عربي21:
2024-07-01@16:33:13 GMT

العلاقة المباشرة بين مؤسسة تكوين وطوفان الأقصى

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

لم يكن غريبا ولا مفاجئا هذه المسارعة الفورية بتأسيس ما قيل عنه مؤسسة "تكوين الفكر العربي" في هذا التوقيت بالذات، وسيكون صعبا للغاية على أي متابع جيد لأجواء الشرق الأوسط اعتبار أن فكرة تأسيس هذه الهيئة هبطت فجأة على رؤوس المتنادين بها ذات مساء وردي بهيج، ولا علاقة لها بما يغلي به العالم كله ويفور مما يحدث في غزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر وانطلاق "طوفان الأقصى".

والتساؤل عن توقيت أي عمل أو فكرة أو مشروع، تساؤل منطقي بريء، بل وعلمي وضروري وهام.

* * *

وتجاهل عامل التوقيت إذا حدث، فسيكون مقصودا، للتعمية على أهدافه المعلنة وغير المعلنة، خاصة إذا كان عملا يعلن عن نفسه بديباجة مليئة بالأماني! تقول: "تعمل المؤسسة على تطوير خطاب التسامح، وفتح آفاق الحوار والتحفيز على المراجعة النقدية وطرح الأسئلة حول المسلّمات الفكرية، وإعادة النظر في الثغرات التي حالت دون تحقيق المشروع النهضوي الذي انطلق منذ قرنين".

أنت هنا تتحدث عن "التسامح" و"المسلّمات الفكرية" و"المشروع النهضوي"، رائع.. يقولون إن الواقع غالبا ما ينشد أهدافه، وهذا صحيح، وفي حالتنا هذه من يتطلع إلى هذه الأهداف في هذا الوقت الحرج الذي يمر به الشرق الأوسط ويغلي ويهدر بما نرى ونسمع؟ ثم ما نوع المعاناة من غيابها أصلا؟ بل وما هو المتوقع لها من نتائج وآثار في هذا التوقيت؟

أنت هنا تتحدث عن "التسامح" و"المسلّمات الفكرية" و"المشروع النهضوي"، رائع.. يقولون إن الواقع غالبا ما ينشد أهدافه، وهذا صحيح، وفي حالتنا هذه من يتطلع إلى هذه الأهداف في هذا الوقت الحرج الذي يمر به الشرق الأوسط ويغلي ويهدر بما نرى ونسمع؟ ثم ما نوع المعاناة من غيابها أصلا؟ بل وما هو المتوقع لها من نتائج وآثار في هذا التوقيت؟
وما هو هذا الحدث الطارئ (والمفترض أننا لا نعرفه!!) الذي طرأ على المنطقة العربية، والتي كان قد سبق ووصفها الشاعر الكبير نزار قباني (ت: 1988) بأنه من خمسين عاما وهو يراقب أهلها: "وهم يرعدون ولا يمطرون، وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون، وهم يعلكون جلود البلاغة علكا ولا يهضمون"؟

* * *

مصطلح "التسامح" هو الوليد الشرعي للحروب الدينية التي شهدتها أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، مع الصراعات الدموية الرهيبة بين الكاثوليك والبروتستانت، وانتهى بالكاثوليك إلى "التسامح" مع البروتستانت ثم تسامح البروتستانت معهم.

أين هو المجال العربي الذي يعاني مما يشبه ذلك، ويحتاج إلى نهوض فئة "مخلصة" منه "تتنادى" فيه بالتسامح، مثل ما فعل الشاعر الفرنسي بيير دى رونسار (ت: 1524م) في كتابه الشهير "ضروب البؤس"، والذي أهداه للملكة كاترين دي ميتشي (ت:  1589م) وقال فيه: إذا كان الدين المسيحي نفسه يحمل بذور كل هذا العداء أو ليس من الأفضل أن نعود للوثنية"؟!

إذا كان هناك ثمة "تسامح" مطلوبا حقيقة، ويحتاج إلى من يتنادى به فعليا، فهو بين النظام العربي الرسمي من الخمسينيات، وبين الشعوب العربية. إذا كان ذلك كذلك، واتخذ مسارا إلى هذا الهدف في خط سيره بين المجال العربي العام، وقام يدعو إلى ذلك ويبشر به يرجوه، فسيكون بالفعل شيئا مفيدا للغاية، ذاك الذي تقدمه هذه المؤسسة الوليدة للشعوب العربية.

