علي الدرة .. أفقده الاحتلال أطرافه وحرمه بعضًا من حواسه
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
غزة - خــاص صفا
كان يجلس في غرفة نومه بأطرافه الأربعة قبل أن يستيقظ بعد شهر ونصف من الغيبوبة ويجد نفسه بطرف واحد فقط، بعدما فقد قدماه وثلاث أصابع من يده اليسرى -والتي توقفت عن الحركة نتيجة الإصابة-، بالإضافة إلى فقده جزءًا من حاستي السمع والبصر، إنّه الشاب علي الدرة من منطقة البريج وسط قطاع غزة.
استهداف دون إنذار
يروي الدرة لوكالة "صفا" أنّه وأثناء جلوسه في غرفة نومه رفقة زوجته وأطفاله، إذ بصاروخ حربي يستهدف منزله والمنزل الذي بجواره، وذلك في الأيام الثلاثة الأولى من العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة.
وبيّن الدرّة لوكالة "صفا" أن استهدف المنزل جاء دون سابق إنذار، فلم يتم تحذيرهم لا باتصال ولا حتى بصاروخ استطلاع، مضيفًا "أصيبت زوجتي وأطفالي بالعديد من الشظايا وتعافوا منها بفضل الله، بينما لا زلت أعاني من إصابتي وأتجرّع العذاب".
"جلّ ما أتذكره لحظة الاستهداف هي أنّني رأيت قدمي إلى جانبي، لأفقد الوعي بعدها ولا أستيقظ إلا بعد 45 يومًا، لأجد معظم جسدي مصابًا بالحروق من الدرجة الثالثة، وقدماي مبتوران، ويدي اليسرى فقدت منها ثلاث أصابع ولا أقوى على تحريكها، فضلًا عن 22 كسر في الفكين العلوي والسفلي"، يتابع الدرّة.
وفي قلبٍ يعتصره الألم، يقول الجريح "فقدتُ الرؤية في عيني اليسرى والسمع في أذني اليسرى بالإضافة إلى وجود فتحة صغيرة في الأذن اليمنى والتي أدت إلى انخفاض السمع لدي بشكل كبير"، مشيراً إلى حاجته الملّحة لإجراء العديد من العمليات الجراحية كي تتحسّن حالته الصحية.
45 يوماً بلا وعي
ويذكر الدرّة لـ"صفا" أنّه في بداية إصابته كان قد أعلن عن استشهاده، مضيفًا "نظراً لخطورة حالتي الصحية تم نقلي من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح إلى مجمع الشفاء الطبي بغزة وبقيت في العناية المكثفة 45 يومًا تم خلالها عمل فتحة للتنفس من الرقبة".
ولفت إلى أنه بقي في مجمع الشفاء الطبي شهر ونصف تحت إشراف الأطباء ورعاية الممرضين، إلى ذلك اليوم الذي اقتحم فيه الاحتلال الإسرائيلي المجرم مجمع الشفاء.
وعن هذه الحادثة يروي الدرّة لـ"صفا" استيقظ المرضى والمصابين ومرافقيهم الساعة الثانية والنصف على قذائف الدبابات، وصوت جنود الاحتلال ينادون عبر مكبرات الصوت بأنّ المكان محاصر".
وأضاف "بعد بزوغ الفجر وفي تمام الساعة السابعة صباحًا، اعتقل جنود الاحتلال الصهيوني والدي الذي كان يرافقني ويساعدني في كل أموري".
ولم يكتفِ الاحتلال المجرم باعتقال والد الجريح الدرّة، بل أخرجوه رغم حالته الصحية الصعبة إلى جانب العديد من المصابين من مبنى الاستقبال والطوارئ إلى مبنى التنمية ومنه إلى مبنى الكلى.
تعفن الجروح
ويؤكد الدرّة لـ"صفا" أنه بقي طيلة 14 يوم دون أية رعاية طبية أوعلاجات أو طعام أو شراب، مما تسبب في مفاقمة حالته الصحية وتعفّن جروحه وخروج الديدان منها.
وأضاف قائلًا "ما أن انسحب العدو الصهيوني من مجمع الشفاء الطبي حتى حضر قريبًا لي ونقلني إلى مستشفى المعمداني، حيث أجريت لي عملية تنظيف للجروح، بعدها تم نقلي إلى مستشفى كمال عدوان الذي لازلت فيه إلى الآن".
