هل اقتربت نهاية الخصام التاريخي بين أنقرة وأثينا؟ رئيس وزراء اليونان يزور تركيا لبحث مبادرة الصداقة
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
يزور رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس تركيا يوم الاثنين، استمرارًا للمباحثات حول مبادرة الصداقة المستمرة منذ نحو خمسة أشهر بين البلدين.
ويختبر البلدان والخصمان اللدودان المبادرة في هذه الزيارة التي سبقتها مباحثات واجتماعات ثنائية عقدت خلال الأشهر الماضية.
واتفقت تركيا واليونان على تهميش الخلافات بخصوص ملفات مختلفة وشائكة، كملف المياه والحدود والتركيز على خطة العمل المشتركة لتطوير العلاقات الثنائية في مجالات التجارة والاقتصاد والنقل والتعليم والتكنولوجيا والبيئة والصحة والعلاقات الاجتماعية، ضمن ما يسمى بـ"الأجندة الإيجابية".
نظرة على أهم الملفات المزمع مناقشتها
تجاوز الخلافاتومن المقرر أن يلتقي ميتسوتاكيس بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة يوم الإثنين، في إطار الجهود المبذولة لتحسين العلاقات في أعقاب التضامن الذي أظهرته أثينا لأنقرة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا العام الماضي.
ويختلف الزعيمان بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة، لكنهما يتفقان على كبح المزيد من عدم الاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
وتعليقًا على الزيارة، قال ميتسوتاكيس الأسبوع الماضي: "نتعامل دائمًا مع مناقشاتنا مع تركيا بثقة وبدون أوهام بأن المواقف التركية لن تتغير بين لحظة وأخرى.. ومع ذلك، أعتقد أنه من الضروري أنه عندما نختلف، يجب أن تكون قنوات الاتصال مفتوحة دائمًا."
إردوغان يأمل من أثينا بفتح "صفحة جديدة" في العلاقات مع اليونانوأضاف: "علينا أن نختلف دون توتر ودون أن يتسبب ذلك دائمًا في تصعيد على الأرض".
وقال إيوانيس غريغورياديس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيلكنت في أنقرة، إن الزعيمين سيبحثان عن طرق "لتوسيع جدول الأعمال الإيجابي والبحث عن موضوعات يمكن للجانبين من خلالها البحث عن حلول مربحة للجانبين"، كما هو الحال في التجارة والسياحة والسياسة الخارجية والهجرة.
تسهيل منح التأشيرات للسياح الأتراكمنذ زيارة أردوغان إلى أثينا في أوائل كانون الأول/ديسمبر، حافظ البلدان منذ ذلك الحين على اتصالات منتظمة رفيعة المستوى لتعزيز مجموعة متنوعة من مبادرات رأب الصدع.
سيتمكن المواطنون الأتراك من دخول 10 جزر يونانية هذا الصيف، باستخدام تأشيرات دخول فورية، بعد الاتفاق على تذليل الإجراءات المعقدة اللازمة للدخول إلى منطقة "شنغن" المشتركة في أوروبا.
وقال غريغورياديس: "هذا يولد فرصة عظيمة لتحسين العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، ولكي يدرك اليونانيون والأتراك أن لديهم أشياء مشتركة أكثر مما يعتقدون".
تاريخ من النزاعاتودفعت الخلافات بين أثينا وأنقرة إلى الحرب في عدة مناسبات على مدى العقود الخمسة الماضية، معظمها حول الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الموارد في بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط.
ويخوض البلدان أيضًا نزاعًا بشأن قبرص، التي تم تقسيمها عام 1974 عندما غزتها تركيا في أعقاب انقلاب قام به أنصار الاتحاد مع اليونان. وتعترف تركيا باستقلال القبارصة الأتراك في الثلث الشمالي من الجزيرة.
وأدى الخلاف حول التنقيب عن موارد الطاقة إلى مواجهة بحرية في عام 2020 وتعهد أردوغان بوقف المحادثات مع حكومة ميتسوتاكيس. لكن الرجلين التقيا ثلاث مرات العام الماضي بعد ذوبان الجليد في العلاقات وجهود أوسع بذلها أردوغان لإعادة التواصل مع الدول الغربية.
