الآباء أم الأمهات لن تصدق؟.. دراسة تحدد أيهما الأفضل في المذاكرة للأبناء
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
في موسم الامتحانات، يلعب الآباء والأمهات دوراً هاماً في تحفيز أبنائهم لاستذكار دروسهم وتقديم الدعم النفسي لمساعدتهم على التخلص من التوتر، وبينما يجتهد الأبناء لتحصيل أعلى العلامات، تقع على الوالدين مسؤولية توضيح وتسهيل الأمور التي تبدو مستعصية على الفهم في المناهج الدراسية، ما يجعلنا نتسائل عن الأفضل في المذاكرة للأبناء، هل الآباء أم الأمهات؟
الدراسة البريطانية التي نشرتها مجلة «Meed» أجابت عن السؤال، إذ توصلت نتائجها إلى أن تواجد الآباء مع أبنائهم في أوقات المذاكرة يساعدهم على تنشيط ذاكرتهم ويضاعف تركيزهم وقدرتهم على التحصيل الدراسي، فبتطبيق تجربة طويلة الأمد على مجموعة من الأطفال في عُمر 3 سنوات تعرضوا لحصص دراسية من آبائهم، لاحظ الفريق البحثي في جامعة «بانجور»، أن الأطفال حققوا أداءً مثاليًا في المدرسة عندما بلغوا الخامسة، كما تطورت مهاراتهم الدراسية والاجتماعية في سن السابعة على نحوٍ أفضل من تلك المجموعة الأخرى من الأطفال الذين ساعدتهم أمهاتهم في المذاكرة.
وأرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى اتباع الآباء طرق تحفيزية بأساليب أقرب إلى اهتمامات أطفالهم، إلا أن الأمر قد ينطوي على أسباب نفسية أعمق من هذا التفسير.
الصورة النمطية التي نتوقعها عند الحديث عن المذاكرة للأطفال، تجعلنا نميل نحو التفكير في الأم، كونها مسؤولةً عن تربية الأطفال في ظل انشغال الأب بعيداً عن المنزل، لكن ماذا سيحدث إن كانت الأم تعمل هي الأخرى؟ هنا يتشارك الوالدان في مساعدة أبنائهم، ونلاحظ أن الأم أكثر صبراً وتفهماً في كثيرٍ من الأحيان، على عكس الأب الذي قد يتبع أسلوباً صارماً في الشرح، بحسب الدكتور علي شومان استشاري الطب النفسي، فيحديثه لـ«الوطن»
وأضاف، أن أسلوب الأب الذي يعتمد على تبسيط الأمور وعدم تعقيدها قد يكون حافزاً لتنشيط تركيز الطفل، إذ يتوقع أن يفهم من والده أن أهم ما في الامتحانات هو قياس المستوى، على عكس الأم التي عادةً ما تتبع أسلوباً يقوم على فكرة إعداد الطفل لأن يصبح الأفضل بين أقرانه، لكن على عكس المتوقع، يمكن أن يؤدي أسلوب المقارنة بالآخرين إلى نتيجة عكسية ترهق ذهن الطفل، وتجعل انتباهه مشتتاً بين ما تشرحه الأم والصورة التي يرسمها في مخيلته لإرضائها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المذاكرة الأبناء الأب الأم الامتحانات
إقرأ أيضاً:
فجوة في مشاركة الآباء بتشخيص ورعاية الأطفال أصحاب الهمم
دبي: محمد ياسين
في إطار سعي دولة الإمارات إلى بناء مجتمع أكثر شموليةً وتمكيناً، أصدرت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تقريراً بحثياً حديثاً، يدعو إلى تطوير تدخلات سياسية تسهم في إشراك الآباء بصورة فعَّالة في مراحل التشخيص المبكر والرعاية طويلة الأمد للأطفال من أصحاب الهمم وأشار إلى وجود فجوة في مشاركة الآباء بتلك المراحل.
ويركز التقرير على التحديات التي تواجه الآباء، ويقترح حلولاً عملية تمكنهم من أداء دور محوري في دعم أبنائهم، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز جودة الحياة والارتقاء بالخدمات المجتمعية.
يحمل التقرير عنوان «منظور الآباء وتحديد أصحاب المصلحة: التدخل السياسي لتعزيز دور الآباء في ممارسات التشخيص المبكر والرعاية للأطفال من أصحاب الهمم في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة» ويأتي ضمن جهود الكلية في دعم تطوير السياسات العامة والارتقاء بمستوى الخدمات، بما يتوافق مع رؤية الدولة في تحقيق مجتمع متكامل وشامل.
ويتناول التقرير الدور الحيوي الذي يمكن أن يؤديه الآباء في مراحل التشخيص المبكر والرعاية المستمرة لأطفالهم من أصحاب الهمم، مستنداً إلى تحليل متعمق لآراء المتخصصين وأصحاب العلاقة حول مدى مشاركة الآباء والعوائق التي تعيق انخراطهم والعوامل الثقافية والاجتماعية المؤثرة في ذلك، كما يسلط الضوء على الجهات المسؤولة عن تقديم هذه الخدمات ويطرح إطاراً شاملاً لتدخلات سياسية قابلة للتنفيذ تهدف إلى تمكين الآباء من القيام بدور فعال.
ويشير التقرير الذي شارك في إعداده البروفيسور إيمانويل أزاد مونيسار، أستاذ سياسات وأنظمة البحوث الصحية والدكتورة مونيا إدريسي، الأستاذة المساعدة في الكلية، إلى أن الآباء يقدّمون رؤى مختلفة عن الأمهات في ملاحظة علامات التأخر النمائي لدى الأطفال، كما أن عامل الثقة يشكل عنصراً حاسماً في اتخاذ قرار التوجه إلى الخدمات المتخصصة.
كما يبرز التقرير وجود فجوات واضحة في مستوى مشاركة الآباء، نتيجة لتحديات عديدة أبرزها صعوبة التوفيق بين العمل والحياة الأسرية والأعراف الاجتماعية التي تقيّد أدوارهم، إلى جانب ضعف الوعي بأهمية التدخل المبكر وصعوبة الوصول إلى الخدمات المتخصصة وارتفاع تكاليف الرعاية.
ولتجاوز هذه التحديات يقدم التقرير مجموعة من التوصيات العملية، منها إعداد إرشادات وطنية تضمن دوراً فاعلاً للآباء في التشخيص والرعاية وتطوير برامج تدريبية للكادر الصحي حول آليات فعالة لإشراك الآباء، إضافة إلى إطلاق حملات توعية تستهدف العائلات والمجتمع لتغيير المفاهيم السائدة وتعزيز السياسات الداعمة لإجازة الأبوة والعمل المرن وإنشاء منصات معلوماتية متكاملة تسهل الوصول إلى الموارد والدعم.