التغيرات المناخية تؤثر على الأطفال بشكل مباشر
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
لمياء الهرمودي (أبوظبي)
يعتبر التغير المناخي من أهم التحديات التي تواجه الأمم على مستوى العالم وكان له تأثيرات على الكثير من الجوانب الحيوية والاقتصادية والصحية والمجتمعية، حيث أكد عدد من المختصين أن هذه المتغيرات تؤثر على الأطفال بشكل مباشر، فكان لابد أن يساهم الإعلام في التوعية والتوجيه وإلقاء الضوء على أهم المؤثرات التي قد يكون لها أثر سلبي على بيئة الطفل.
وقال الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة وعضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، خلال ورشة إعلام صديق للطفل التي نظمها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في أبوظبي، إن التغيرات المناخية تعد أزمة خطيرة تهدد حقوق الطفل على العديد من الأصعدة وإن لها تأثيرات صحية وتعليمية ونفسية، ومن ضمن التأثيرات الصحية وزيادة انتشار الأمراض بحيث يعد الأطفال أكثر عرضة للأمراض التي تنتشر بسبب تغير المناخ مثل الملاريا وحمى الضنك، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية يتحمل الأطفال دون سن الخامسة 90% من عبء الأمراض المرتبطة بتغير المناخ، كما أن تفاقم سوء التغذية المرتبط بالكوارث الطبيعية كالجفاف والفيضانات يؤدي إلى نقص الغذاء والمياه النظيفة، ما يزيد من سوء التغذية عند الأطفال، خاصة في الدول النامية، فضلاً عن تلوث الهواء والذي يعد مرتبطاً بتغير المناخ، ما يؤثر على انتشار أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، ما يؤثر على صحة الأطفال بشكل كبير.
وتابع: من التأثيرات التعليمية انقطاع الدراسة، حيث إن الكوارث الطبيعية تؤدي إلى تدمير المدارس والبنية التحتية التعليمية، مما يعيق وصول الأطفال إلى التعليم، فضلاً عن النزوح والهجرة فيضطر العديد من الأطفال إلى النزوح عن ديارهم بسبب تغيرات المناخ، ما يؤثر على استقرارهم الدراسي. ومن أهم التأثيرات النفسية التوتر والقلق بسبب الكوارث الطبيعية وفقدانهم لمنازلهم وأحبائهم، فضلاً عن الاكتئاب، حيث يعاني عدد من الأطفال من أعراض الاكتئاب بسبب شعورهم باليأس من المستقبل الأمن بسبب تغير المناخ.
وأوضح أنه يواجه نحو 559 مليون طفل حالياً تواتراً مرتفعاً لموجات الحر، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، حيث أشار الدكتور إلى أن تغير المناخ يؤثر على الوصول إلى الماء النظيف، مما يحد من حق الأطفال في الحصول على الماء الصالح للشرب، ويعتبر حق اللعب من أكثر المؤثرات التي تترتب عن الكوارث الطبيعية، حيث إنها تهدد مساحات اللعب الآمنة للأطفال، ما يؤثر على نموهم وتطورهم.
وعلى صعيد الأطفال واليافعين، فقد أعرب عدد منهم عن أهمية نشر الوعي بين الأطفال واليافعين عن التحديات التي يواجهها العالم بسبب التغيرات المناخية، وأهمية دور الإعلام والمؤسسات التعليمية والحكومية في نشر محتوى تثقيفي وتعليمي يؤصل فكر الاستدامة، وحقوق الطفل في الحصول على بيئة صحية وسليمة ينمو فيها دون صعوبات.
وقال سيف المطروشي، النائب الثاني للبرلمان الإماراتي للطفل: أصبح الطفل واعياً بما يدور من حوله من متغيرات وتطورات على كافة المستويات، ومن أكثر الأمور التي باتت تلفت نظره بشكل كبير هي أحداث التغير المناخي، حيث إن تغيرات الطقس أصبحت ملموسة بشكل أكبر.
وأكد أن للإعلام وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية والحكومية الأخرى دوراً محورياً في التوعية والتثقيف من خلال نشر المحتوى التعليمي والهادف حول أهمية الحفاظ على مصادر الطاقة والمياه والابتعاد عن الهدر، واستيعاب ثقافة الاستدامة، والتي لها دور رئيسي في التخفيف من وطأة الاحتباس الحراري.
تبني مفهوم الاستدامة
أشار ناصر مفتاح الحفيتي، عضو في المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في أبوظبي، إلى أن تبني مفهوم الاستدامة ونشره بين الأطفال أمر لابد منه حتى نبني أجيالاً تعي أهمية الحفاظ على مصادر الطاقة، والحفاظ عليها، وأهمية البحث على مشاريع مبتكرة في مجال الاستدامة وإعادة التدوير. وأضاف أن الطفل له الحق في أن يعيش في بيئة نظيفة، وطبيعية يمارس فيها حقوقه في اللعب والاستمتاع، بعيداً عن أضرار التغيرات المناخية التي قد تؤثر على طريقة نموه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التغير المناخي الأطفال الأمم المتحدة المناخ الإمارات المجلس الأعلى للأمومة والطفولة التغیرات المناخیة ما یؤثر على
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: ضرورة إيصال المساعدات بشكل آمن إلى السودان
أحمد شعبان (الخرطوم، القاهرة)
أخبار ذات صلةجددت الأمم المتحدة التأكيد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومن دون عوائق إلى السودان، داعية المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه لأكثر الفئات ضعفاً في البلاد.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في بيان صحفي، أن «الوضع في ولاية شمال دارفور تحديداً لا يزال مقلقاً، حيث يستمر القتال في إجبار العائلات على النزوح من ديارها».
وأضاف المكتب: « أن الوضع الإنساني يتدهور أيضاً في منطقة كردفان، حيث يجبر العنف المستمر المزيد من الناس على الفرار غالباً إلى مناطق قليلة أو معدومة المساعدة».
ولفت إلى أن شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني يبذلون كل ما في وسعهم، رغم التحديات للحفاظ على استمرار الخدمات حيث يدعمون أكثر من 1.7 مليون شخص في شمال دارفور بالرعاية الصحية الأساسية مستخدمين المرافق الصحية المتبقية والعيادات المتنقلة.
ونبه «أوتشا» إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة بمنطقة شمال الدلتا بولاية كسلاو، الأمر الذي يهدد بزيادة صعوبة وصول العاملين في المجال الإنساني إلى المحتاجين.
ومنذ اندلاع النزاع المسلح في السودان، في أبريل 2023، يعاني ملايين الأطفال أوضاعاً إنسانية بالغة السوء، حيث يواجهون القتل، وسوء التغذية، وانتشار الأمراض، وحرمانهم من التعليم، إضافة إلى معاناة النزوح داخلياً واللجوء خارجياً.
وأوضح المحلل السياسي التشادي، الدكتور إسماعيل طاهر، أن الأطفال في السودان يتعرضون لمعاناة شديدة، جراء استمرار الحرب، ويعانون سوء التغذية في المخيمات والمدن التي نزحوا إليها، إلى جانب حرمانهم من التعليم، واستغلالهم في أعمال شاقة من دون أجر، بل إن بعضهم أُجبر على حمل السلاح والانضمام إلى جماعات مسلحة والمشاركة في القتال.
وذكر طاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الأطفال من دون سن الـ17 عاماً، يواجهون مصاعب كبيرة، حيث يحاولون الفرار من ويلات الحرب بالهروب إلى صحراء ليبيا أو إلى دول مجاورة، فيما يعمل عدد منهم في مناجم الذهب، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال ما زالوا في عداد المفقودين في المدن التي شهدت مواجهات مسلحة، حيث يتم استغلالهم بطرق غير إنسانية، ويعيشون أوضاعاً مأساوية، مما يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لمحاربة الجوع ورعايتهم بشكل أفضل.
وأكد أن المخيمات المخصصة للاجئين تفتقر إلى برامج مخصصة للأطفال ولا تتوافر فيها مدارس تتيح لهم استكمال تعليمهم، مما يجعلها بيئة طاردة، إضافة إلى فقدان الكثير من الأطفال لأولياء أمورهم، مما جعلهم من دون رعاية أو حماية خاصة.
وشدد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، على أن الوضع الإنساني في السودان يشهد تدهوراً كبيراً، لا سيما على المستوى الصحي، حيث يواجه الأطفال مخاطر جسيمة، منها انتشار الكوليرا والأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
وأوضح حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استمرار النزاع بين «سلطة بورتسودان» و«قوات الدعم السريع» يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية، ويؤدي إلى تصاعد أعداد النازحين واللاجئين، مع تأثر الأطفال بشكل خاص في ظل محدودية المساعدات التي لا تصل غالباً إلى الفئات الأكثر حاجة.