تحت عنوان «الدور البحرى المصرى عبر العصور..الماضي، الحاضر، المستقبل»، وبمشاركة أكثر من 40 مؤرخًا وخبيرًا بحريًا وباحثًا فى التاريخ والملاحة البحرية، عقدت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بالتعاون مع الصالون البحرى المصرى مؤتمرها السنوي  يومى الأربعاء والخميس 8 و9 مايو 2024، وذلك بمقر الجمعية بمدينة نصر.

 

وعلى امتداد 9 جلسات، تم عرض أكثر من 36 ورقة بحثية، تناولت ماضى وحاضر البحرية المصرية، وما تتطلع إليه من آفاق مستقبلية.

شارك فى إدارة الندوات نخبة من كبار الشخصيات، منهم: الفريق مهاب مميش مستشار السيد رئيس الجمهورية للموانئ ومحور قناة السويس، والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق.

كما تم تناول سيرة بعض رموز القادة البحريين المدنيين والعسكريين الذين أدوا أدوارًا عظيمة للوطن، وذلك فى ختام كل جلسة من جلسات المؤتمر. 

وشملت الورقات العلمية المقدمة فى المؤتمر تاريخ البحرية المصرية فى مختلف الحقب الزمنية منذ العصور القديمة والإسلامية وصولًا للعصر الحديث، وما يمثله موقع مصر الجغرافى الفريد والعبقري، الذى يمنحها دورًا محوريًا فى منطقتها والعالم. 

ومن بين أبحاث عدة تناولت الكثير من محاور البحث فيما يلى نتناول بعض المحاور الرئيسة التى تطرقت إليها بعض الأبحاث المقدمة للمؤتمر:

 

تحاول (أ.د. هالة محمود خلف، أ.د. أيمن وهبى طاهر كلية التربية -جامعة عين شمس، جامعة المنصورة إبراز الوجود المصرى فى البحر الأبيض المتوسط، مع التركيز على الجانب السلمى فى تلك العلاقات جنبا إلى جنب مع الدور العسكرى مع التأكيد على دور الأسطول البحرى المصرى القديم فى نشأة هذا الوجود المصرى وريادة البحرية المصرية فى عالم البحرية فى البحر المتوسط وبسط سلطان مصر فى القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوربا بفضل الأسطول البحرى المصرى.

فقد حرص المصريون منذ أقدم العصور المبكرة على إنشاء علاقات صداقة وتبادل تجارى مع مدن سواحل وجزر البحر المتوسط اعتمدت بشكل أساسى على الأسطول البحرى، حيث تشير الدلائل إلى علاقات بين مصر وساحل سوريا (صيدا) ولبنان (بيبلوس) وفلسطين (غزة) منذ العصر العتيق، وحرص الملوك منذ ذلك العصر على جلب خشب الأرز والصنوبر من جبيل بلبنان وأشارت المصادر المتعددة مثل حجر باليرمو من عهد سنفرو الذى أشار لجلب خشب الأرز فى حمولة أربعين سفينة وصنع خوفو مركبه من خشب الأرز وتواصل التبادل التجارى خلال الدولة القديمة والوسطى وعثر على آثار تخص ملوك تلك الفترة فى مدن لبنانية.

وحرص ملوك الدولة الحديثة على تأمين حدود مصر الشمالية الشرقية فى ظل نشأة ممالك جديدة فى الشرق الأدنى القديم وحرص ملوك مصر على إقامة امبراطورية تنافس هذه الممالك وتحمى حدود مصر.

 ويسلط د. أسامة سيد علي أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية والعميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قناة السويس، الضوء على نقطة تحول خطيرة فى التاريخ الحربى والعسكرى لدى العرب المسلمين، عندما خرجوا من موطنهم الأصلى حاملين راية الإسلام لفتح البلدان بفنهم العسكرى فى البر، ولكن الملفت للنظر والمثير للدهشة هو براعة العرب أيضا فى ركوب البحر وخوض المعارك البحرية بكل اقتدار خلال تلك الفترة المبكرة من تاريخهم السياسى بنفس المهارة التى قادوا بها سفن الصحراء.