ومن المقرر أن ينضم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره اليوناني جورج غيرابيتريتيس، إلى محادثات الإثنين ويعقدا اجتماعًا ثنائيًا منفصلًا.
الخلافات الأخيرةوقبل أسابيع قليلة من زيارة ميتسوتاكيس، وعلى غرار ما حدث لآيا صوفيا، أعلن أردوغان افتتاح كنيسة سابقة من العصر البيزنطي في إسطنبول كمسجد كانت بمثابة بمتحف يسمى تشورا، وبقي على هذا الحال كعقود. وانتقدت اليونان الخطوة وكذلك الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية.
في غضون ذلك، انتقدت تركيا الخطط التي أعلنتها اليونان مؤخرًا لإعلان مناطق في البحر الأيوني وبحر إيجة "حدائق بحرية" للحفاظ على الحياة المائية. وتعترض تركيا على الإعلان الأحادي الجانب في بحر إيجة، حيث لا تزال بعض المناطق محل نزاع، ووصفت هذه الخطوة بأنها "خطوة تخريب عملية التطبيع".
ويقول الأكاديمي غريغورياديس إن تركيا واليونان يمكنهما التركيز على ترميم الآثار العثمانية المهجورة في اليونان والآثار الأرثوذكسية اليونانية في تركيا. ويضيف: "ستكون هذه فرصة" لتحسين العلاقات.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو: حريق مهول يلتهم مركزاً تجارياً كبيراً في وارسو غوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإخلاء سبيل جميع الأسرى في اختبار لقوة الإنفصاليين..انطلاق الانتخابات الإقليمية في كتالونيا رجب طيب إردوغان أنقرة تركيا كيرياكوس ميتسوتاكيس اليونانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة إسرائيل روسيا حركة حماس مظاهرات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل روسيا حركة حماس مظاهرات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني رجب طيب إردوغان أنقرة تركيا كيرياكوس ميتسوتاكيس اليونان غزة إسرائيل روسيا حركة حماس مظاهرات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منظمة الأمم المتحدة إسبانيا رفح معبر رفح بنيامين نتنياهو فولوديمير زيلينسكي السياسة الأوروبية یعرض الآن Next فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير: تركيا وإسرائيل تقتربان من التصادم في سوريا
أنقرة (زمان التركية) – أشار مقال تحليلي مفصل نشر في مجلة نيوزويك إلى تصادم مصالح حليفي الولايات المتحدة، إسرائيل وتركيا، في سوريا بشكل متزايد.
وذكر المقال أن هذا الوضع يزيد من خطر مواجهة عسكرية محتملة بين الطرفين.
تصاعد التوترات في سوريا بعد الأسدتكشّفت معادلة جيوسياسية جديدة في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وانتقلت إسرائيل إلى ما وراء مرتفعات الجولان المحتلة في جنوب سوريا مدعومة بانتصارها في الحرب مع حماس والجماعات المدعومة من إيران.
استولت إسرائيل على قطع جديدة من الأراضي السورية وأقامت منطقة عازلة ضد الأعداء المحتملين.
على الجانب الآخر، تستخدم تركيا علاقاتها الوثيقة مع الجماعات الإسلامية السورية مع حماية قواعدها في شمال سوريا. وتحاول أنقرة تعزيز مكانتها في المنطقة التي تشهد تراجعا لنفوذ إيران وروسيا.
تحذيرات الخبراء من تصادم محتملأفاد الأستاذ المساعد بجامعة بار إيلان، إفرات أفيف، أنه قد يندلع صدام عسكري صغير بين تركيا وإسرائيل في مرحلة ما.
وجعلت جهود إسرائيل لإقامة اتصال مع الأقليات الكردية والدرزية في سوريا نتنياهو “عنصرا راديكاليا” في نظر تركيا.
