جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-22@17:34:37 GMT

"الكأس الغالية".. ومستقبل رياضتنا

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

'الكأس الغالية'.. ومستقبل رياضتنا

 

علي بن بدر البوسعيدي

تابعتُ بشغف- كما هي عادتي كل عام- نهائي كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم، والتي جمعت بين إثنين من أكبر أندية السلطنة، نادي ظفار المُلقّب بـ"الزعيم" ونادي النهضة، في نهائي جميل وطيب استمتعنا فيه بجماليات هذه اللعبة الشعبية التي تأسر القلوب، وما زاد من جمال هذه المباراة النهائية أنها أُقيمت على أرضية ملعب ولاية خصب بمحافظة مسندم، وفوز الزعيم على النهضة بثنائية نظيفة، استحق بها أن يرفع كأس الكؤوس، وأغلاها.

والحقيقة أن مثل هذه المنافسات الكروية تؤكد مدى حُب الجمهور العُماني لكرة القدم، والتي نتمنى أن تتواصل الأمجاد فيها، لكن في الوقت نفسه دائمًا ما نُطالب بتطوير اللعبة ومسايرتها للمتغيرات الدولية من حولنا، فقد أصبحت كرة القدم أكثر من مجرد رياضة تحظى باهتمام شعبي كبير، لكنها باتت صناعة واستثمار يجلب الكثير من رؤوس الأموال، ولنا أن ننظر إلى المنطقة من حولنا، وإلى الدوريات الأوروبية العريقة، وغيرها، وسنجد أنها بالفعل تحولت إلى قطاع استثماري قادر على توليد العديد من الفرص، بما يخدم العديد من الأهداف؛ سواءً كانت أهدافًا اقتصادية من خلال جني الأرباح وتعزيز عائدات هذه اللعبة، خاصة في مجالات الإعلانات وبيع التذاكر وتقديم الخدمات المُساندة أثناء المباريات، أو كانت أهدافًا سياحية، من حيث جذب السياح لمشاهدة أهم المباريات واستضافة لقاءات دولية على أرض السلطنة الحبيبة. وهناك أيضًا أهداف رياضية بلا شك؛ حيث إن كرة القدم تساعد الشباب على ممارسة الرياضة وبناء جسم سليم والبُعد عن أي أمور أخرى قد تهدد صحة الشباب.

إذن علينا أن نعمل بجد واجتهاد من أجل أن نرى رياضتنا العُمانية تتقدم بخطى واثقة نحو المستقبل المشرق، وكُلنا أمل في قيادة صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، وحرص سموه على الارتقاء بالرياضة العُمانية، بما يتوافق مع أهداف رؤيتنا المستقبلية "عُمان 2040"، وبما يحقق التطلعات الشعبية التي تنشد التميُّز والتقدم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سوريا.. مسارات خادعة ومستقبل غامض

لم تستفق الأغلبية بعد من وقع الصدمة، وإن شئنا التخفيف سنكتبها "المفاجأة"، التي انتهى أحد أحد فصولها في 7 ديسمبر 2024، بسقوط النظام في دمشق، وسيطرة ما يسمى هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا"، بقيادة الإرهابي أبو محمد الجولاني "أحمد الشرع حديثا"، إلى جانب جميع الفصائل المسلحة الأخرى.

دون الخوض في تفاصيل ما قبل تاريخ 7 ديسمبر 2024، والذي سيحتاج للكثير من الوقت لكشف كواليسه بدقة بعيدا عن "التخمين"، وبعيدا عن دوامة الدوران في "الماضي"، وهو المستنقع الذي وقعت فيه معظم الدول ولم تخرج للآن، فإن الأهم للشارع السوري والمنطقة الآن يتمثل في المستقبل القريب وليس البعيد على الأقل.

كثيرون من المقيمين بالخارج هم في حيرة من أمرهم، بشأن حلم العودة للوطن، وما إن كان المستقبل هناك للجميع أم لتيار أو فصيل دون غيره، وهل حقا ستنتقل سوريا للديمقراطية سريعا، أم أنها ستنزلق أسرع للمسارات التي اعتدناها في العراق وليبيا والسودان واليمن.

