رفح (الأراضي الفلسطينية) «وكالات»:

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مناطق مختلفة من غزة اليوم، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف «فوري» لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني المحاصر، مع توسيع إسرائيل عملياتها البرية في رفح.

وتعهّدت جهات مانحة خلال مؤتمر في الكويت اليوم تقديم أكثر من ملياري دولار لمساعدة قطاع غزة المدمّر جراء الحرب، وقال المؤتمر الذي نظمته الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في البيان الختامي إن المبلغ «يتم تنفيذه خلال العامين 2024، 2025، وستعمل المبادرة خلال العامين القادمين -كمرحلة أولى قابلة للتمديد- على حشد الجهود لدعم التدخلات الإنسانية المنقذة للحياة في قطاع غزة».

وشنّ الجيش الإسرائيلي اليوم غارات جوية في مختلف أنحاء القطاع، بما في ذلك رفح في أقصى الجنوب منفذا عمليات توغّل في شرق المدينة، حيث طلب السبت إخلاء أحياء إضافية وذلك في تحدّ للتحذيرات الدولية.

ونُقلت جثث 18 شخصا استشهدوا خلال الساعات الـ24 الماضية إلى مستشفى رفح، حسبما أفاد المستشفى فيما أُدخل ستة مصابين أيضا. كذلك، واستشهد طبيبان هما أب وابنه في غارات إسرائيلية على دير البلح (وسط)، حسبما أفاد الدفاع المدني في غزة.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة في قطاع غزة إن إسرائيل أرسلت دبابات إلى شرق جباليا بشمال القطاع في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد بعد قصف جوي وبري مكثف خلال الليل، مما أدى إلى استشهاد 19 وإصابة العشرات.

وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن ما لا يقل عن 35034 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 78755 آخرون في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر، والذي دمر معظم القطاع وتسبب في أزمة إنسانية شديدة.

سياسيا، قال الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة مسجّلة بُثّت خلال مؤتمر دولي للمانحين في الكويت: «إنني أكرّر دعوتي -دعوة العالم- إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية».

وأضاف: «لكن وقف إطلاق النار لن يكون سوى البداية، فطريق العودة من الدمار والصدمة التي خلفتها هذه الحرب سيكون طويلا. وسيحتاج سكان غزة إلى شراكات أقوى وأعمق للحصول على المساعدة الإنسانية والتنمية على المدى الطويل، للوقوف على أقدامهم مجددا وإعادة بناء حياتهم».

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه فتح معبرا جديدا لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

فيما قال المتحدث باسم هيئة المعابر في غزة هشام عدوان، إنّ «آليات عسكرية إسرائيلية تقدّمت من الشريط الحدودي.. بعمق حوالي 2.5 كيلومتر» حيث توقفت.

من جهتها، اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أنّ العمليات الإسرائيلية في المدينة «تجعل من المستحيل تقديم المساعدة الطبية الحيوية»، مشيرة إلى أنّها بدأت في إجلاء 22 مريضا من مستشفى ميداني في رفح.

ورغم إعلان إسرائيل الجمعة أنها أعادت فتح معبر كرم أبو سالم القريب من رفح، فإن إيصال المساعدات لا يزال «صعبا جدا»، حسبما أفاد مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو وكالة فرانس برس.

وبحسب الأمم المتحدة، يتكدّس حوالي 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين في مدينة رفح. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنّ حوالي 300 ألف منهم غادروا الأحياء الشرقية للمدينة بعد عدّة أوامر إجلاء أصدرتها إسرائيل. وقال محمد حمد من سكان الأحياء الشرقية في مدينة رفح، إنّ «قذائف المدفعية لم تتوقف على الإطلاق.. استيقظنا في إحدى الليالي على أصوات مجنزرات الدبابات والمدرّعات وشعرنا للحظة أنها على باب البيت».

وحذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الأحد، من أنّ هجوما واسعا على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة «لا يمكن أن يحصل»، مؤكدا أنّ هجوما كهذا يتعارض مع «القانون الدولي الإنساني».

من جهة أخرى، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء في جباليا وبيت لاهيا، وأفاد عن تنفيذ «عملية كبيرة» في حي الزيتون في مدينة غزة. وقال إنّ حماس «تقوم بعمليات إعادة بناء» في عدّة مناطق.

وفي تعليق على التطوّرات الأخيرة، وصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال السبت أوامر إسرائيل بإجلاء مدنيين فلسطينيين من مناطق في شرق رفح بأنها «غير مقبولة».

كما اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ إجلاء السكان من رفح إلى «مناطق غير آمنة أمر لا يُطاق».

وفي وقت لاحق اليوم، انطلقت صفارات إنذار في مدينة عسقلان بإسرائيل نتيجة إطلاق صواريخ من غزة، وقالت قناة الأقصى التابعة لحركة حماس عبر تليجرام إن الصواريخ انطلقت من جباليا، رغم التوغل الجاري للجيش.

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحماس إن الدبابات لم تدخل شرق مدينة دير البلح لكن بعض الدبابات والجرافات الإسرائيلية اخترقت السياج على مشارف المدينة مما أدى إلى اشتباكات مسلحة مع مقاتلي حماس.

