يعدّ القطاع اللوجستي من أهم القطاعات الاقتصادية التي توليها سلطنة عمان اهتماما كبيرا، وذلك ضمن رؤيتها المستقبلية 2040 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وتتميز البنية الأساسية في القطاع بضخامتها وتطورها المستدام، وتدعمها كوادر وطنية ذات كفاءة عالية، لتتبوأ سلطنة عمان مركزا لوجستيا مهما في المنطقة.

وتشمل البنية الأساسية الموانئ الرئيسية كميناء صحار وميناء صلالة وميناء الدقم، التي تتمتع بمواقع استراتيجية على خطوط الملاحة البحرية، بالإضافة إلى المطارات الدولية، كما تتوفر في سلطنة عمان شبكة ذات مواصفات عالمية من الطرق التي تربط بين الموانئ والمناطق الحرة والأسواق الداخلية والخارجية.

وتشهد البنية الأساسية في القطاع تطورا ملحوظا وتحسينا مستمرا، متضمنة توسيع وتحديث الموانئ كميناءي صحار وصلالة خلال الفترة الراهنة؛ الذي بدوره يسهم في رفع الطاقة الاستيعابية لها، وتسهيل عمليات تفريغ وتحميل البضائع بكفاءة عالية، وتخفيف الزمن وتكاليف الشحن وتعزيز جاذبية سلطنة عمان كمركز لوجستي عالمي.

وعمدت سلطنة عمان إلى تحسين الطرق، وتقديم خدمات لوجستية متكاملة ومتطورة. وخلال الفترة الماضية، قامت مجموعة أسياد بإطلاق خدمات جديدة في مجال وكالات الشحن، وحلول التخزين، وسلاسل التبريد، والشحن الجزئي.

وتواصل مجموعة أسياد الذراع اللوجستي والمزود العالمي للخدمات اللوجستية المتكاملة في سلطنة عمان، جهودها نحو بناء القدرات اللوجستية المحلية، وتقديم خدمات متكاملة، واضعة نصب عينيها التوسع الإقليمي والعالمي في المرحلة القادمة، وتقدم المجموعة حاليا خدماتها البحرية عبر منظومة تضم أسطولا متنوعا من الناقلات البحرية التي يتجاوز عددها 80 ناقلة، وبشبكة نقل بحري تربط موانئ سلطنة عمان بأكثر من 80 ميناء تجاريا في أكثر من 40 دولة حول العالم.

دعم النمو

ويؤدي القطاع اللوجستي دورا مهما في دعم النمو الاقتصادي في سلطنة عمان من خلال تمكين تدفق البضائع والخدمات بكفاءة، مما يسهم في زيادة الاستثمارات وتعزيز الصادرات وتحسين التواصل التجاري الدولي، حيث ارتفعت قيمة صادرات سلطنة عمان إلى 4.4 مليار ريال عماني وبنسبة 19.5% بنهاية فبراير الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، كما صعدت قيمة عمليات إعادة التصدير إلى 247 مليون ريال عماني وبنسبة 8.9%، وارتفعت قيمة إجمالي الواردات السلعية المسجلة إلى 2.7 مليار ريال عماني وبنسبة 17.4% بنهاية فبراير الماضي، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2023م والبالغة 2.3 مليار ريال عماني.

وشهدت مجموعة أسياد خلال الأعوام الماضية تحولا ماليا إيجابيا ومستداما، حيث سجلت معدل نمو سنوي مزدوج في الإيرادات والأرباح نتيجة للجهود المبذولة في تعزيز الأداء التجاري والتشغيلي للأصول والشركات التابعة وربطها لتقديم حزمة شاملة من الحلول اللوجستية، وارتفعت مساهمة المجموعة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 241.8 مليون ريال عُماني في عام 2022م.

حضور عالمي

وتبذل مجموعة أسياد جهودا ملموسة لتوفير حلول لوجستية مرنة ومستدامة، من خلال تصميم وتفعيل نموذج أعمال شامل، حيث أثمرت هذه الجهود زيادة متوسط نسبة الإشغال في مستودعات المجموعة بنسبة 75% بنهاية عام 2023، مقارنة بنسبة 55% في العام السابق، وتمكنت المجموعة من تنفيذ أكثر من 2000 شحنة من مختلف المنافذ البرية والبحرية والجوية.

وعززت المجموعة حضورها التجاري العالمي من خلال افتتاح مكتب أسياد للنقل البحري في سنغافورة لضمان وجودها التجاري في أكبر مراكز الشحن عالميا، ويدير المكتب حاليا أسطولا بحريا مكونا من 15 سفينة لنقل المنتجات النفطية والمواد الخام وبإيرادات تقدر بأكثر من 24 مليون ريال عُماني خلال أول سنة من تأسيسه.

كما وقعت أسياد للنقل البحري عقدا بنهاية العام الماضي لتأجير ناقلتين للغاز الطبيعي المسال مع

الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال لمدة تزيد على 8 سنوات، ومن المتوقع أن يسهم هذا العقد في تحقيق قيمة محلية مضافة تبلغ أكثر من 300 مليون ريال عُماني.

وارتفعت أحجام مناولة البضائع عن طريق موانئ أسياد بنسبة 10% خلال العام الماضي مقارنة بعام 2022م، وأسندت المجموعة عقودا ومشتريات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات المحلية بقيمة 63 مليون ريال عُماني خلال عام 2023م، مشكلا ما نسبته 60% من إجمالي مشتريات المجموعة.

