لبنان : مواعيد خارجية عربية وأوروبية لميقاتي يسبقها بـ«تبريد» أجواء داخلي
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
يستعد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى التوجه إلى العاصمة البحرينية المنامة، للمشاركة في أعمال القمة العربية الـ 33 الخميس المقبل، وتمثيل الجمهورية اللبنانية التي تفتقد رئيسها، المتعذر انتخابه منذ 31 أكتوبر 2022.
وبعد قمة المنامة يشارك ميقاتي في اجتماع «بروكسل 8» للاجئين نهاية الشهر، علما ان الاجتماع مخصص لوزراء الخارجية، الا انه تمت دعوة ميقاتي، تقديرا لما يعانيه لبنان من آثار النزوح السوري في أراضيه.
قبل موعدي القمتين، يعول ميقاتي على موقف لبناني بالجلسة العامة لمجلس النواب، لمناقشة هبة المليار يورو الأوروبية التي عرضتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في زيارتها الأخيرة إلى بيروت، وأثارت تداعيات سلبية، وجوبهت بحملة داخلية تحت عنوان «رفض رشوة المليار».
الموقف الذي يتطلع اليه ميقاتي، هو تلقي جرعة دعم داخلية لقبول الهبة الأوروبية، مع تسجيل ملاحظات على رفض تشريع وجود النازحين، والإبقاء على حق لبنان في ترحيل المقيمين غير الشرعيين. باختصار، يريد ميقاتي إمساك العصا من وسطها في مقاربة المشهد الخارجي عربيا وأوروبيا.
ويرى في التقارب العربي – السوري وعودة سورية لحضور القمم العربية، وسيلة لمناقشة ملف النازحين مع القيادة السورية، للتوصل إلى معالجة ميدانية للملف، توازيا مع الأخذ في الاعتبار ملاحظات المجتمع الدولي من بوابة المفوضية الأوروبية.
ويريد في بروكسل تكريس حق لبنان في التصرف بـ «الفائض» من النازحين المدرج في خانة «غير الشرعي». ويدرك ان المسألة مرتبطة أساسا بالمقاربة الدولية لهذا الملف، وتتصل بالعلاقة الدولية بالسلطة السورية.
في أي حال، جاء لقاء ميقاتي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة السبت، وهو بات شبه اسبوعي، او دوري يسبق كل استحقاق يحتاج تنسيقا داخليا جامعا، للخروج بموقف داعم من الجلسة العامة النيابية، يشرع الخطوات الخارجية العربية والإقليمية والدولية لرئيس حكومة تصريف الأعمال، ويجنب لبنان الشرذمة في صورته خارجيا.
وحتى موعد انعقاد الجلسة النيابية العامة، تستمر الاتصالات الداخلية في سبيل الاحتواء و«التبريد»، على الرغم من توقع صدور مواقف عالية السقف من طالبي الكلام من النواب. إلا ان الجلسة ستنتهي بما ذكر، لجهة قبول الهبة ورفض التوطين، أي ترحيل البت في الملف إلى مراحل لاحقة، من دون ان يعني ذلك ان الملف لن يبقى عالقا فترة طويلة وغير محددة.
وفي الملف الرئاسي، تحدث عسكري سابق – سياسي لـ «الأنباء» عن «صعوبة فصل انتخاب رئيس الجمهورية عن تسوية شاملة تتضمن اتفاقا لوقف الحرب في الجنوب، وتسوية الوضع على الحدود، إلى تسمية رئيس للحكومة العتيدة والإسراع في ولادة تشكيلتها، والبت مسبقا في تعيين قائد للجيش وحاكم لمصرف لبنان، مع اتفاق على ما سيئول اليه الوضع المالي النقدي للبلاد، وخصوصا القطاع المصرفي».
ورأى الناشط العسكري – السياسي الذي ارتبط اسمه بإنجازات في الميدان، «انه لا معنى لانتخاب رئيس يصل إلى القصر الجمهوري ولا يستطيع ان يحكم، في حال عدم البت في هذه الملفات».
في المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الأحد الأسبوعية من بكركي: «يبدو ان الذين يعرقلون انتخاب رئيس للجمهورية، لا يريدون بالحقيقة رئيسا للبلاد لأنهم يستفيدون من غيابه سعيا إلى مزيد من نفوذهم وتلاعبهم بالشعب ومصيره وبالدستور وقدسيته».
ورأى «ان الوضع في المنطقة يستدعي وجود رئيس للدولة، وكذلك الحرب في فلسطين، وأيضا قضية النازحين السوريين وأولئك المتواجدون لا شرعيا على الأرض اللبنانية، وعودتهم إلى الأماكن الآمنة في سورية وهي تفوق بكثير مساحة لبنان».
وأسف «لعدم تعاون الدول الأوروبية مع لبنان لحل مشكلة النازحين وعودتهم إلى وطنهم، لأن هذه الدول لاتزال تستعمل النازحين لأغراض سياسية في سورية، ولا تريد الفصل بين المشكلة السياسية وعودة هؤلاء إلى وطنهم، فيحملون لبنان هذا العبء الثقيل ونتائجه الخطيرة للغاية، غير مدركين أنهم يهيئون مجرمين وإرهابيين ستكون هذه الدول مسرحهم قبل غيرها (…)».
وفي المشهد الجنوبي، صورة يومية متكررة بين الاستهدافات الإسرائيلية وردود «حزب الله»، تكرس إصرار الطرفين على فرض رؤيتهما للمشهد الميداني، والإمساك بما يعتبرانه نقاط قوة، قبل الدخول في مفاوضات جدية لوقف الحرب.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
رئيس معهد التخطيط القومي يدير جلسة حوارية بمنتدى البحوث الاقتصادية ERF
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أدار الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، جلسة حوارية هامة ضمن فعاليات مؤتمر منتدى البحوث الاقتصادية (ERF) بعنوان: "المسارات الوطنية نحو الطاقة النظيفة والنمو المستدام: تونس والمغرب".
وتناولت الجلسة دور الطاقة المتجددة في التنمية الاقتصادية، وأهمية دمج المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر (MSMEs) في عملية التحول الطاقي.
تضمنت الجلسة عروضًا لأوراق بحثية قدمها نخبة من الخبراء، وهم: الدكتور عادل بن يوسف (جامعة كوت دازور ومنتدى البحوث الاقتصادية) وتناول تجربة تونس في التحول الطاقي، في حين استعرض البروفيسور مايكل تانشوم (معهد الشرق الأوسط) استراتيجية المغرب في مجال الطاقة الخضراء.
كما شارك في الجلسة كل من سونيا محامدي (منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية - تونس)، مونجيونغ لي (منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية)، وخالد غزلاني (المركز الدولي لبحوث التنمية)، حيث ناقشوا السياسات الخاصة بالطاقة النظيفة، وتحفيز الاستثمارات، ودور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في هذا التحول.
وأكد المشاركون في الجلسة أنه على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته تونس والمغرب في تبني الطاقة المتجددة، إلا أن التحديات المالية والعوائق التنظيمية، إلى جانب الحاجة إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص، لا تزال تمثل عقبات رئيسية.
ونبهت الجلسة إلى ضرورة أن تكون المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر محور استراتيجيات التحول الطاقي، مما يستلزم إصلاحات واضحة، وحوافز مالية مستهدفة، وبرامج لبناء القدرات لتعزيز دورها في الاقتصاد الأخضر.
جدير بالذكر أن منتدى البحوث الاقتصادية (ERF) يعقد مؤتمره السنوي هذا العام لمناقشة دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرفية (MSMEs) في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى مدار يومين، استهدف المؤتمر تسليط الضوء على التحديات والفرص التي تواجهها هذه المؤسسات، مع التركيز على خلق فرص عمل خضراء وتمكين الشباب والنساء، ولذا يعد المؤتمر حدثًا مهمًا بمشاركة عدد كبير من الخبراء لدعم السياسات والبحوث من أجل تحقيق تنمية مستدامة وشاملة في المنطقة.