جددت بريطانيا والولايات المتحدة التأكيد على معارضتهما عملية برية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة، في الوقت الذي نزح فيه أكثر من 300 ألف فلسطيني بسبب توسيع جيش الاحتلال عمليته في المدينة.

فقد قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه من الخطير للغاية، ومن الخطأ أيضا، أن تقْدم إسرائيل على شن العملية دون وجود خطة لحماية المدنيين.

كما أكد كاميرون -في تصريحات لشبكة سكاي نيوز الإخبارية- أن صفقة الأسرى المحتجزين هي الحل الصحيح لوقف القتال.

ومنذ الثلاثاء، كثّفت إسرائيل القصف الجوي والمدفعي وبدأت تنفيذ اقتحامات برية في مدينة رفح الحدودية مع مصر، حيث يقيم نحو 1.4 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، معظمهم نزحوا من مناطق أخرى بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

ودعت إسرائيل سكان الأحياء الشرقية في رفح إلى مغادرتها نحو "المنطقة الإنسانية" في المواصي. وأكد الجيش الإسرائيلي السبت أن عدد النازحين من شرق رفح تجاوز 300 ألف.

وأثارت الخطط الإسرائيلية بمهاجمة رفح قلقا دوليا واسعا بما يشمل الأطراف الحليفة لإسرائيل وأبرزها الولايات المتحدة، في ظل تحذيرات من تبعات هذا الهجوم على المدنيين والظروف الإنسانية الكارثية أساسا في القطاع الذي بات مهددا بالمجاعة.

وفي سياق آخر، قال كاميرون -اليوم- إن وقف مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، في حال شنها هجوما بريا على رفح، سيزيد من قوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف -في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي- أن بريطانيا في "وضع مختلف تماما" عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بتزويد إسرائيل بالأسلحة، إذ إن نصيب بريطانيا منها أقل من 1%، كما أن بيع الأسلحة يخضع بالفعل لرقابة نظام ترخيص صارم.

وقال الوزير البريطاني إن مجرد الإعلان ببساطة اليوم عن أننا سنغير نهجنا بالكامل تجاه صادرات الأسلحة بدلا من اتباع عمليتنا الدقيقة، فإن ذلك سيزيد من قوة حماس ويقلل احتمالات إبرام اتفاق بشأن الأسرى المحتجزين.

الموقف الأميركي

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من الضرر الذي ستلحقه العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح بالمدنيين.

وأضاف أن الذهاب إلى رفح لا يحل المشكلة، وهي منع عودة حماس إلى السلطة في غزة. وشدد بلينكن في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" على أنه إذا قررت إسرائيل المضي قدما في عملية عسكرية برفح، فإن الولايات المتحدة لا تريد أن تكون جزءا من ذلك.

كما قال إن التقرير الصادر عن الخارجية بشأن مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي في استخدام الأسلحة الأميركية يشير إلى أنها تصرفت أحيانا بطريقة لا تراعي القانون الإنساني الدولي في غزة.

وأكد بلينكن، أن لدى إسرائيل الرغبة والقدرة لإجراء تحقيقات بشأن ذلك بنفسها، وفق تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة فی رفح

إقرأ أيضاً:

بريطانيا: ترقيات عسكرية عاجلة لمواجهة التهديدات المتزايدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

في ظل عدم الاستقرار العالمي المتزايد، تم تحذير الوزراء البريطانيين من أن الأمة يجب أن تستثمر على الفور مليارات الجنيهات الاسترلينية لترقية قدراتها العسكرية. تأتي الدعوة العاجلة للتحرك في الوقت الذي تكافح فيه الحكومة مع المخاطر الأمنية المتزايدة، من حرب الطائرات بدون طيار إلى الصراعات المحتملة مع القوى العالمية الكبرى. وأكد الخبراء أن المعدات العسكرية الرئيسية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والقذائف والمركبات المدرعة، يجب شراؤها من الرف دون تأخير لضمان جاهزية المملكة المتحدة للقتال في مواجهة التهديدات المتزايدة.

مراجعة الدفاع الاستراتيجى

تهدف مراجعة الدفاع الاستراتيجي للمملكة المتحدة، بقيادة السير كير ستارمر، إلى تحديث جيش البلاد والبحرية والقوات الجوية الملكية على مدى العقد المقبل. ومع ذلك، مع تزايد المشهد التهديدي، بما في ذلك الصراع المستمر في أوكرانيا، والتوترات المحيطة بتايوان، وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، تم تسريع الجدول الزمني للمراجعة. تتعرض الحكومة البريطانية الآن لضغوط لزيادة المشتريات للإمدادات العسكرية الحيوية التي يمكن نشرها على الفور.

وعد رئيس الوزراء ستارمر بزيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي، بهدف تعزيز التمويل إلى ٢.٥٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة بحلول عام ٢٠٢٧. وتعادل هذه الزيادة ٦ مليارات جنيه إسترليني إضافية سنويًا. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أنه لا ينبغي تخصيص هذه الأموال لمشاريع طويلة الأجل مثل السفن والغواصات والطائرات المقاتلة، والتي يستغرق إنتاجها سنوات. بدلًا من ذلك، يجب على بريطانيا التركيز على الاستحواذ السريع على الذخائر والطائرات بدون طيار - وهي العناصر التي يمكن إنتاجها ونشرها بشكل أسرع بكثير.

