أمين «اللجنة الدينية بالنواب»: تطوير المساجد ملحمة في حب الوطن وآل البيت
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
قال الدكتور محمد محمود أبوهاشم، عضو مجلس النواب والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، أمين سر اللجنة الدينية، إن الدولة المصرية جسّدت، من خلال مشروع تطوير مساجد آل البيت، ملحمة فى حب الوطن وحب آل البيت.
المساجد عادت للحياة بشكل مبهر يليق بها دون مساس بأثريتها وفى فترة زمنية قصيرةحيث تم تنفيذ أكثر من 80% من المشروع فى وقت قياسى لتعود المساجد للحياة بشكل مبهر يليق بها دون مساس بأثريتها.
وشدد، فى حوار لـ«الوطن»، على مردود الاستفادة الروحية والاقتصادية للمشروع، إلى جانب اهتمام مصر بإعادة التاريخ المعمارى، والحفاظ عليه، وعودة أهم المعالم التاريخية الإسلامية إلى الريادة فى العالم الإسلامى.
ما رأيك فى تدشين مشروع لإحياء مسار آل البيت؟
- مشروع عظيم كشفت عنه الحكومة مطلع عام 2021، وقررت من خلاله إحياء مسار آل البيت، وتطوير منطقة مساجد السيدة زينب والسيدة عائشة والحسين، وغيرها من المساجد التاريخية، والشوارع التى تحمل تاريخاً زاخراً من عطر آل البيت.
كيف ترى دور الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؟
- قامت الهيئة الهندسية بدور عظيم وأكثر من رائع وجددت 40 مسجداً لآل البيت فى مصر، وإعمار مساجد السيدة نفيسة والحسين والسيدة زينب.
ما الأهداف التى يسعى المشروع لتحقيقها؟
- جذب السياحة الداخلية والخارجية وإظهار اللمسة الجمالية بالمبانى الأثرية. كما أن المشروع يستهدف تطوير شارع عبدالمجيد اللبان ويتمثل فى إعادة التأهيل العمرانى للشارع لأنه يُعتبر المحور الرئيسى لسير المركبات «الطفطف» لعمل جولة بمسار آل البيت تربط بين مساجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة.
كما أنه تمت إعادة تصميم الساحة المجاورة لمسجد السيدة زينب، بشارع بورسعيد، حيث إن مسجد السيدة زينب ذو طابع معمارى مميز، كذلك تم تطوير شارع السد وساحة السد، بداية مسار آل البيت ونهايته، فالمسار يبدأ من مسجد السيدة زينب وينتهى عند مسجد السيدة عائشة، حيث إنه قد تم التنسيق بين مؤسسات المجتمع المدنى المشاركة فى دعم هذا المشروع.
وتم تنفيذ بعض مراحل التطوير به، والجهات التى يتبعها، مثل مشروع تطوير مسجد السيدة عائشة التابع لوزارة الأوقاف، ومشروع منتزه الخليفة التابع لوزارة الإسكان، إضافة إلى شارع عبدالمجيد اللبان الذى تولى رصفه وتطويره حى الخليفة، وأيضاً تطوير مسجد السيدة رقية الذى قامت به وزارة الإسكان، وخفضت منسوب المياه الجوفية، وقد قامت بتنفيذه شركة الصرف الصحى، كما قامت وزارة الآثار برفع كفاءة بعض الأماكن الأثرية بشارع الأشراف.
ماذا عن تطوير المساجد التاريخية؟
- هذا طبيعى، لأن مسار آل البيت يربط بين مساجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة، مروراً بباقى مزارات آل البيت بشارع الخليفة أيضاً، وهى منطقة تعج بالآثار التاريخية المهمة، مثل مسجد ابن طولون ومتحف جاير أندرسون، مروراً بقبة شجرة الدر وكذلك منتزه الخليفة التراثى البيئى ومسجد السيدة نفيسة ومسجد السيدة رقية وضريح محمد الأنور، الذى يُعتقد أنه من نسب النبى عليه الصلاة والسلام وقبة الأشراف ومقام السيدة جوهرة ومقام سيدى الحناوى.
