جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-21@10:30:19 GMT

إغلاق مدرسة حفوف بولاية ضلكوت

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

إغلاق مدرسة حفوف بولاية ضلكوت

 

 

علي بن سالم كفيتان

تَوَاصَل معي بعضُ المشايخ والأهالي من منطقة حفوف بولاية ضلكوت، مُستنجدين بقلمي لتأجيل إغلاق مدرستهم التي أُقِيمت على سفح جميل يُطلُّ على بحر العرب، تتحلق حوله قرية حفوف الحالمة على سهل منبسط، ومساكن جميلة ومُروج خضراء، ويُكمل صرحُ المدرسة والجامع وخزان الماء المعلَّق بهاءَ وجمال الصورة، فحسب الروايات التي يتناقلها الناس، فإنَّ المدرسة أُقِيمت على أول موقع هبطت فيه الطائرة العمودية التي أقلَّت السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثَراه- إلى المناطق التي تمَّ استعادتها من ثوَّار ظفار في منتصف سبعينيات القرن الماضي؛ فأمر السلطان قابوس وقتها بإنشاء المدرسة، وأن يقام الجامع وتُحفر البئر، لإغاثة الناس وتعليمهم وتثقيفهم، ولترسيخ الصورة الذهنية للنصر العادل الذي قاده هذا الرجل العظيم رحمة الله تغشاه.

الحقيقة الماثلة أمامنا اليوم في المناطق الحدودية، وبالأخص ولاية ضلكوت، هي هجرة عكسية للسكان إلى مركز المحافظة بولاية صلالة؛ لأسباب كثيرة؛ أبرزها: عدم وجود محفزات للبقاء، مما خلق واقعاً جديداً زاد فيه عدد العمالة الوافدة التي تخدم قطعان المواشي، ونزوح السكان الأصليين، وهذا بلا شك لا يخدم التوجُّه الذي تتبناه الحكومة؛ والمتمثل في: إبقاء الناس في مناطقهم، وتقديم كافة الخدمات الأساسية لهم، وهذا بدوره يضعنا أمام حقيقة عدم مقارنة عدد الطلبة والكادر التعليمي والمنشأة المدرسية والكلفة التشغيلية؛ فالوضع هنا يختلف تماماً عن الوضع في أيِّ منطقة أخرى، وربما الصورة الأجمل هي أن هذه المدارس -ومنها مدرسة حفوف- يعمل بها كادر يقدم خدمات النظافة والحراسة والنقل والتموين من سكان المنطقة؛ وبالتالي لا يُنظر للمدرسة هنا من زاوية واحدة، بل يجب النظر لها من زوايا عدة؛ بما فيها: ترسيخ الاستقرار، والإبقاء على المواطنين هناك، فهذا الهدفُ يتعدَّى الجانب التعليمي إلى الأمني، ولهذا ننظر بتفاؤل كبير، ونتوقع الدعم الذي عهدناه دائما من المديرة العامة للتربية والتعليم في ظفار فهي سيدة أثبتتْ جدارتها لقيادة دفة المؤسسة في ظفار، وتعلم جيدا ما أشرنا إليه من أبعاد، ولدينا أمل في تجاوب معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم للإبقاء على المدرسة التي كانتْ المحطَّ الأول للطائر الميمون للسلطان الخالد بعد النصر في ضلكوت.

ونتوقَّع كذلك دعم مكتب صاحب السمو السيد محافظ ظفار في هذا الشأن لإيجاد واقع جديد لهذه المنطقة الجميلة والحساسة في الوقت عينه؛ فالأمر كما ذكرنا يتخطَّى حسابات الربح والخسارة إلى واقع أشمل وأوسع يهدف لإعادة إعمار ضلكوت، وربطها بشبكة طرق حديثة، وتوفير جميع الخدمات وعودة سكانها إليها، وهذا يدعم الثبات على عدم التخلي عن المنشأة وإغلاقها فحسب، علمًا بأنَّ الأهالي قدَّموا التماسًا إلى الوزارة، وكذلك لصاحب السمو السيد المحافظ للإبقاء على سير التعليم بمدرسة حفوف؛ فإغلاق المدرسة سيحرم المجتمع المحيط بها من الخدمات التي كانت تُقدِّمها، وسيصبح موظفو المدرسة على محك الانتقال لمدارس بعيدة أو الاستقالة، أو إنهاء عقودهم، وهذا محفز قوي لهجرة من تبقَّى في المنطقة، في الوقت الذي نحن في أمسِّ الحاجة فيه لبقاء الناس هناك.

زَارَ ضلكوت نهاية هذا الأسبوع الكثيرُ من الناس؛ فهي بوابة الخريف الأولى في ظفار، وهي أول ما يحمل تباشير الربيع بمحاصيلها المتعددة، نُقِلت إليَّ الصور التي التقطها نشطاء التواصل الاجتماعي، ومنها صورة حالمة لقرية حفوف وهي مخضرَّة وقطعان الأبقار ترعى بهدوء وسكينة، ولا يكتمل المشهد إلا بشموخ الجامع والمدرسة اللذين شكَّلا أيقونةَ المكان؛ فهذه المدرسة ليست مجرد مبنى حكومي، بل هي ذكريات جميلة مع السلطان الراحل -رحمه الله- فقد تخرَّج فيها كوكبة ممَّن يحملون اليوم شهادات عليا، ويديرون مؤسسات حكومية وخاصة، وبعضهم وصل لمناصب مرموقة في سُلَّم الجهاز الإداري للدولة، وعدد منهم أصبحوا من كبار القادة والضباط العسكريين والأمنيين في البلاد، ومن هذا المرج الجميل وأكنافه خرج أعضاء لمجلس الشورى ومجلس الدولة والمجلس البلدي، فكيف بنا اليوم نغلق المدرسة. هذه الصور بلا شك لا تتناسب مع رؤية "عُمان 2024" الواعدة، كما لا تتوافق مع مستهدفات المحافظة التي يقودها صاحب السمو السيد محافظ ظفار بكل ثقة واقتدار لإيجاد قيمة مضافة لظفار.. فهل سيُعاد النظر في عودة الطلبة لمدرسة حفوف؟ هذا ما نتمنَّاه.

