اسكتشات بتوقيع "بيكاسو"الرسام الأشهر على جدران الحمام...!
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
جمعت أسرة رجل المال الامريكي المشهور "دافيد روكفلر" الثروات الطائلة بنفس منطق الرأسمالين عن طريق خلق مجموعات مصالح واسعة ومتداخلة تتحرك مع التطورات بقوة فتخلق حولها تيارًا من القبول والاقناع والحماسة...!
وبالثروات الطائلة سيطرت هذه الأسرة على أكبر البنوك الامريكية ( تشيز مانهاتن ) و(ناشيونال سيتي ) وعشرات غيرهما.
ولكى يدلل الأستاذ "هيكل" في كتابه "زيارة جديده للتاريخ" على ثراء صديقه "دافيد روكفلر" الذى يفوق الخيال ذكر انه كان على مائده غداء معه في احدى قاعات الطعام المخصصة له في الطابق الأربعين من مبنى بنك "تشيز مانهاتن" واسْتَأْذَنَ في أن يغسل يده بعد الغداء وذهب إلى حمام مكتبه ففوجئ بان جدران الحمام مغطاة بمجموعة اسكتشات بتوقيع الرسام "بيكاسو" صاحب الأسم الأشهر في عالم الفن وقدر أن قيمة مجموع الاسكتشات لا يمكن ان تقل ما بين ثلاثة
الى خمسة ملايين دولار...
و المدهش ان هذه الرسومات العالمية على جدران حمام...!
لكنه قال أيضا انه بالطبع لم تكن أسرة دافيد روكفلر وحدها الفارس فى هذا المضمار انما كان معها كثيرون كلهم اغتنوا وكلهم جمعوا ثروات طائلةواكتسبوا نفوذا واسعا من وراء هذه الثروات واختاروا الشركات والمصانع والبنوك لتكون نقطة الارتكاز... منهم أسماء مشهورة مثل "فاندربلت"... "هاركنس "... "كارينجي"... و"ينثروب"... ولهؤلاء جميعا جيوش من المديرين والمحامين، والمستشارين والمشرعين والدعاة...
وأكد على أن هذه الصورة لا تعنى العودة إلى نظرية "المؤامرة في التاريخ "او أنها عصابة من الرأسمالين تقرر، وانما هم مجموعات مصالح واسعة ومتداخلة وقد عرفوا كيفية الاستفادة من الفرص المتاحة فلم يضيعوها...
وقد تحدثت الأستاذ "هيكل "عن لقاء صديقه "دافيد روكفلر" بالرئيس السادات والذى سأله عن ما يمكن ان تقوم به الاستثمارات الامريكيه في تنمية مصر ورده عليه بان رأس المال الأمريكي لن يذهب الى مصر في أجواء حرب ولا يستطيع أن يعمل الا فى أجواء السلام وكان ذلك قبل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وقال ان "دافيد " قام بثلاث عشر زياره لمصر قابل فيها الرئيس السادات وذكر تفاصيل كثيره تضمنت دوره فى سياسة الشرق الأوسط...
وقبل نهاية حديثة عن أسرة "روكفلر" ذكر بانه سجل فى اوراقه أهم ما قاله له صديقه رجل المال الأمريكي المشهور "دافيد روكفلر" وهو:
عندما نذهب الى السوق لشراء سلعه فان أول سؤال نوجهه لانفسنا هو هل لدينا ما يكفي لشراء ما نريد...
قوانين السوق لا تسمح لأحد أن يحصل على شئ لمجرد انه يحلم به أو يتمناه أو حتى يحتاجه...
وقال الأستاذ "هيكل" بانه يمكنه أن يطبق قانون السوق هذا على السياسة...
ففي السياسة كما في السوق لا يحصل أحد على شيء لمجرد انه يحلم به أو يتمناه أوحتى يحتاجه...يحصل عليه إذا كان يملك المقابل له...كما أن التجارب والحقائق تعلمنا دائما وباستمرار ان المصالح لا تقتنع الا بالمصالح..."
الأسبوع القادم باذن الله أُحَدِّثُكَ عن انطباعات الأستاذ محمد حسنين هيكل عن شاه ايران السابق محمد رضا بهلوى ومسألة العقل الثنائى".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زيارة جديدة للتاريخ
إقرأ أيضاً:
مطرح وحنين الأمكنة
منصور بن حبيب الرحبي
M@ABUAHMED
الحديث عن مطرح بأحيائها وتراثها وتاريخها وحراكها وهندستها الدفاعية وسوقها ومينائها وواجهتها البحرية وأرواح أسهمت في بقائها وتألقها فلا تكاد تخطو في مكان إلّا والتاريخ يشدك نحوه ويبحر، بذاكرتك عبر قرون من الزمن كيف كانوا وأصبحنا.
