الأسبوع:
2025-02-16@22:50:55 GMT

الكتاب الأسود

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

الكتاب الأسود

يوجد في مصر في مرحلة التعليم قبل الجامعي مايقرب من 28 مليون تلميذا بالمراحل الدراسية المختلفة، ومع بداية كل عام دراسي جديد يهرع أولياء الأمور إلى شراء الكتب الدراسية المسماة بالكتب الخارجية والتي باتت هى المصدر الأساسي للغالبية العظمى من الطلاب في العملية التعليمية، وهى كتب يتم إعدادها وطباعتها وتسويقها بعيدا عن عين وزراة التربية والتعليم والتي توفر الكتاب المدرسي او مايسمى بكتاب الوزارة.

. ولكن السؤال لماذا يتجاهل الطلاب وأولياء الأمور كتب الوزارة ويلجئون للكتب الخارجية؟؟ والتي يدفعون فيها آلاف الجنبهات سنويا في عملية استنزاف إضافية لجيوبهم التي تستنزف على مدار العام بشكل موازي في الدروس الخصوصية، مع غياب دور مدرس الفصل في الوفاء بمتطلبات العملية التعليمية، وخاصة في ظل كثافة المنهج الدراسي!!. وبالنظر لعدد الطلاب في الأسرة الواحدة والذي يصل إلى اثنين او ثلاثة في المتوسط فإن حجم سوق الكتب الخارجية في مصر لجميع المواد الدراسية قد يصل إلى مايزيد عن 20 مليار جنيه سنويا، تذهب معظم حصيلتها إلى دور نشر بعينها وهى المهيمنة على السوق، بينما يكون مصير الكتاب المدرسي الذي قامت بإعداه وطباعته وزارة التربية والتعليم على أيدي نخبة من الأساتذة الأكاديميين والخبراء إلى سلة المهملات دون فائدة!! وهنا يثار تساؤلا آخر لماذا لاتوفر الوزارة كتابا بنفس مواصفات الكتاب الخارجي والذي يباع في سوق سواد موازية تماما مثل السوق السوداء للدولار اذا كان هو المرغوب والمطلوب؟؟ فبالنظر للمبررات التي يسوقها أولياء الأمور ومدرسي الدروس الخصوصية فهم يرون أن الكتاب الخارحي على الرغم من أسعاره التى ترتفع من عام لآخر أنه يتميز بعدة مزايا أهمها كم كبير من الأمثلة التوضيحية والأسئلة والتدريبات ونماذج الامتحانات وجودة الطباعة والورق والإخراج وهى مواصفات لاتوجد بكتاب الوزارة. وعلى الجانب الآخر استغلت شركات ودور نشر طباعة الكتب الخارجية ضعف مستوى كتاب الوزارة وراحت تتفنن في وضع ميزات تنافسية للمنافسة على كسب رضا وولاء أولياء الأمور والمدرسين خاصة.. حيث غالبا مايكون المدرس صاحب كلمة السر في ترجيح كفة كناب خارجي عن آخر، وهو صاحب روشتة تحديد نوع الكتاب الموصى به لطلابه في الدروس الخصوصية. وبالتالي هو الأمر الذى دفع دور النشر لتبني المدرسين ووضعهم في بؤرة اهتمامتهم بعقد اللقاءات الترويجية واستضافتهم بين الحين والاخر بأفخم الفنادق والحرص على تكوين قواعد بيانات بأكبر عدد منهم بمختلف التخصصات، والتواصل معهم باستمرار وتوفير نسخ وهدايا مجانية من الكتب التي تصلهم إلى عناوينهم بالمدارس او لمحل إقامتهم للإطمئنان بحصولهم على الكتاب مجانا من أجل تسويقها لطلابهم. ولاتقف مشكلة الكتاب الخارجي عند حد ضربه لكتاب الوزارة والإلقاء به في سلة المهملات وإهدار ملايين الجنيهات.. ولكن الخطر الأكبر هو تنميط الكتاب الخارجي للمادة العلمية في شكل قالب واحد مما يجعل الطالب نمطيا في التحصيل الدراسي مفتقدا لمهارات البحث وضيق الأفق والميل للحفظ دون الفهم والاستيعاب.. ومن ثم بات الكتاب الخارجي المعد بالسوق السوداء هو من يشكل ملامح جودة العملية التعليمية في مصر!!.. واخيرا هل عجزت الحلول عن إنتاج كتاب دراسي معتمد رسميا ينافس الكتاب الخارجي؟ وإذا عجزت الحلول ولابد من الاستسلام هل تستمر طباعة كتب الوزارة؟؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الکتاب الخارجی

إقرأ أيضاً:

ما حكم التأمين على الحياة؟.. الأدلة على إباحته من الكتاب والسنة

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم الشرع في التأمين على الحياة؟ وما مدى توافقه مع أحكام الشريعة الإسلامية الغَرَّاء؟

حكم التأمين على الحياة

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن التأمين على الحياة أمرٌ جائزٌ شرعًا، وهو في جملته تكاتُفٌ وتكافُلٌ وتعاوُنٌ على البِر والإيثار، وجارٍ على أصول مكارم الأخلاق التي تتلاقى معانيها ومقاصدها معَ ما وردت به الشريعة الإسلامية من مواقف وتوجيهات تَجلَّى فيها روح التعاون والمواساة عند توقع الخطر والتماس طرق الوقاية منه.

