تهنئة بالإستقلال من البابا فرنسيس وملكيّ الأردن وبريطانيا
  • ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
  • لبنان .. ميقاتي: الجيش يستعد لتعزيز حضوره جنوبي لبنان
  • رئيس جمهورية باشكورتوستان الروسية: موقف الغرب العدائي ضد سورية وروسيا مرتبط بنهجه الاستعماري
  • دفاع الوزير الأسبق مبديع يلتمس تأجيل جلسة محاكمته للاطلاع على وثائق الملف
  • ميقاتي: الجيش اللبناني يستعد لتعزيز وجوده في الجنوب وسط تصعيد التوترات
  • إرجاء جلسة محاكمة رئيس بلدية إسطنبول الكبرى
  • اجتماع ماليّ لميقاتي في السرايا ولقاءات مع منسقة الأمم المتحدة ووزراء
  • كلاس: حققنا تقدمًا في المفاوضات دون التنازل عن سيادتنا
  • عربية النواب: فتح الباب للعمالة المصرية بالدول الأوروبية يقضي على الهجرة غير الشرعية