لجريدة عمان:
2025-01-31@03:15:00 GMT

راية الحق سترفرف فوق الأراضي الفلسطينية

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

يوم الاثنين الماضي السادس من مايو 2024، شدّني عنوانُ جريدة عُمان الرئيسي في الصفحة الأولى بالخط العريض: «سلطنة عُمان: راية الحقّ سترفرف في سماء فلسطين المستقلة»، وأسرعتُ لقراءة التفاصيل، فإذا بي أمام كلمة سلطنة عمان، التي ألقاها معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية أمام الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي التي عُقدت في العاصمة الجامبية بنجول، تلك الكلمة التي أوضحت - أمام قادة العالم الإسلامي - الموقف العُماني المشرِّف تجاه القضية الفلسطينية وتجاه ما تتعرّض له غزة من تدمير وإبادة.

ومن أجمل ما قاله الوزير: «إنّ هناك قناعة تامة ويقينًا بالغًا بأنّ دماء الأبرياء الشرفاء من أبناء فلسطين لن تذهب سُدى، وإنّ ميزان العدالة الإلهية لن يخذل هذا الشعب الصامد، وسوف ترفرف رايةُ الحقّ في سماء الدولة الفلسطينية المستقلة».

ما قاله معاليه هو حقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؛ فالعدالة الإلهية لن تخذل هذا الشعب الصامد، ولن تذهب تضحياته هباء، ودماءُ الأبرياء الشرفاء من أبناء فلسطين لن تذهب سدى، فهي أريقت من أجل تحرير فلسطين، حتى ترفرف رايةُ الحقّ في سماء تلك البقعة، ولا يمكن أن يقال إنّ هذا كلام الحالمين؛ فأهلُ غزة أدرى الناس بهذه الحقيقة - رغم خذلان الأشقاء لهم - وكم من كلمة قيلت قبل فترة عن زوال الكيان الصهيوني وعن بداية التحرر الفلسطيني من الكيان، ونظر البعض إلى ذلك الكلام كأنه من «أحلام اليقظة». ويحضرني الآن ما قاله الداعية الأردني د. أحمد نوفل في خطبة عام 2020 قبل انطلاق «طوفان الأقصى» بثلاث سنين، بأنه يرى انتصار المقاومة على إسرائيل خلال الثلاث سنوات المقبلة، وأنّ المعركة ستنطلق من غزة «والأيام بيننا»، وقال إنّ «الأمور تكذّب هذا الكلام، ولكن غزة المُحَاربَة من إخوانها العرب ستنتصر على إسرائيل، وأنّ اليهود أنفسهم موقنون بزوال كيانهم»، وبما أني من محبي البشائر وأؤمن بها، فقد ناقشتُ الصديق د. عصام بن علي الرواس عن توقع الداعية أحمد نوفل هذا، فقال لي إنّ مثل هؤلاء الناس لديهم من الخبرة والحكمة والفهم ما يؤهلهم أن يروا ما لا يراه غيرُهم، واللهُ سبحانه وتعالى يعطي بعض عباده شيئًا من الإلهام، وقال لي: «إنه شاهد هذا المقطع، ودار في خلده أنّ هذا شيءٌ مستحيل، خاصةً مع تطبيع البعض مع الكيان الصهيوني، ممّا أدّى إلى تراجع القضية الفلسطينية تراجعًا غير عادي في تاريخها، من الحكومات العربية، ومن الشعوب وحتى من الفلسطينيين أنفسهم، ولكن عندما يقول د. نوفل هذا الكلام ويتحقق في 2023، فهذا يدلّ على أنّ القضية لن تكون كما كانت قبل السابع من أكتوبر، فهذه بداية مرحلة جديدة، والكيانُ الصهيوني لا يعيش الآن على قوة الردع، وإنما يعيش على قوة الغرب فقط، وعلى المُطبِّعين العرب».

ظلّ د. أحمد نوفل يحذّر من الكيان الصهيوني سنين عدة، وسبق أن كتب مقالًا في العشرين من فبراير 2010، متسائلًا: هل في الأفق معركة؟ وأجاب عن سؤاله: «لئن لم تكن في الأفق معركة، فأن نكون مستعدين خير من أن تفاجئنا الأحداث، هذا العدو مأزوم، وهو اعتاد أن يرحّل أزماته وينقلها إلى الآخرين، وهو يسابق الأيام، قبل أن تستكمل الأمة صحوتَها ونهضتَها، وتستعيد قوتَها، وهو يرى أنّ كلّ يوم يمر يزيد الأمة قوة ويزيده هو تراجعًا، فأن يخوض حربًا بالنسبة له مشكلة، وألا يخوض حربًا كذلك مشكلة، ولكنا نرجِّح - ولو من باب الحيطة - أنّ المعركة واقعة. ويشجعه على عدوانه وتماديه فيه، تواطؤ عالمي وأمريكي بالذات، وسلبية عربية لا تقل عن التواطؤ، وحصار خانق على قطاع غزة جعل العدو يظن أنه أنهك الناس وأوصلهم إلى حافة الاستيئاس».

إيمانُ عُمان العميق بعدالة القضية الفلسطينية ثابت، وهو ما تناوله الصحفي الإيراني محمد جواد أرويلي، في مقال نشره في موقع «رأي اليوم» الإلكتروني يوم الخميس التاسع من مايو 2024، تحت عنوان: «عُمان وحركة حماس: عندما تترجم الأقوال إلى أفعال»، ذكر فيه أنّ المتابع لمواقف سلطنة عُمان منذ 7 من أكتوبر2023 يدرك جيدًا أنّ الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، يُعدّ خطوة مفصلية في دعم سلطنة عمان الرسمي للقضية الفلسطينية، «ويظهر الاتصال أنّ مسقط لا تتردّد من الدخول على خط الملفات الساخنة، بما يتفق مع رؤيتها للأمن والسلام في المنطقة، وإيمانها بأنّ وقف إطلاق النار يمثل ضرورة إنسانية وإستراتيجية عاجلة، كما يترجم هذا التواصلُ الدبلوماسي موقف السلطنة المتمثل في اعتبار حركة حماس ضمن حركات التحرر الوطني على أرض الواقع، وهي غير آبهة بالتصنيفات الغربية لهذه الحركة». ويرى أرويلي أنّ «التجارب والعينات المتعددة من الدبلوماسية العمانية المتميزة دائمًا تظهر أنّ مسقط لا تهمش ولا تستغفل أحدًا من الواقع؛ فهي ترى المشهد كما هو، ولا تفسر الواقع كما يحلو لها، وهي تدرك جيدًا أنّ الواقع في غزة يشمل بقوة حركة المقاومة الإسلامية حماس، كما لا يمكنها أن تتخيّل استمرار الجرائم في قطاع غزة، دون توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى الكيان الإسرائيلي».

وإذا كانت عُمان ترى المشهد كما هو، وتُترجمُ الأقوال إلى أفعال، وتقف مع الحقّ الفلسطيني - كما كتب أرويلي - وهي في الواقع حقيقة، فإنّ ذلك يعني الكثير أمام المتغيرات العربية، من دعم عربي شبه معلن للكيان، وانحياز بعض الأنظمة له، ممّا يعني أننا أمام تحديات جديدة لم تكن في الحسبان، ممّا يطرح تساؤلًا عن الثمن الذي ستدفعه سلطنة عُمان إزاء مواقفها المشرّفة تلك، فالملحوظ أنّ الذباب الإلكتروني نشط نشاطًا غير عادي في الأشهر الأخيرة للنيل من هذه المواقف المشرِّفة، كما نشط بعض الإعلاميين المأجورين للتركيز على هذه المواقف، ما أعادنا إلى أجواء الحرب الإلكترونية حامية الوطيس ضد عُمان عامي 2018 و2019، وإذا كانت الأمور جرت على ما يرام عقب تلك السنتين، فإنّ المتغيرات الجديدة تفرض التركيز على الملفات الداخلية؛ فالعمانيون فخورون بمواقف حكومتهم المشرّفة تجاه أشقائهم الفلسطينيين، وهم يؤمنون بأنّ راية الحقّ سترفرف يوما ما فوق فلسطين المستقلة، ولكن الاهتمام بالوضع الداخلي ليس أقل شأنًا من نجاح السياسة الخارجية.

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلّف كتاب «الطريق إلى القدس»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

رفعت صور قادة المقاومة باليمن ولبنان.. المقاومة الفلسطينية تسلّم ثلاثة أسرى صهاينة

الثورة نت/
سلّمت المقاومة الفلسطينية، اليوم الخميس، الأسرى الصهاينة الثلاثة إلى الصليب الأحمر، ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى في صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، بالإضافة إلى خمسة عمّال تايلانديّين.
وحضرت حشود جماهيرية في ساحتي التسليم، شمال قطاع غزة وجنوبيّها أمام منزل الشهيد القائد يحيى السنوار في خانيونس، حيث رُفعت رايات المقاومة.

وأكدت الميادين أنّ الفلسطينيين رفعوا صور الشهيد السيد حسن نصر الله وقائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي، وصور قادة المقاومة من لبنان إلى اليمن.
وفي التفاصيل، سلّمت المقاومة الفلسطينية الأسيرة أغام بيرغر إلى الصليب الأحمر من بين أنقاض البيوت المدمّرة في جباليا شمالي قطاع غزة.. وأعلن “جيش” العدو الصهيوني تسلّم بيرغر.

وسلّمت المقاومة الأسيرين، أربيل يهود، وجادي موزيس، من أمام منزل الشهيد السنوار في خانيونس، جنوب قطاع غزة، إضافة إلى خمسة أسرى تايلانديين.
وقال الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين، أبو عطايا: إنّ الألوية تشارك كتائب القسام وسرايا القدس في عملية التسليم من أمام منزل الشهيد يحيى السنوار، وكما تشارك أيضاً في التسليم كتائب المجاهدين، وفق ما أعلن المتحدّث باسمها أبو بلال.

وقدّمت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية عرضاً عسكرياً في خانيونس، قبل تسليم الأسيرين، وسط الحشود الجماهيرية الشعبية.
وقبل وقتٍ قصير من عملية تسليم الأسيرين يهود وموزيس من أمام منزل الشهيد السنوار، نشر الإعلام الحربي لسرايا القدس مشاهد من الاستعدادات للعملية.

وفي مقابل الأسرى الصهاينة، سيطلق العدو سراح 110 أسرى فلسطينيين من سجونه اليوم، وذلك في إطار عمليات التبادل المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، وفق ما أعلن نادي الأسير الفلسطيني، أمس الأربعاء.
وأوضح نادي الأسير، في بيان له، أنّ 32 من بين الأسرى الذين سيتحرّرون محكومون بالسجن مدى الحياة و48 صادرة بحقّهم أحكام سجن متفاوتة، إضافة إلى 30 قاصراً.

ومن المفترض أن يصل الأسرى المحرّرون إلى رام الله قرابة الظهر (10:00 بتوقيت غرينتش)، وسيتمّ إبعاد 20 منهم، على غرار ما حصل في إفراجاتٍ سابقة، بحسب نادي الأسير.
ولفتت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين إلى أنّ الأسير زكريا الزبيدي، أحد قادة عملية نفق الحرية، سيكون ضمن المحرّرين، فيما كشفت وسائل إعلام العدو أنه سيتمّ إبعاد الزبيدي عن مخيم جنين.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الأونروا تواصل عملها في سائر الأراضي الفلسطينية
  • رفعت صور قادة المقاومة باليمن ولبنان.. المقاومة الفلسطينية تسلّم ثلاثة أسرى صهاينة
  • شاهد | بلدة الخيام أسطورة الصمود أمام الكيان الصهيوني
  • «الشعب الجمهوري»: موقف مصر الثابت لدعم فلسطين يعكس تاريخها العريق في نصرة الحق
  • البخيتي: استقرار المنطقة مرهون بالتزام الكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار في فلسطين ولبنان
  • عاجل| الأونروا: عملنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيتعطل بسبب الحظر الإسرائيلي لأنشطتنا
  • برلمانية: مواقف مصر ثابتة أمام العالم في الدفاع عن القضية الفلسطينية
  • عضو بـ«النواب»: مصر ثابتة على مواقفها الرافضة لتفريغ الأراضي الفلسطينية من شعبها
  • شاحنات قافلة صندوق تحيا مصر تعبر إلى الأراضي الفلسطينية عبر رفح.. صور
  • 3 مواجهات مثيرة ترفع راية التحدي في إياب ربع نهائي مسابقة الكأس .. غداً