لجريدة عمان:
2025-04-26@04:29:09 GMT

هذه عُمان وهذه قوتها

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

هذه عُمان وهذه قوتها

قبل عقد ونصف من الزمن كان «البعض» ما زال يعتقد أن سلطنة عُمان منزوية عن العالم ومنهمكة في قضاياها الداخلية ولا تعير الشأن الإقليمي والدولي كثير اهتمام، وأن حضورها خارجيا يتسم بالكثير من الحذر وسياستها بالحياد الذي لا يشكل موقفا واضحا. ورغم أن سلطنة عمان، كانت وما زالت، تُعير الشأن الداخلي الاهتمام الأكبر لأنها تعتبر التنمية الداخلية مشروعها الأهم، والبناء الداخلي همها الأكبر الذي يمكّنها من المساهمة الفعالة والمثرية في الشأنين الإقليمي والدولي.

لكنّ تلك الصورة الذهنية التي تشكلت لدى أولئك، العامة في الغالب، عن سلطنة عمان اختلفت كثيرا في السنوات الأخيرة، فأصبح الجميع يعرف عُمان بأنها بلد السلام والأمن وبلد المواقف السياسية الصادقة التي لا تغيرها المصالح الضيقة، وهذا الأمر أكسب سلطنة عمان احترام العالم أجمع، بل إن الجميع على اختلاف مواقفهم وتوجهاتهم يثقون في سلطنة عُمان وفي مسارات سياستها ومواقفها من الأحداث، إلى درجة أن الجماهير العربية باتت تتبنى المواقف السياسية التي تشكلها سلطنة عمان باعتبارها المواقف التي تمثل الأصالة العربية والقيم العربية والإسلامية.

وهذا بدوره انعكس إيجابا على سلطنة عمان فالجميع ينظر إليها باعتبارها واحة أمن وآمان وملاذا آمنا للاستثمارات الدولية وتجاوزت هذه النظرة الجوانب الاقتصادية أو الرؤية السياسية إلى الاحتفاء بالثقافة العمانية ومفرداتها وكنوزها الحضارية.

وبدأت الكثير من دور النشر العالمية في ترجمة الكثير من الأعمال الأدبية العمانية التي استطاعت أن ترسخ حضورها دوليا وعربيا وتحظى باحترام كبير نتيجة الرؤية العميقة التي تنطلق منها وتعالج بها القضايا الإنسانية. وفي أكتوبر الماضي اختارت المملكة العربية السعودية سلطنة عمان لتكون ضيف شرف على معرض الرياض الدولي للكتاب، لكن ذلك الاحتفاء لم يقتصر على الكتاب العماني الذي حضر بشكل لافت في الرياض ولكنها تجاوزه إلى الاحتفاء بكل المفردات الثقافية العمانية.. وفي هذه الأيام تحل سلطنة عمان أيضا، ضيف شرف على معرض الدوحة الدولي للكتاب، وما زال الحضور الثقافي هناك يثري المعرض ويطرح الكثير من الرؤى والأسئلة الثقافية والفلسفية التي تشغل العرب وتحاول تقديم رؤية إنسانية لا تخلو من انعكاس للتجربة العمانية الطويلة.

إن أسئلة العقود الماضية تلاشت الآن وحضرت أسئلة جديدة تتعلق دائما عن ماذا تقول عُمان؟ وإلى أين تتجه سياستها؟ وكيف يمكن أن نتواءم مع مواقفها السياسية خاصة في إقليمها الذي تفهم جيدا نظرا لحضورها التاريخي الطويل.. بل إن الأمر تجاوز ذلك كثيرا إلى درجة أصبحت الثقافة العمانية والدبلوماسية العمانية والرؤية العمانية كلها مفردات تشكل قوة ناعمة تجذب المنطقة وتنعكس على مساراتها السياسية والثقافية.

لقد رسخت سلطنة عُمان حضورها بكثير من الذكاء وهي اليوم تجني ثمرة سنوات طويلة من العمل والبناء، وقرون طويلة من التراكم التاريخي والمساهمة في الحضارة الإنسانية.. ولذلك تسير عُمان في طريق صحيح وفي خط سياسي متمسك بالمبادئ الحضارية والقيم الأخلاقية التي لن يختلف حولها أحد؛ ولذلك يحتفي بها الجميع ويتبعها الجميع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

جلسة حوارية بعنوان عُمان كما تراها نساء ألمانيات بمعرض مسقط الدولي للكتاب

العُمانية/ نظمت السفارة الألمانية جلسة حوارية بعنوان "عُمان كما تراها نساء ألمانيات" ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ29، سلّطت الضوء على تجربة ثلاث نساء ألمانيات قادتهن رحلاتهن وعملهن إلى سلطنة عمان.