كما أوضح أحد المصادر من صناعة الدفاع، "يمكننا زيادة إنتاج الذخائر والطائرات بدون طيار بسرعة. لكننا بحاجة إلى أن تضع الحكومة الأوامر بدلًا من مجرد إعطائنا كلمات دافئة". تعكس هذه الحاجة الملحة القلق المتزايد داخل وايتهول بشأن الضعف المحتمل لقدرات الدفاع في المملكة المتحدة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.

دور المشتريات الجاهزة

أكد مارك فرانسوا، وزير القوات المسلحة في حكومة الظل، على المخاوف، مؤكدًا أن المراجعة الاستراتيجية يجب أن تعطي الأولوية لـ "المشتريات الجاهزة" للمعدات العسكرية الأساسية. وأشار إلى المخاطر الأمنية المتصاعدة، بما في ذلك الصراع في أوكرانيا، والتوترات المتزايدة في تايوان، والتقلبات المستمرة في الشرق الأوسط، والتي تجعل من المستحيل على بريطانيا الانتظار لمدة عقد من الزمان لتحسين استعدادها التالي؛ وأكد التهديد المتزايد من هذه النقاط الساخنة العالمية، والذي تفاقم بسبب الديناميكيات المتغيرة في الدفاع العالمي، على الحاجة إلى إنفاق دفاعي أسرع وأكثر مرونة. ومن المتوقع أن تقدم المراجعة خارطة طريق لهذه التغييرات، لكن إلحاح الموقف يعني أنه يجب إعطاء الأولوية للإجراءات الفورية.

مشهد دفاعى عالمي متغير

أضافت التعليقات الأخيرة للرئيس ترامب على المادة ٥ من حلف شمال الأطلسي طبقة أخرى من عدم اليقين بالنسبة للمملكة المتحدة. فقد شكك ترامب في المادة ٥، التي تضمن الدفاع المتبادل بين أعضاء حلف شمال الأطلسي، مما أثار مخاوف بشأن موثوقية الولايات المتحدة كحليف. وهذا بدوره أكد على الحاجة إلى استعداد بريطانيا للدفاع عن نفسها دون الاعتماد فقط على الشراكات الدولية.

وفي مواجهة هذا الغموض، انخرط ستارمر في مناقشات دبلوماسية رفيعة المستوى، بما في ذلك حث الرئيس ترامب على استئناف تسليم الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخباراتية مرة أخرى. تعكس هذه المحادثات التحولات الجيوسياسية الجارية والأهمية الحاسمة لتعزيز البنية التحتية الدفاعية للمملكة المتحدة.

تقلص الجيش وارتفاع التكاليف

كان الجيش البريطاني يواجه تقلص لسنوات، والآن إلى أقل من ٧٤٠٠٠ جندي، مع التخطيط لتخفيضات إضافية. وعلى الرغم من أن الاستثمار الإضافي الذي أعلنه ستارمر قد يساعد في وقف الانحدار، إلا أن الخبراء يزعمون أنه لن يكون كافيًا لإعادة بناء الجيش إلى المستويات المطلوبة لمواجهة التحديات المستقبلية. وحذر معهد الخدمات المتحدة الملكي من أنه بدون زيادة كبيرة في التمويل ونهج أكثر عدوانية للتحديث العسكري، فإن بريطانيا تخاطر بإضعاف موقفها الدفاعي. وفي الوقت نفسه، فإن برنامج Dreadnought في المملكة المتحدة، الذي يهدف إلى استبدال غواصاتها النووية القديمة، يتجاوز الميزانية بمليارات الجنيهات. ومن غير المتوقع أن تدخل السفن الجديدة الخدمة حتى أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، على الرغم من أن الغواصات الحالية من فئة فانغارد، والتي من المفترض أن تحل محلها، وصلت إلى نهاية عمرها الخدمي.

التهديدات السيبرانية والأقمار الصناعية

كما سلطت المراجعة الضوء على نقاط الضعف في الدفاعات الجوية في المملكة المتحدة، وخاصة الافتقار إلى أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية الأرضية. ومع استمرار الدول المعادية في تطوير قدرات الضربات بعيدة المدى، تظل بريطانيا عُرضة لهجمات محتملة من هذه التقنيات المتقدمة بشكل متزايد. بالإضافة إلى ذلك، أثارت الإجراءات الروسية، بما في ذلك تخريب الكابلات البحرية والهجمات الفضائية عبر الأقمار الصناعية، ناقوس الخطر بشأن ضعف المملكة المتحدة في هذه المجالات الحرجة. وقد يتطلب معالجة هذه التهديدات مليارات الجنيهات الاسترلينية في استثمارات جديدة.

 

مقالات مشابهة

  • ترامب: سيطرة الولايات المتحدة على جرينلاند ضرورية لتعزيز الأمن الدولي
  • حرب السودان على طاولة مجلس الأمن الدولي بطلب من بريطانيا
  • هل تستطيع بريطانيا الخروج من مظلة الردع النووي الأميركي؟
  • موسكو تكشف شروطها لوقف الحرب الأوكرانية.. وواشنطن تترقب رد الكرملين
  • بريطانيا تتوعد بعرقلة النووي الإيراني عبر العقوبات
  • بريطانيا تطرد دبلوماسيا روسيا وزوجته.. تفاصيل
  • بريطانيا: ترقيات عسكرية عاجلة لمواجهة التهديدات المتزايدة
  • منظمات دولية: بريطانيا تتجاهل انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
  • بريطانيا ترحب بالمحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة
  • عملية عسكرية برية من عدة محاور ستقضي على قوات المليشيا المتواجدة بمدينة الخرطوم ومحلية جبل أولياء