* * *
الحديث عن "المسلّمات الفكرية" هو الملفت للنظر حقيقة في بعده البعيد عن الواقع، وانخراطه في تجارب بالية من ماضي سحيق خرج من نفس البيئة الأولى في أوروبا، والتي كانت تتنادى بأهمية زحزحة "الجسد الثقيل للكنيسة" عن موقعها القابض على الدين والدنيا
لكن الحديث عن "المسلّمات الفكرية" هو الملفت للنظر حقيقة في بعده البعيد عن الواقع، وانخراطه في تجارب بالية من ماضي سحيق خرج من نفس البيئة الأولى في أوروبا، والتي كانت تتنادى بأهمية زحزحة "الجسد الثقيل للكنيسة" عن موقعها القابض على الدين والدنيا في بدايات عصر التنوير وقيام الثورة الفرنسية (1789م).

أما أكثر كلمات الديباجة إثارة فهو الحديث عن ثغرات "المشروع النهضوي"، وأظن أنهم يشيرون هنا إلى التطور الذي واكب بدايات "الإحياء العربي" في منتصف القرن الثامن عشر، وزاد واتسع خلال القرنين التاسع عشر والعشرين مع إصلاحات محمد علي باشا (ت: 1849 م) في مصر والسودان والشام، وظهور حركات الإصلاح الإسلامي، وانتشار ثقافة "تكوين" الجمعيات والجماعات والأحزاب السياسية، وإحياء التراث وتحقيقه، والتفاعل الحضاري الناضج بين الأدب العربي والآدب الغربي وتطوير الخطاب اللغوي.. الخ.

* * *

وهذ الأمر حال دون اكتماله الاحتلالُ البريطاني والفرنسي، ثم الدولة الوطنية ما بعد خروجه. إذا كان كذلك، فالاحتلال خرج، وترك وراءه "إسرائيل" تقوم مقام الخفير على مصالحه كما يعلم تلاميذ المدارس، وليس هناك أي إشارة من قريب أو بعيد إلى ذلك، طبقا لما ذكره مجلس أمناء المؤسسة في رؤيتهم تلك، كما وأن معظمهم يرحبون بوجودها، ويهاجمون من يقاومها!

والأمر نفسه فيما يتعلق بالدور الرهيب للدولة الوطنية من الخمسينيات في إحداث وتوسيع هذه "الثغرات"، خاصة في مجال الحقوق والحريات، والتي هي ماء وهواء "الفكر الصحيح".

* * *

إذن ما هو المقصود من كل هذه التعبئة المفاجئة لتلك المؤسسة، خاصة وأن أغلب شخصياتها لم يُعرف عنهم أي حرص أو مشاركة فاعلة في تلك المراجعات بالغة الضرورة، سواء فيما يتعلق بإسرائيل، أو بالنظام العربي الرسمي بعد الاحتلال؟

هكذا.. سنرى بوضوح أن الموضوع لا علاقة له بأرض الموضوع، فإذا كنت تتحدث عن الماضي، فتاريخه ينطق به، وهذه هي عناوينه كما سبق.

وإذا كنت تتحدث عن المستقبل، فلم يجد أي "جديد" على ما قاله لنا نزار قباني في قصيدته الشهيرة "متى يعلنون وفاة العرب"، إلا "طوفان الأقصى"، رغم الومضة الخاطفة المختفية لأحداث "الصراخ العربي" في 2011م.. وهو "الجديد" الهادر الذي يحمل في أحشائه ألف ميلاد وميلاد، ليس فقط في إعادة ترسيم الواقع العربي، ولكن وهو الأهم، في إعادة تعريفه.

* * *
إنهم "الشباب" إذن، الذين رأوا في "طوفان الأقصى" الجرأة والشجاعة والقدرة، وإنه "الدين" الذي هو عماد "الفكر" الذي هدر منه هذا الطوفان
وهنا تكون الدائرة قد اكتملت، وعرفنا بما لا يدع مجالا للشك ماذا تريد مؤسسة "تكوين الفكر العربي" وإلامَ تهدف، والتي يقول عنها أحد مؤسسيها "إنها بداية التنوير الثقافي الذي يهدف إلى مخاطبة الشباب، مع تجديد الخطاب الديني، ومن يعاديهم يريد أن يبقى في الظلام"!