دار الإفتاء توضح حكم الإسراع في الصلاة قبل دخول وقت الأخرىثواب سماع القرآن الكريم.. دار الإفتاء تجيب

وحثَّ الشرعُ الشريفُ المسلمين على التراحمِ والترابطِ والتعاون فيما بينهم، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» متفق عليه مِن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، إلى غير ذلك مِن النصوص الواردة في هذا الباب، و"فائدة التعاون: تيسير العمل، وتوفير المصالح، وإظهار الاتحاد والتَّنَاصُر حتى يُصبح ذلك خُلُقًا للأُمَّة"، كما قال شيخ الإسلام الطاهر بن عَاشُور في "التحرير والتنوير" (6/ 88، ط. الدار التونسية).

ووقد وضعَ الشرعُ للناسِ نظامًا اجتماعيًّا قويمًا، يُسهِمُ في سدِّ حوائجِ المحتاجين وتفريجِ كرباتهم، فأوجبَ الزكاة مثلًا وجعلَهَا مِن أركانِ الدِّين، وحثَّ على الصدقات وبيَّن أنها مِن أعظمِ أبوابِ الخيرِ وأفضل صور التكافل والتعاون.

ومن صور التكافل والتعاون في عصرنا الحاضر: ما يُعرف بـ"التأمين"، وهو عبارةٌ عن "عقد يلتزم المؤمِّن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمَّن له أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغًا من المال، أو إيرادًا مرتبًا، أو أي عِوَضٍ ماليٍّ آخر، في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المُبَيَّن بالعقد، وذلك في نظير قسطٍ أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمَّن له للمؤمِّن"، كما عَرَّفَتْهُ المادة (747) من القانون المدني المصري رقم 131 لسنة 1948م.

أدلة التأمين على الحياة

وذكرت دار الإفتاء أن التأمين على الحياة بهذا الوصف عقدٌ جائزٌ شرعًا بعموم الأدلة الشرعية من الكتاب والسُّنة:

أمَّا الكتاب فقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، وكلمة "العقود" عامةٌ تشمل كلَّ عقد، ومنها عقد التأمين على الحياة وغيره، ومن المقرر أن الأصل في العقود والمعاملات الإباحةُ، ما لم يأتِ دليلٌ شرعيٌّ على التحريم.

وأوضحت أن هذا الأصل هو ما يتوافق مع مقاصد الشرع الشريف مِن تحقيق مصالح العباد والتيسير عليهم ورفع الحرج عنهم، ولا فرق بين كون هذه العقود موروثةً منصوصًا عليها، كالبيع والشراء والإجارة وغيرها، أو كونها مستحدَثَةً لم تتناولها النصوص بالذكر والتفصيل على جهة الخصوص كما في عقد التأمين، ما دامت تلك العقود خالية من الضرر والغرر، وتُحقق مصالح أطرافها.

وأمَّا السُّنة: فقد روي عن عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ الضَّمْرِيِّ قال: شهدتُ خُطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمِنًى، وكان فيما خَطَب: «وَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلَّا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، والدارقطني والبيهقي في "السنن".

فجَعَل سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم طريقَ حِلِّ المال أن تسمح به نفسُ باذِلِهِ من خلال التراضي، والتأمين يتراضى فيه الطرفان على أخذ مالٍ بطريقٍ مخصوصٍ لا غرر فيه ولا ضرر، فيكون حلالًا.

وجرى العرف على التعامل بهذا النوع من العقود، وكما هو مقرر أن العرف معتبرٌ شرعًا ومصدر من مصادر التشريع، قال تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾ [الأعراف: 199]، ولما ورد في الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «مَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، والطبراني في "المعجم الأوسط"، والحاكم في "المستدرك".

مقالات مشابهة

  • قيصرية الكتاب تنظم أمسية وفاء واحتفاء بالأستاذ خالد المالك
  • ما حكم التأمين على الحياة؟.. الأدلة على إباحته من الكتاب والسنة
  • نيابةً عن سمو وزير الخارجية.. وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة يشارك في المؤتمر الثامن للمحيط الهندي
  • وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية المتعددة يشارك في المؤتمر الثامن للمحيط الهندي
  • الأسود: المصالحة الوطنية مسؤولية البرلمان ولن ننتظر المجلس الرئاسي
  • الأسود: المصالحة الوطنية مسؤولية مجلس النواب ولن ننتظر المجلس الرئاسي
  • حي النزهة يناشد المواطنين بعدم دفع مستحقات مالية عن طريق مندوبي التحصيل الخارجي
  • الأسود: المجلس الرئاسي لم يحقق أي تقدم في ملف المصالحة الوطنية
  • بدء الدورة التدريبية للمرشحين للابتعاث الخارجي بالأزهر الثلاثاء المقبل
  • «فن تسجيل الكتب الصوتية» في مكتبة محمد بن راشد