لجريدة عمان:
2024-07-01@16:44:32 GMT

راية الحق سترفرف فوق الأراضي الفلسطينية

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

يوم الاثنين الماضي السادس من مايو 2024، شدّني عنوانُ جريدة عُمان الرئيسي في الصفحة الأولى بالخط العريض: «سلطنة عُمان: راية الحقّ سترفرف في سماء فلسطين المستقلة»، وأسرعتُ لقراءة التفاصيل، فإذا بي أمام كلمة سلطنة عمان، التي ألقاها معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية أمام الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي التي عُقدت في العاصمة الجامبية بنجول، تلك الكلمة التي أوضحت - أمام قادة العالم الإسلامي - الموقف العُماني المشرِّف تجاه القضية الفلسطينية وتجاه ما تتعرّض له غزة من تدمير وإبادة.

ومن أجمل ما قاله الوزير: «إنّ هناك قناعة تامة ويقينًا بالغًا بأنّ دماء الأبرياء الشرفاء من أبناء فلسطين لن تذهب سُدى، وإنّ ميزان العدالة الإلهية لن يخذل هذا الشعب الصامد، وسوف ترفرف رايةُ الحقّ في سماء الدولة الفلسطينية المستقلة».

ما قاله معاليه هو حقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؛ فالعدالة الإلهية لن تخذل هذا الشعب الصامد، ولن تذهب تضحياته هباء، ودماءُ الأبرياء الشرفاء من أبناء فلسطين لن تذهب سدى، فهي أريقت من أجل تحرير فلسطين، حتى ترفرف رايةُ الحقّ في سماء تلك البقعة، ولا يمكن أن يقال إنّ هذا كلام الحالمين؛ فأهلُ غزة أدرى الناس بهذه الحقيقة - رغم خذلان الأشقاء لهم - وكم من كلمة قيلت قبل فترة عن زوال الكيان الصهيوني وعن بداية التحرر الفلسطيني من الكيان، ونظر البعض إلى ذلك الكلام كأنه من «أحلام اليقظة». ويحضرني الآن ما قاله الداعية الأردني د. أحمد نوفل في خطبة عام 2020 قبل انطلاق «طوفان الأقصى» بثلاث سنين، بأنه يرى انتصار المقاومة على إسرائيل خلال الثلاث سنوات المقبلة، وأنّ المعركة ستنطلق من غزة «والأيام بيننا»، وقال إنّ «الأمور تكذّب هذا الكلام، ولكن غزة المُحَاربَة من إخوانها العرب ستنتصر على إسرائيل، وأنّ اليهود أنفسهم موقنون بزوال كيانهم»، وبما أني من محبي البشائر وأؤمن بها، فقد ناقشتُ الصديق د. عصام بن علي الرواس عن توقع الداعية أحمد نوفل هذا، فقال لي إنّ مثل هؤلاء الناس لديهم من الخبرة والحكمة والفهم ما يؤهلهم أن يروا ما لا يراه غيرُهم، واللهُ سبحانه وتعالى يعطي بعض عباده شيئًا من الإلهام، وقال لي: «إنه شاهد هذا المقطع، ودار في خلده أنّ هذا شيءٌ مستحيل، خاصةً مع تطبيع البعض مع الكيان الصهيوني، ممّا أدّى إلى تراجع القضية الفلسطينية تراجعًا غير عادي في تاريخها، من الحكومات العربية، ومن الشعوب وحتى من الفلسطينيين أنفسهم، ولكن عندما يقول د. نوفل هذا الكلام ويتحقق في 2023، فهذا يدلّ على أنّ القضية لن تكون كما كانت قبل السابع من أكتوبر، فهذه بداية مرحلة جديدة، والكيانُ الصهيوني لا يعيش الآن على قوة الردع، وإنما يعيش على قوة الغرب فقط، وعلى المُطبِّعين العرب».

