اشتقت كثيرًا إلى طفولتي وصباي، والأيام الخالية من المسئولية، اشتقت كثيرا كثيرا كثيرا لدلع ماماتي، وصوتها، وحنيتها.
نفسي الزمن يرجع لورا، حياة بسيطة هادية ممتعة، أرجع من المدرسة، ألاقى ماما في استقبالي، والأكل جاهز، وأحكي لها كل اللي حصل خلال يومي برة البيت، ونقعد سوا نتفرج على التليفزيون اللى مفيهوش إلا القنوات الأولى والتانية والخامسة - الخامسة يعني قناة الإسكندرية - وكان فيه الثالثة لسكان القاهرة والرابعة لسكان مدن القناة لكن طبعا إرسالها لا يصل إلا للمدن دي - وبعد المغرب يرن جرس التليفون، أجري عشان أرد بسرعة، أسمع صوت تيته اللى كله حنية وطمأنينة، وأنادي ماما عشان تكلمها، فتقوللى هاتي التليفون، وأشيل سبت التليفون المعدن المزين بالدانتيل، وأتذمر زي كل يوم من كعبلة السلك الطويل (مين اللى كعبل السلك كده؟!) لغاية ما أنجح في المهمة الصعبة وأناول ماما التليفون، فتتكلم ساعة وأكتر، وأنا قاعدة جنبها مستمتعة بالتدخل أحيانا في كلامها!! وتخلص مكالمة تيته وتتصل بخالاتي وكل مكالمة تستغرق وقتا طويلا لتبادل الأخبار والحكايات، من غير ما الشبكة تقطع ولا الصوت يختفى ولا تيجي مكالمة تانية على الويتنج.
يا سلام على متعة المكالمات العائلية اليومية الطويلة في التليفون الأرضي الرمادي أبو قرص وسلك، قبل ما هيئة التليفونات تتطور وتعمله بزراير ورمادي برضه!! ولما ظهر التليفون اللاسلكي كان حاجة مذهلة، اختراع لا يتصوره عقل، واتفقت أنا وأخواتي، وقدمناه هدية لماما عشان تعرف تتكلم في أي مكان في البيت من غير ما يتحكم فيها طول سلك التليفون المتكعبل دايما، وأيامها انتشرت شائعة عجيبة أن اللاسلكي ممنوع، ولو الشركة اكتشفته في أي بيت هتقطع الخط وتبلغ البوليس، مش قادرة أفهم ليه كانت الناس مصدقة الكلام ده! كأنه لاسلكي للتجسس مثلا!! أعتقد أنها انعكاس لحالة الخوف من كل اختراع جديد!!
وبالرغم من كده اشترينا التليفون اللاسلكي لماما، وفرحت به جدا، ويا سلام لما تكون في المطبخ، وحد يتصل بها، فأناولها اللاسلكي بكل سهولة وأحس إني عملت إنجاز عظيم باقتراح شرائه.
والذكريات لا تنتهي..
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مكتبة الإسكندرية ترد على مزاعم تسريب مكالمة عبد الناصر والقذافي
نفى الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، صحة ما تم تداوله بشأن تسريب مكالمة هاتفية بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والعقيد معمر القذافي من مكتبة الإسكندرية، مؤكدًا أن المكتبة تمتلك مقتنيات خاصة بجمال عبد الناصر منذ عام 2004 ولم يتم تسريب أي منها.
وقال خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، في برنامج «على مسئوليتي» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، إن التسجيل تم تسريبه عبر قناة على موقع «يوتيوب» تُدعى "ناصر تي في"، ولا توجد أي صلة بين المكتبة وهذه القناة.
وأكد الدكتور زايد أن كافة مقتنيات الرئيس عبد الناصر محفوظة في مكان آمن وتخضع لرقابة مشددة، مشددًا على استحالة حدوث اختراق لأرشيف المكتبة.
وأشار إلى أن المكتبة تضم فريقًا تقنيًا قويًا مكونًا من 94 مهندسًا متخصصًا في حماية البيانات، يتمتعون بكفاءة عالية.
وأوضح زايد أن المقتنيات الخاصة بجمال عبد الناصر لدى المكتبة تقتصر على الصور والفيديوهات فقط، وليس بينها أي تسجيلات صوتية أو مكالمات هاتفية، مؤكدًا أن ما أودعته الدكتورة هدى عبد الناصر لدى المكتبة هو ما يتم الاحتفاظ به رسميًا، بجانب وجود مؤسسة عبد الناصر التي تديرها أسرته.
وأشار مدير مكتبة الإسكندرية إلى أنه فور إذاعة التسجيل، تم فتح تحقيق داخلي سريع بالتنسيق مع إدارة تكنولوجيا المعلومات، وتم التأكد من أن التسجيل لم يكن ضمن أرشيف المكتبة، كما عقدت إدارة المكتبة اجتماعًا عاجلًا وأصدرت بيانًا رسميًا لنفي علاقتها بالتسجيل.
وأضاف زايد أن مضمون المكالمة لم يتضمن أي إساءات، بل تضمن الكثير من الإشارات الإيجابية التي تعكس مواقف عبد الناصر الوطنية ودفاعه عن قضايا الأمة العربية. ودعا إلى التعامل مع التاريخ بموضوعية بعيدًا عن المزايدات الإعلامية.
واختتم الدكتور زايد حديثه موضحًا أن مكتبة الإسكندرية تمتلك أرشيفًا رقميًا ضخمًا يشمل وثائق وصورًا لرؤساء مصريين مثل محمد نجيب، أنور السادات، وعدلي منصور، وأن كل محتويات المكتبة مؤمنة إلكترونيًا عبر أجهزة حاسوب متطورة لضمان حماية المعلومات من أي اختراق