كويتي يحول منزله متحفا رياضيا.. وينتظر الاعتراف الرسمي
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
عندما ضاع حلمه بتأسيس متحف رياضي بعد الغزو العراقي عام 1990، لم يتغلغل اليأس لدى المؤرخ الكويتي، حسين البلوشي، بعد أن ضاعت كل ممتلكاته من جراء الحرب.
وبعد تحرير الكويت في فبراير 1991، بدأ البلوشي رحلة جديدة بهدف تحويل منزله إلى متحف رياضي حتى تمكن اليوم من بلوغ حلم الطفولة.
يملك البلوشي متحفا رياضيا غنيا بالمقتنيات والقطع التاريخية النادرة، عمل على مدى 33 سنة على جمعها حتى ذاع صيت منزله، وأصبح بمثابة نقطة جذب سياحي في الكويت.
ويملك المؤرخ الكويتي ما يزيد عن 10 آلاف قطعة بعضها يعود لأكثر من 100 سنة، جمعها طوال السنوات الماضية، مما جعل قيمة متحفه تصل لملايين الدولارات.
ويقول البلوشي في مقابلة مع موقع قناة "الحرة" إن "البداية كانت خجولة ولم يكن يزيد عدد مقتنيات متحفه على 3000 قطعة"، مضيفا: "منذ عام 2012 أصبحت أتلقى إهداءات كثيرة بعد أن حقق متحفي شهرة واسعة بسبب المقابلات في وسائل الإعلام".
ويضيف: "كان حلمي منذ الطفولة أن أجمع المقتنيات الرياضية في منزلي، واليوم أملك متحفا يضم أكثر من 10 آلاف قطعة تتعلق بكرة القدم والرياضات الأخرى".
المتحف يضم أكثر من 10 آلاف قطعةواستطاع البلوشي بفضل جولاته حول العالم، شراء كثير من المقتنيات والقطع الرياضية النادرة، فيما ساهمت إهداءات الرياضيين الخليجيين أيضا في إثراء قبو منزله الواسع الذي تحول إلى متحف زاره وزراء ودبلوماسيون والرياضيون من دول عدة، كما تحدث في مقابلته.
ويقول: "طفت بقارات العالم للبحث عن القطع النادرة ... غالبا أحصل على تلك القطع عن طريق مزادات علنية ... كذلك ساهمت الإهداءات من قبل الرياضيين الخليجيين في زيادة رصيد المتحف من المقتنيات التاريخية".
وعن القيمة السوقية للمتحف برمته، يعتقد البلوشي أن تحديد رقم دقيق يبقى "أمرا صعبا" على اعتبار أن القطع النادرة يرتفع سعرها باستمرار، فضلا عن حاجة المتحف لجرد كامل وهذه مهمة ليست بالسهلة مع تزايد حصوله على قطع جديدة.
ويمضي قائلا: "كثير من القطع الموجودة باهظة الثمن لدرجة أن أول قميص لمنتخب قطر لكرة القدم يصل سعره لـ100 ألف دولار ... من الصعب تحديد رقم دقيق لقيمة المتحف السوقية بالكامل، لكنه قد يبلغ مليون دينار كويتي (3.2 مليون دولار أميركي) بحسب أدنى التقديرات".
المتحف يصل قيمة محتوياته لملايين الدولاراتوتعود أقدم القطع في متحف البلوشي إلى عام 1916 بعد أن تمكن من الحصول على "صافرة أولمبية" استخدمت بمسابقة كرة القدم في أولمبياد مدينة أنتويرب البلجيكية عام 1920.
ويتابع البلوشي: "ثم تتوالى القطع القديمة، فهناك كرات استخدمت في الدوري الإنكليزي الممتاز عام 1920 ووثائق أصلية للنسخة الأولى من كأس العالم عام 1930 في الأوروغواي".
كما تبرز من قطع كأس العالم لكرة القدم النادرة، ميدالية برونزية تعود للمونديال الأول تمكن البلوشي من شرائها في مزاد عالمي.
ويشير إلى أن هناك أيضا قطع قديمة خاصة بكرة القدم الخليجية تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، بما في ذلك قميص فريق العروبة الكويتي.
وبالإضافة إلى القطع والمقتنيات، يجمع البلوشي مستندات ووثائق وصورا وأعدادا قديمة لصحف ومجلات عربية وعالمية، مما جعل قسما من المتحف أشبه بمكتبة تاريخية.
ويقول إنه كان يجمع الصحف والمجلات القديمة منذ كان يمارس مهنة الصحافة الرياضية قديما، مردفا: "أجمع تلك الوثائق والمستندات لتوثيق المعلومات، فهي مصادر موثوقة أستطيع العودة لها في أي وقت".
الصافرة الأولمبية مصنوعة عام 1916ويعمل البلوشي مع المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لتوثيق مباريات اللاعبين الخليجيين الدولية، بالإضافة إلى التواصل الدائم مع الهيئة المنظمة للعبة لتوثيق المعلومات المتعلقة بالكرة الخليجية.
ومع ذلك، يواجه البلوشي مخاوف تتعلق بما وصفه بـ"المستقبل الغامض" للمتاحف الخاصة، وينتظر أيضا الاعتراف الرسمي بهوايته من قبل الدولة.
ويستطرد قائلا: "لازلت أنتظر اعتراف الدولة بمتحفي.. صحيح أن حلمي تحقق، ولكن أتمنى أن يتحول متحفي هذا لمكان عام رسمي تابع للدولة".
ويخشى أيضا من مستقبل الثورة الرقمية والتطور التكنولوجي الهائل الذي يجعل من مستقبل المتاحف الخاصة أمرا "غامضا".
ويختم بقوله: "مع التطور التكنولوجي وظهور ما يعرف بمتاحف المستقبل التي تعرض المقتنيات بالتقنيات الحديثة، بما في ذلك التقنية ثلاثية الأبعاد، فإن ذلك التقدم يمكن أن يقضي على المتاحف الخاصة التقليدية".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مسئولة بالهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يحول غزة إلى مقبرة للأطفال
صرحت نبال فرسخ، مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن الاحتلال الإسرائيلي حول قطاع غزة إلى "مقبرة للأطفال"، باستهدافه المدنيين في منازلهم، خيام النزوح، وحتى المناطق التي تم الإعلان عنها كمناطق إنسانية آمنة.
وأوضحت فرسخ، خلال مداخلة في برنامج TEN News على قناة TEN، أن القصف المستمر على مدار الساعة لم يؤدِ فقط إلى فقدان الأطفال حياتهم، بل أثر بشكل عميق على صحتهم النفسية. وأشارت إلى أن آلاف الأطفال في غزة فقدوا عائلاتهم ومصادر الأمان الخاصة بهم، ما خلق لهم واقعًا نفسيًا مأساويًا.
وأضافت أن الأطفال في القطاع يعانون من دروس قاسية وصعبة للغاية، حيث يستهدف الاحتلال المدنيين دون تمييز في جميع الأماكن، مما يزيد من معاناتهم الإنسانية ويضع مستقبلهم تحت تهديد دائم.