محمد كركوتي يكتب: تفاوت الإنفاق على الأبحاث
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
تخرج الشركات بكل أحجامها من السوق لأسباب عديدة، من بينها تخلفها في رصد تمويل حقيقي للأبحاث التطويرية الخاصة بمنتجاتها، أو حتى الامتناع عن إقامة شراكات استراتيجية مع مراكز الأبحاث بالجامعات والمعاهد المختلفة. وشهد العالم انهيار شركات كانت تتمتع بأسماء رنانة دولياً؛ لأن منافساتها تمكنت من اللحاق بوتيرة البحث العلمي والتطوير، واستطاعت الاستفادة، بحيث أضافت مزيداً من القوة، ورفعت بالطبع من حجم قيمتها السوقية، وعززت منتجاتها لكي تكون مطلوبة على نطاق واسع.
تظل الشركات الأميركية في المقدمة في هذا الميدان الحيوي، مقارنة بنظيراتها الأوروبية والآسيوية. وهذا أمر ليس غريباً لو لاحظنا اهتمام هذه الشركات بهذه المسألة منذ زمن بعيد يعود إلى بدايات القرن الماضي. في العام الفائت، بلغ حجم إنفاق أعلى 500 شركة عالمياً على الأبحاث أكثر من 1.07 تريليون دولار، وفق شركة التدقيق والاستشارات الاقتصادية «أرنست أند يونج»، بزيادة وصلت إلى 12% عن عام 2022. اللافت أن 169 شركة أميركية أنفقت 575 مليار دولار، ورصدت الشركات اليابانية 94 مليار دولار، والألمانية أكثر من 80 مليار دولار. أما الشركات الأوروبية، فقد مولت الأبحاث بـ 245 مليار دولار، أي أقل من نصف ما أنفقته نظيراتها الأميركية، في حين قدمت الشركات من منطقة آسيا والمحيط الهادئ 237 مليار دولار في هذا المجال.
ويبدو واضحاً أن المسار الأميركي في هذا الاتجاه سيواصل التقدم في السنوات المقبلة على الأقل، وذلك بعد ملاحظة تراجع عدد الشركات الأوروبية «مثلاً» المدرجة ضمن القائمة الـ(500)، وارتفاع عدد الشركات الأميركية فيها. ولولا الإنفاق المرتفع في تمويل الأبحاث والتطوير في ألمانيا، لكانت «الأوروبية» أقل بكثير مما سجلته في العام الماضي. ولا شك في أن السبب الرئيس لارتفاع هذا النوع من التمويل، يعود إلى الزخم الذي رصدته الشركات التكنولوجية بكل أحجامها، وتتصدر الأميركية منها المشهد العالمي بالطبع. وبالمحصلة، فإن الإنفاق على التطوير والأبحاث، يعد تحضيراً لأرباح المستقبل، لأي شركة ترغب في مواصلة مكانتها في السوق، وأي تقشف في هذا الميدان، سيقوض مستقبل هذه الشركة أو تلك. أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: «اتفاق الإمارات».. مرجعية المناخ محمد كركوتي يكتب: رهان النمو الأميركي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر ملیار دولار فی هذا
إقرأ أيضاً:
"سبيريت إيرلاينز" الأميركية تتقدم بطلب الحماية من الإفلاس
الاقتصاد نيوز - متابعة
تقدمت شركة "سبيريت إيرلاينز" الأميركية، والمتخصصة في رحلات الطيران منخفضة التكلفة، بطلب الحماية من الإفلاس إلى الهيئات المختصة، وذلك في ظل وجود مشكلات كبيرة تتعلق بالمنافسة، فضلا عن عملية الاندماج غير الموفقة مع شركة "جيت بلو إيروايز".
وبحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ"، فقد تقدمت الشركة بطلب الحماية من الإفلاس، وفقًا لوثيقة قضائية، وبموجب الفصل الحادي عشر من القانون في نيويورك، حيث أدرجت أصولًا والتزامات تتراوح بين مليار دولار وعشرة مليارات دولار.
وكانت شركة "سبيريت" قد قامت بمفاوضات مع دائنيها منذ أن منع قاضٍ فيدرالي عملية الاستحواذ التي بلغت قيمتها 3.8 مليار دولار من قبل شركة "بلو جيت"، وحكم بأن هذا الدمج من شأنه أن يضر بالمسافرين المهتمين بالتكلفة المناسبة، من خلال رفع أسعار تذاكر الطيران في جميع أنحاء الصناعة.
وكانت الحكومة الفيدرالية قد طعنت في هذا الارتباط لأسباب تتعلق بمكافحة الاحتكار.
كما انهارت محادثات منفصلة بين "سبيريت إيرلاينز" للاندماج مع شركة Frontier Group Holdings Inc، بحسب التقرير.
وتعرضت شركة الطيران لضغوط متزايدة من شركات الأخرى الأكبر حجمًا، والتي عرضت على المسافرين تذاكر أكثر بأسعار معقولة.
وأعلنت "سبيريت" إفلاسها بعد التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة هيكلة الديون على نطاق واسع مع غالبية حاملي السندات المخلصين والقابلة للتحويل، وفقًا لبلومبرغ.
وبموجب الخطة، سيتولى حاملو السندات الحاليون السيطرة على الشركة، التي سيتم شطبها من البورصة، بعد مبادلة 795 مليون دولار من الديون بالأسهم.