وحفظ الله بلادي...،

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بـ 17.57 مليون جنيه.. محافظ الغربية يفتتح مدرسة محمد أغا الإبتدائية في المحلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتح اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، صباح اليوم ، مدرسة محمد أحمد أغا الابتدائية بمدينة المحلة الكبرى بتكلفة إجمالية بلغت 17.57 مليون جنيه وذلك ضمن الجهود المستمرة لتخفيف مشكلة الكثافة الطلابية وتحسين البيئة التعليمية في المحافظة، بما يعكس التزام المحافظة بتقديم تعليم متميز لأجيال المستقبل، جاء ذلك بحضور الدكتور محمود عيسى نائب المحافظ ، العميد أركان حرب وائل فتحي المستشار العسكري ،النائب أحمد بلال عضو مجلس النواب ،النائب أحمد الشعراوي ،المهندس ناصر حسن وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية ،المهندس محمد سلامة مدير هيئة الأبنية التعليمية بالغربية  ، أحمد المغاوري رئيس حي ثان المحلة .

وعقب الافتتاح وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمدرسة وسط سعادة الأهالي استمع المحافظ والحضور إلى شرح من مدير هيئة الأبنية التعليمية بالغربية عن المدرسة المقامة على مساحة 1537,92 م2 وأشار محافظ الغربية إلى أن هذه المدرسة الجديدة تمثل حلًا عمليًا لمشكلة الكثافة الطلابية في المحلة ، حيث تتسع لاستيعاب أعداد كبيرة من الطلاب ، موزعين على 16 فصلًا دراسيًا. وقال: “نحن نعمل جاهدين لتخفيف العبء على المدارس الحالية التي تعاني من كثافة كبيرة، وذلك بتوفير مدارس جديدة تسهم في تحسين جودة التعليم وتقديم بيئة تعليمية أكثر أمانًا وملائمة للطلاب

وأضاف: “هذه المدرسة ليست مجرد بناية، بل هي إضافة نوعية للنظام التعليمي في المحلة، فهي مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية والتقنية مثل معامل الحاسوب والمكتبة والتي ستكون داعمًا كبيرًا للتعليم والمناهج الدراسية”. وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة شاملة لتطوير التعليم في المحافظة، بما يعزز من جودة العملية التعليمية ويواكب التطورات العالمية في هذا المجال.

وقام المحافظ بجولة ميدانية شاملة داخل المدرسة للاطلاع على التجهيزات والمرافق التعليمية واستمع المحافظ إلى آراء المعلمين والإداريين وأولياء الأمور وأكد على أهمية تقديم بيئة تعليمية متميزة للطلاب. وأشاد بالجودة العالية للتجهيزات التعليمية الموجودة بالمدرسة، مثل معامل الحاسبات والمكتبة الرقمية وقاعات الأنشطة المتعددة، وأكد أن هذه المرافق تسهم بشكل كبير في تحسين العملية التعليمية.

ولم يقتصر أثر افتتاح المدرسة على الطلاب فقط، بل امتدت الفرحة للأهالي في مدينة المحلة الكبرى، الذين عانوا لفترة طويلة من مشكلة الكثافة الطلابية في المدارس القديمة، وعبر الأهالي عن فرحتهم مؤكدين ان أطفالهم يستحقون بيئة تعليمية جيدة، وهذه المدرسة توفر لهم ذلك موجهين الشكر لكل من ساهم واستجاب لمطالبهم وسارع لإنشاء مثل هذه المدرسة الحديثة” مؤكدين أن هذه الخطوة تعكس حرص الدولة على الاهتمام بالتعليم وتقديم الدعم اللازم للطلاب والمعلمين.

وأشاد اللواء أشرف الجندي بدور المجتمع المحلي في دعم هذا المشروع، قائلاً: “المجتمع المحلي كان له دور كبير في إنجاح هذا المشروع، من خلال تعاون الجهات التنفيذية مع الأهالي وأولياء الأمور. نحن نؤمن بأن الشراكة المجتمعية هي مفتاح النجاح لأي مشروع تعليمي.

كما دعا المحافظ إلى مزيد من التعاون بين جميع الأطراف المعنية من أجل استمرار تطوير التعليم في الغربية، مشددًا على أهمية العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المحافظة.

IMG-20241218-WA0063 IMG-20241218-WA0060 IMG-20241218-WA0061

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • ما الذي يحدث؟.. تسريح 35 ألف عامل في ألمانيا
  • ختام فعاليات "يوم في مدرستي لبناء شخصيتي" في قنا
  • «STEM قنا».. مدرسة تجمع بين التميز العلمي والتنمية النفسية «صور»
  • إيلون ماسك يفتتح مدرسة بالقرب من عملياته التجارية في تكساس
  • لإصابة نجله.. ولي أمر تلميذ يحرر محضرًا ضد مديرة مدرسة بالفيوم
  • بسبب إصابة تلميذ.. تحرير محضر ضد مدرسة بالفيوم
  • لإصابة تلميذ.. تحرير محضر ضد مديرة مدرسة بالفيوم|صور
  • محافظ الغربية يفتتح مدرسة محمد أحمد أغا الإبتدائية بالمحلة
  • بـ 17.57 مليون جنيه.. محافظ الغربية يفتتح مدرسة محمد أغا الإبتدائية في المحلة