جلست مع أقاربى فى القاهرة خلال احتفائهم بالذكرى السنوية لوفاة ابن خالى. كانت الغرفة مليئة بمزيج من الحزن والترحيب، وتحولت المحادثة بشكل طبيعى إلى آلام وأوجاع الحياة وعن الموت وحسن المختتم.
عندما وصلت إلى القاهرة، جلبت لى الشوارع الصاخبة والمناظر المألوفة ذكريات مختلفة. استقبلنى أقاربى بدفء، محزونين لفقدانهم أحد أفراد العائلة الأعزاء ومسرورين لرؤيتى مرة أخرى.
كانت الخدمة الجنائزية أمرًا محزنًا، اتسمت بتمتمة الصلوات وصمت الدموع. شعرت بفقدان عميق وحزن، ليس فقط على موت ابن خالى، ولكن أيضًا على الوقت الذى قضيته فى الغربة بعيدًا عنه وعن بقية عائلتى.
لكن وسط الحزن، كان هناك أيضًا شعور بالدفء والحب. ألفيتنى بين أقارب لم أرهم منذ سنوات، وتعرفت على أفراد جدد فى العائلة، بما فى ذلك أبناء وأحفاد ابن خالى. أثارت محبتهم ولطفهم الشجن فيّ وأحسست براحة فى عناقهم.
وأثناء جلوسى معهم، وهم يتبادلون القصص والذكريات، أدركت أنه حتى فى مواجهة الخسارة، لا تزال هناك وفرة من الحب والفرح تنبعث من نظرات ولمسات أقاربى. كنت شاكرًا للوقت الذى قضيته معهم، وعرفت أنه بغض النظر عن المكان الذى تأخذنى إليه الحياة، سيكون أفراد عائلتى دائمًا مستعدين لاستقبالى فى بيوتهم العامرة.
وعاد الحديث عن كيف أن الحياة، مهما طالت، زائلة: مباهجها تمضى ومشتهايتها تذهب مع رياح الزمن، وكيف أن السعى وراء المكسب الدنيوى غالبًا ما يلهينا عن تثمين علاقاتنا الاسرية والانسانية.
شعرت بالامتنان لعائلتى، سواء لأولئك الذين عرفتهم منذ سنوات أو لأولئك الذين التقيتهم للتوّ. فى حزننا المشترك وتأمّلنا فى وجودنا، وجدت الطمأنينة والتقدير المتجدّد لجمال الحياة، حتّى وإن كان عابرا.
قال أحد أقاربى الأكبر سنًا: «الحياة غير مضمونة، دنيا غرورة، حلم عابر» ثم أضاف وهو يمسح على رأس طفل أمامه، «لذا وجب أن نقدّر قيمة كل لحظة لدينا.»
أثناء حديثنا عن الموت والحياة والنهاية، كان الصغار من أحفاد ابن خالى يركضون حولنا، يأكلون الشطائر ويشربون العصائر حلوة المذاق، ولايدركون الحزن المخيم علينا ولا أسبابه ولا الغرض من جلستنا الجماعية هذه.
كانت المفارقة مدعاة للتأمل: هل ستبدو الحياة وكأنها غير مبالية ورتيبة عندما نرحل، نحن الكبار، عنها؟ وفى هذه اللامبالاة الطفولية الكاملة بحياة وموت كل واحد منّا، هل يكمن أى عزاء لنا أن الحياة مستمرة بعدنا؟
عند عودتى كنت أجلس فى المقعد الخلفى فى السيارة وأتأمل فى هذا الخيط الهش الذى من خلاله نتمسك بالحياة، وأفكر فيما أودّ أن أتركه لمن أحبهم. ليس فقط الأشياء المادية ولكن معرفة ما هو جميل فى الحياة، وحب الأهل والأصدقاء والفرحة التى منحونى إياها.. والأمل فى أن يتذكرونى وأنا معهم فى الاوقات السعيدة المملوءة بأصوات الضحك وضجة المودة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القاهرة
إقرأ أيضاً:
يظهر على وجهه الحزن.. الحضري يلتقى العزاء في وفاة والدته|صور
تلقى عصام الحضري حارس مرمى منتخب مصر السابق العزاء وفاة والدته بعد تشييع جثمانها اليوم.
وقد تم تشيع الجثمان في مسقط رأس الفقيدة، حيث حضر عدد كبير من أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين .
ونشر عصام الحضري عبر الصفحة الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بيانا جاء على النحو التالي: “بسم الله الرحمن الرحيم.. الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون.. وانتقلت الى رحمة الله بعد صراع شديد و معاناة مع المرض أمي الغالية الحاجة نفيسة البحيري، اسأل الله تعالى أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته ويجعل مرضها شفيعا لها،، الله يرحمك يا أمي ويصبرنا على فراقك هتوحشيني وهينقصني دعاكي ليا بس اللي هيصبرني إنك أكيد بإذن الله في مكان أحسن يا حبيبتي.. اسألكم الدعاء و إنا لله و إنا إليه راجعون”.
وأعلنت أسرة الكابتن عصام الحضرى حارس منتخب مصر السابق ،تشييع جنازة والدته من كفر البطيخ بمحافظة دمياط،وتؤدى صلاة الجنازة في مسجد راشد عقب صلاة الظهر اليوم الأحد.
العلاقة بين عصام الحضرى والراحلة والدته كانت قوية وتعتمد على الاحترام المتبادل والحب والعطاء، حيث يمكن وصف العلاقة إلا بنموذج للبر بين الإبن والأم.
ولا يخفى على أحد أن عصام الحضرى حارس مرمى منتخب مصر السابق لا يتخذ أى خطوة هامة فى حياته إلا بالرجوع مهرولاً إلى الراحلة والدته، يطالبها بالدعاء له واستشارتها وعادة ما يتكرر ذلك عند مشاركته فى أى مباراة هامة يخوضها سواء مع فريقة أو مع منتخب مصر طوال مشواره الرياضى.