بوابة الوفد:
2024-07-28@21:11:50 GMT

خلط الأوراق

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

ينظر البعض إلى التخطيط والإدارة باعتبارهما وجهان لعملة واحدة. والواقع أن هناك فرقًا كبيرًا بين هذا وذاك، فالتخطيط يُركز على تحليل الواقع ووضع رؤية وأفق له لتحقيق الأهداف المرجوة، أما دور الإدارة فيُركز على تحديد الإجراءات والخطوات الواجب إنجازها لتحقيق ذلك المرسوم لها فى الخطط وصولاً إلى الهدف. ولا يمكن أن ينجح التخطيط إلا من خلال هؤلاء المديرين القائمين على التنفيذ ، هؤلاء الذين لديهم قاعدة راسخة بالإدارة وكيفية اختيار المعاونين لهم فى مرحلة التنفيذ حتى لا تقع المؤسسة التى يُديرونها للمخاطر والخسائر وتبتعد عن تحقيق الأهداف التى فى الغالب تم إنشاؤها لهذه الأهداف ، وأكبر مشكلة تُصادف التخطيط هؤلاء المديرين الذين يجدون فى أنفسهم أنهم أكبر قدرة على تحديد الأهداف ويبتعدون عن الخطة ، الأمر الذى يزيد من التكاليف وتكالب ديون  المؤسسة ، ولا يجدون من يوقفهم عن التمادى فى هذا العمل ، فهم مؤمنون بأنهم أكبر فهماً بكل شيء فى هذه المؤسسة لاتخاذ الأهداف ويهملون ما هو مخطط لها ، ويراهنون على أفكارهم الشخصية، الأمر الذى يترتب عليه إعلان فشل المؤسسة بسبب تصرف شخص يخلط بين الإدارة والتخطيط .

لم نقصد أحدًا!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسين حلمى خلط الأوراق الأهداف المرجوة

إقرأ أيضاً:

رسالة إلى "يوسف" شهيد الوطن والواجب

 

 

د. يحيى بن ربيع النهدي

لم يكن يومًا كسائر الأيام على هذا الوطن؛ فقد خيم الحزن فيه على عُمان قاطبة، حزن يصحبه سخط وغضب على ثلة ممن نحسبهم بشر، وهم ليسوا كذلك، متعصِّبين ماتت ضمائرهم ففعلوا فعلتهم المقيتة؛ فقضوا بدم بارد على أرواح أبرياء، وأنهوا بذلك عداد أيامهم تاركين وراءهم أمًّا وأبًا يبكون قرة عين لهم، زوجةً ستفتقد من كان سندًا وسكنًا لها، أطفالًا تيتموا وحرموا من حنان الأبوة، جميع هؤلاء سوف تسهر أعينهم الليالي وستبيض من الحزن على فراق أحبابهم. من بين هؤلاء الشهداء الذين راحوا ضحية هذا الاعتداء الغاشم وغير الآدمي، الشاب "يوسف" ولد حارة "المزرع - سمائل"-شهيد الوطن والواجب- الذي لبّى النداء مع زملائه من رجال شرطة عمان السلطانية البواسل. خرج يوسف من بيته ليبدأ "شفته المسائي" مودعًا أهله، محتضنًا ابنه، تاركًا قبلة على وجنته على وعد أن يلقاه ويلقاهم، ولم يكن في الحسبان أن يكون هذا هو الوداع الأخير؛ فقد تربصت به ريب المنون، فلم يرجع يوسف وإنما رجع جثمانه مسجى في ثوبه الأبيض؛ ليُلقي أحبابه عليه نظرة الوداع الأخيرة.

يوسف أيُّها الشهيد، أن تموت شجاعًا وأنت في ميدان الورى تذود عن الوطن الغالي هو شرف كبير لك ولمن تركت بعدك، وأن تموت شهيدًا هي غاية كلِّ حيٍّ، ولا ينالها إلا من أكرمه الله واختاره أن يكون بجواره حيًّا يرزق. محظوظٌ أنت أيُّها العزيز؛ لأنك ودَّعت دنياك؛ لتكون قريبًا من ربك، فقول الله تعالى فيك وفي أمثالك واضح وصريح، حيث قال جلَّ وعلا في محكم كتابه "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (آل عمران– 169)، فهنيئًا لك هذه المنزلة العظيمة وأنت إلى جوار ربك، وهنيئا لأهلك لما خلَّفت لهم من مجد وعزة وفخر، فلا يساورني شك– رغم فداحة الحدث، حيث لا وجع أشد من فقد الولد– بافتخار أبويك بك؛ فقد تركت لهم إرثًا لن يُنسى بتسطيرك ملحمة تاريخية ستبقى الأجيال تتناقلها مثل ما تناقلوا ملاحم الأبطال من قبلك، وبفعلتك المشرفة هذه ستبقى حيًّا رغم موتك، فأنت ممن قال فيهم الإمام الشافعي– رحمه الله: "قد مات قوم وما ماتت فضائلهم، وعاش قوم وهم في الناس أموات".