ميزات تنافسية

كما عززت المجموعة ميزتها التنافسية من خلال أصولها عالمية الطراز، التي تضم ثلاثة موان بحرية رئيسية، وميناء بري، ومنطقتين حرَّتين ومنطقة اقتصادية، مدعومة بشبكة طرق من الدرجة الأولى.

وتقدم المجموعة خدماتها البحرية عبر منظومة تضم أحد أكبر الأحواض الجافة في المنطقة مزودة بأحدث التقنيات المستخدمة في إصلاح مختلف السفن. وحققت أسياد للحوض الجاف صافي أرباح تراكمي تجاوزت 20 مليون ريال عُماني في الفترة من 2021 -2023م، وعززت الشركة عملياتها التشغيلية من خلال إضافة أول حوض جاف عائم لرفع الطاقة التشغيلية للحوض الجاف بنسبة 20%، وتعمل الشركة على تقديم خدمات نوعية، وإيجاد أكثر من مسار تسويقي.

حلول متكاملة

وتشمل الحلول اللوجستية المتكاملة التي تقدمها المجموعة خدمة أسياد إكسبريس والتي تضم مركز إنجاز وتوزيع بمقاييس عالمية تبلغ مساحته 3000 متر مربع، بالإضافة إلى خدمة التوصيل للميل الأخير وخدمة التوصيل السريعة المتاحة لمختلف المؤسسات والشركات. مزودة بشبكة إقليمية واسعة تضم 7 دول في منطقة الشرق الأوسط. إلى جانب خدمات سلاسل التبريد وخدمات وكلاء الشحن.

وتشارك بريد عُمان وأسياد إكسبريس، التابعة لمجموعة أسياد، في معرض سيمليس الشرق الأوسط 2024 الذي سيقام في دبي خلال الفترة من 14 إلى 16 مايو، حيث ستعرض خدماتها وحلولها اللوجستية والبريدية، وتأتي هذه المشاركة في إطار الجهود المستمرة لتوسيع انتشارها الإقليمي وتعزيز وصول خدماتهما إلى الأسواق العالمية.

وتلتزم مجموعة أسياد بتمكين القطاع الخاص وتعزيز القيمة المحلية المضافة من خلال مختلف البرامج والمبادرات التي تقدمها لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات المحلية إيمانا منها بضرورة تمكين القطاع الخاص في المجال اللوجستي لما له من دور في تعزيز تكاملية القطاع في سلطنة عمان.

ومن المتوقع أن يستمر القطاع اللوجستي في سلطنة عُمان في النمو والتطور مع تعزيز التعاون العالمي وتحسين البنية الأساسية، مما يسهم في دعم النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف رؤية «عُمان 2040» المتعلقة بالتنويع الاقتصادي والاستدامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ملیون ریال ع مانی القطاع اللوجستی البنیة الأساسیة فی سلطنة عمان مجموعة أسیاد ریال عمانی فی سلطنة ع من خلال أکثر من

إقرأ أيضاً:

مفتي عمان: اليمنيون واجهوا الاستكبار ولقنوا الصهيونية ومن وراءها دروساً لن ينسوها

يمانيون../
جدد مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي إشادته بموقف القوات المسلحة اليمنية المساند للشعب الفلسطيني.

وفي تدوينة له نشرها على حسابه بمنصة “إكس”، قال الشيخ الخليلي “لله در مغاوير اليمن الأبطال الذين واجهوا قوى الاستكبار بعزيمة تفت الصخر الصلاد، وتهد الشم الرواسي”.

ونوه الشيخ الخليلي إلى أن أحرار اليمن “لقنوا الصهيونية ومن وراءها دروساً لن ينسوها”.

وأشاد مفتي سلطنة بموقف حزب الله وجنوده الأبطال وكذلك المجاهدين في فلسطين الذين نصبوا للعدو الصهيوني الويل والموت الزؤام، موضحاً أن غزة العزة وشباب الضفة الغربية المحتلة يلقنون الصهيونية ومن وراءها الموت.

واستنكر الخليلي مواقف الجبناء والخونة الذين باعوا ضمائرهم فابتغوا العزة من عند غير الله.

مقالات مشابهة

  • مفتي عمان: اليمنيون واجهوا الاستكبار ولقنوا الصهيونية ومن وراءها دروساً لن ينسوها
  • مفتي سلطنة عمان: لله در مغاوير اليمن الأبطال الذين واجهوا قوى الاستكبار الصهيونية
  • تلفزيون سلطنة عمان.. وقصة طويلة لبناء الوعي
  • الانتهاء من 5 مشروعات وطنية بقيمة استثمارية تتجاوز 300 مليون ريال
  • «عدسة عمان»: إطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية العمانية خلال السنوات الـ5 القادمة
  • طرح 26 فرصة استثمارية بشمال الباطنة بمبلغ 83.4 مليون ريال
  • سفير البحرين: سلطنة عمان تشهد نقلة نوعية في كافة قطاعاتها
  • نُطلق اعلانات الشارقة للكتاب في سلطنة عُمان لأن القارئ العماني نهم
  • دكتورة عمانية تحصد جائزة المنظمة العالمية للفيزياء الطبية
  • اختتام أعمال دورة المفتشين الوطنيين والتدريب على رأس العمل لمراقبة الجودة