يمانيون:
2024-12-23@23:05:12 GMT

الشعار.. الذي أثبتت الأحداثُ أهميتَه وفاعليتَه

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

الشعار.. الذي أثبتت الأحداثُ أهميتَه وفاعليتَه

فضل أبوطالب *
عندما أطلق الشهيدُ القائدُ حسين بدرالدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- شِعَارَ الصرخة في مواجَهة المستكبِرين في 17/1/2002م؛ فقد كان ذلك في إطار مشروع قرآني متكامل ينهض بالأمة ويحرّرها من هيمنة الأعداء؛ فكان الشعار بمثابة بداية الانطلاقة العملية لهذا المشروع القرآني العظيم في مواجهة الحرب الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد ما يسمى الحرب على “الإرهاب”، وفعلًا كانت هذه الخطوةُ مهمَّةً وشُجاعةً ومؤثِّرةً، كسرت حاجِزَ الخوف وحاجِزَ الصمتِ، وخلقت وعيًا ثوريًّا صحيحًا في أوساط شريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني ضدَّ محاولات الأعداء لتدجينِ الأُمَّــة، وحرَّكت الشعبَ لمواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.

ورغمَ ما واجَهَ الشعارُ ومَن يرفعون الشعارَ من حروبٍ إعلامية وعسكرية إلا أن المشروعَ القرآني انتشر واتسعت دائرةُ المنتمين إليه واستطاع التصدِّيَ للحروب الست التي شنها النظام على صعدة، وليس ذلك فحسب، بل ازداد انتشارُه حتى استطاع إسقاطَ منظومات الفساد وأدواتِ العمالة والوصاية الأجنبية على البلد في ثورة 21 سبتمبر 2014م.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد استطاع الشعبُ اليمنيُّ الذي يرفع هذا الشعارَ ويتسلَّحُ بالوعي وبالثقافة القرآنية وبالروحية الجهادية، استطاع مواجَهةَ تحالُفٍ عسكري دولي بقيادة السعوديّة والإمارات بدعم أمريكي وبريطاني و”إسرائيلي” ولمدة تسع سنوات.

وقد مَثَّلتِ الأحداثُ اليومَ الجارِيةُ على الساحةِ، وخَاصَّة ما يجري في غزة التي تتعرَّضُ لعدوانٍ إسرائيلي مدعومٍ أمريكيًّا مَثَّلَت اختبارا للشعارات والثقافات والتوجُّـهات والأنظمة والشعوب والأحزابِ والضميرِ الإنساني في العالم.

وقد أثبت الشعارُ أهميتَه وفاعليتَه وصِدْقَ التوجُّـه الذي ينطلقُ منه، من خلال الدور الذي يقومُ به الشعبُ اليمني لمساندة الشعب الفلسطيني، وهَـا هو اليوم يحلِّقُ في السماء عاليًا مع الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة يستهدفُ العدوَّ الإسرائيلي والأمريكي؛ نصرةً للشعب الفلسطيني في غزة.

*عضو المكتب السياسي لأنصار الله

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟

بقلم: إبراهيم سليمان

ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
عند الحديث عن خسارة أمرٍ ما، لابد من توضيح الحساب بكافة المعطيات، ورصد الناتج والمحصلة النهائية التي لا تقبل الجدل، ورغم ذلك هنالك تقديرات، يمكن النظر إليها من زوايا مختلفة، ولا يحمد السوق إلا من ربح. وقديما قيل، "الجمرة بتحّرق واطيها" وقيل أيضا "من يده في الماء ليس كمن يده في النار"

يبدو أن حكومة بورتسودان، بقيادة الجنرال البرهان، تشمر، للتعري من ثيابها، وتستعد للخروج عن طورها، من خلال اتخاذها عدة إجراءات تعسفية، تنم عن اليأس وعدم المسؤولية الوطنية، منذ اندلاع الحرب الحالية، قطعت خدمات الاتصالات عن أقاليم غرب السودان، وحرمت مواطنين على الهوية من الأوراق الثبوتية، حظرت عليهم خدمات السجل المدني، وأخيراً عمدت الإتلاف الإجمالي للعملة والوطنية في حوالي أكثر من ثلثي أقاليم البلاد، من خلال تغيرها في مناطق سيطرة الجيش على ضآلتها، حرمان الآخرين منها، وأخراً الإصرار على إجراء امتحانات الشهادة السودانية لحوالي مائتي ألف طالب طالبة، وحرمان حوالي أربعمائة آخرين في بقية أرجاء البلاد!

بهذه الخطوات المتهورة، وغير المسؤولة، لم تترك حكومة بورتسودان، للمستهدفين من أبناء الشعب السوداني، الذين يمثلون الغالبية العظمي، سوى المضي قدماً ودون التردد أو الالتفات إلى الوراء، في المناطق التي تقع خارج سيطرة الجيش، والمحررة من عنف وظلم دولةـــ 56 لتضلع بمهام توفير الخدمات الضرورية لحياتهم اليومية والملحة لأن يعيشوا بكرامة وعدالة. وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للذين يستحقونها، بدلاً من المتاجرة فيها من قبل تجار الحرب في بورتسودان.