وأشار الدرّة لـ"صفا" إلى أنّ ضعف الإمكانيات والمستلزمات الطبية أدت لعدم حدوث أي تغيير يذكر على درجة الحروق لديه، فضلًا عن صعوبة توفير علاجات الحروق سواء من المشفى أو خارجها.
وجلّ ما يطلبه الدرّة هو السفر إلى الخارج كي يحصل على علاجٍ مناسب وتركيب أطراف صناعية تعطيه بصيص أمل وتمكنه من محاولة الرجوع إلى حياته السابقة وممارسة الأعمال اليومية التي اعتاد عليها.
"أحتاج إلى تركيب أطراف صناعية لقدماي وإجراء عملية تمكنني من تحريك يدي اليمنى بالإضافة إلى علاج عيني التي حذّرني الأطباء من أنّ تأخر علاجها سيؤدي إلى فقداني الرؤية فيها بشكلٍ كامل وإلى الأبد". يضيف الجريح الدرّة وهو يمسك نفسه عن البكاء.
وناشد الجريح الدرّة العالم كله إلى الضغط على العدو الصهيوني من أجل إنهاء هذه المحرقة وحرب الإبادة التي يمعن بها في قتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين في قطاع غزة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الاقصى قطاع غزة مجمع الشفاء الدر ة لـ
إقرأ أيضاً:
أمين مجمع البحوث الإسلامية يزور قنا
استقبل الدكتور حازم عمر، نائب محافظ قنا، بمكتبه اليوم فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، لبحث سبل التعاون بين المحافظة والأزهر الشريف، والتأكيد على بروتوكولات التعاون بينهما، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ فاعليات المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان.
بحضور اللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد للمحافظة، وفضيلة الشيخ محروس عمار، مدير عام منطقة وعظ قنا، وفضيلة الشيخ عبدالحكم محمود أبوزيد، مدير إدارة الدعوة، وفضيلة الشيخ أبوزيد الأمير، مدير التوجيه، وفضيلة الشيخ محمد ربيع، مدير الدعوة بمنطقة الأقصر، وعدد من وعاظ الأزهر الشريف.
مبادرة بداية جديدة:قال نائب محافظ قنا، إنَّ المبادرة الرئاسية "بداية جديدة" تهدف إلى بناء الإنسان المصري، مشيرًا إلى أن الإسلام جاء لإحياء الإنسان، وأن الدور الحضاري للدولة يقوم على بناء الإنسان المصري القوي في إيمانه وشخصيته وإتقانه لعمله وقبوله للآخر
وأضاف أنَّ المبادرة تتكامل مع المبادرات الأخرى التي تهتم بالمواطن المصري، مثل مبادرة "حياة كريمة"، من خلال تكامل جوانب التنمية البشرية المتمثلة في "التعليم - الصحة - الضمان والحماية الاجتماعية - خلق فرص العمل - والتمكين الاقتصادي"، مؤكدًا أن محافظة قنا تدعم كل الجهود الرامية إلى دعم الدولة المصرية، مثمنًا جهود الأزهر الشريف ومنطقة وعظ قنا التي تتبنى المبادرات الرئاسية.
وقال فضيلة الدكتور محمد الجندي إنَّ مبادرة "بداية جديدة" تُعد نموذجًا يُحتذى به في مجال العمل المجتمعي؛ إذ تعمل على نشر الوعي الديني وتعزيز القيم الأخلاقية والتماسك المجتمعي، مضيفًا أن الأزهر الشريف يعمل على توسيع نطاق المبادرة جغرافيًا من خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية لضمان زيادة تأثيرها على المجتمع.
و أشار الشيخ محروس عمار إلى أنَّه من المقرر أن تنفذ المبادرة مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، تشمل الدروس والمحاضرات الدينية في المساجد، والمدارس، ومراكز الشباب، وأماكن التجمعات، حول موضوعات مهمة، أبرزها قضايا الشباب والمرأة والأمن المجتمعي، بالإضافة إلى الحملات التوعوية الميدانية والإلكترونية، وبرامج التطوع، وذلك بالتعاون مع الجهات الشريكة.