إنهم "الشباب" إذن، الذين رأوا في "طوفان الأقصى" الجرأة والشجاعة والقدرة، وإنه "الدين" الذي هو عماد "الفكر" الذي هدر منه هذا الطوفان.

* * *

الحديث له تفاصيل أخرى أكثرها "سطحي" و"تافه"، خاصة فيما يتعلق بأسماء كثير من المؤسسين، لكن الإشارة في العمل كله واضحة بل وتقفز قفزا من عبارات أصحابه، وتشير بأصابع مريبة إلى ما تتجهز له المنطقة العربية خلال السنوات القادمة احتواء وتحجيما للآثار الهائلة لـ"الطوفان".

خاصة وأن "هزيمة إسرائيل" تلوح الآن بوضوح بعد دخول رفح، هزيمة في حرب لم تعرفها من 75 سنة، كما قال وزير دفاعهم، وسيكون على التاريخ بعدها أن يراجع كل أوراقه، متسائلا: من فعلها؟

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفكر مصر مصر الاسلام الفكر مركز تكوين طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طوفان الأقصى تتحدث عن إذا کان فی هذا

إقرأ أيضاً:

يستغل الانتخابات الأمريكية ويحاول تجميل صورته.. نتنياهو يبحث عن «الجائزة الكبرى» وجملة مزايا في واشنطن!

يأتي اختيار بنيامين نتنياهو لموعد زيارته إلى واشنطن في هذه الفترة الدقيقة التي تشهد ذروة المنافسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهي فترة مواتية يستغلها كي يمارس ابتزازه للمرشحين الرئاسيين والحصول على أكبر قدر ممكن من الامتيازات لمصالحه الشخصية، ولدعم الحكومة التي يترأسها، وتحكم بلاده حاليًا، وهي المرة الثانية التي يلقي فيها نتنياهو خطابًا أمام الكونجرس منذ عام 2015 وكانت أيضًا بدعوة من الجمهوريين في ذلك الوقت وهو الأمر الذي يؤكد علاقاته القوية مع قيادات هذا الحزب.

وعلى الرغم من أن موعد الزيارة لم يتم تحديده رسميًا إلا أن تقارير إعلامية غربية أشارت إلى أن الموعد المقرر للزيارة سيكون في 24 من شهر يوليو الجاري، وهو موعد يصادف ذروة المنافسة الأمريكية التي تشهد شراسة غير معهودة بين مرشحين لهما صفتان غير معهودتين في الانتخابات الأمريكية لأنهما "عجوزان مسنان" مما جعلهما يتعرضان لانتقادات وسخرية لاذعة من جانب جيل الشباب الأمريكيين الذين يرون أن كلا المرشحين الرئيسيين اللذين يمثلان أكبر حزبين، وهما الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري لا يمتلكان اللياقة البدنية ولا العقلية لتحمل أعباء، ومشاق عمل يتطلب درجة عالية من التركيز والذكاء وسرعة البديهة، وهو رئاسة أكبر وأقوي امبراطورية في التاريخ "الولايات المتحدة الأمريكية".

ولأن استطلاعات الرأي الأمريكية تشير إلى أن الفارق بين مؤيدي كلا المرشحين ضعيف جدًّا فلذلك يلهث كليهما من أجل الحصول على تأييد، ودعم اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على مقاليد المال والإعلام الأمريكي، ويستطيع أن يرجح كفة مرشح على الآخر بدعمه إعلاميًّا أو ماليًّا وهي طرق يجيدها اللوبي تاريخيًّا، ويستطيع أن يتحكم في تحديد الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بسهولة. فالحصول على دعم "الإيباك"، ورجال الأعمال اليهود الذين يوفرون للمرشحين الرئاسيين دعمًا ماليًّا سخيًا يمكنهم من الدعاية الانتخابية لأنفسهم بالشكل المطلوب خاصة أن عدد الولايات الأمريكية كبير ويحتاج جهدًا كبيرًا في التحرك فيها والحصول على أصوات الناخبين بها.