ظلّ د. أحمد نوفل يحذّر من الكيان الصهيوني سنين عدة، وسبق أن كتب مقالًا في العشرين من فبراير 2010، متسائلًا: هل في الأفق معركة؟ وأجاب عن سؤاله: «لئن لم تكن في الأفق معركة، فأن نكون مستعدين خير من أن تفاجئنا الأحداث، هذا العدو مأزوم، وهو اعتاد أن يرحّل أزماته وينقلها إلى الآخرين، وهو يسابق الأيام، قبل أن تستكمل الأمة صحوتَها ونهضتَها، وتستعيد قوتَها، وهو يرى أنّ كلّ يوم يمر يزيد الأمة قوة ويزيده هو تراجعًا، فأن يخوض حربًا بالنسبة له مشكلة، وألا يخوض حربًا كذلك مشكلة، ولكنا نرجِّح - ولو من باب الحيطة - أنّ المعركة واقعة. ويشجعه على عدوانه وتماديه فيه، تواطؤ عالمي وأمريكي بالذات، وسلبية عربية لا تقل عن التواطؤ، وحصار خانق على قطاع غزة جعل العدو يظن أنه أنهك الناس وأوصلهم إلى حافة الاستيئاس».

إيمانُ عُمان العميق بعدالة القضية الفلسطينية ثابت، وهو ما تناوله الصحفي الإيراني محمد جواد أرويلي، في مقال نشره في موقع «رأي اليوم» الإلكتروني يوم الخميس التاسع من مايو 2024، تحت عنوان: «عُمان وحركة حماس: عندما تترجم الأقوال إلى أفعال»، ذكر فيه أنّ المتابع لمواقف سلطنة عُمان منذ 7 من أكتوبر2023 يدرك جيدًا أنّ الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، يُعدّ خطوة مفصلية في دعم سلطنة عمان الرسمي للقضية الفلسطينية، «ويظهر الاتصال أنّ مسقط لا تتردّد من الدخول على خط الملفات الساخنة، بما يتفق مع رؤيتها للأمن والسلام في المنطقة، وإيمانها بأنّ وقف إطلاق النار يمثل ضرورة إنسانية وإستراتيجية عاجلة، كما يترجم هذا التواصلُ الدبلوماسي موقف السلطنة المتمثل في اعتبار حركة حماس ضمن حركات التحرر الوطني على أرض الواقع، وهي غير آبهة بالتصنيفات الغربية لهذه الحركة». ويرى أرويلي أنّ «التجارب والعينات المتعددة من الدبلوماسية العمانية المتميزة دائمًا تظهر أنّ مسقط لا تهمش ولا تستغفل أحدًا من الواقع؛ فهي ترى المشهد كما هو، ولا تفسر الواقع كما يحلو لها، وهي تدرك جيدًا أنّ الواقع في غزة يشمل بقوة حركة المقاومة الإسلامية حماس، كما لا يمكنها أن تتخيّل استمرار الجرائم في قطاع غزة، دون توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى الكيان الإسرائيلي».

وإذا كانت عُمان ترى المشهد كما هو، وتُترجمُ الأقوال إلى أفعال، وتقف مع الحقّ الفلسطيني - كما كتب أرويلي - وهي في الواقع حقيقة، فإنّ ذلك يعني الكثير أمام المتغيرات العربية، من دعم عربي شبه معلن للكيان، وانحياز بعض الأنظمة له، ممّا يعني أننا أمام تحديات جديدة لم تكن في الحسبان، ممّا يطرح تساؤلًا عن الثمن الذي ستدفعه سلطنة عُمان إزاء مواقفها المشرّفة تلك، فالملحوظ أنّ الذباب الإلكتروني نشط نشاطًا غير عادي في الأشهر الأخيرة للنيل من هذه المواقف المشرِّفة، كما نشط بعض الإعلاميين المأجورين للتركيز على هذه المواقف، ما أعادنا إلى أجواء الحرب الإلكترونية حامية الوطيس ضد عُمان عامي 2018 و2019، وإذا كانت الأمور جرت على ما يرام عقب تلك السنتين، فإنّ المتغيرات الجديدة تفرض التركيز على الملفات الداخلية؛ فالعمانيون فخورون بمواقف حكومتهم المشرّفة تجاه أشقائهم الفلسطينيين، وهم يؤمنون بأنّ راية الحقّ سترفرف يوما ما فوق فلسطين المستقلة، ولكن الاهتمام بالوضع الداخلي ليس أقل شأنًا من نجاح السياسة الخارجية.

