حوار: هدى الطنيجي 
أكدت الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة - أبوظبي، أن أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية مبادرة حكومية بارزة تستضيفها دائرة الصحة - أبوظبي، تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي، وأن الشعار الذي يحمله هذا الحدث العالمي «تسريع مستقبل الرعاية الصحية العالمية» الذي تنطلق فعالياته اليوم يرمز إلى الهدف الحقيقي الجوهري الذي ينعقد لأجله، فهو يشكّل منصة لشراكة عابرة للحدود تلتزم فعلياً بتسريع مستقبل الرعاية الصحية وعلوم الحياة من أجل عالم أكثر صحة، وذلك من خلال تعزيز العمل المشترك، وتبادل الخبرات والتجارب على نحو مفتوح وشامل، لتقديم فرص الابتكار والاستثمار لمواجهة استباقية للتحديات المستقبلية الأكثر إلحاحاً.


وقالت الغيثي، في حوار مع «الاتحاد»: انطلاقاً من كل ذلك، ولتماشيه الكبير مع تطلعات منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي التي تتمتع بالتميّز وبالنظرة المستقبلية الثاقبة والخدمات الصحية المتقدمة والمدعومة بالبيانات، فإن النتائج المرتقبة لأسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، سوف تشكّل الأساس في تحويل شعار هذا الحدث من أفكار إلى أفعال وإجراءات حقيقية قابلة للتطبيق.

أخبار ذات صلة مركز الابتكار الغذائي يحشد الجهود الدولية لترسيخ استدامة القطاع حمدان بن محمد يعتمد المرحلة الثانية من مشروع حماية المواقع ذات القيمة التاريخية

