أبرز تطورات اليوم الـ219 من الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
في اليوم الـ219 للعدوان الإسرائيلي على غزة، تكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي أكبر خسائره اليومية منذ بدء حربه على القطاع، في حين بثت المقاومة تسجيلا مصورا لاستهداف إحدى الدبابات ونشرت مشاهد لعمليات عدة.
اعترف الاحتلال بأكبر حصيلة يومية من الإصابات منذ بدء الحرب، حيث تتصدى المقاومة الفلسطينية لقواته في 3 جبهات، معلنة تنفيذ سلسلة من العمليات والكمائن واستهداف نحو 8 دبابات، فضلا عن إطلاق صواريخ على كبرى مدن غلاف القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 50 من ضباطه وجنوده أصيبوا خلال المعارك في يوم واحد، مما يرفع العدد المعلن لجرحاه منذ بداية الحرب إلى 3415 جريحا، بينهم 526 أصيبوا بجروح خطيرة.
وينفذ جيش الاحتلال حاليا عمليات في جباليا شمالي القطاع، وفي حي الزيتون بمدينة غزة، وفي الأحياء الشرقية لمدينة رفح جنوبا، تحت غطاء من القصف المكثف الذي أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين وتهجير كثير من العائلات.
مزيد من التفاصيل..
عمليات نوعيةمن جانبها، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تنفيذ سلسلة من العمليات والكمائن ضد قوات الاحتلال منذ صباح اليوم، كما قصفت عسقلان وسديروت بدفعات من الصواريخ.
واستهدفت القسام ما لا يقل عن 8 دبابات إسرائيلية، وهو ما أدى لاشتعال النيران في بعضها ومقتل من فيها من الجنود، وفقا لما أعلنته عبر تلغرام.
وبثت القسام تسجيلا مصورا لاستهداف إحدى الدبابات من طراز ميركافا، حيث أسقطت قذيفة مضادة للدروع بواسطة طائرة مسيرة على الدبابة شرق مخيم جباليا. كما نشرت مشاهد لعمليات عدة، بين قصف بقذائف الهاون واستهداف للدبابات.
معارك رفح
وفي جنوب القطاع، قالت كتائب القسام إنها استهدفت جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة داخل معبر رفح البري بقذائف الهاون على دفعتين منفصلتين.
كما أعلنت سرايا القدس أنها قصفت بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل جنود الاحتلال وآلياته في حي الشوكة شرق رفح.
وقبل نحو أسبوع، بدأ جيش الاحتلال الهجوم على الأحياء الشرقية لمدينة رفح بعد ساعات قليلة من إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
حماس تستهجنوعلى الصعيد السياسي، استهجنت حركة حماس تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي قال فيها إن وقف إطلاق النار مرهون بإطلاق الحركة سراح المحتجزين في القطاع.
واعتبرت حماس تصريحات بايدن تراجعا عن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات في القاهرة التي أفضت إلى موافقة الحركة على مقترح الوسطاء المصريين والقطريين، بعلم واطلاع الوسيط الأميركي.
هل تصبح فلسطين عضوا في الأمم المتحدة بعد التصويت الساحق لصالحها في الجمعية العامة؟#شبكات #حرب_غزة pic.twitter.com/cAS6aRpopS
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) May 12, 2024
في السياق، قالت تقارير إعلامية إسرائيلية إن قادة في الجيش والأجهزة الأمنية زادوا من انتقاداتهم وضغوطهم على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط مخاوف من "تآكل الإنجازات العسكرية" بسبب تأخير القرار السياسي في عدة مسائل.
وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن المؤسسة العسكرية الأمنية تطالب نتنياهو بحسم الموقف سريعا واتخاذ قرار في قضيتين مهمتين، حسب وصفها "من يحكم غزة بعد حماس، والمصادقة على شراء سربين من الطائرات الحربية الحديثة من الولايات المتحدة".
مزيد من التفاصيل..
مصر تعتزم التدخلمن جانب خر، أعلنت مصر اعتزامها التدخل رسميا لدعم دعوى جنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بسبب حربها المستمرة على غزة، في حين ثمّنت حماس موقف القاهرة.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية نشر على صفحتها في فيسبوك، أعلنت القاهرة التدخل رسميا لدعم الدعوى الجنوب أفريقية للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها باتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة.