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلّف كتاب «الطريق إلى القدس»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

الرئاسة الفلسطينية ترد على التصريحات الإسرائيلية بتسليم قطاع غزة لقوات دولية

أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم الأحد، على انعدام شرعية أي وجود أجنبي على الأراضي الفلسطينية، وأن الشعب الفلسطيني وحده هو من يقرر من يحكمه ويدير شؤونه.

وجاء تعليق أبو ردينة ردا على التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى تسليم قطاع غزة لقوات دولية.

وأضاف أبو ردينة في بيان رسمي: "كذلك لا شرعية للاستيطان ولا لسياسة التهجير التي تحاول السلطات الإسرائيلية تنفيذها على الأرض من خلال المجازر الدموية التي تنتهجها، فالحكومة الإسرائيلية ورئيسها سيكونون واهمين إذا اعتقدوا أنهم قادرون على تقرير مصير الشعب الفلسطيني وتكريس "الاحتلال" عبر استقدام قوات أجنبية تحل محل المحتل في قطاع غزة".

إقرأ المزيد هنية: نرفض أي اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان ولن يتغير موقفنا في أي مرحلة من المراحل

وتابع: "لن نقبل أو نسمح بوجود أجنبي على أرضنا سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هي صاحبة الولاية القانونية على كامل أراضي دولة فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس".

وأشار إلى أن التوسع الاستيطاني الذي يقوده وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس، غير شرعي وهو جزء من الحرب الشاملة التي تشن على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

إقرأ المزيد "تايمز أوف إسرائيل": مصر والإمارات تستعدان لمشاركة مشروطة في القوة الأمنية بغزة بعد الحرب

وشدد أبو ردينة على أن "مؤامرة تهجير شعبنا رفضناها بالمطلق ولن نسمح بحدوثها مهما كان الثمن، وشعبنا الفلسطيني ضرب أروع الأمثال بتمسّكه بأرضه ومقدساته وصموده على ثوابته الوطنية التي لن نحيد عنها".

وخلص إلى أن "السلام لن يمر إلا من خلال فلسطين والقدس وقيادة منظمة التحرير"، مؤكدا أن "قضية فلسطين قضية أرض ودولة وليست مسألة إغاثة إنسانية، وهي قضية مقدسة وقضية العرب المركزية".

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال للصحفيين في وقت سابق إنه ناقش خططه الخاصة "لليوم التالي" خلال اجتماعاته هذا الأسبوع مع كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن، قائلا إن غزة يجب أن تدار من قبل مجموعة من "الفلسطينيين المحليين" والشركاء الإقليميين والولايات المتحدة، مع الاعتراف بأنها ستكون "عملية طويلة ومعقدة".

المصدر:  RT

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفلسطينية ترد على فرضية وجود قوات أجنبية في غزة.. هذا ما قالته
  • فلسطين.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة خربة بني حارث غرب رام الله
  • أول رد فلسطيني على خطة تسليم غزة لقوات دولية
  • الرئاسة الفلسطينية ترد على التصريحات الإسرائيلية بتسليم قطاع غزة لقوات دولية
  • الكويت تؤكد رفضها أية عمليات استعمارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • فلسطين.. الاحتلال يحاصر عائلات بمحيط مسجد الشهداء في حي الشجاعية
  • التوسع الاستيطاني الصهيوني في الضفة ينسف اتفاق أوسلو ويقضي على ما يسمى “حل الدولتين”
  • التعاون الإسلامي تدين بشدة مصادقة حكومة الكيان الصهيوني على شرعنة بؤر استيطانية
  • منبهة من صراع ديني.. الخارجية الفلسطينية تعلن رفضها فرض إسرائيل ضرائب على الكنائس في الأراضي المقدسة
  • الخارجية الفلسطينية تعلن رفضها لفرض الاحتلال ضرائب على الكنائس في الأراضي المقدسة