يوسف أيُّها الشهيد، كنت أنت البطل في هذه المأساة، كنت أنت الضحية مع غيرك من الشهداء، كنت أنت من قلب الطاولة على هؤلاء البغاة المعتدين؛ فلم يكن في حسبانهم أن تكون النتيجة عكسية؛ فقد كانت ردات فعل هذا الشعب الأبي على الحادثة كلها مقتًا وسخطًا على من نفذها، رافضين كلَّ ما من شأنه أن يمس وحدة أهل عمان وترابطهم، غالقين الباب في وجه من أراد بهذا الوطن سوءًا.

يوسف أيها الشهيد، استحضرني موتك قصة موت "بجير" ابن الحارث بن عباد– سيد قومه– "بجير" الذي قتله "المهلهل" انتقامًا لمقتل أخوه "كليب" في القصة المعروفة عن الحرب التي وقعت بين بكر، فلما بلغ الحارث مقتل ابنه قال عبارته المشهورة: "نعم القــتـيل بجير، قد أصلح الله به بين الحيين"، أي بين القبيلتين المتنازعتين. أنت كذلك يا يوسف، نعم القتيل الذي موته- وإن كان أليمًا– لن يمر مرور الكرام؛ فستستسقى منه العبر، وسيكون بداية الطريق نحو تطوير المنظومة الأمنية ورفع كفاءتها، وعلى مستوى الأسرة، سيدرك كل أب وأم أن انخراط الأطفال في التقنية المفرطة سيكون له أثر سلبي مخيف، دائما يكون ضحيته الجميع؛ وبذلك ستراجع الأسر طريقة تربية أبنائها. وعموما استشهادك يا يوسف أتاح المجال لخلق صحوة على جميع الأصعدة، وبذلك كنت أنت الضحية بحكم أنه لا إصلاح بدون ضحايا.

حادثة الوادي الكبير أثبتت أن رجال الشرطة البواسل هم شجعان هذا الوطن، يقومون بواجب حماية كلِّ من يسكن في هذه الأرض الغالية على أكمل وجه، مضحين بأرواحهم شهداء لعمان وأهلها؛ فوظيفة الشرطي هي وظيفة صعبة، تراه متصبِّبًا عرقًا يقوم بالواجب والشمس في كبد السماء، كلنا نتذكر رجال الشرطة الشجعان أيام الوباء وأيام الحضر وهم يحرسون الشوارع ليل نهار واقفين تحت شمس لاهبة لا يطيقها أحد منا ولو للحظات. كلنا يلاحظ رجال الشرطة راجلين أو راكبين يطوفون الشوارع ليل نهار ساهرين على أمننا. ومهما سطرت الكلمات لوصف مآثر هؤلاء الشجعان؛ فلن يكون للقلم والقرطاس مكان.

وفي اعتقادي، أنَّ أفراد الشرطة هم في حاجة إلى تحفيز ماديٍّ أكبر، وأن يكون هذا التحفيز الأفضل بين كلِّ الوحدات سواء كانت مدنية أو عسكرية مقابل العبء الكبير الذي يتحمله أفراد هذا الجهاز؛ لصنع الأمن والأمان في هذا الوطن الغالي.

اللهم احفظ عمان وسلطانها وشعبها من كل متربص حقود ناكر للمعروف جحود، اللهم أشغل من أراد بهذا البلد سوءًا بنفسه وردَّ كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا رب العالمين. اللهم آمين.

مقالات مشابهة

  • خبير بناء مراكز البيانات: الذكاء الاصطناعي أقوى من "جوجل" ويستخدم طاقة أكبر
  • مقاتلة المخدرات
  • رسالة إلى "يوسف" شهيد الوطن والواجب
  • بعد الهزيمة أمام أوكرانيا.. هذه هي حسابات تأهل المنتخب الأولمبي إلى الدور القادم
  • ماذا يحتاج منتخب مصر للتأهل للدور القادم من الأولمبياد؟
  • “ذا كريدل” الأمريكية: قوات صنعاء حطمت سمعة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر
  • صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية : قوات صنعاء حطمت سمعة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر
  • ارفعوا أيديكم عن الوفد
  • صحيفة أمريكية: قوات صنعاء حطمت سمعة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر
  • غلطة سراي يسعى للتعاقد مع زينيت سانت ويقدم عرضًا مذهلاً