إجلاء آلاف الأشخاص من خاركيف الأوكرانية.. وروسيا تسيطر على 4 بلدات جديدة
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
عواصم «وكالات»: أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد السيطرة على أربع بلدات إضافية في منطقة خاركيف الأوكرانية المحاذية لروسيا، بعد يومين من بدء عملية برية لموسكو في هذه المنطقة حيث يجري إجلاء آلاف الأشخاص.
وقالت الوزارة في بيان: «تقدّمت الوحدات التابعة لمجموعة قوات الشمال في عمق دفاعات القوات الأوكرانية وحررت بلدات غاتيشتشي وكراسنوي وموروخوفيتس وأولينيكوفو في منطقة خاركيف».
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن إيقاف الهجوم الروسي بالقرب من مدينة خاركيف بشمال شرقي البلاد هو «المهمة الأولى» للجيش في الوقت الحالي.
وأضاف زيلينسكي: «إنجاز هذه المهمة يعتمد عليَّ وكل جندي وكل رقيب وكل ضابط».
وسيطرت القوات الروسية على خمس قرى حدودية أوكرانية شمال خاركيف، حسبما أعلنت وزارة الدفاع في موسكو أمس، مؤكدة إلى حد كبير التقارير الأوكرانية غير الرسمية.
وادعى الجيش الروسي أنه قضى على عدد كبير من الجنود الأوكرانيين ودمر معداتهم في الهجوم، الذي بدأ الخميس الماضي ومع ذلك، لم يتم تأكيد ذلك بشكل مستقل.
وذكر زيلينسكي في خطابه العمليات الدفاعية بالقرب من قرى ستريليتشا وكراسني وموروخوفيتس وأولينيكوفى ولوكيانتسي وهاتيشتشي وبليتينيفكا.
وقال الرئيس الأوكراني: «منذ يومين حتى الآن، تقوم قواتنا بأعمال هجوم مضاد هناك، وتدافع عن الأراضي الأوكرانية».
وأعلنت أوكرانيا الجمعة أن روسيا بدأت هجوما بريًّا في خاركيف، وحققت تقدما بسيطا في المنطقة الحدودية التي كانت موسكو قد سيطرت على مناطق واسعة منها في 2022، قبل أن تستعيدها كييف.
وقال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف عبر منصات التواصل الاجتماعي: «تمّ إجلاء ما مجموعه 4073 شخصا».
وأكد سينغوبوف اليوم الأحد مقتل رجل يبلغ 63 عاما بنيران المدفعية في قرية غليبوك وإصابة آخر يبلغ 38 عاما في بلدة فوفشانسك الحدودية التي كان عدد سكانها حوالى ثلاثة آلاف نسمة قبل الهجوم الحالي.
إلى ذلك، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس مجموعات من الأشخاص تم إجلاؤهم من محيط بلدة فوفشانسك الحدودية معظمهم من كبار السنّ.
وقالت ليودا زيلينسكايا (72 عاما) وهي تعانق قطّة ترتجف «لم نكن نريد أن نرحل».
من جهتها، قالت ليوبا كونوفالوفا (70 عامًا) إنها عاشت ليلة «مرعبة جدا» قبل أن يتم إجلاؤها.
ويساعد متطوعون كبار السن في الإخلاء وتسجيل أسمائهم للحصول على الطعام قبل إجلائهم نحو عاصمة المنطقة خاركيف التي تحمل الاسم نفسه.
وقال الشرطي أوليكسي خاركيفسكي الذي يساعد في تنسيق عمليات الإجلاء: إن «عدة أشخاص» قُتلوا في قصف اليوم فيما عُثر على قتيل تحت الأنقاض ليلا.
وأضاف: «المدينة تتعرض لإطلاق نار مستمر».
وتابع متحدثا عند نقطة إخلاء في قرية قريبة من فوفشانسك: «كلّ ما في المدينة دُمّر، وسماع دوي انفجارات وقصف مدفعي وقذائف مورتر باستمرار، العدو يضرب المدينة بكلّ ما لديه».