الجبهة الشماليةوعلى الحدود اللبنانية شمالا، أعلن حزب الله مهاجمته هدفين إسرائيليين قبالة الحدود الجنوبية للبنان وفي مزارع شبعا المحتلة، كما شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات في المناطق الجنوبية للبنان.
وقال الحزب إنه قصف بالصواريخ الموجّهة آلية إسرائيلية تحمل تجهيزات تجسسية واستهدف تجهيزات فنية أخرى في ثكنة راميم مؤكدا تدميرها. كما استهدف الحزب بالصواريخ الثقيلة انتشارا لجنود إسرائيليين في محيط موقع زبدين، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة.
مزيد من التفاصيل..
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مؤشّرات تراجع مكانة الدولة العبرية
لا أحد يستطيع تغيير طبيعة السياسة العدوانية والإجرامية الإسرائيلية التي لا تحترم ولا تلتزم بأيّ اتفاقيات أو تعهّدات. ليس سوى القوة ما يُلزِم دولة الاحتلال على الالتزام رغم أنفها.
خلال المرحلة الأولى من الاتفاق بين حركة «حماس» ودولة الاحتلال، انتهكت الأخيرة ما وقّعت عليه عشرات المرّات، لكنها لم تفلح في تحقيق ما أرادت حكومتها الفاشية المفلسة. محاولات دولة الاحتلال لإرغام «حماس» على الاستسلام لما أرادت بشأن تمديد المرحلة الأولى والإفراج عن أعداد أكبر من الرهائن، لم تصل إلى نتيجة.
الإدارة الأميركية منحت بنيامين نتنياهو مهلة 10 أيام، لتحقيق ما أراد، لكنه لم ينجح، بل إنه استدعى المزيد من الضغوط الداخلية، التي تطالب حكومته بالذهاب إلى المرحلة الثانية، ووقف الحرب.
صعّدت حكومة الاحتلال تهديداتها إلى أقصى مدى، عَبر إغلاق المعابر، ووقف تدفّق المساعدات إلى قطاع غزّة، ثم حاولت إضفاء مصداقية على التهديدات بالعودة للقتال، عَبر تحرّكات عسكرية، لكنها في الأخير لم تتمكن من تجاوز عتبة تهديداتها، والاكتفاء بإغلاق المعابر.
بالتأكيد يرغب نتنياهو وفريقه بالعودة للقتال، باعتباره الأسلوب المعتمد لبقاء الائتلاف الحكومي الفاشي، على الرغم من أن الضغط العسكري لم يؤدِّ إلى الإفراج عن أيّ رهينة.
كلمة السرّ في هذا العجز تكمن في رفض الإدارة الأميركية العودة إلى الحرب الإبادية، وتصرّ على متابعة المفاوضات. كان ستيف ويتكوف المبعوث الأميركي قد قال: إنه سيحاول الإفراج عن الرهائن، إما بتمديد المرحلة الأولى، أو عَبر الانتقال للمفاوضات التي تتعلّق بالمرحلة الثانية.
صحوة المقاومة الفلسطينية - التي تقرأ على نحو جيّد طريقة تفكير كل من أميركا ودولة الاحتلال - أدّى إلى إرباك موقف الأخير، وأظهر عجزه عن اعتماد سياسة مستقلة خاصة به، والتصرّف وفق حساباته.
لذلك إن التطور الكبير - الذي ينطوي على أبعاد مهمّة - تمثل في تدخل الإدارة الأميركية على خطّ المفاوضات المباشرة مع «حماس» من دون انتظار الموافقة الإسرائيلية.
علينا أن نصدّق أنّ دولة الاحتلال لم تكن على علم مسبق بقرار الإدارة الأميركية الشروع في مفاوضات مباشرة مع «حماس»، وفي أقلّ تقدير فإن نفي نتنياهو علمه بتلك المفاوضات مجرّد محاولة فاشلة لحفظ ماء الوجه.
حفظ ماء الوجه فقط، لأنّ دولة الاحتلال لن تجرؤ على الاعتراض على ما تقوم الإدارة الأميركية بالتفاوض المباشر مع «حماس»، ولا الاعتراض على أيّ نتائج يمكن التوصّل إليها.
هيئة البث الإسرائيلية عكست حالة من الارتباك لدى حكومة الاحتلال، فلقد كانت أعلنت أنّ ثمّة تقدّماً في المفاوضات، ثم عادت لتتحدّث أن المفاوضات لم تحرز أيّ تقدّم.
