تضيق الخناق.. دلالات إعلان ميليشيا الحوثي عن مرحلة رابعة من التصعيد
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا تزال ميليشيا الحوثي تواصل التأكيد بكل الطرق والأدوات الممكنة على أهمية دورها في أحداث غزة، ولذلك لا تتوقف الهجمات البحرية التي تقوم بها القوات الحوثية ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن وباب المندب، حيث وصل إجمالي السفن المستهدفة منذ أكتوبر الماضي وحتى مايو الجاري 107 سفينة وفقا لما أعلنه زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي»، في 2 مايو 2024، الذي كشف في الوقت ذاته عن التحضير لجولة رابعة من التصعيد البحري للقوات الحوثية ضد العدو الإسرائيلي الأمريكي في حال استمر التمادي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة.
المرحلة الرابعة
وكشف المتحدث باسم القوات المسلحة الحوثية «يحي سريع» في 3 مايو 2024، عن طبيعة المرحلة الرابعة، مشيراً أنها ستركز على استهداف كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، من البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها القوات الحوثية، ومضيفاً أنها ستشمل أيضاً استهداف جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية وستمنع جميع سفن هذه الشركات من المرور بغض النظر عن وجهتها.
يسعى مسؤولي الحوثي من خلال هذا الإعلان إلى التأكيد على جدية التهديدات التي كانوا يطلقونها خلال الفترة الماضية بشأن توسع جبهة التصعيد بشكل لا تتوقعه إسرائيل وأمريكا، نظراً لأن "المرحلة الرابعة" من التصعيد تعني الانتقال من البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن إلى المحيط الهندي وإيلات، واليوم إلى البحر الأبيض المتوسط.
تضيق الخناق
وتسعى الجماعة الانقلابية من جراء ذلك لتضيق الخناق بشكل أكبر على إسرائيل التي تنفتح من خلال البحر المتوسط على العالم بنسبة كبيرة حيث يتواجد به ثروة نفطية وغازية لإسرائيل، ومن ثم فإن استهداف أي سفينة إسرائيلية بهذه المنطقة يعني تهديد مسار الملاحة البحرية والأمن القومي الإسرائيلي، ورفع شركات التأمين لأسعارها، وهو ما سينعكس بلا شك على أسعار السلع وتكلفتها وأخيراً مزيد من تدهور الوضع الاقتصادي.
ويريد مسؤولي الحوثي من خلال الإعلان عن هذه المرحلة للرد على الغارات التي تشنها امريكا وبريطانيا على المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في اليمن؛ للقول أن هذه الغارات لن تستطع إجبار الجماعة الانقلابية على وقف هجماتها، ويعي الحوثي أن واشنطن لا تريد توسيع رقعة التصعيد بالبحر المتوسط، خاصة بعدما تسببت الهجمات البحرية للحوثيين خلال الفترة الماضية في إلحاق خسائر جمة بالاقتصاد الأمريكي؛ دفعت واشنطن للبحث عن طرق بديلة من أجل تفادي تعرض سفنها لهجمات الميليشيا التي تسعى لدفع أمريكا للضغط على إسرائيل لمنع دخولها رفح جنوبي قطاع غزة واستكمال عملية التفاوض مع حماس.
رسالة إيرانية
وحول دلالات إعلان الحوثيون عن المرحلة الرابعة من التصعيد في الوقت الحالي وتوجيه هجماتهم نحو البحر الأبيض المتوسط، يقول الدكتور محمود الطاهر الباحث السياسي اليمني، أن الميليشيا الانقلابية لا تتحرك سوى بأوامر من النظام الإيراني، ولذلك فإن هذا "قرار إيراني بحت" هدفه الرئيسي ممارسة مزيد من الضغوط على أمريكا لإجبارهم على الموافقة على أية شروط تطلبها طهران في أي مفاوضات مقبلة.
ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ «البوابة نيوز» أن إعلان الحوثيين عن توسع مراحل التصعيد يبعث برسالة هامة، مفاداها، أن محور المقاومة المدعوم من قبل إيران نجح في تضيق الخناق على القوى الغربية، وأن ما قامت به واشنطن خلال السنوات الماضية لتدمير واستهداف وكلاء إيران في اليمن والعراق باء بالفشل، بل على العكس أصبحت هذه الجماعات تمتلك أسلحة متطورة وليس لديها حسابات يمكن أن تلوي ذراعها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مرحلة رابعة الحوثي إيران عبدالملك الحوثي غزة من التصعید
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن يطالب مليشيا الحوثي بالإفراج الفوري عن طاقم السفينة "جالاكسي ليدر"
طالب مجلس الأمن الدولي مليشيا الحوثي الإرهابية بالإفراج الفوري عن طاقم السفينة "جالاكسي ليدر"، مندداً باستمرار هجماتها العدائية على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن بالصواريخ والطيران المسير.
جاء ذلك في بيان صحفي صادر باسم مندوبة المملكة المتحدة- رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، باربرا وودوارد، في الذكرى السنوية الأولى للاحتجاز غير القانوني لطاقم قائد سفينة جالاكسي على يد الحوثيين، حسب موقع مجلس الأمن.
وشدد البيان على الدور المهم لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة في الحد من المخاطر التي تهدد الأمن البحري للسفن على طول سواحل اليمن.
ودعا الأعضاء أيضًا إلى استمرار المشاركة الدولية بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة والدول الساحلية، وكذلك مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية لمنع المزيد من التصعيد مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب متعددة الأبعاد.
وأكد أعضاء مجلس الأمن ضرورة منع امتداد الصراع إلى المنطقة وأثره على الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها، مشددين على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية التي تساهم في التوترات الإقليمية وتعطيل الأمن البحري في البحر الأحمر، وضمان حرية الملاحة البحرية.