وذكر مراد أصلان من جامعة حسن كاليونكو أن إسرائيل اعتبرت الفجوة في سوريا فرصة لتدمير المخزونات العسكرية،وتوسيع أراضيها شرقا وتشجيع الدروز وحزب العمال الكردستاني/حزب الاتحاد الديمقراطي على إنشاء كيان وكيل موالي لإسرائيل داخل سوريا.
حليفا ترامب المقربانلطالما أبدى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إعجابه بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيث يرى ترامب كلاهما لاعبين رئيسيين في رؤيته للشرق الأوسط، غير أن المصالح المتضاربة لكلا الزعيمين في سوريا تقلق الخبراء.
وفي يناير/ كانون الثاني هذا العام، وردت تحذيرات من لجنة الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الأمن القومي السابق، جاكوب ناجل، بشأن “خطر نشوب صراع تركي إسرائيلي”.
ادعاء إسرائيل بحماية الأقلياتشدد نتنياهو موقفه خلال الشهر الماضي مطالبا بنزع السلاح الكامل لقوات النظام السوري الجديد في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء في جنوب سوريا. وصرح نتنياهو أن إسرائيل لن تتهاون مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا.
وصرح وزير الدفاع الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش الاسرائيلي لن يسمح “لنظام الإرهاب الإسلامي المتطرف في سوريا بإيذاء الدروز”.
وقوبلت هذه التصريحات باحتجاجات من قبل الدروز السوريين الذين يحملون العلم السوري الجديد ويطالبون بانسحاب إسرائيل من البلاد.
أهداف تركيا في سوريامن جانبه، وجه أردوغان تحذيرات للجهات التي تسعى لاستغلال حالة عدم الاستقرار في سوريا مؤكدا أن تركيا “لن تسمح لهم بتقسيم سوريا كما يتصورون”.
وأشار مسؤول من السفارة التركية في لندن في حديثهم مع مجلة نيوزويك إلى أن تركيا تعتبر سوريا آمنة تتمتع بوحدة أراضي ووحدة سياسية كأولوية وأن بلاده تعطي الأولوية لعلاقتها الخاصة مع الإدارة الجديدة في سوريا وتشجع المجتمع الدولي على فعل الشيء نفسه من خلال رفع العقوبات والاستثمار في جهود إعادة الإعمار وبناء مستقبل سلمي لجميع السوريين.
العمليات العسكرية الإسرائيليةعقب سقوط نظام الأسد، أعلنت اسرائيل أنه لا مصلحة لها في مواجهة مع سوريا، لكن قبيل إصدار هذه التصريحات، شنت اسرائيل غارات جوية مكثفة استهدفت خلالها عشرات الأهداف العسكرية بما في ذلك السفن الحربية والطائرات ومستودعات الصواريخ ومخزونات الأسلحة الكيميائية للقضاء على الإمكانات العسكرية للجيش السوري.
من ناحية أخرى، بدأت إسرائيل عمليتها البرية لإقامة منطقة عازلة خارج خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان لعام 1974.
وعقب تحذيرات أردوغان الجديد، شنت اسرائيل سلسلة غارات جوية جديدة داخل الأراضي السورية.
الدور الأمريكي في سورياتتزايد الدعوات للولايات المتحدة للعب دور أكثر استباقية كحليف مشترك. ويؤكد الدبلوماسي السوري السابق، بسام باراباندي، أن النهج الأكثر فعالية هو أن تتوسط الولايات المتحدة في نوع من التفاهم بين سوريا وإسرائيل.
في المقابل، شدد ترامب عندما انهار نظام الأسد قبل أسابيع من يوم التنصيب في واشنطن على ضرورة عدم تورط الولايات المتحدة بالصراعات الداخلية في سوريا. ولم يبدي ترامب أي رغبة حتى الآن بإقامة علاقات مع أحمد الشرع.
وأكد ترامب أن أردوغان “سيمتلك مفتاح ما سيحدث بعد ذلك في سوريا كشخص ذكي يكن له الاحترام”.
Tags: التطورات في سورياالتوترات بين تركيا واسرائيلالصدام بين تركيا واسرائيلالغارات الاسرائيلية على سوريامجلة نيوزويك