العمل الجماعي
وذكرت د. نورة الغيثي: نتطلع من خلال هذا الحدث لأن يكون ملتقىً للباحثين وصنّاع السياسات والمختصين في الرعاية الصحية والمستثمرين وروّاد الأعمال من مختلف التخصصات حول العالم لإطلاق العنان للفرص المشتركة في المستقبل، وهو بذلك يؤسس للعمل الجماعي المطلوب على مستوى العالم لمناقشة كل التحديات التي يواجهها قطاع الرعاية الصحية، وبالتالي إعادة صياغة وتعريف التصورات للوصول إلى حلول مبتكرة يُعتمَد عليها لتقديم رعاية فعّالة لأولئك الذين يحتاجون إليها، والمضي في المسار الصحيح للتحول من تقديم الرعاية الصحية إلى العناية بالصحة وفق نُظم متكاملة تشمل التنبّؤ والوقاية والعلاج.
وأشارت إلى أن أسبوع أبوظبي سيشهد حضور أكثر من 5.000 مشارك و1.000 مندوب عن وفد و200 متحدث و100 جهة عارضة من مختلف أنحاء العالم، فهو يوفّر لهؤلاء جميعاً مساحة لتبادل الأفكار ووجهات النظر، ولوضع استراتيجيات متينة وقابلة للتنفيذ تُحاكي الرؤى المستقبلية لتطويرٍ مستدام لمستقبل الرعاية الصحية، من خلال تسخير قوة البيانات والذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم والطب الشخصي وغيرها، وتصميم نتائج ملموسة ومبادرات تحويلية مع رواد محوريين من حول العالم لتعزيز الابتكار المسؤول وتمهيد الطريق لغد أكثر صحة للجميع.
قمة مستقبل الصحة 
قالت د. نورة الغيثي: تمثل قمة صحة المستقبل واحدة من أبرز فعاليات الحدث، حيث ستتاح على مدى أيامها الثلاثة الفرصة للوفود المشاركة للاستماع إلى خطابات رئيسية وجلسات حوارية، ومناقشات حيّة، تفتح المجال أمام قادة الرعاية الصحية لتبادل الأفكار والتطرق للتحديات الملحّة التي ترسم ملامح مستقبل الرعاية الصحية، كما سوف تتطرق القمة للموضوعات الرئيسية في القطاع الصحي، مع التركيز على ترك تأثير ملموس على صعيد الأفراد والمجتمعات وعلى مستوى العالم ككل.
وذكرت أن لائحة المحاور التي تغطيها القمة هي: الصحة الشخصية والطب الدقيق ومستقبل تحليل البيانات البيولوجية «أوميكس»، ثورة التقنيات الحيوية: الوقاية والعلاج وشفاء الأمراض العالمية، ودور البيانات والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، ونماذج الرعاية الصحية القائمة على التكنولوجيا، حيث سيُلهم صنّاع السياسات وخبراء القطاع والمديرين التنفيذيين من شتى أرجاء العالم للوصول إلى نتائج ملموسة في صياغة مسارات التحول في القطاع الصحي، وتحقيق رؤية مشتركة لإنجازها معاً من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقاً لهذا القطاع، واختبار حلول الرعاية الصحية المبتكرة وتوسيع نطاقها.
مستقبل الرعاية الصحية 
أضافت د. نورة الغيثي: لا شك في أن تسريع مستقبل الرعاية الصحية بات أمراً لا مفر منه، وهناك حاجة ماسّة لبدء المسار الذي يُوصل إليه، وهذا ما أدركت أبوظبي أهميته، ما دفعها لاستضافة فعاليات هذا الحدث بقصد إطلاق الإجراءات العملية لمثل هذا التحوّل، منطلقةً من جدارتها بقيادة هذه الجهود العالمية لأسباب عديدة، أبرزها سجلها الحافل في التميّز والخدمات سريعة التوسع المبنية على البيانات، والمدعومة برؤية مستقبلية طموحة، وأنّ الحاجة الملحّة ومضافرة الجهود واتباع تدابير حاسمة للتعامل مع التغييرات والتصدي للتحديات الراهنة في قطاع الصحة العالمي، تستدعي أن يتم وضع استراتيجية فاعلة مبنية على الشراكة والتعاون، لتحديد الخطوط العريضة لخارطة طريق ترسم مستقبل العمل المشترك في القطاع الصحي، وتنطلق من فهمٍ حقيقي لمفهوم جودة الحياة، وتجسّد اتساع دائرة الوعي بالمقومات الأساسية للتمتع بصحة جيدة، بعيداً عن الأسلوب التقليدي القائم على علاج الأمراض بعد الإصابة بها، والتركيز الاستباقي على تعزيز الصحة الشاملة.
وقالت: واثقون بأن كل ذلك يمكن تحقيقه فعلياً عبر الشراكات المنتجة بين القطاعين العام والخاص، والاستدامة والمساواة الصحية على مستوى العالم، واعتماد الأخلاقيات والمعايير، والأخذ بنتاج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والابتكار وهذا ما سيتم التطرق إليه بجدّية وإصرارٍ والتزامٍ تام في أسبوع أبوظبي العالمي، لنتمكن من المضي نحو جعل تمتع المجتمعات بالصحة والوصول إلى رعاية صحية بجودة عالية أولويةً عالمية.
نهج استباقي 
أضافت د. نورة الغيثي: يشهد أسبوع أبوظبي انعقاد منتدى قادة الرعاية الصحية، تحت شعار «التحول في نظم الرعاية الصحية العالمية: من الرعاية الصحية إلى العناية بالصحة» والذي يضم حوالي 200 شخصية بارزة، من بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون ورؤساء تنفيذيون ومستثمرون عالميون ومبتكرون ورؤساء منظمات متعددة الأطراف وخبراء في مجالات العلوم والصحة والطب، للتشديد على الحاجة الملحّة لتضافر الجهود، واتخاذ تدابير حاسمة للتعامل مع التغييرات والتصدي للتحديات الراهنة في قطاع الصحة العالمي وباعتبار أبوظبي مركزاً لبيانات الرعاية الصحية، وتملك قدرات حاسوبية كبيرة لإطلاق الإمكانات الكامنة في هذه البيانات وتحويلها إلى معلومات قيمة، فهي بالتالي تمتلك القدرة على ابتكار وتطوير أساليب جديدة لإحداث نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية ليصبح أكثر اعتماداً على التنبؤ والوقاية والعلاج.
وقالت: ينطلق العمل من أبوظبي إلى العالم من خلال بناء شبكة متكاملة من العلاقات العالمية الإيجابية، التي تمكّنها من أن تقوم بدور محوري في رسم المسار المستقبلي لقطاع الرعاية الصحية، وتعزيز التعاون، ودعم التقدم التكنولوجي، وتعزيز الاستدامة.
 وذكرت أن هذه المقاربة هي التي تجعل من أسبوع أبوظبي فرصة متميّزة في إطار الجهود الرامية إلى التنبّؤ باحتياجات الرعاية الصحية المستقبلية، لكون فعاليات هذا الحدث سوف تركّز على استكشاف فرص التحول من الرعاية الصحية إلى العناية بالصحة، وعلى تزويد الخبراء بمنصة لتبادل المعرفة والخبرات حول مواضيع مهمة، مثل الشيخوخة، والأمراض غير المعدية، والصحة النفسية، وغيرها من التحديات الشائعة، بالإضافة إلى قيادة نقاش مشترك حول تقديم الرعاية الصحية الاستباقية، وتوفير تنبؤات حول التحديات المستقبلية، وإتاحة مساحة لتبادل الأفكار ووجهات النظر، ووضع استراتيجيات متينة وقابلة للتنفيذ لمواجهة هذه التحديات، وتقديم حلول ناجعة للمشكلات المتوقعة في المستقبل.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دائرة الصحة الرعاية الصحية الإمارات مستقبل الرعایة الصحیة أسبوع أبوظبی هذا الحدث من خلال

إقرأ أيضاً:

هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تقود نقاشًا عالميًا في مجال الأقمار الصناعية بملتقى الفضاء في كولورادو الأمريكية

المناطق_واس

قادت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية جلسة نقاش عالمية رفيعة المستوى في “مجال الأقمار الصناعية ” على هامش النسخة الأربعين من أعمال ملتقى الفضاء “Space Symposium”, المقامة في مدينة كولورادو سبرينجز بالولايات المتحدة الأمريكية من السابع وحتى العاشر من أبريل الجاري، بحضور كبار المسؤولين والخبراء من أبرز الشركات العالمية الرائدة في مجال الاتصالات والفضاء، مثل شركة سبيس إكس (SpaceX)، وأمازون (مشروع كويبر) (Amazon – Project Kuiper)، وإيريديوم (Iridium)، وإيكوستار (EchoStar)، ولوكهيد مارتن (Lockheed Martin)، وبوينج (Boeing)، وبريس ووترهاوس كوبرز (PwC)، ومجموعة نيو للفضاء (NSG)، وسييكر (SEAKR)، وليوناردو (Leonardo)، وبي إيه سيستمز (BEA Systems).

وتهدف الجلسة إلى مناقشة توحيد المعايير الفنية في الاتصالات الفضائية وتعزيز التعاون الدولي في القطاع، وتوفير منصة دولية فاعلة للحوار ومناقشة التحديات والفرص المرتبطة بتوسيع نطاق استخدام هذه التقنيات، بالإضافة إلى دعم الابتكار، وتطوير منظومة متكاملة تعزز الاستثمار والتقدم التقني في هذا المجال الحيوي، ومواصلة تعزيز السياسات التنظيمية في قطاع الفضاء وتوحيد وجهات النظر العالمية بشأنها عالميًا.

أخبار قد تهمك هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تعلن عن نجاح خطتها التشغيلية لشهر رمضان 1446هـ 29 مارس 2025 - 6:37 مساءً هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تكشف عن تخطي مكالمات مكة والمدينة 320 مليون مكالمة خلال النصف الأول من رمضان 20 مارس 2025 - 7:22 صباحًا

وافتتح معالي محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية الدكتور محمد بن سعود التميمي الجلسة بالتطرق إلى تسارع تطور تقنيات الاتصالات الفضائية والحاجة إلى جهود مكثفة بغرض توحيد المعايير الفنية وتنسيق الطيف الترددي لإيجاد بيئة استثمارية محفزة في قطاع الاتصالات الفضائية، ودوره في تعزيز التكامل بين الجهات الفاعلة على المستويين المحلي والدولي، وتعزيز فرص دخول السوق لجميع المهمتين، وتبني أنظمة تقنية متوافقة المواصفات والمعايير, الذي سيؤدي إلى خفض التكاليف الرأس مالية والتشغيلية.

وأكد التزام المملكة الدائم بدعم الجهود الدولية الرامية إلى تطوير قطاع الاتصالات والفضاء، ويواجه سوق الاتصالات الفضائية تحديًا في تنوع تقنيات الاتصال دون وجود معايير فنية موحدة، وبالإمكان توفير فرص لمعالجة هذا التحدي لضمان عمل التقنيات المختلفة مع بعضها البعض وتقليل تكاليف التصنيع وإتاحة خدمات أفضل للمستخدمين النهائيين.

وتأتي هذه الجلسة ضمن جهود الهيئة المستمرة لتعزيز دور المملكة وريادتها العالمية في مجال الاتصالات الفضائية، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تعزيز دور التقنيات الحديثة في التنمية الاقتصادية والمجتمعية.

مقالات مشابهة

  • تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» يستكشف حلول الحياة الصحية المديدة
  • "مستقبل وطن" يناقش خطته المستقبلية والاستحقاقات الانتخابية
  • كولورادو.. هيئة الاتصالات تقود نقاشًا عالميًا عن الأقمار الصناعية
  • «أسبوع أبوظبي العالمي».. منصة لصناعة مستقبل جديد للصحة
  • هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تقود نقاشًا عالميًا في مجال الأقمار الصناعية بملتقى الفضاء في كولورادو الأمريكية
  • أسبوع أبوظبي العالمي للصحة.. منصة لصناعة مستقبل جديد للصحة
  • سانوفي تؤكد شراكتها الاستراتيجية في مجال الرعاية الصحية لتعزيز الابتكار ورعاية المرضى في مصر
  • وكيل الصحة بالقليوبية يجري جولة مرورية على المنشآت الصحية بكفر شكر
  • في اليوم العالمي للصحة| ظروف صحية صعبة تواجه غزة والسودان واليمن.. وتوثيق 2000 هجوم على الرعاية الصحية بـ 7 دول في شرق المتوسط
  • ضمن حملة “شفاء”… وفد طبي يصل دير الزور لتقديم خدمات الرعاية الصحية والجراحية