بلينكن وسوليفان يطلقان تحذيرًا حاذًا بشأن هجوم بري كبير في رفح
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
(CNN)-- وجّه مسؤولان أمريكيان كبيران تحذيرات حادة، الأحد، بشأن غزو إسرائيلي لرفح، وتوقعوا أن يؤدي هجوم بري كبير في جنوب مدينة غزة إلى سقوط ضحايا على نطاق واسع بين المدنيين، ويثير تمرد حماس ويخلق فراغًا في السلطة ستسعى الحركة الإرهابية لاحقًا أن تملأه.
وجاءت أجراس الإنذار التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان بعد أن وجه الرئيس (جو) بايدن إنذارًا نهائيًا، الأسبوع الماضي، على شبكة CNN بأن الغزو الإسرائيلي لرفح سيجعله يوقف نقل بعض الأسلحة.
وقال بلينكن وسوليفان إن بايدن اتخذ هذا القرار لأنه لا يريد استخدام الأسلحة الأمريكية فيما يقدره بأنها ستكون عملية دموية وغير حكيمة.
وفي الوقت نفسه، سعى بلينكن وسوليفان إلى دحض مزاعم الجمهوريين والديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل بأن بايدن يترك إسرائيل لتدبر أمرها بنفسها. وعمل بلينكن على شرح لماذا لم تتمكن وزارته، هذا الأسبوع، من اتخاذ قرار كامل بشأن ما إذا كانت إسرائيل تلتزم بالقانون الدولي في حملتها ضد حماس، وهو استنتاج أثار انتقادات من جماعات حقوق الإنسان وبعض المشرعين.
وفي حديثه لشبكة CBS، قال بلينكن إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل قتلت مدنيين أكثر من إرهابيي حماس في إطار حربها في غزة. وأضاف أن البلاد بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتقليل الوفيات بين المدنيين.
وقال بلينكن: "رغم أن إسرائيل لديها عمليات وإجراءات وقواعد ولوائح لمحاولة تقليل الضرر بصفوف المدنيين، وبالنظر إلى تأثير هذه العملية، وهذه الحرب في غزة على المدنيين، فلم يتم تطبيقها بشكل متسق وفعال".
وعلى الرغم من التحذيرات الأمريكية التي يرجع تاريخها إلى أشهر سابقة، بشأن الحكمة من الغزو البري لرفح، يبدو أن إسرائيل مستعدة لمواصلة التقدم نحو المدينة، وقد أصدرت أوامر إخلاء لبعض من المدنيين الذين يقدر عددهم بـ1.4 مليون مدني يعيشون هناك.
وحذر بلينكن، الأحد، من أن التوجه "الطائش إلى رفح" قد تكون له عواقب وخيمة.
وقال بلينكن لشبكة NBC: "إسرائيل تسير في المسار، على الأرجح، لترث فيه تمردا مع بقاء العديد من مسلحي حماس، أو، إذا تركت، فراغا مليئا بالفوضى، وربما أعادت حماس ملئه".
وأردف بلينكن مضيفا: "لقد تحدثنا معهم حول طريقة أفضل بكثير للحصول على نتيجة دائمة، وأمن دائم، سواء في غزة نفسها أو على نطاق أوسع بالمنطقة".
ومن جانبه، حذر سوليفان من أن العملية الإسرائيلية ستتسبب في "خسائر كبيرة في صفوف المدنيين بالفعل"، بينما من غير المرجح أن تقضي على حماس.
وقال سوليفان لقناة ABC: "بينما ستكون إسرائيل قادرة على قتل بعض أفراد حماس، فإن العديد من أفراد حماس سوف سيختفون لأنهم إرهابيون".
وهذا جزئيًا سبب قرار بايدن بأنه لا ينبغي استخدام الأسلحة الأمريكية في هجوم رفح.
وقال سوليفان: "إنه لا يريد أن يرى الأسلحة الأمريكية تُستخدم في هذا النوع من العمليات، هذا لا يعني أنه سيتخلى عن إسرائيل أو يقطع عنها الأسلحة. لقد كان يركز على عملية معينة لا يعتقد أنها ستنجح في هزيمة حماس وستتسبب في ضرر جسيم".
وقال بلينكن إن إسرائيل قاومت نصيحة أمريكية لتطوير خطة لغزة بمجرد انتهاء الحرب.
وأوضح لبرنامج "واجه الأمة" على شبكة CBS: "لقد عملنا لعدة أسابيع على تطوير خطط مهمة للأمن والحكم وإعادة الإعمار. لم نر ذلك يأتي من إسرائيل، لقد عملنا مع الدول العربية وغيرها على هذه الخطة. نحن بحاجة لرؤية ذلك أيضًا. لدينا نفس الهدف مثل إسرائيل ونريد أن نتأكد من أن حماس لا يمكنها حكم غزة مرة أخرى".
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضي، تقريرًا خلص إلى أنه "من المعقول تقييم" أن القوات الإسرائيلية استخدمت الأسلحة الأمريكية في غزة بطرق "تتعارض" مع القانون الإنساني الدولي. لكن التقرير لم يصل إلى حد القول رسميًا إن إسرائيل انتهكت القانون.
وأردف وزير الخارجية الأمريكي لقناة NBC: "ليس لدينا معايير مزدوجة. نحن نتعامل مع إسرائيل، أحد أقرب حلفائنا وشركائنا، تماما كما نتعامل مع أي دولة أخرى".