بوجهة نظر آنية قد تتغير لاحقا طبقا للمجريات، فإن تعقيد الوضع السوري وكثرة التداخل فيه ربما يذهب بالدولة نحو سيناريوهات مفاجئة أيضا كما حدث في عملية سقوط النظام، وفي ظل سيناريوهات متعددة محتملة، أشير هنا إلى مسارين ربما هما الأهم في الوقت الراهن.

المسار الأول الذي يتفق عليه عليه وربما ترجحه الأغلبية من المراقبين، أن الدولة ذاهبة نحو الحرب الأهلية والتقسيم، للإبقاء عليها دويلات متنازعة تخضع كل منها لنفوذ دولة ما، من الدول المتداخلة هناك، تحقيقا للهدف الأسمى لواشنطن وهو إضعاف محيط إسرائيل بشكل كامل لتبقى هي يدها التي تضبط بها إيقاع الشرق الأوسط بشكل كامل "وفق رؤيتهم ومخطط الشرق الأوسط الجديد"، غير أن هذا المسعى يصطدم بجدار مصر الصلب، رغم كل الحصار الاقتصادي، كما يصطدم برفض معظم شعوب المنطقة له.

المسار الأول تعززه العديد من العوامل، منها ما قمت به قوات الاحتلال من قصف وتدمير للمطارات والقوة الصاروخية والبحرية، وبشكل عام نزع سلاح سوريا، وما تقوم به تركيا من تحشيد لقواتها على الحدود السورية، والدعم الأمريكي لميليشيا سوريا الديمقراطية، والسماح لهيئة مصنفة على قوائم الإرهاب بالتحكم في المشهد، لضمان عدم تفوق فصيل على آخر وعدم وجود أسلحة ومعدات تضمن تفوق فصيل على الأخر وقد تستخدم مستقبلا ضد إسرائيل، في إطار "تكافؤ القوة يضمن استمرار النزاع"، وهو المسار الأسوأ الذي قد يقضي على ما تبقى من أمل في سوريا، ويزهق أرواح الآلاف مجددا.

أما المسار الثاني، والمحتمل فإنه مغاير تماما لكل الاستراتيجيات التي اتبعتها واشنطن سابقا، وأرى أنه الأخطر إن كانت التحركات الدقيقة التي يتم العمل عليها تهدف إليه، ويتمثل في تقديم ما يسمى "جبهة النصرة "كفصيل قادر على إحداث النهضة الاقتصادية، بدعم مالي كبير من دول عربية وغربية، بحيث تتمكن الجبهة "وفق السيناريو المخطط لها" من تحويل سوريا إلى مركز اقتصادي موالي بشكل كامل للغرب وإسرائيل، وهو مسار لن يضمن لسوريا أيضا سيادتها أو وحدتها بأي شكل من الأشكال، لكنه قد يبقى على العاصمة في هذا الإطار على الأقل.

رغم ضعف الاحتمالية ووجود الكثير من العوائق، إلا أن العمل على هذا السيناريو يستهدف أولا بعث رسالة للجماعات العقائدية والفئوية بإمكانية دعمها كما حدث مع ما يسمى "هيئة تحرير الشام".

الرسالة الثانية للشعوب في بعض الدول المتماسكة حتى اللحظة بأن الجيوش الوطنية القوية ليست شرطا لبقاء وتقدم الدول، بل يمكن لجماعات حتى وإن كانت متطرفة أن تبني الاقتصاد، وبذلك تحاول السيطرة على الرأي العام وتوجيهه مرة أخرى للخروج ضد الدولة، بعد أن أصبحت سياسة الغرب القديمة مرفوضة من الأغلبية في الشرق الأوسط.