لماذا يدفع أبناء الولايات، التي يستهدفها الطيران الحرب لحكومة بورتسوان، وتحرمها من حقوقها الإنسانية والدستورية، تكاليف بقاء السودان موحداً؟ طالما أن هذه الحكومة غير الشرعية تدفع بعنف وإصرار لتمزيق وحدة البلاد!، وما هي قيمة الوحدة الوطنية، التي تزهق أرواح عشرات الملايين من مكونات بعينها؟ وطالما أن هنالك خمس ولايات فقط، بإدارة مواطنيها أو بغيرها، غير مباليين، بهموم وآهات بقية الإقليم، فلينفصلوا هم إن أرادوا ويتركوا الآخرين وشأنهم.

وليس هناك ما هو أغلى من أرواح الأبرياء، والحفاظ عليها، وحقن دماء أبناء الشعب السوداني مقدم على أي اعتبارات أخرى بما فيها والوحدة الوطنية القسرية. لذا نرى أن تشكيل حكومة مدنية في المناطق المحررة والتي هي الآن خارج سيطرة الجيش، وهي المناطق التي لا تعني شيئا لحكومة بورتسودان الانقلابية، ضرورة حياتية، ويعتبر التقاعس عنه، أو التردد فيه حماقة، وخذلان في حق عشرات الملايين المستهدفين، من قبل الحكومة العنصرية في بورتسودان، وجيشها القاتل.

المنوط بالحكومة المدنية المرتقبة، توفير خدمات التربية والتعليم، وخدمات السجل المدني والأوراق الثبوتية، وفتح معابر تجارية لتصدير المنتجات واسترداد كافة الضروريات المنقذة للحياة، وطباعة عملة وطنية مبرأة للذمة، استباقاً للكارثة الاقتصادية التي تلح في الأفق، ونزع الشرعية من حكومة بورتسودان التي تصر على استمرار الحرب، وترفض كافة النداءات الوطنية الدولية للجلوس للتفاوض بشأن وقف الحرب وإحلال السلام في البلاد، وتقول أنها مسعدة لمواصلة الحرب مائة عام!

وطالما أن هنالك صراع بين قوتين عسكريتين، فليكن هنالك تنازع بين حكوميتين، لتتعادل الكفتتين، وربما يسرع ذلك إيجاد حلول للحكومتين، لكن لا ينبغي أن تتوقف حياة أغلبية الشعب السوداني، من أجل خاطر الحفاظ على وحدة البلاد، التي لم يحرص عليها دعاة الحرب.

ولا نظن أن تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة في الخرطوم، ستضر بوحدة البلاد، أكثر حرب كسر العظام الدائرة حالياً، وتأجيج نيران خطاب الكراهية الممنهجة، من دعاة دويلة النهر والبحر، الذين يعادون كافة مكونات البلاد، يرفضون المساواة بين مكوناتها!

ليس هناك ما يمكن خسارته، من تشكيل حكومة موازية مرتقبة بالخرطوم، حتى إن لم يعترف بها أحد، يكفي أن المأمول منها، فك ارتهان مصير غالبة مكونات الشعب السوداني، لمزاج ورعونة حكومة بورتسودان غير المسؤولة. ومما لا شك فيها أن الأوضاع الإنسانية في ليبيا واليمن، وحتى جمهورية أرض الصومال، أفضل ألف مرة منها في معظم أرجاء البلاد. تمزيق وحدة السودان المسؤول عنه حكومة بورتسودان بإجراءاتها التعسفية وقائد الجيش، الذي أعلن على رؤوس الأشهاد، استهداف حواضن قوات الدعم السريع، ويظل يمطرهم بالبراميل المتفجرية بشكل يومي.

وفي الحقيقة، فإن حكومة بورتسودان المعزولة دولياً، قد مزّقت وحدة البلاد فعلياً، بالتصعيد المنتظم من قبلها بشأن اتخاذ إجراءات مست جوهر قومية الدولة السودانية، وأن تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة ما هو إلا تحصيل حاصل.
والغريق لا يخشى البلل.
ebraheemsu@gmail.com
//إقلام متّحدة ــ العدد ــ 181//  

مقالات مشابهة

  • قوة الردع اليمني..الأسطورة التي هزمت المشروع الأمريكي
  • جرائم المليشيا الحوثية بحق الشعب اليمني تفوق جرائم الكيان الصهيوني في غزة
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • هذه أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال 2024.. بينها عملية اغتيال
  • عطوان: لماذا سيدخل الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي قصف قلب يافا اليوم التاريخ من أوسع أبوابه؟
  • ثبات “الموقف اليمني” يفشل مخططات “عزل غزة”
  • ثبات الموقف اليمني يفشل مخططات “عزل غزة”
  • إعلام الاحتلال: أضرار كبيرة خلفها الصاروخ اليمني الذي استهدف قلب “تل أبيب” فجرًا
  • أول رد إسرائيلي على الصاروخ اليمني الذي سقط في تل أبيب
  • «الدولية لدعم الشعب الفلسطيني»: الصواريخ اليمنية أثبتت فشل الدفاعات الإسرائيلية