كما استضافت الجلسة الحوارية ناتاشا بلانكرمان، محررة وصحفية التي في مجال التعاون العلمي والاقتصادي بين سلطنة عُمان وألمانيا، وخاصةً في مجال الهيدروجين الأخضر، ومؤلفة مشاركة في تأليف كتاب "ألف صداقة وصداقة"، وهو كتاب يحتفي بالتواصل الإنساني والدبلوماسية بين البلدين، بالإضافة إلى سابينا راينينج، وكيلة سفر ومدونة ومصورة نشرت كتاب مصور "عُمان من الأعلى" وكتاب طاولة القهوة "عُمان".

وقدمت المخرجة والصحفية الألمانية نادجه فرينز تجربتها في إعداد وتنفيذ أفلام وثائقية عن سلطنة عمان بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، وذلك ضمن الجهود المبذولة لتعزيز الترويج الثقافي والسياحي لسلطنة عمان على المستوى العالمي.

وناقشت الجلسة الحوارية تفاصيل السلسلة الوثائقية المكونة من جزأين بعنوان "مغامرة في عمان"، والتي عرضت على قناة ARTE الألمانية الفرنسية، حيث تبرز لمحات فريدة عن طبيعة سلطنة عمان وتقاليدها وشعبها.

وتسلط حلقات السلسة الوثائقية الضوء على قصص إنسانية تبرز التنوع الثقافي والاجتماعي لسلطنة عمان، مما يعكس قيم التسامح والتعايش التي يتميز بها المجتمع العماني.

وتأتي الحلقة الأولى بعنوان "رياح الصحراء وعبق اللبان" والتي أبرزت شخصيات مثل حميد المغيري، الذي يدير مخيما صحراويا يعكس الحياة البدوية الأصيلة بمزيج من الحداثة والتراث، ومن كثبان صحراء الشرقية إلى جبال ظفار الخضراء، نجد أمثال مسلم العامري الذي يحصد اللبان، فيتجلى الارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة، ومن مسقط، تتعايش التقاليد مع الحداثة حيث تجمع مصممة الأزياء أمل الرئيسي بين التراث الثقافي الغني للبلاد والأناقة المعاصرة، ويعكس عملها ورعايتها للمصممين الشباب التحولات المجتمعية في سلطنة عمان.

كما يتطرق الفيلم إلى المطبخ العماني من خلال الشيف دينا مكي، التي تقدم رؤية فريدة عن تنوع النكهات التي استلهمت من تأثيرات عربية وهندية وشرق أفريقية، بالإضافة إلى أسواق السمك النابضة بالحياة وأشجار النخيل، والتوابل العطرية التي تحكي كل مكوّنات الطعام قصة تاريخ سلطنة عمان التجاري وكرم ضيافتها.

أما الحلقة الثانية بعنوان "تفتّح الورود ونسمات البحر" والتي تبرز التنوع الطبيعي والثقافي لسلطنة عمان من خلال قصص ملهمة مثل العنود السالمي، مدربة التسلق التي تستعرض جمال وسحر الطبيعة العمانية، وعلي العامري، مزارع يواصل حرفة إنتاج ماء الورد باستخدام الطرق التقليدية التي توارثتها الأجيال، إضافة إلى قصصا عن إهداء البروانية، مدربة غوص تعكس التغيرات الإيجابية في أدوار المرأة العمانية، مع التأكيد على أهمية تمكين المرأة في المجتمع.

ويُجسّد فرسان الخيالة السلطانية، ومدرب التزلج الشراعي أيمن الغافري، الروح الديناميكية للشباب العماني. وبين مناظر طبيعية خلابة وقصص إنسانية مؤثرة، تعكس السلسلة مزيجا متناغما بين الأصالة والحداثة، مما يعكس رؤية سلطنة عمان المستقبلية نحو التنمية المستدامة.

وتعد هذه الجلسة الحوارية فرصة للتعرف على تفاصيل إنتاج السلسلة الوثائقية وما وراء الكواليس، بالإضافة إلى استكشاف الجوانب الثقافية والبيئية لسلطنة عمان.

مقالات مشابهة

  • جلسة حوارية بعنوان عُمان كما تراها نساء ألمانيات بمعرض مسقط الدولي للكتاب
  • سلطنة عُمان تعزز تنافسيتها كمركز إقليمي ووجهة استثمارية صاعدة
  • “رجال الأعمال المصريين” تبحث فرص الاستثمارات المتاحة بين مصر وسلطنة عمان
  • مسؤولون عمانيون يشيدون بكتاب حاكم الشارقة البرتغاليون في بحر عمان
  • مسؤولون عمانيون يشيدون بكتاب سلطان «البرتغاليون في بحر عمان»
  • عدد السكان العمانيين يصل 3 ملايين نسمة
  • عمان.. وسيط السلام الموثوق
  • انطلاق "قمة الهيدروجين الأخضر" أول ديسمبر لتعزيز التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات
  • بنك ظفار يفوز بجائزة أسرع البنوك نموًا من حيث شبكة الفروع في سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تستنكر الهجوم الذي استهدف سُياحًا بالهند