لقد سبق لي أن ساهمت بكتابتي المتواضعة عن السوق حتى أن البعض وصفني بالعاشق، وما سبب العشق المطرحي كما كانت لي مداخلات عن مساهمات اعتمدت في خطة التطوير لدى بلدية مسقط وأفكار في سبيل المحافظة والتطوير عن السوق والحلل والطرق والمواقف والصرف الصحي وحال مطرح مع الأودية، من بينها وأهمها أن نجعل من سوق مطرح وأحيائه مُتحفًا مفتوحًا ومن بينها المحافظة والبقاء في سبيل إرجاع سكان مطرح لسكنهم ونعلم أن الوضع السابق كمساحة لا يستوعب حجم الأسرة اليوم إضافة لعدم توفر المواقف والوضع المروري، خير شاهد؛ فكانت الفكرة أن نضم مساحة البيتين في بيت واحد في كل حلة وحارة ويتم إدخال الطابع القديم في التصميم مع بعض من لمسات التطور، كما كانت الفكرة الاستفادة من حلة مطيرح خلف جبالها لإنشاء، تخطيط إسكاني عمراني لاستقطاب الأهالي وتعمين السوق وتوسعته وتأمينه، وإدخال الحرف الوطنية، ومعالجة وضع المخازن ووضع ضوابط لحركة الشاحنات نفذ بعضها وفي هذا يتطلب تبني لقاءات تجمع البلدية والمؤسسات المعنية مع ممثلي الأهالي؛ إذ، ليس بالإمكان المجازفة وكل أحد بظروفه وأحواله.
المشكلة في الأمر تتمثل في عدم توفر الإرادة أو المبادرات، لكن الشوق يجمعنا والكلام وحديث الذكريات وكل مُنشغل بأحواله.
وبالحديث عن "بيت الخنجي" والتحفة المعمارية والذي يعد معلمًا بارزًا وواجهة للسياح وإعادة للذاكرة القديمة واللقاءات كما هو بدايات محفزة للآخرين وتشجيعًا للمبادرات، فإنَّ الشوق يجمعنا لاستنطاق الذات، والأمكنة تدعونا للعودة إلى ميلاد وحياة وحراك أسسه لنا الأجداد والآباء لحياة مليئة بالعمل والعطاء والتواصل من خلال تواصلهم وتعاملاتهم؛ الأمر الذي حقق ارتباطًا أزليًا بالمكان فصرنا لا نُفرِّق بين الهندي البانياني في تعامله ونزاهته في تلك الحقبة الزمنية لأنه تشبع بقيمنا العُمانية التي رسخها الأجداد وأوجدت الأمن والأمان فكانت تدخل المرأة للمحل وتشتري ما شاءت وهي لا تحمل مالًا فيكتب عليها في سجل المحل ويعلم صاحب المحل أنها ستأتي لتدفع
وبعض الحاجات تتم بالمقايضة.
وقد شهد "بيت الخنجي" قديمًا سلسلة من اجتماعات للتجار نظرًا لموقعه أمام (العرصة) في حلة العرين وكان الشاهد، على العصر والحراك التجاري أشبه بغرفة تجارة، وقد كان والدي- رحمة الله عليه وعلى من كانوا- تأسسوا من خلال دكاكينهم ولقاءاتهم واستفادوا من خلال تعاملاتهم ولقاءاتهم وتجاربهم واحتكاكهم ببعضهم وأكسبهم خبرة وجرأة فكان فسوق مطرح عامرا بمحتواه وهو مثابة (أكاديمية) في الحياة العُمانية وعلوم التجارة؛ الأمر الذي أسهم في البقاء إلى اليوم.
إن قيام أسرة الخنجي ممثلة بالأخ خليل وإخوته بالمحافظة على المكان من خلال ترميم منزلهم بعبق الماضي ودعوتهم الرمضانية المستمرة لأهالي الحلل المرتبطة بسوق مطرح وأحيائها والدبلوماسيين والتجار أسهم في إحياء ذاكرة الماضي وربطه بالحاضر ورسالة لنا جميعا بالاستفادة لتعم الفكرة وتزهو الحلل بجمالها. وقد كانت اجتماعاتنا ولقاءاتنا في بيت الخنجي فرصة للتعرف على أبناء الأسر التي تجمعنا معهم الروابط التي تأسست قديمًا مع آبائنا، واليوم نلتقي وقد حظيتُ بالتقاط صور تذكارية مع أبناء صديق والدي، الذي أعادني إلى بداية الطفولة؛ حيث كان يأخذنا والدنا من روي إلى مطرح في نهاية الأسبوع وقبل الأعياد.
عائلة دلشاد وصومار وآخرون كانوا المأمن والمسكن لنا للاستراحة، ننتظر والدنا لإرجاعنا للبيت بعد قضاء زمن في السوق.
إننا ندعو الى أهمية التواصل والاستفادة من جهود الأخ العزيز أبوعبدالله خليل وإخوته ليكون دافعا للآخرين للمحافظة على المكان والمساهمة والبقاء، وهذه دعوة للولايات والمحافظات بأهمية ترميم الروح والجسد والمكان ليبقى عامرا بأهله وجيرانه وتاريخه للمحافظة على عاداتنا وقيمنا وسيرتنا وتاريخنا العُماني من خلال الاهتمام بالمورثات، وليبقى طعامنا ووجباتنا لذيذة طيبة كطيبة قلوبنا وكرمنا العُماني، ونكون خير سفراء لبلدنا في الداخل ولقاءاتنا بالسياح القادمين لبلدنا ونكون مرشدين سياحيين من خلال هندسة أسواقنا وبيوتنا الطينية العُمانية، بما قدمه لنا الأجداد من إرث وعلم فمن قلعة مطرح وأبراجها، والتحصين الهندسي الدفاعي المحكم ومن أحيائها والطراز العمراني الفريد، ومن واجهة البحر والميناء أشكالا هندسية لبيوت تعانق السفن والقادمين ومن داخل السوق بناية طالب تبعث العطر المطرحي إلى أجواء سماواتكم ونلتقي معًا نبني ونجدد وشهر رمضان المبارك خير جامع وفي مطرح وبيت الخنجي واجهة وتحفة في حلة العرين يعانق عبق الأمكنة وعطر التاريخ في ولايتكم.