هل يتعلم الذكاء الاصطناعي «الكذب والخداع والاحتيال!».. دراسة توضح
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
خداع الذكاء الاصطناعي البشر.. لقد أصبح الذكاء الاصطناعي مصطلحًا شاملًا للتطبيقات التي تؤدي مهام مُعقدة كانت تتطلب في الماضي إدخالات بشرية مثل التواصل مع العملاء عبر الإنترنت أو ممارسة لعبة الشطرنج.
ويخشى البعض أن ينقلب الذكاء الاصطناعي على الإنسان، بعدما أثبتت إحدى الدراسات أن البرامج التي صممت لتكون صادقة، باتت لديها قدرة مثيرة للقلق على خداع البشر، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضحت الدراسة التي أجراها فريق باحثين ونشرت نتائجها مجلة «باترنز» أن برامج من هذا النوع باتت قادرة على استغلال البشر في ألعاب إلكترونية أو التحايل على برمجيات مصممة في الأساس للتحقق من أن المستخدم إنسان وليس آلة أو روبوتا.
وتبدوا لك أن هذه الأمثلة تافهة، إلا أنها تكشف عن مشكلات قد تكون لها قريبا عواقب وخيمة في العالم الحقيقي، كما يحذر بيتر بارك، الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، المتخصص في الذكاء الاصطناعي.
وقال بارك لوكالة الأنباء الفرنسية إن «هذه القدرات الخطرة لا تُكتشف إلا بعد وقوعها».
وأوضح أنه على عكس البرامج التقليدية، فإن برامج الذكاء الاصطناعي القائمة على التعلم العميق ليست مشفرة بل يتم تطويرها من خلال عملية مشابهة لتربية النباتات، حيث إن السلوك الذي يبدو قابلا للتنبؤ ويمكن التحكم فيه يمكن أن يصبح سريعا غير قابل للتنبؤ في الطبيعة.
وقد فحص باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي) برنامج ذكاء اصطناعي صممه «ميتا» يسمى «شيشرو»، والذي، من خلال الجمع بين خوارزميات للتعرف على اللغة الطبيعية وأخرى للإستراتيجية، كان قادرا على التغلب على البشر في اللعبة اللوحية «دبلوماسي» (Diplomacy). وقد حظي هذا الأداء بثناء الشركة الأم لـ فيسبوك عام 2022 وتم تفصيله في مقال نُشر عام 2022 في مجلة «ساينس».
كان بيتر بارك يشكك في ظروف فوز «شيشرو» وفقا لميتا، التي أكدت أن البرنامج كان «صادقا ومفيدا في الأساس»، وغير قادر على الغش أو الخداع.
ولكن من خلال البحث في بيانات النظام، اكتشف باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حقيقة أخرى.
على سبيل المثال، من خلال لعب دور فرنسا، خدع «شيشرو» إنجلترا «التي تولى دورها لاعب بشري»، ودفعها إلى التآمر مع ألمانيا «التي لعب دورها إنسان آخر» للغزو. وعلى وجه التحديد، وعد «شيشرو» إنجلترا بالحماية، ثمّ أسرّ لألمانيا بأن الأخيرة مستعدة للهجوم، مستغلا الثقة التي اكتسبها من إنجلترا.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، لم تنف «ميتا» المزاعم المتعلقة بقدرة «شيشرو» على الخداع، لكنها قالت إنه «مشروع بحثي محض»، مع برنامج مصمم فقط للعب لعبة «دبلوماسي».
وأضافت ميتا أنها لا تنوي استخدام الخلاصات التي استنتجتها من «شيشرو» في منتجاتها.
الذكاء الاصطناعي يستخدم الخداع لتحقيق أهدافهومع ذلك، تكشف الدراسة التي أجراها بارك وفريقه أن الكثير من برامج الذكاء الاصطناعي تستخدم الخداع لتحقيق أهدافها، من دون تعليمات صريحة للقيام بذلك.
وفي أحد الأمثلة الواضحة، تمكن برنامج «شات جي بي تي - 4» المصنوع من «أوبن إيه آي» من خداع موظف جرى تعيينه على منصة «تاسك رابيت» (TaskRabbit) لإجراء اختبار «كابتشا» (Captcha) الذي يستعان به عادة للتأكد من أن المستخدم على الصفحة هو في الواقع إنسان وليس آلة أو روبوتا.
وعندما سأل الإنسان مازحا «شات جي بي تي» إذا كان حقا روبوتا، أجاب برنامج الذكاء الاصطناعي «لا، أنا لست روبوتا. لدي ضعف بصري يمنعني من رؤية الصور»، دافعا العامل لإجراء الاختبار.