وفي الوقت الذي يرى فيه أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزب الديمقراطي أن نتنياهو أساء بإدارته السيئة لملف الحرب في غزة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي في الشارع الأمريكي، والجامعات الأمريكية التي شهدت لأول مرة في تاريخها مظاهرات واحتجاجات، واعتصامات في الحرم الجامعي لأشهر الجامعات الأمريكية لطلاب أعلنوا رفضهم لأعمال الإبادة الجماعية التي تقوم بها حكومة نتنياهو التي يقوده متطرفون يهود ونجحوا في تحقيق الكثير من طلباتهم بمنع أي تعامل علمي أو اقتصادي مع الجامعات العبرية.

ولم يقتصر الحرج الذي تعرضت له أمريكا بسبب دعمها غير المحدود لدولة الاحتلال العبرية من غضب الشارع والطلاب الأمريكيين بل كان الحرج على المستوى الأممي والقانون الدولي خاصة بعد أن قضت محكمة العدل الدولية بأن ما تقوم به إسرائيل في غزة هو من نوع من الإبادة الجماعية والفصل العنصري. كما قضت المحكمة الجنائية الدولية بإدانة كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه جالانت بسبب ارتكابهما جرائم حرب ضد المدنيين والنساء والأطفال، وهي جرائم تعد من جرائم الحرب التي يدينها القانون الدولي.

ويعتبر مراقبون أن بنيامين نتنياهو هو أكثر السياسيين الإسرائيليين قدرة في التعامل مع المسؤولين الأمريكيين نظرًا لخبرته ومعرفته بالمجتمع الأمريكي خاصة أنه قضى فترة طويلة من حياته في التعلم في المدارس الأمريكية في مقتبل حياته كما أنه يحمل الجنسية الأمريكية بجانب جنسيته. ويستغل نتنياهو علاقاته الوثيقة بقادة الحزب الجمهوري- الذين لا يخفون انحيازهم له- في الحصول على المزيد من الدعم المالي والعسكري لبلاده خاصة أنه ينتمي سياسيًّا لهذا الحزب الجمهوري.

ويسعى نتنياهو من خلال زيارته وخطابه أمام الكونجرس الأمريكي خلال الأيام المقبلة أن يحصل على الجائزة الكبرى التي يسعى إليها، وكانت على وشك التحقيق وهي التطبيع مع المملكة العربية السعودية، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد قطعت شوطًا طويلاً في تذليل العقبات، وتمهيد الطريق أمام قطار التطبيع السعودي الذي بدأ بالتطبيع مع معظم دول التعاون الخليجي، وتعد السعودية هي الجائزة الكبرى في قطار التطبيع العربي، نظرًا لما تتميز به السعودية من وفرة مالية يمكن أن تحقق للشركات الصهيونية أرباحًا طائلةً إذا سمح لها بالاستثمار والعمل في المملكة التي تعتبر الأولى في العالم في إنتاج النفط وأكبر اقتصاد عربي.

وتوقعت تقارير إعلامية غربية أن يحاول نتنياهو أن يكون أكثر مرونة في مسألة تحقيق حل الدولتين بأن يسمح بالتوسع في إتاحة حكم ذاتي فلسطيني على مساحات من الأراضي العربية دون أن يعترف صراحة بدولة فلسطينية مستقلة خاصة أنه وأعضاء حكومته "المتطرفين" يرفضون تمامًا الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة بجانب الكيان الإسرائيلي. ويحاول نتنياهو بهذا الاقتراح أن يهرب من شرط الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة بهذا الاقتراح الذي يتيح له ولجيشه أن يدخل الأراضي التي سيمنحها "حكمًا ذاتيًّا" كما يفعل الآن دون مساءلة.

ومن المتوقع أن تشهد كلمة نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي إعلان قبوله لصفقة لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين كما ستتضمن كلمة نتنياهو رؤية لحل المشكلة مع حزب الله، وكيف يمكن إبعاد قوات حزب الله عن الحدود مع الكيان المحتل بمسافة يتم تحديدها من جانب العسكريين الإسرائيليين.

