الجديد برس:

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن ضابط احتياط في جيش الاحتلال، قوله إن “حزب الله يحفر في الوعي الإسرائيلي دماراً، بينما نجلس هنا ونتحدث”.

وقال اللواء احتياط إيتان دانغوت، منسق شؤون المناطق الفلسطينية في كيان الاحتلال سابقاً، لـ”القناة 12″ الإسرائيلية، إن مستوطنات الشمال، مثل “المطلة”، صارت مدمرة من ناحية البنية التحتية، والمزيد من المنازل تصبح خارج الاستخدام كل يوم، مضيفاً أن الهدف التالي هو “كريات شمونة”.

ورأى أنه، بالمقابل، جنوب لبنان “محصن من ناحية البنية التحتية”.

ويأتي تصريح دانغوت امتداداً لسياق طويل من التصريحات والتحليلات التي يحفل بها الإعلام الإسرائيلي يومياً، والتي تعبّر عن خيبة الأمل الكبيرة من أداء جيش الاحتلال في مواجهة حزب الله على الجبهة الشمالية، ومن قدرة المقاومة على التحكم بمجريات المعركة وعلى رسم واقع جديد.

وفي هذا السياق، أكدت قناة “كان” الإسرائيلية في وقتٍ سابق أن من يبقى على قيد الحياة في شمال فلسطين المحتلة، فهو بسبب قرار حزب الله الذي يراقب طوال الوقت كل حركة على الحدود.

وفي تقريرٍ بشأن الوضع في شمال فلسطين المحتلة، قال مراسل القناة في الشمال، روبي همرشلاغ، “ثمة ضرر كبير في المطلة، في الواقع، فقط عندما تكون هناك يمكنك أن تفهم إلى أي مدى أنت مكشوف”. وأضاف أن المستوطنة كلها تحت إشراف حزب الله، وتتلقى صواريخ كثيرة في الأيام الماضية، مؤكداً “الأضرار ثقيلة جداً كما يمكن أن نرى”.

وأضاف مراسل القناة الإسرائيلية “سبب وجودي هنا لأقدم تقريراً، هو لأن حزب الله قرر عدم قتلي، هذا هو الواقع اليومي في الشمال، من يبقى على قيد الحياة فهذا بسبب قرار حزب الله الذي يراقب طوال الوقت كل حركة على الحدود الشمالية”.

وفي الحديث عن أسباب ذلك، ترى وسائل الإعلام الإسرائيلية أن قواعد الاشتباك التي أخذتها “إسرائيل” على نفسها في الشمال أوصلتها إلى هذا الطريق المسدود، مشيرة في الوقت نفسها إلى أن “إسرائيل اختارت أهون الشرّين لأنها لا تريد تعريض المستوطنين في الوسط لخطر القصف بالصواريخ”.

وبحسب المعلق السياسي في صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أمنون لورد، فقد وصف رئيس مجلس “المطلة”، دافيد أزولاي، في مؤتمر في عسقلان في أبريل الماضي، الحياة في المستوطنات المهجورة على الحدود اللبنانية، بأنه “أسلوب حياة مشين” لمجلس محلي من دون ناس.

وتوقف أزولاي عند رؤية جنازة بحضور مئات اللبنانيين، بينهم الكثيرون من عناصر حزب الله، على بعد مئات الأمتار من الحدود، مقابل إقامة الجنازات سراً في جوف الليل، وبحضور عشرة أشخاص، في المستوطنات الواقعة على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وبعد أن كانت مستوطنة “المطلة” المهجورة والمدمرة تحوز على الاهتمام الأكبر لدى الإعلام والجمهور الإسرائيليين بين مستوطنات الشمال، بوصفها عنواناً لارتباك الاحتلال وقدرة حزب الله، أتت الاستهدافات المتكررة والنوعية لمستوطنة “كريات شمونة” في الأيام الأخيرة لتنقلها إلى واجهة الأحداث، وتجعلها محوراً لاهتمام الإعلام الإسرائيلي، وتفاقم مما يُعرَف بـ”رعب الشمال” داخل الكيان.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل بَقِيَت في 5 نقاط.. كيف سيكون ردّ حزب الله؟

بعد انتهاء مهلة 18 شباط المُحدّدة لانسحاب قوّات العدوّ الإسرائيليّ من الأراضي الجنوبيّة، قرّرت إسرائيل البقاء في خمس نقاط استراتيجيّة في جنوب لبنان، بحجة تأمين سلامة أراضيها عبر مُراقبة كلّ حركة في البلدات اللبنانيّة لمنع "حزب الله" من شنّ هجمات جديدة على مستوطناتها.
 
وكما هو واضحٌ، فإنّ الحكومة الإسرائيليّة تكون قد خرقت إتّفاق وقف إطلاق النار بإبقاء جنودها في تلال الحمامص والعزية وجبل بلاط والعويضة واللبونة، من دون أنّ تدفع اللجنة المكلفة مُراقبة إتّفاق وقف إطلاق النار تل أبيب إلى الإنسحاب الكامل من داخل الأراضي اللبنانيّة.
 
أمّا عن موقف "حزب الله"، فقد انكشف بعد اتّفاق وقف إطلاق النار، بحيث أسند إلى الحكومة اللبنانيّة ورئيس الجمهوريّة التعامل مع موضوعيّ إنسحاب العدوّ الإسرائيليّ وإعادة الإعمار، مُحمّلاً مسؤوليّة بقاء القوّات الإسرائيليّة إلى الدولة، التي شدّدت من خلال بيانها الوزاريّ الذي أتى ليُترجم خطاب قسم الرئيس جوزاف عون، على تحرير الأراضي الجنوبيّة وتطبيق القرار 1701.
 
ومن خلال إسناد مهمّة العمل الديبلوماسيّ لحكومة نواف سلام وللرئيس عون، يتريث "حزب الله" في اتّخاذ أيّ قرار يُؤدّي إلى توتير الأوضاع الأمنيّة من جديد في جنوب لبنان. فـ"الحزب" يُريد تمرير يوم 23 شباط بسلام، للإشارة إلى إسرائيل وللدول الغربيّة أنّ جمهور "المُقاومة" لا يزال كبيراً، وهو يُؤمن بقضيّة إخراج العدوّ وبحرب الإسناد التي شنّها في 8 تشرين الأوّل 2023، وحتّى لو كلفته كثيراً وخصوصاً بعد استشهاد السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
 
كذلك، فإنّ "حزب الله" سيُعطي الحكومة الوقت للتعامل مع مُشكلة إحتلال التلال الخمس في الجنوب، وإذا ما كانت قادرة على التفاوض على استرجاعها مع النقاط السابقة التي كان لبنان يُطالب بها آموس هوكشتاين، لترسيم الحدود البريّة تماماً كما حدث في موضوع الحدود البحريّة.
 
ويبدو بحسب المعطيات الميدانيّة، أنّ "الحزب" غير قادر حاليّاً على شنّ حربٍ جديدة، وهو مُلزمٌ باحترام ما سيقوم به لبنان الرسميّ لعدّة أسباب. فأوّلاً، لا يستطيع "حزب الله" إسترجاع النقاط الخمس بالقوّة العسكريّة، لأنّ السكان عادوا إلى بلداتهم الجنوبيّة ومنازلهم مُدمّرة، وبدأ بصرف التعويضات لهم وينتظر وصول المُساعدات من الخارج لإطلاق عجلة الإعمار، ولا يستطيع المُخاطرة بتهجير الأهالي من جديد، وزيادة نسبة الدمار جراء أيّ عملٍ عسكريّ.
 
ثانيّاً، يجد "حزب الله" نفسه مُحاصراً، ففي الداخل نجحت المُعارضة وحكومة نواف سلام ورئيس الجمهوريّة في إعطاء الشرعيّة للجيش للإنتشار في الجنوب وحماية الحدود والسيطرة على أيّ مستودع أسلحة أو نفق يجده، أيّ أنّ هناك صعوبة لدى "الحزب" في إعادة الإنتشار في جنوب الليطاني، لعدم المُخاطرة باستئناف العدوّ الإسرائيليّ الحرب على لبنان، في حين لا يقدر هذه المرّة على عدم إحترام بنود القرار 1701، مع مُطالبة أغلبيّة الكتل النيابيّة والأحزاب بتطبيقه حرفيّاً، وتعزيز الجيش لتأمين وحماية الحدود الجنوبيّة.
 
أما ثالثاً، فيجد "الحزب" نفسه مُحاصراً عبر تعليق الرحلات الجويّة من إيران وإليها، ما يُوقف تدفق الأموال الإيرانيّة إليه، بعدما سيطرت "هيئة تحرير الشام" على سوريا وأسقطت نظام بشار الأسد، وأحكمت سيطرتها على الحدود مع لبنان، واستولت على مخازن ومستودعات الأسلحة التي كانت لـ"حزب الله" في المدن السوريّة، إضافة إلى قطعها طريق إمداد "المُقاومة" بالسلاح والعتاد العسكريّ والمحروقات والمال والمواد الغذائيّة، الآتية من طهران إلى المرافئ في سوريا.
 
وأمام ما تقدّم، يجد "حزب الله" نفسه في وضعٍ صعبٍ لا يسمح له بالتصرّف عسكريّاً لاسترجاع التلال الخمس اللبنانيّة، ولا يسعه سوى الصبر وإعطاء الحكومة الوقت للتصرّف مع العدوّ الإسرائيليّ ديبلوماسيّاً، ودفعه إلى الإنسحاب الكامل من جنوب لبنان. أمّا إذا فشلت الديبلوماسيّة في تحقيق الهدف المنشود، فسيستغلّ "الحزب" هذا العامل سياسيّاً للترويج إلى أهميّة "المُقاومة" في حماية السيادة، كما يحصل حاليّاً عبر تحرّكات طريق المطار "الرافضة للإملاءات الخارجيّة" على حدّ قول حارة حريك.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يقصف نقاط عبور على الحدود مع لبنان بزعم منع تهريب الأسلحة
  • كيف انهارت منظومة الردع الإسرائيلية في قطاع غزة؟
  • القبض على شخص حاول الاعتداء على مصلّين داخل مسجد بساطور / فيديو
  • نتنياهو يضلل الرأي العام.. كيف تناول الإعلام الإسرائيلي تسلم جثامين الـ4 محتجزين؟
  • الإعلام الإسرائيلي يكشف عن تفاصيل سرية تتعلق باتفاق غزة
  • إسرائيل بَقِيَت في 5 نقاط.. كيف سيكون ردّ حزب الله؟
  • الجيش الإسرائيلي يعتقل إسرائيليين عبروا الحدود إلى لبنان
  • حذر وترقب لما قد يحدث.. سكان الشمال في إسرائيل خائفون من العودة إلى بيوتهم
  • الإعلام الإسرائيلي بين الحقيقة والتزييف.. قراءة في كتاب
  • لبنان.. اجتماع رئاسي ثلاثي لبحث التطورات على الحدود الجنوبية والانتهاكات الإسرائيلية