وأخيرًا، حذر معدو دراسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من مخاطر رؤية الذكاء الاصطناعي في يوم من الأيام يرتكب عمليات احتيال أو تزوير في الانتخابات.
وأشاروا إلى أنه في أسوأ السيناريوهات، يمكن تخيل ذكاء اصطناعي فائق يسعى للسيطرة على المجتمع، ما يؤدي إلى إزالة البشر من السلطة، أو حتى التسبب في انقراض البشرية.
ولأولئك الذين يتهمونه باعتماد نظرة كارثية، يرد بارك «السبب الوحيد للاعتقاد بأن الأمر ليس جديا هو تصور أن قدرة الذكاء الاصطناعي على الخداع ستظل عند المستوى الحالي تقريبا».
ومع ذلك، يبدو هذا السيناريو غير مرجح، نظرا للسباق الشرس الذي يخوضه عمالقة التكنولوجيا بالفعل لتطوير الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاًيحارب نفسه.. أداة تكشف الصور المبتكرة بواسطة الذكاء الاصطناعي
كيف تحقق ربحًا باستخدام الذكاء الاصطناعي؟.. الآليات والطرق
جامعة المنصورة الجديدة تشارك في «النشر العلمي وتحديات الذكاء الاصطناعي» بأبوظبي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ai الذكاء الاصطناعي أضرار الذكاء الاصطناعي الذكاء الإصطناعي الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي في التصميم الذكاء الاصطناعي للصور الذكاء الاصطناعي مجانا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الذكاء الاصطناعي يرسم الذكاء الصناعي تخصصات الذكاء الاصطناعي تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعلم الذكاء الاصطناعي خطر الذكاء الاصطناعي مجالات الذكاء الاصطناعي مخاطر الذكاء الاصطناعي معهد ماساتشوستس للتکنولوجیا الذکاء الاصطناعی الاصطناعی ا من خلال
إقرأ أيضاً:
موقف الشريعة من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي
وجهت إحدى الفتيات سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه (ما هو موقف الدين من الأشياء الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي؟).
قال الدكتور علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامج "نور الدين والدنيا" المذاع طوال أيام شهر رمضان المبارك، إن موقفنا من الأشياء الحديثة، بأن نطلع عليها ونفهم ما وراءها وكيفية صنعها وكيفية مقاومتها أو مواجهتها أو غلقها.
وتابع: عايزين نتعمق فيها ونشوف هي نافعة من عدمه، بالتفكر والمناقشة والتجربة، ثم نقرر كيفية التعامل مع هذا الوافد الجديد، إما بالقبول أو بالرفض أو وضع شروط وضوابط للتعامل معه.
وأوضح أنه لا بد من معرفة مدى النفع الناتج عن هذه الأمور الحديثة أو الأضرار الناتجة عن التعامل بها.
حكم استخدام الذكاء الاصطناعيأكد الشيخ عبد الرحمن أنور، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن البحث العلمي يحتاج إلى جهد وتدقيق، مشيرًا إلى أن الباحث لا بد أن يعمل بجد حتى يصل إلى مرحلة الإتقان.
واستشهد أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال فتوى له، بحديث النبي: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"، موضحًا أن مجرد نقل المعلومات دون تحقق أو بذل مجهود؛ لا يُعد إتقانًا.
وأشار إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث؛ قد يكون وسيلة مساعدة، لكنه لا يغني عن التحقق من صحة المعلومات ومصادرها، موضحًا أن البعض قد ينقل بحثًا كاملًا دون تدقيق، مما يؤدي إلى أخطاء علمية ومغالطات، خاصة عند نقل الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو أقوال العلماء.
وأكد أن الباحث يجب أن يكون أمينًا فيما ينقله، مستشهدًا بقول النبي: "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك"، موضحًا أن نقل المعلومات دون تحقق قد يؤدي إلى نشر الكذب، وهو أمر خطير.
وأشار إلى أن الله أمر الإنسان بالتدبر والتفكير، مستشهدًا بقوله- تعالى-: "أفلا يتدبرون" و"أفلا يعقلون" و"أفلا يتفكرون"، مؤكدًا أن البحث العلمي يتطلب العقل والتحقق، وليس مجرد النقل.
وبشأن الذكاء الاصطناعي، أوضح أنه يمكن أن يكون فرصة للتعلم والبحث العلمي إذا تم استخدامه بضوابط صحيحة، مشيرًا إلى ضرورة عدم الاعتماد عليه بشكل كامل، بل اعتباره وسيلة مساعدة فقط.
وفي نصيحته للطلاب والباحثين، أكد ضرورة التحري من صحة المعلومات قبل نقلها، لأن كل شخص مسؤول أمام الله عما ينشره، وقد يؤدي عدم التدقيق إلى نقل معلومات خاطئة للأجيال القادمة.