من جهته، قال الجيش الأوكراني إنه يصدّ أي تقدّم روسي إضافي.
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي: «أوقفت محاولات القوات الروسية لاختراق دفاعاتنا»، لكنه أشار إلى أن الوضع في خاركيف «تدهور إلى حدّ كبير» وقد أصبح «معقّدًا».
وأكّد أن القوات الأوكرانية «تبذل كل ما في وسعها لتحافظ على خطوطها الدفاعية ومواقعها ولتحلق أضرارا بالقوات الروسية».
إطلاق نار على فرق الإجلاء
من جهة أخرى، قدّر خاركيفسكي أن يكون نحو 1500 شخص قد تم إجلاؤهم أو فرّوا من فوفشانسك منذ يوم الجمعة، لافتا إلى حدوث 32 ضربة بمسيّرات على البلدة في الساعات الـ24 الأخيرة.
ولفت إلى تعرّض فرق الإخلاء لإطلاق النار «عدة مرات».
وكثّفت القوات الأوكرانية هجماتها داخل الأراضي الروسية والمناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، خصوصا على البنية الأساسية للطاقة.
وحذر مسؤولون في كييف منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية ونقص العديد.
وأعلنت واشنطن حزمة مساعدات عسكرية بـ400 مليون دولار لكييف بعد ساعات على بدء الهجوم، معربة عن ثقتها بأنّ أوكرانيا قادرة على صدّ أيّ حملة روسية جديدة.
انهيار جزئي لمبنى إثر ضربة أوكرانية في بيلغورود الروسية
وعلى الأرض، جُرح تسعة أشخاص على الأقلّ في انهيار جزئي لمبنى في منطقة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا بعد ضربة شنّها الجيش الأوكراني، على ما أفادت أجهزة الطوارئ الروسية اليوم الأحد.
ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء عن مسؤول في أجهزة الطوارئ الروسية قوله «أُصيب تسعة أشخاص وعملية إجلاء السكان جارية».
وقالت وزارة حالات الطوارئ الروسية في بيان: إن 12 شخصًا بينهم طفلان أُنقذوا من تحت الأنقاض.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن الجيش الأوكراني هاجم «أحياء سكنية في مدينة بيلغورود» وإن سقوط صاروخ «توشكا-يو» أوكراني اعترضته الدفاعات الجوية الروسية أدّى إلى «تضرّر» المبنى.
وقبيل ذلك، نشر فياتشيسلاف غلادكوف حاكم المنطقة المستهدفة بانتظام بضربات أوكرانية، مقطع فيديو على تليجرام يُظهر لقطة عامة لمبنى منهار «بعد إطلاق مباشر لقذيفة على مبنى سكني» وفق قوله.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن حاكم منطقة فولغوغراد بجنوب روسيا أندري بوتشاروف اندلاع حريق في مصفاة للنفط إثر هجوم شنّته أوكرانيا بطائرة مسيّرة ليل السبت الأحد.
وكتب بوتشاروف عبر تليجرام: «ليل 12 مايو، تصدت قوات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية لهجوم بطائرة مسيّرة على أراضي فولغوغراد».
وأضاف: «تسبب سقوط مسيّرة يليها انفجار، باندلاع حريق في موقع منشأة تكرير النفط في فولغوغراد»، مؤكدا أنه تمّ إخماد الحريق ولم يسجّل وقوع ضحايا.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في موجزها الصباحي أنها اعترضت خلال الليل ثماني طائرات أوكرانية مسيّرة، إحداها «في أجواء منطقة فولغوغراد».
وسبق لمصفاة النفط هذه أن كانت هدفا لهجوم أوكراني في فبراير، من دون أن يؤدي إلى سقوط ضحايا.