ومع ذلك، قال إن اتخاذ مثل هذا القرار الكامل أمر مستحيل في الحرب المستمرة..
وأكد لشبكة CBS: "هذا يجعل من الصعب للغاية تحديد ما حدث بالضبط، خاصة في خضم الحرب، واستخلاص أي استنتاجات نهائية من أي حادث واحد".
وقلّل بلينكن من أهمية الخلاف المتزايد بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حتى في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة أكثر لحظاتها توترًا منذ الهجمات الإرهابية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح بلينكن: "لدينا رؤية واضحة، نقول الحقيقة لبعضنا البعض كما نراها، إننا نضع المصالح الأمريكية في الاعتبار بالمقام الأول. ونضع كذلك مصالح إسرائيل في الاعتبار. وربما يكون هناك اختلاف في وجهة النظر وفي الطريقة الأمثل لتحقيقها. ولكن هذه أيضًا طبيعة العلاقة".
وكان بلينكن يتحدث في برنامج "Meet the Press" على قناة NBC وبرنامج "واجه الأمة" على شبكة CBS. وتحدث سوليفان في برنامج "هذا الأسبوع" على قناة ABC.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي القضية الفلسطينية جو بايدن رفح غزة قطاع غزة الأسلحة الأمریکیة الأمریکیة فی وقال بلینکن فی غزة
إقرأ أيضاً:
عقب هجوم عيد الميلاد.. بايدن يتعهد بمواصلة إرسال الأسلحة لأوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه طلب من وزارة الدفاع مواصلة زيادة شحنات الأسلحة لأوكرانيا.
وذكر بايدن في بيان “كان الغرض من هذا الهجوم الشنيع هو حرمان الشعب الأوكراني من التدفئة والكهرباء خلال فصل الشتاء، وتعريض سلامة شبكته للخطر”.
ومن المقرر أن يتسلم الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب المنصب من الديمقراطي بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل.
ومنذ انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، تعهّدت واشنطن بتقديم مساعدات بقيمة 175 مليار دولار لأوكرانيا.
وشنّت روسيا ضربات صاروخية واسعة النطاق ألحقت أضرارا بمنشآت للطاقة في أوكرانيا وأسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، وذلك صباح عيد الميلاد الذي تحييه كييف في 25 كانون الأول/ ديسمبر للعام الثاني تواليا.
وأطلقت صفارات الإنذار في عموم أوكرانيا، صباح أمس الأربعاء، مع تحذير القوات الجوية من إطلاق موسكو صواريخ كروز، وإعلان السلطات في مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد عن تعرّضها لهجوم صاروخي "كبير" من روسيا.
وكتب رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف على تطبيق "تليغرام": "تتعرض خاركيف لهجوم صاروخي كبير. سُمع دوي سلسلة انفجارات في المدينة ولا تزال هناك صواريخ باليستية متجهة نحوها"، داعيا السكان إلى الاحتماء.
بدوره، أحصى الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف سبع ضربات روسية قائلا إنه لا يزال يتم تقييم الإصابات والأضرار.
وأفاد المسؤولان عن سقوط ثلاثة جرحى على الأقل، إضافة إلى أضرار مادية.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها رصدت إطلاق صواريخ كروز من طراز "كاليبر" من البحر الأسود، مشيرة إلى أن مقذوفات أخرى أطلقت نحو مناطق عدة في وسط البلاد وشرقها وجنوب شرقها.
وقال الحاكم سيرغي ليساك: "منذ الصباح، يهاجم الجيش الروسي بشكل كبير منطقة دنيبرو" في شرق البلاد، مضيفا أنه "يحاول العدو تدمير الشبكة الكهربائية للمنطقة".
وفرضت السلطات الأوكرانية قيودا على استهلاك الطاقة في ظل هذه الهجمات، بحسب ما أعلن وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو صباح الأربعاء.
وأوضح الوزير عبر "تليغرام": "يهاجم العدو مجددا بشكل كبير قطاع الطاقة. تتخذ الشركة المشغّلة الإجراءات اللازمة لخفض الاستهلاك بغرض التقليل من التداعيات السلبية على شبكة الطاقة".
وأشار إلى أنه "ما أن تسمح ظروف الأوضاع الأمنية، فسيقوم العاملون في قطاع الطاقة بتقييم الأضرار بوضوح".
ومنذ بدء الغزو الروسي في شباط/ فبراير 2022، ألحقت الضربات الروسية أضرارا بالغة بمنشآت الطاقة والكهرباء في أوكرانيا. وأدت الهجمات المتكررة على هذه التجهيزات إلى انقطاعات دورية في التيار الكهربائي.
وكان نقل موعد الاحتفال بالميلاد الذي أقرّه الرئيس فولوديمير زيلينكسي في تموز/ يوليو 2023، واحدا من قرارات اتخذتها كييف في السنوات الأخيرة لتبتعد من موسكو، لا سيّما عبر إعادة تسمية شوارع ومدن تعود إلى الحقبة السوفياتية.
لا تزال كنائس أرثوذكسية قليلة في العالم، بينها كنيستا روسيا وصربيا، تعتمد التقويم اليولياني في احتفالاتها الدينية وليس التقويم الغريغوري الذي وُضع في نهاية القرن السادس عشر.
وتأتي ضربات الأربعاء بعد أيام من توعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإلحاق مزيد من "الدمار" بأوكرانيا عقب هجوم بطائرات مسيّرة طال برجا سكنيا في مدينة قازان الروسية.