الاهتمام بالتطويربعد توجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بتطوير مساجد آل البيت توافدت المؤسسات المدنية والحكومية، وعلى رأسها وزارة الأوقاف ونقابة الأشراف وغيرهما، للمشاركة فى المشروع، حيث بدأت مؤسسة «مودة» فى تطوير مسجد السيدة عائشة، ليشمل إعمار ونظافة وفرش وتطوير وتشغيل المسجد، وتم إسناد عملية التطوير لبيت خبرة أشرف على تطويره وإعماره ونظافته لمدة ٥ سنوات، وأيضاً إشراك مؤسسة «مساجد» فى تطوير مساجد «آل البيت»، وإدارتها من حيث الأمن والنظافة والصيانة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مساجد آل البيت مسجد السيدة زينب مصر بلد الأمن والآمان البهرة مسار آل البیت مساجد السیدة السیدة نفیسة السیدة عائشة السیدة زینب مسجد السیدة
إقرأ أيضاً:
تزامنا مع الاحتفال بمولدها.. معلومات مهمة عن السيدة زينب ورحلتها إلى مصر حتى وفاتها
يحتفل الآلاف من مريدي واتباع الطرق الصوفية ومحبي آل البيت في مصر والعالم الإسلامي، اليوم الثلاثاء بمولد السيدة زينب رضي الله عنها.
ونرصد في هذا التقرير معلومات مهمة عن السيدة زينب بنت السيدة فاطمة رضي الله عنهما.
هي السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها، وأمها: السيدة فاطمة البتول، بضعة سيدنا الرسول، وأبوها: سيف الله الغالب سيدنا عليُّ بن أبي طالب رضى الله عنه، وجدتها: السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله تعالى عنها، وأخواها الشقيقان: الإمام أبي محمد الحسن، والإمام أبي عبد الله الحسين رضي الله عنهم جميعًا.
وُلدت السيدة زينب، بعد مولد الحسين بسنتين، ويقال أن كلاهما ولد في شهر شعبان، أمَّا هي ففي السنة الخامسة أو السادسة للهجرة، فعاصرت إشراق النبوة عِدَّةَ سنوات، وسَمَّاهَا الرسول «زينب»؛ إحياءً لذكرى ابنته (السيدة زينب) ومعنى زينب: الفتاة القوية المكتنزة الودودة العاقلة.
واشتهرت السيدة زينب بجمال الخِلقة والخُلُقِ، اشتهارها بالإقدام والبلاغة، وبالكرم وحسن المَشُورَةِ، والعلاقة بالله، وكثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها في الرأي، ويأخذون بمشورتها؛ لبُعْدِ نظرها وقوة إدراكها.
تزوجت بابن عمها عبد الله بن جعفر (الطيَّار) بن أبي طالب، وكان عبد الله هذا فارسًا شهمًا نبيلًا كريمًا، اشتهر بأنه (قطب السخاء)، وهو أول طفل ولد أثناء الهجرة الأولى بأرض الحبشة، وهو يكبُر (زينب) بخمس سنوات؛ أي إنه عاصر إشراق النبوة عشر سنوات، ومنه أنجبت ذكورًا وإناثًا، ملئوا الدنيا نورًا وفضلًا، وهم: جعفر، وعلي، وعون الكبير، ثم أم كلثوم، وأم عبد الله، وإليهم ينسب الأشراف الزَّيَانِبَة، وبعض الأشراف الجعافرة.
ولمَّا خرج الإمام الحسين رضى الله عنه في جهاد الغاصب الفاسد (يزيد بن معاوية) شاركته السيدة زينب في رحلته وقاسمته الجهاد، فكانت تثير حَمِيَّةَ الأبطال، وتشجع الضعفاء، وتخدم المقاتلين، وقد كانت أبلغ وأخطب وأشعر سيدة من أهل البيت خاصة، والنساء عامة في عصرها.