وكثّفت كييف منذ مطلع العام الحالي، الهجمات بالطائرات المسيّرة ضد الأراضي الروسية، وتستهدف خصوصا منشآت عسكرية وأخرى في مجال الطاقة، يبعد بعضها مئات الكيلومترات عن الحدود.
وتؤكد أوكرانيا أن هذه الهجمات تأتي في إطار الرد على هجمات روسية تستهدف منشآت مدنية على أراضيها، في سياق التدخل الذي أطلقته موسكو مطلع 2022.
سول تنظر في قيام بيونج يانج
بتزويد روسيا بالأسلحة
وفي شأن آخر، قال جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي، اليوم الأحد، إنه يبحث في الشكوك بشأن قيام كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالأسلحة التي صنعتها في سبعينيات القرن الماضي، لاستخدامها في حرب موسكو ضد أوكرانيا، في ظل التعاون العسكري العميق بين البلدين، بحسب ما أوردته وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية.
وجاءت التصريحات الصادرة عن جهاز الاستخبارات الوطني، ردا على تقرير صادر مؤخرا عن إحدى وسائل الإعلام الأوكرانية مفاده أن قذائف مدفعية من عيار 122 مليمترا التي تم تصنيعها في الشمال في السبعينيات، كانت على ما يبدو من بين الأسلحة التي استخدمتها روسيا في حربها المستمرة ضد أوكرانيا.
وقال جهاز الاستخبارات الوطني إنه يقوم بتحليل الظروف ذات الصلة بالتفصيل، ويواصل أيضا تتبع التعاون العسكري الشامل بين كوريا الشمالية وروسيا.
وأظهرت الصور التي نشرها مصور أوكراني العام الماضي، العثور على حروف كورية منقوشة على قذائف صاروخية. وقال خبراء إنها على الأرجح قذائف لقاذفة صواريخ متعددة من عيار 122 مليمترا.
وفي فبراير الماضي، قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون-سيك، إن كوريا الشمالية شحنت، بحسب التقديرات، نحو 6700 حاوية إلى روسيا منذ عقد القمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج - أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر من العام الماضي، موضحا أن الكمية تكفي لاستيعاب نحو 3 ملايين طلقة من عيار 152 ملليمترا أو 500 ألف قذيفة مدفعية من عيار 122 ملليمترا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الأوکرانی وزارة الدفاع الیوم الأحد من عیار
إقرأ أيضاً:
فريق ترامب يستعجل الدخول على خط الحرب الروسية الأوكرانية
أعلن مايك والتز الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مستشارا للأمن القومي أن فريق الإدارة المقبلة يريد العمل من الآن مع إدارة الرئيس جو بايدن للتوصل إلى "ترتيب" بين أوكرانيا وروسيا، معربا عن قلقه بشأن التصعيد الراهن.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز -الأحد- قال والتز إن "الرئيس ترامب كان واضحا جدا بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو من سيجلس إلى الطاولة، وهل سيكون ما يتم التوصل إليه اتفاقا أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الإطار لهذا الترتيب؟".
وأضاف أن "هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير/كانون الثاني، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك".
وأوضح والتز أنه "بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أن هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون"، مؤكدا في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة قلق بشأن التصعيد الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.
واختار الرئيس الأميركي المنتخب الذي سيتولى مهامه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل كل أعضاء حكومته المقبلة، وتتطلب هذه التعيينات موافقة مجلس الشيوخ.
وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقربين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.
وخلال حملته الانتخابية، طرح ترامب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا عام 2022.
ووعد الملياردير الجمهوري مرارا بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.
ومنذ فوزه في الانتخابات التي أجريت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، يخشى الأوروبيون أن تقلص الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حساب مصالحها.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي إلى التوصل أيضا إلى "ترتيب" "يجلب الاستقرار حقا".
وسيشكل والتز مع ماركو روبيو الذي اختاره ترامب وزيرا للخارجية ثنائيا من "الصقور" في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.
وكان ترامب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه "خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي".