السودان: حكم قضائي بالاعدام على «محامي» بالقضارف
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
فريق من إستخبارات الفرقة الثانية بالقضارف، ألقى القبض على المحامي بالقرب من مقر سكنه بحي المطار إثر ورود معلومات تفيد بإنتمائة لقوات الدعم السريع
التغيير: القضارف
أصدرت محكمة جنايات شرق القضارف برئاسة قاضيها الحسن النوش حكماً قضى بإدانة المحامي (ع. م. ر. م) تحت المادتين 51/أ ــ 65 من القانون الجنائي لسنة 1991.
وتتعلق المادتين بإثارة الحرب ضد الدولة وجماعات ومنظمات الإجرام والارهاب وأوقعت عليه عقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت تعزيراً.
وإعتبرت المحكمة التي ترأسها النوش أن العقوبة جاءت بسبب مخالفة المادة 51/أ كما عاقبت المحامي، بالسجن عشر سنوات لمخالفة المادة 65 وقضت بمصادرة هاتفه.
وبحسب وكالة السودان للأنباء، فإن فريق من إستخبارات الفرقة الثانية بالقضارف، ألقى القبض على المحامي بالقرب من مقر سكنه بحي المطار إثر ورود معلومات تفيد بإنتمائة لقوات الدعم السريع.
وبحسب استخبارات الجيش، فإنه من خلال التحري وفحص هاتف المحامي الذي أدانته المحكمة، عُثِر على مراسلات بينه وبعض أفراد قوات الدعم السريع، أبدى من خلالها تأييده ونقل من خلالها معلومات إستخباراتية عن تحرك القوات المسلحة من القضارف إلى الفاو والجزيرة.
ووفقا للاستخبارات فإن المحامي، عكس لهم اتجاهات الرأي العام وتقييمها لقوات الدعم السريع، وعمليات التعبئة والاستنفار ودعا لدخول القضارف وإحتلالها.
أدى النزاع المسلح في السودان، الذي اندلع في الخامس عشر من أبريل من العام الماضي، إلى مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين ونهب الممتلكات ، مع توسع القتال إلى مناطق جديدة.
وبسبب الحرب، انهارت الدولة بالمعنى المتعارف عليه، كما انهارت المؤسسات العدلية، التي ظلت وتواجه انتقادات ومشكلات هيكلية.
الوسومآثار الحرب في السودان القضارف حرب الجيش و الدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان القضارف حرب الجيش و الدعم السريع الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
لا أعتقد أن التهديد بفصل دارفور علي يد الدعم السريع أطروحة جادة لسبب بسيط
فزاعة فصل دارفور:
الحلف الجنجويدي يقفز من حزمة تهديد ابتزازي إلي أخري لان جعبته السياسية خاوية لا تحتوي علي شيء غير الترهيب بالويل إن لم ينصاع الشعب له.
وآخر كروت التهديد هو فصل دارفور، ذلك التهديد التي إرتفعت وتائره بعد طرد الجنجويد من وسط السودان والعاصمة وكان دفاق حكومة نيروبي أول الجمار. فهل يملك هذا التهديد محتوى ما؟
لا أعتقد أن التهديد بفصل دارفور علي يد الدعم السريع أطروحة جادة لسبب بسيط هو أن الدعم السريع لا يمثل دارفور سياسيا ولا ثقافيا ولا إثنيا ولا وجدانيا. أضف إلي ذلك أن المكون الأفريقي الأهم في دارفور يكره الجنجويد كراهية الموت بسبب المذابح العديدة التي ارتكبها حلفهم ضد مجتمعاتهم ووثقتها المنظمات الدولية والصحافة العالمية.
ثم أنه لا يوجد إجماع من مكون غرب السودان العربي يتيح للجنجويد الإدعاء بأنه صوتهم وممثلهم فالكثير من عرب غرب السودان يرفضون الجنجويد ويتبرؤون مما اقترفت يداهم الاثمة.
فإذا كان الجنجويد لم ينتخبهم أحد من غرب السودان للحديث بصوتهم ولا يستطيع الحلف الجنجويدي حتي ادعاء مشروعية تمثيل عرب دارفور، دع عنك تمثيل ضحاياه التاريخيين من قبائل الزرقة، فما هي الأرضية السياسية التي يقف عليها حلمه بفصل دارفور؟
أضف إلي إستحالة وجود إجماع سياسي أو مجتمعي خلف فصل دارفور بقيادة الجنجويد، قضية الجغرافيا التي لا يمكن فيها وجود حدود طبيعية واضحة بين دارفور الجنجا والسودان شرقها، وهي حدود طويلة لا يفصل بينها نهر ولا بحر ولا سلسلة جبال ولا إنقطاع إثني تنتهي فيه مجموعة لتبدأ أخري.
كما أن انفصال دارفور بقيادة الجنجويد ستقابله معارضة قوية في دوائر هامة من دوائر السلطة في الغرب. ستقود تلك المعارضة منظمات حقوق الإنسان والصحافة العالمية التي وثقت لمذبح الجنجويد ضد زرقة دارفور وتعاطفت معهم حتي صارت قضية دارفور في بداية الألفية القضية الاهم في صحافة التعاطف الإنساني في الغرب واستثمرت فيها كنائس ودوائر ليبرالية هامة.
بأختصار أن تهديد الجنجويد بفصل دارفور لا يعدو أن يكون بذاءة جوفاء بغرض الإبتزاز لإجبار الجيش على صفقة سلام يحافظ علي وجودهم لإعادة تنظيم صفوفهم لشن حرب جديدة ضد المجتمع السوداني.
ولكن كل ما ذكر أعلاه لا يعني أن دارفور في أمن وأمان. لان الحلف الجنجويدي المطعم بحلو القرنقية ما زال بإمكانه إحداث أو التسبب في مذابح وفوضى ورعب ومجاعات مكلفة في أرجاء دارفور. ولا يمكن استبعاد إمكانية أن تقود الفوضي إلي نتائج وانقسامات أميبية وكيانات منفصلة ولكن في كل الأحوال لن يكون منتجها المرحلي ولا البعيد دارفور تحت بوت الجنجويد تتجرع الذل من برمتهم أو تصوم أربعائها وتفطر علي حلو مرهم.