ويرى محللون أن نتنياهو سوف يقدم بعض الوعود والاقتراحات لتجميل وجهه القبيح أمام الرأي العام الأمريكي على أن يقوم بعرقلة تنفيذ تلك الوعود بعد أن يحصل على المزايا العسكرية والاقتصادية من أمريكا والحصول على التطبيع مع المملكة السعودية خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية الضخمة التي يتعرض لها الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الحرب وحالة الغضب بين رجال الأعمال الصهاينة الذين تعرضوا لخسائر كبيرة على مدى 9 أشهر من الحرب، وتوقف الكثير من أعمالهم بسبب عدم وجود عمالة فلسطينية وهروب العمالة الأسيوية بسبب الحرب. خاصة أن مكتب نتنياهو قد أكد مجددًا يوم الخميس الماضي أن رئيس الوزراء لن يغير موقفه من قيام دولة فلسطينية في خطابه المتوقع أمام الكونجرس الأمريكي.

وفي محاولة منه لكسب ود الديمقراطيين الذين يرفض معظمهم خطابه المتوقع أمام الكونجرس سيقوم نتنياهو بالإعلان عن دعمه لرؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن لعملية وقف إطلاق النار في غزة وكذلك دعم الرؤية الأمريكية لشكل الشرق الأوسط الذي تخطط له أمريكا في المستقبل، وهي رؤية تخدم الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.

ومن المتوقع أن تثير الزيارة المرتقبة لنتنياهو حفيظة المنظمات القانونية الدولية نظرًا للحكم الصادر ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه بالإدانة بارتكاب جرائم حرب وضرورة القبض عليهما وتسليمهما للعدالة في حال تواجدهما أو تواجد أحدهما في أي دولة أخرى غير إسرائيل خاصة أن المحكمة الجنائية الدولية قد أدانتهما وعلى الجميع احترام الحكم.

وكان كل من مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي ووميتش ماكونيل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ وكلاهما ينتميان للحزب الجمهوري قد قدما الدعوة لنتنياهو لإلقاء كلمة أمام المجلسين "الكونجرس" في محاولة لتبييض وجه حكومة نتنياهو التي أصبحت مطاردة من جانب العدالة الدولية بسبب ارتكابها جرائم الإبادة الجماعية، وقتل الأطفال والنساء والمدنيين وهدم أكثر من 80% من منازل أبناء غزة، وكذلك تعمدها قتل الموظفين الأمميين وهدم المباني التابعة للمنظمات الدولية.

وفي الوقت الذي يدعو فيه الجمهوريون وبموافقة الديمقراطيين لزيارة نتنياهو وإلقاء خطاب منه أمام الكونجرس تظل أصوات التقدميين واليساريين رافضة لهذا الخطاب وعلى رأسهم السيناتور "بيرني ساندرز" الذي يعتزم مقاطعة خطاب نتنياهو ردًّا على ما تقوم به إسرائيل من جرائم بشعة في قطاع غزة.

اقرأ أيضاًعائلات المحتجزين الإسرائيليين: «نتنياهو» يطيل أمد الحرب من أجل البقاء في منصبه

باحث: نتنياهو يحرص على استمرار الحرب لتحسين صورته أمام المجتمع الإسرائيلى

مقالات مشابهة

  • الجلطة الدموية.. ما هي أنواعها وأسبابها وأعراضها وكيفية علاجها؟
  • الجلطة الدموية.. ما هي أنواع وأسبابها وأعراضها وكيفية علاجها؟
  • بعد تسعة شهور من طوفان الأقصى.. هذه هي صورة الكيان من الداخل
  • يستغل الانتخابات الأمريكية ويحاول تجميل صورته.. نتنياهو يبحث عن «الجائزة الكبرى» وجملة مزايا في واشنطن!
  • الجنيد يفتتح معرضاً تشكيلياً حول دعم الشعب الفلسطيني
  • اكتشاف يحمل مفتاح تعزيز الخصوبة
  • نجوم العالم العربي في "بيت السعد" مع أحمد وعمرو سعد
  • عاجل| مؤشرات متفائله للاقتصاد المصري.. "هيرميس" تتوقع انخفاض التضخم أسعار الفائدة وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة
  • أسمنت الوحدة “رفيق” رحلة العبقري الصغير “يسلم السعدي”
  • دعوة ملغومة للحلفاء العرب