ويمكن القول إن العرب لم ينالوا تلك المكانة فى عالم البحار لولا وجود الدور المصرى فى تأسيس الأسطول الإسلامى وخوض المعارك الكبرى ولاسيما ذات الصوارى التى غيرت وجه التاريخ البحرى.

 أما د. محمد معيض فيري أنه لم تكن الحملة الفرنسية مجرد غزو عسكري، بل صاحبتها الكثير من الملامح الحضارية سواء من خلال المجمع العلمى أو الصحافة أو الدراسات التاريخية والأثرية والاجتماعية، بالإضافة للتطوارت على المستوى الإدارى، فضلا عن المنتج الأهم والأبرز المتمثل فى موسوعة وصف مصر.

ويقول د. على متولى أحمد، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة السويس إن إعادة تكوين السلاح البحرى المصرى عقب الحرب العالمية الثانية «1945-1939»، تحت مسمى «السلاح البحري» فى 30 يونيو،1946 وتعيين أمير البحار محمود حمزة باشا، قائد السلاح، وضم السلاح البحرى إليه معظم الضباط والجنود البحريين بمصلحة السواحل فكانوا نواة البحرية الجديدة.

وعقب إعلان وزير الدفاع البريطانى آرثر جونز Jones Arthur إنهاء الانتداب البريطانى على فلسطين، وإعلان قيام الكيان الصهيونى فى مايو،1948 اندلعت حرب النكبة، وهى الجولة الأولى من جوالت الصراع العربي- الإسرائيلي، وكان هناك دور للسلاح البحرى المصرى فى هذه الحرب.

  ويؤكد د. على متولى أنه رغم حداثة السلاح البحرى إلا أنه قام بمجهود وبطولات تستحق التنويه عنها مثل: ضرب ميناء قيصريه فى يونيو،1948 ومحاولة تعطيل ميناء تل أبيب، وضرب ميناء نهارية، ومعركة المجدل

البحرية فى أكتوبر 1948.

 

ويقدم د/ عبد العزيز عبدالله مبارك العازمي نموذجا نسائيا نادرا حيث تحدث عن دور عصمت الإسكندرانى « أم البحرية المصرية « أو الملقبة ببنت بطوطة حفيدة أمير البحار المصرى حسن الإسكندرانى.

قائلا: إن بطلة هذه الدراسة لم تكن كل مؤهلاتها أنها مجرد حفيدة لرجل له تاريخ ناصع فى البحرية المصرية، أو أنه بطل لمعارك بحرية ضخمة وهامة وفاصلة، ولكن عصمت الاسكندرانى المتأثرة ببطولات جدها آلت على نفسها أن تؤرخ وتقدم بانوراما تاريخية للبحرية المصرية حيث قامت بإحياء التاريخ العسكرى لجدها؛ فقامت بإصدار كتب باللغة العربية والفرنسية، تشيد بأمجاد مصر البحرية، وأهدتها للقوات البحرية المصرية.

- ومن الممارسات الاستثنائية التى قامت بها وأهلتها لتحمل لقب أم البحرية المصرية أنها وهبت جميع ممتلكاتها من عقارات وأراض زراعية وما لديها من أموال فى وصيتها بعد وفاتها للكلية البحرية، مساهمة منها للنهوض بأسطول مصر ليضارع أكبر أساطيل العالم، أهدت منزلها برأس التين إلى القوات البحرية ليكون ناديا بحريا، وعندما نشبت حرب فلسطين سنة 1948م تبرعت بسفينة حربية مجهزة بالكامل على نفقتها الخاصة وأهدتها إلى البحرية المصرية.

يذكر أن المؤتمر عقد تحت إشراف الأستاذ الدكتور أحمد الشربينى رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، والأستاذ الدكتور خلف عبد العظيم الميري أمين عام الجمعية والمقرر العلمى للمؤتمر، واللواء بحرى أ. ح محمود متولى أمين عام الصالون البحري، والأستاذ الدكتور عصام شرف رئيس مجلس أمناء الصالون البحرى. 