الإدارة الأميركية قدّمت لنتنياهو السلّم الذي ينزل عليه؛ بعد أن دخلت خياراته في حالة اختناق، فلا هو قادر على نسف كل مجرى المفاوضات والذهاب إلى الحرب، ولا هو قادر على إرغام «حماس» على تغيير موقفها بالاتجاه الذي يستجيب ولو جزئياً للشروط الإسرائيلية.
في كلّ الحالات ثمّة رسائل مهمّة تقف خلف السلوك الأميركي، أوّلها أنّ هذه الإدارة لا علاقة لها بالمبادئ، وأنّها يمكن أن تتراجع عمّا يصدر عنها في العلن. هذه الإدارة ذهبت للتفاوض المباشر مع «حماس» التي صنّفتها على أنّها جماعة إرهابية، ما يعني أنّها تتمتّع بقدرٍ عالٍ من البراغماتية والمواقف غير المتوقّعة.
ثاني هذه التداعيات، أنّ الإدارة الأميركية ليست وسيطاً، بل إنها طرف مباشر في الصراع، بالنيابة عن دولة الاحتلال وبالأصالة عن نفسها، ما يؤكّد، أيضاً، أنها شريكة في كل ما ارتكبته وترتكبه الأخيرة من جرائم متعدّدة الأشكال.
ثالث هذه الرسائل، أنّ دولة الاحتلال - التي كانت تدّعي أنها سيّدة نفسها وسياساتها، وأنها دولة مستقلة - لا تلتزم بما لا يتوافق مع مصالحها وإستراتيجياتها حتى لو جاءت من حليفها الأميركي.
طبعاً مثل هذا الخطاب الإسرائيلي كان إلى حدّ ما وبالمعنى النسبي صحيحاً خلال مرحلة الإدارة «الديمقراطية» السابقة. فلقد عاندت وأقدمت على مواقف وإجراءات، تعارضت مع مواقف وطلبات إدارة جو بايدن.
غير أنّ هذا الخطاب اختفى مع مرحلة دونالد ترامب، إذ لم تصدر عن أيّ مسؤول إسرائيلي تبجّحات من هذا القبيل، بل إن الأسابيع المنصرمة من عمر الإدارة الأميركية الجديدة أظهرت أنها هي التي تقود، وتتعامل مع دولة الاحتلال على أنها أداة تنفيذية للسياسة والمواقف الأميركية.
هكذا أكدت دولة الاحتلال مكانتها باعتبارها أداة تابعة للسياسة الأميركية والدعم الأميركي، الذي إن توقّف عنها فإنها ستكون في حال يُرثى لها.
ويتكوف سيعود إلى المنطقة غداً، لتسريع عملية التفاوض، ولذلك لم يجد نتنياهو أمامه أيّ خيارات سوى أن يُرسل وفده إلى العاصمة القطرية ليظهر وكأنه شريك أساسي في المفاوضات.
المقاومة التي أثبتت نجاحها في الميدان تثبت مرّة أخرى نجاحها في معركة التفاوض، فهي لا تزال تصرّ على مواقفها وشروطها.
المقاومة تدرك أن إدارة ترامب لا ترغب في إعطاء فرصة لمعاودة الحرب الدموية، التي ستعيد فتح المجال أمام توسيع دائرتها بما يهدد الاستقرار الهشّ في المنطقة.
يعزّز هذا الاتجاه عدم نجاح الإدارة الأميركية حتى الآن في إقفال صفحة الحرب في أوكرانيا، ما يعني أنها تعتقد بإمكانية تحقيق نجاح أسرع على جبهة الشرق الأوسط.
إعلان جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) اليمنية، أنهم سيواصلون القتال على جبهة البحر الأحمر وإعطاء مهلة 4 أيام، لكي تعاود دولة الاحتلال فتح المعابر والسماح بتدفّق المساعدات، يؤخذ على محمل الجدّ لدى الإدارة الأميركية، ولكن ليس لدى دولة الاحتلال التي تتمنّى أن تتوفّر لها الذرائع بقلب الطاولة، لكنها ليست صاحبة قرار في ذلك، فالأمر منوط بالإدارة الأميركية التي ستعمل على التسريع في التوصّل إلى اتفاق.
(الأيام الفلسطينية)