وقال كل من الجناح العسكري لحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليهما هاجموا قوات إسرائيلية في عدة مناطق داخل قطاع غزة بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون، ومنها رفح التي كانت تشكل الملاذ الأخير لما يربو على مليون فلسطيني.

وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية إن خدمات الإنترنت في المناطق الجنوبية من القطاع توقفت بسبب «العدوان» المستمر، مضيفة إن العاملين يسعون لحل المشكلة.

وغادر المزيد من الأسر، التي يقدر عدد أفرادها بالآلاف، رفح اليوم مع تكثيف إسرائيل الضغط العسكري على المدينة. وسقطت قذائف دبابات في أنحاء المدينة وأصدر الجيش أوامر إخلاء جديدة لبعض الأحياء في وسط رفح التي تقع على الحدود مع مصر.

وقال تامر البرعي وهو من السكان الذين نزحوا إلى رفح: «شفت مدينة أشباح، البنايات على جانبي الطريق مدمرة، مربعات سكنية كاملة انمسحت، الناس بتغادر بتبحث عن مكان آمن وهم بيعرفوا إنه ما في مكان آمن، لا في خيام ولا في حدا يدعمهم».

وقال البرعي، وهو رجل أعمال فلسطيني: إن العالم تخلى عن الفلسطينيين وتركهم لمواجهة مصيرهم مع دخول الحرب شهرها الثامن وفشل القوى العالمية في إنهاء القتال وانهيار جهود الوساطة الدولية الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بسبب خلافات حماس وإسرائيل. وأضاف: «لا في هدنة ولا قرار أمم متحدة ولا أمل».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة قطاع غزة فی مدینة

إقرأ أيضاً:

الذهب يسجل ارتفاعا قويا بأكثر من 5%

واشنطن - الوكالات

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا قويا، الجمعة، لتتجاوز مستوى 2700 دولار للمرة الأولى في أسبوعين.

ويتجه المعدن الأصفر لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من عام، إذ طغى أثر الإقبال على أصول الملاذ الآمن على تأثير صعود الدولار وانحسار التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل.

ارتفع الذهب في المعاملات الفورية واحدا بالمئة إلى 2696.77 دولار للأونصة بحلول الساعة 15:14 بتوقيت جرينتش، وذلك بعد أن بلغ في وقت سابق أعلى مستوياته منذ الثامن من نوفمبر عند 2709.99 دولار.

وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.9 بالمئة إلى 2698.90 دولار.

وقال ألكس إبكاريان مدير العمليات في مؤسسة "إليجنس جولد": "يبدو أن التصعيد في الصراع بين روسيا وأوكرانيا يتفاقم ليصل إلى حرب بين روسيا والولايات المتحدة، وهذا يعزز بالتأكيد جاذبية أصول الملاذ الآمن على المدى القريب".

وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من خمسة بالمئة هذا الأسبوع، وتتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي لها منذ أكتوبر من العام الماضي، عندما اندلعت شرارة الصراع في الشرق الأوسط، مما أثار موجة صعود دفعت الذهب إلى مستويات غير مسبوقة عدة مرات.

وجاء ارتفاع أسعار الذهب هذا الأسبوع مدفوعا بتفاقم الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، مما رفع الأسعار بأكثر من 173 دولارا من أدنى مستوى لها في شهرين عند 2536.71 دولار الذي سجلته يوم الخميس من الأسبوع الماضي.

يزيد الإقبال على الذهب خلال فترات التوتر الجيوسياسي والمخاطر الاقتصادية وعندما تكون أسعار الفائدة منخفضة.

واستمر ارتفاع الذهب اليوم حتى مع وصول الدولار إلى أعلى مستوى في أكثر من 13 شهرا ووصول عملة بتكوين المشفرة إلى أعلى مستوى على الإطلاق.

وقال إبكاريان إنه في ظل التحولات السياسية الجارية، ومخاطر التضخم الناجمة عن الرسوم التجارية التي يقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، فإن توقعات الذهب لا تزال قوية، إذ من المتوقع أن يصل إلى مستوى 2750 دولارا بحلول منتصف ديسمبر.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.4 بالمئة إلى 31.22 دولار للأونصة، وانخفض البلاديوم 1.5 بالمئة إلى 1014.25 دولار، في حين ارتفع البلاتين 0.9 بالمئة إلى 969.25 دولار.

وتتجه المعادن الثلاثة لتسجيل ارتفاع أسبوعي.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس السيادة يلتقي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية
  • أحمد أباظة: إسرائيل تتحدى العالم بمنعها وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • واشنطن تتعهد بفرض رقابة جوية.. هل بات اتفاق وقف النار بين لبنان واسرائيل قريباً؟
  • لا يلبّي الطموح المنشود.. «مؤتمر المناخ» يتفق على تمويل بقيمة 300 مليار دولار للدول النامية
  • الدفاع المدني بغزة يعلن عن استشهاد 87 من عناصره وخسائر بأكثر من مليون و300 دولار
  • عربية النواب: إسرائيل تتحدى العالم بمنعها وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • أول عمل فني من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار
  • قفزة في أسعار النفط.. وبرنت يتجاوز 75.1 دولارًا
  • قفزة في أسعار النفط.. وبرنت يتجاوز 71.1 دولارًا
  • الذهب يسجل ارتفاعا قويا بأكثر من 5%