العوامل المعززة للمسار الثاني كثيرة أيضا، ويأتي في مقدمتها أن الغرب الذي أتى بالتيار الشيعي للمنطقة ومكنه منها منذ العام 2003، يأتي اليوم بتيار مناهض للتيار الشيعي وهو تيار "سني متشدد"، في إطار "إدارة الصراع" على جثة المنطقة وشعوبها.

عوامل أخرى اقتصادية تعيد الخط القديمة للواجهة، إذ بدأت الصراعات على الجيبوليتيك السورية وخطوط الطاقة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عندما سعت واشنطن ولندن في توسيع نفوذهما في الشرق الأوسط، وسعت واشنطن لوضع قاعدة أمريكية على الأراضي السورية، وهو ما تحقق بعد 2011.

فبعد استقلال سوريا عن الاحتلال الفرنسي عام 1946، تجلى الصراع على الجيبوليتيك السورية وخطوط الطاقة، حيث رفض الرئيس السوري آنذاك، شكري القوتلي، مشروع خط أنابيب التابلاين الذي كان يهدف إلى نقل النفط من السعودية والخليج إلى لبنان عبر سورية.

كما جاء رفض سوريا في عام 2000، خط أنابيب غاز طبيعي بقيمة 10 مليارات دولار بطول 1500 كيلومتر عبر المملكة العربية السعودية والأردن وسورية ومن سورية يتفرع الخط إلى ثلاثة فروع فرع إلى طرابلس لبنان وفرع إلى اللاذقية السورية والفرع الثالث إلى تركيا، كان الهدف من الخط هو ربط قطر مباشرة بأسواق الطاقة الأوروبية، وهو مشروع يحاول الغرب التعجيل به في ظل الأزمة المتفاقمة مع روسيا التي قربت عامها الثالث.

كما يعززه أيضا دور الجانب الأمريكي الذي تأكد تناقضه، رغم إعلانه أن المكافأة الأمريكية البالغة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الجولاني قائمة حتى الآن، في الوقت الذي ذهب وفد أمريكي رفيع المستوى ليلتقي بالجولاني في دمشق، وسبقه تنسيق المقابلة التلفزيونية معه لشبكة التلفزيون الأمريكي cnn.

في المجمل يمكن القول أن الشارع السوري في مفترق طرق الآن، وعليه أن يحدد مصيره برؤية وبصيرة مغايرة غير مبنية على انفعالات اللحظة، خاصة أنه من دفع الفاتورة الأكبر طوال السنوات الماضية في الداخل والخارج، وعليه الآن أن يحدد مستقبل أبناءه دون خوف أو مراهنة على احتمالات.. .مشاركة جميع التيارات السياسية والمكونات بشكل ديمقراطي دون أي إملاءات هو الذي يمكن أن ينقذ سوريا من المجهول.. .يجب أن تكون سوريا لكل السوريين غير تابعة لهذا أو ذاك.. .رغم صعوبة ذلك في الوقت الراهن.

مقالات مشابهة

  • موعد نهائي الدوري الكولومبي.. ناسيونال بطل الكأس يستضيف توليما
  • كرة القدم النسائية| أهلي 2006 يفوز على السكة الحديد ويواصل صدارة الدوري
  • الهيبة بطلاً لبطولة “فلسطين قضيتنا الأولى” لكرة القدم بمديرية كشر في حجة
  • تدريبات مشروع "ألف بنت .. ألف حلم" في خماسي كرة القدم بجرجا
  • موعد نهائي الدوري البوليفي.. بوليفار يصطدم بسان أنتونيو على ملعب فيليكس كابريلس
  • الأهلي يفوز على بالم هيلز ١١-٠ في دوري كرة القدم النسائية
  • الأهلي يسحق «بالم هيلز» 11- 0 في دوري كرة القدم النسائية
  • الزمالك يفوز على الجونة بسداسية في دوري كرة القدم النسائية
  • سوريا.. مسارات خادعة ومستقبل غامض
  • توتنهام يهزم مانشستر يونايتد ويتأهل إلى نصف نهائي كأس كاراباو