وتكونت اللجنة العلمية للمؤتمر من الأستاذ الدكتور أشرف مؤنس، والأستاذ الدكتورة إيمان عامر، والأستاذ الدكتور محمد سيد كامل، أعضاء مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وأ. م. د محمد فوزى رحيل أمين اللجنة العلمية للمؤتمر. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ذات الصواري العصر المصريون

إقرأ أيضاً:

حادثة البترون.. هل أبلغت اليونيفيل الجيش بدخول زوارق بحرية إلى لبنان؟

نقلت قناة "الجديد" عن مصادر في الجيش اللبناني قولها إنَّ "المؤسسة العسكرية لم تتلقّ أي برقية من قوات اليونيفيل بشأن عبور زوارق بحرية نحو الشاطئ اللبناني". وفي وقتٍ سابق، اليوم، قالت مصادر حكومية لـ"الجديد"، إنّ التحقيق بحادثة إنزال الإسرائيلي في منطقة البترون لم ينتهِ، مشيرة إلى أن ما تمّ جمعه من معلومات هو في إطار المُعطيات الأولية حول هذه الحادثة. بدورها، قالت مصادر عين التينة لـ"الجديد" إن هناك الكثير من الأمور التي ما تزال غامضة بشأن الحادثة، ويجب أن يتمّ كشفها خلال التحقيقات. إلى ذلك، كشفت مصادر معنية بالشأن العسكريّ لـ"لبنان24" أن عملية "الإبرار البحري" الإسرائيلي التي تم تنفيذها في البترون، لا يمكن أن تحصل إلا بزوارق متطورة يعتمد من فيها على "التمويه"، ما يعني أنّ قدرة كشف هذه الزوارق تكون صعبة عبر الرادارات البحرية. وذكرت المصادر أنّ هذه العملية حصلت على شاطئ صخري نوعاً ما، موضحة أنّ الإنزال العسكري لا يمكن أن يحصل على مثل هذه الأرض، أي أن إنزال الدبابات وغيره من المعدات العسكرية لا يتم إلا عبر شواطئ رملية وهناك قواعد وشروط لعمليات الإبرار ولا تحصل في أي مكان. ووفقاً للمصادر، فإنّ ما جرى أعاد الذاكرة إلى الحديث عن عملية إنزالٍ بحري قبل أكثر من 3 أعوام على شاطئ بلدة الجية - الشوف، حينما قيل إن العدو الإسرائيلي دخل بزورقٍ إلى تلك المنطقة قبل أن يغادرها، وتحديداً في المنطقة التي تعتبر صخرية نوعاً ما بالإضافة إلى وجود سواحل رملية طويلة. وأشارت المصادر إلى أن عمليات الإبرار البحري قد تكون حصلت مسبقاً من دون أن يدري أحدٌ بها، وأضافت: "لولا كاميرات المراقبة التي رصدت المشهد لما كُنا علمنا بأمر حادثة البترون".  

مقالات مشابهة

  • بقيادة “جمال عبد الناصر”.. ما هي رسائل المناورة العسكرية المصرية “ردع”؟
  • شفاء الأورمان بالأقصر توقع بروتوكول تعاون مع الجمعية المصرية لتطوير الصيادلة
  • قائد المنطقة العسكرية الخامسة ورئيس أركان القوات البحرية يكرمان الدكتور أبو لحوم
  • المغرب يشارك في مناورات بحرية بالسواحل التونسية
  • مناقشة تطوير مشاريع بحرية في قريات
  • محمود فوزي: مشروع قانون التجارة البحرية يعيد تنظيم إكتساب السفن الجنسية المصرية
  • روسيا وإندونيسيا تنفذان مناورات بحرية مشتركة
  • حادثة البترون.. هل أبلغت اليونيفيل الجيش بدخول زوارق بحرية إلى لبنان؟
  • الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس في مصر
  • محافظ كفر الشيخ: معركة البرلس البحرية رمز الصمود والتحدي والبطولة