ولما استشهد سيدنا الحسين وساقوها أسيرة مع السبايا، وقفت على ساحة المعركة، تقول: «يا محمداه! يا محمداه! هذا الحسين في العراء، مزمَّل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه! هذه بناتك سبايا، وذريتك قتلى، تسفي عليها الرياح»، فلم تبقَ عين إلا بكت، ولا قلب إلا وجف.
كما كان لها مواقفها الجريئة الخالدة مع ابن زياد ومع يزيد، وبها حمى الله فاطمة الصغرى بنت الحسين من السبي والتَّسَرِّي، وحَمَى الله عليًّا الأصغر زين العابدين من القتلِ، فانتشرت به ذرية الإمام الحسين، واستمرَّت في الثورة على الفساد ولا تزال، ولقبت زينب بلقب (بطلة كربلاء زينب).
رحلتها السيدة زينب إلى مصر
وَلَمَّا أعادوها رضي الله عنها إلى المدينة المنورة بعد أن استبقَوا رأس الحسين بدمشق ليطوفوا به الآفاق؛ إرهابًا للناس، أحسُّوا بخطرها الكبير على عَرْشِهِم، فاضطروها إلى الخروج، فَأَبَتْ أن تخرج من المدينة إلا محمولة، ولكن جمهرة أهل البيت أقنعتها بالخروج، فاختارت مصر لما علمت من حب أهلها وواليها لأهل البيت.
فدخلتها في أوائل شعبان سنة 61 من الهجرة، ومعها فاطمة وسكينة وعلي أبناء الحسين، واستقبلها أهل مصر في (بُلْبَيْس) بُكَاةً معزِّين، واحتملها والي مصر (مسلمة بن مخلد الأنصاري) إلى داره بالحمراء القُصوى عند بساتين الزهري (حي السيدة الآن).
وكانت هذه المنطقة تسمى (قنطرة السباع) نسبة إلى القنطرة التي كانت على الخليج المصري وقتئذ، فأقامت بهذه الدار أقل من عام عابدة زاهدة تفقه الناس، وتفيض عليهم من أنوار النبوة، وشرائف المعرفة والبركات والأمداد، حيث توفيت في مساء الأحد (15 من رجب سنة 62هـ)، ودفنت بمخدعها وحجرتها من دار (مَسْلَمَةَ) التي أصبحت قبتها في مسجدها المعروف الآن. وقد توفيت، وهي على عصمة زوجها (عبد الله)، وأمَّا قصة طلاقها منه فكذب من وضع النواصب (خصوم أهل البيت)، أو هي على أحسن الأحوال وَهْمٌ واختلاط وتشويش على أهل البيت من المتمسلفة.
كان المسجد الزينبي الذي هو بيت أمير مصر مَسْلَمَةَ بن مخلد قائمًا على الخليج المصري، عند قنطرة على الخليج كانت تسمى (قنطرة السباع)؛ لأنها كانت مُزَيَّنَةً من جوانبها بسباع منحوتة من الحجر، ولما رُدِمَ الجزء الذي عليه القنطرة من الخليج زالت القنطرة فاتَّسَعَ الشارع، وظهر مسجد السيدة بجلالِه وتوالت التجديدات عليه، وقد أنشئ هذا المسجد في العهد الأموي، وزاره كبار المؤرِّخِين وأصحاب الرحلات.
ومشهدها ترياقٌ مجرَّبٌ، ترفع فيه التوسلات إلى الله، وتستجاب فيه الدعوات، وأمَّا ما قد يكون فيه أحيانًا -كما يكون في غيره- من بعض المخالَفَات لظاهر الشرع الشريف؛ فهو من أثر الجهل، الذي يخفف من سوئه حسن نية أصحابه وسلامة اعتقادهم، والحمد لله.
ويجب أن تسمى الأشياء بأسمائها، فلا يُسَمَّى الجهل شركًا ولا كفرًا، وأمَّا من ينكرون وجود قبرها بمصر فهم خصوم أهل البيت الذين يكرهون أن يحيا لهم ذكر، أو يعرف لهم قبر، ولا اعتبار لأقوالهم على الإطلاق بعد أن ألزمناهم الحُجَّةَ التي لا تدفع بالتهريج والغل الدفين.