خبراء: تحيين المنظومة القانونية ينطوي على تحديات فرضها التطور المضطرد
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
ناقش أكاديميون وباحثون، أبعاد وأهداف تحيين المنظومة القانونية على المستوى الوطني، وذلك خلال ندوة تفاعلية نظمت في إطار فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
الندوة التي نظمتها الأمانة العامة للحكومة أمس السبت، تناول فيها المشاركون قضايا قانونية راهنة أفرزها التطور المضطرد الذي هم المنظومة التشريعية الوطنية كاستجابة للسياسات العامة للدولة على المستووين الاقتصادي والاجتماعي.
كما ناقشوا مسألة ملائمة الترسانة القانونية والتنظيمية الوطنية مع الالتزامات الدولية للمملكة المغربية.
وقال مدير الأبحاث والدراسات القانونية بالأمانة العامة للحكومة، أحمد الزجاري، إن الهدف من هذا اللقاء هو تقاسم تجربة الأمانة العامة للحكومة في مجال إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية، مبرزا أن تحيين هذه النصوص يندرج ضمن مسلسل مراجعة التشريعات الوطنية.
وذكر بأن تيسير الولوج إلى منظومة قانونية جيدة وواضحة يشكل إحدى المبادئ الدستورية المتعارف عليها، مشددا على أن « الأمانة العامة للحكومة تسهر على احترام هذا المبدأ الدستوري ».
وأكدت نادية جامع، أستاذة القانون الدستوري بكلية الحقوق بالقنيطرة، أن تحيين المنظومة القانونية الوطنية يمثل واحدا من الأوراش المهمة التي تنكب عليها الأمانة العامة للحكومة، مبرزة أن هذا الموضوع له علاقة مباشرة بالأمن القانوني الذي يمنح للمواطن المخاطب في إطار التشريع الإحساس بالثقة، وذلك بهدف مواكبة مختلف التطورات الحاصلة.
وأوضحت أن « تحيين المنظومة القانونية ينطوي على العديد من التحديات من قبيل الصياغة القانونية وكيفية ضبطها عن طريق تنقيح النص التشريعي مع العمل على تجميع النصوص القانونية التي تطرح نوعا من التكدس ».
وأضافت أن من جملة التحديات المطروحة، على هذا المستوى، تصحيح الأخطاء وإزالة الشوائب التي قد تعتري بعض النصوص القانونية والتشريعية.
وتشارك الأمانة العامة للحكومة في الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، الذي يتواصل إلى غاية 19 ماي الجاري، عبر رواق تعرض من خلاله أحدث الإصدارات في المجال القانوني من أجل تعزيز الولوج إلى المعلومة القانونية، فضلا عن تنظيم سلسلة من الندوات والورشات الموضوعاتية تقارب قضايا قانونية راهنة، بما في ذلك القانون والرقمنة، وتحيين المنظومة القانونية الوطنية، وكذا أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وضرورة تقنينه. كلمات دلالية الامانة العامة للحكومة تشريع
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الامانة العامة للحكومة تشريع الأمانة العامة للحکومة
إقرأ أيضاً:
كيف اكتشف سيدنا إبراهيم أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنه حين نظر سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى الكواكب والنجوم والشمس، أدرك بعد تأمل عميق أنها ليست آلهة، لأنها تخضع لقوانين التغيير والتحول، فاستنتج أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير، هو الذي خلق هذه الأجرام وسائر المخلوقات".
وتابع خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، مقدم برنامج اسأل المفتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن الإنسان إذا تأمل في ملكوت السماوات والأرض سيدرك النظام البديع الذي وضعه الله في الكون، وسيكتشف الإتقان والإحكام الذي يؤكد الوجود الإلهي، مؤكدًا أن النظر في العالم العلوي والسفلي، وتأمل النفس البشرية.
وشدَّد فضيلة المفتي على أن الإسلام لم يضع العقل في مواجهة مع النصوص الدينية، بل جعله أداة لفهم هذه النصوص، مستشهدًا بما ذهب إليه العلماء من أن العقل والنقل يكمل أحدهما الآخر. وأوضح فضيلته أن بعض الناس قد يروجون لوجود تعارض بين المدرسة العقلية والمدرسة النقلية، وهذا غير صحيح، لأن الإسلام لا يقف ضد العقل، بل إن العقل يعد من مصادر التشريع الإسلامي، ويتجلى ذلك في القياس، وهو عمل عقلي يستند إلى أسس شرعية.
وأضاف فضيلة المفتي أن الفيلسوف الإسلامي ابن رشد أكَّد على العلاقة القوية بين النصوص الدينية والأدلة العقلية، موضحًا أن أي ادعاء بوجود تعارض بينهما يرجع إما إلى سوء الفهم، أو ضعف التأمل، أو الأهواء الشخصية. كما أشار فضيلته إلى أن العلماء اعتبروا أن الله تعالى أرسل نوعين من الرسل للبشرية: الأول هو الرسول الظاهر وهو النبي، والثاني هو العقل الذي يعد أداة داخلية للوصول إلى الحق، ولا يمكن أن يستقيم أحدهما دون الآخر، فكما أن اتباع النبي واجب، فإن استقامة العقل ضرورية لفهم الدين بشكل صحيح.
وأشار إلى أن بعض المغرضين قد يحاولون إحداث قطيعة بين العقل والنقل، عبر اجتزاء القراءة للنصوص الدينية، أو إخراجها عن سياقها، أو الترويج لشبهات قائمة على مغالطات، مستدلًّا بقوله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون: 71]، مؤكدًا أن التأمل المنهجي في النصوص الدينية وَفْقَ الضوابط المعروفة يقود إلى إدراك أنها لا تتعارض مع العقل السليم، بل تتناغم معه.