أكد رئيس البرلمان العربي عادل عبدالرحمن العسومي، أهمية العمل على تعزيز وتطوير أوجه التعاون العربي في شتى المجالات، لافتا إلى أن انعقاد "قمة البحرين" وسط تحديات إقليمية وعالمية، بقيادة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، يعزز من مكانة البحرين على المستوين الإقليمي والدولي.

العسومي يستقبل أعضاء البرلمان العربي الجُدد من سلطنة عمان ويثمن جهود السلطنة في تعزيز العمل البرلماني

وقال العسومي في مقابلة مع وكالة أنباء البحرين (بنا)  إن البرلمان العربي هو مسؤولية شعب عربي كبير لأنه صوت حقيقي معبر عنهم، مشيرا إلى أن ما حققه البرلمان العربي من نجاحات يأتي نتاجا للشراكة الفاعلة والبناءة التي عقدناها مع مجالس وبرلمانات الدول العربية وغيرها من البرلمانات النظيرة، موضحا أن الدبلوماسية البرلمانية اكتسبت أهمية متزايدة في العالم المعاصر، حيث حرص البرلمان العربي على توظيفها في خدمة مصالح الشعب العربي الكبير والدفاع عن قضاياه أمام المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية.

ولفت العسومي إلى أن البرلمان العربي أقام علاقات مؤسسية مع الكثير من الهيئات والمنظمات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، والاتحاد البرلماني الدولي، وعمل على تعزيز علاقاته مع البرلمانات النظيرة، كما ساهم في تأسيس بعض المنظمات البرلمانية العالمية مثل الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز، مؤكدا الحرص على تأسيس علاقات مع كبرى المنظمات الدولية الحكومية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة ومكاتبها المتخصصة، حيث وقع البرلمان العربي اتفاقية تعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة، وفي طريقه لتوقيع مذكرة تعاون أخرى مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

وأكد أهمية تفعيل آليات التكامل الاقتصادي بين الدول العربية في ظل امتلاكها الموارد والكفاءات البشرية والقواسم المشتركة والروابط الوثيقة؛ الأمر الذي يُمثل أساسا قويا لإقامة تكتل اقتصادي عربي قادر على تحقيق الحلم الكبير بإقامة السوق العربية المشتركة ومنافسة بقية التكتلات الاقتصادية، للوصول إلى المرحلة التي تكون فيها الدول العربية قوية وقادرة على التصدي لأية أزمات اقتصادية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيس البرلمان العربي البرلمان العربي شتى المجالات العمل على تعزيز التعاون العسومي البرلمان العربی

إقرأ أيضاً:

ما أهمية اجتماع عمّان بشأن سوريا؟

ظهر ممثلو الدول الخمس المشاركة في اجتماع عمّان أمام الكاميرات في وقتٍ تشهد فيه سوريا اضطرابات داخلية مثلت التحدي الأكبر أمام الإدارة الجديدة في دمشق.

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، كان اجتماع وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء الاستخبارات لكل من الأردن والعراق ولبنان وتركيا إضافة إلى سوريا أمرًا لافتًا للانتباه.

واستضافت العاصمة الأردنية عمّان أمس الأحد اجتماعا أمنيا رفيعا ضم وزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومديري أجهزة المخابرات في الدول الخمس، لبحث التطورات الأمنية والعسكرية بسوريا.

خطوة أولى مهمة

وقال مسؤول تركي رفيع المستوى لموقع الجزيرة نت عن أهمية هذا الاجتماع، "لأول مرة، تجتمع خمس دول مسلمة لمكافحة تنظيم الدولة في سوريا. حتى اليوم، كانت الولايات المتحدة أو الدول الغربية هي التي تقود هذه المهمة، لكن الحقيقة أن هدفهم لم يكن القضاء على التنظيم. أما نحن، فإن جدول أعمالنا الوحيد في هذا الاجتماع هو محاربة تنظيم الدولة ودعم الحكومة السورية في هذا الإطار".

وعبر المسؤول عن أمله أن يكون هذا الاجتماع "بداية مهمة للتعاون في قضايا أخرى أيضًا".

وإلى جانب تركيا وسوريا، كانت الدول الأخرى المشاركة وهي العراق ولبنان والأردن، تعاني بشكل مباشر من تداعيات عدم الاستقرار في سوريا، نظرًا لكونها دولًا حدودية معها.

إعلان

لذلك، وكما يتضح من البيان الختامي، لم يقتصر التعاون بين هذه الدول على محاربة تنظيم الدولة فقط، بل تقرر أيضًا التعاون في مجالات مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة، وتهريب البشر، وأمن الحدود، والجريمة المنظمة.

اجتماع عمان جاء في توقيت حساس في سوريا وبالتزامن مع أحداث الساحل (الأناضول) سحب البساط من الولايات المتحدة

ولطالما بررت الولايات المتحدة وجود قواتها في سوريا وتسليحها لما تسمى بوحدات حماية الشعب الكردية، بذريعة مكافحة تنظيم الدولة. حتى بعد انتصار الثورة، ورغم رغبة دونالد ترامب في سحب القوات الأميركية من سوريا، أصرَّ البنتاغون على البقاء، مشيرا أن وحدات حماية الشعب تحرس معسكرات تضم سجناء تنظيم الدولة وعائلاتهم، مما يستوجب استمرار الدعم الأميركي.

وفي ميزانية عام 2024، خصصت الولايات المتحدة 398 مليون دولار لمكافحة تنظيم الدولة في العراق وسوريا، من بينها 156 مليون دولار دُفعت لوحدات حماية الشعب بحجة إدارة سجون ومعسكرات أسرى التنظيم. كما قامت واشنطن بإنشاء وحدات مسلحة تابعة لوحدات حماية الشعب وزودتها بآلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة، بحجة استخدامها ضد تنظيم الدولة.

وفي وقت سابق، عرضت تركيا نشر كتيبتين عسكريتين لتأمين سجون ومعسكرات أسرى تنظيم الدولة، لكن الأميركييين لم يردوا على هذا العرض.

أما الآن، فقد أصبح واضحًا لجميع الأطراف أن مبرر واشنطن الرئيسي، وهو "محاربة تنظيم الدولة"، قد انتهى فعليًا، ولم يعد هناك سبب لبقاء القوات الأميركية في سوريا. ولذلك، تسعى الدول الخمس المشاركة في اجتماع عمّان إلى تأسيس آلية مشتركة لتولي ملف مكافحة التنظيم، مما يسحب من الولايات المتحدة ذريعة استمرار وجودها العسكري في المنطقة.

الولايات المتحدة تحتفظ بمئات الجنود في سوريا تحت ذريعة قتال تنظيم الدولة (غيتي) البند الأهم في البيان الختامي

وأثار البند الخامس من البيان الختامي الصادر أمس الأحد الكثير من الجدل والنقاش، حيث نصَّ على:

إعلان

"إدانة جميع أشكال الإرهاب والتعاون في مكافحته على المستويات العسكرية والأمنية والأيديولوجية. واتفق المشاركون على إنشاء مركز عمليات مشترك لضمان التنسيق والتعاون لدعم الجهود الدولية الحالية للقضاء على تنظيم الدولة وإزالة تهديده على سوريا والمنطقة والعالم، بالإضافة إلى معالجة قضية سجون التنظيم".

لكن هل يعني إنشاء "مركز العمليات" وجود قوات عسكرية وتنفيذ عمليات على الأرض؟، المسؤولون المشاركون في الاجتماع يؤكدون أن هذا ليس الهدف. ولكن، إذا لم يكن الأمر يتعلق بتدخل عسكري مباشر، فما المقصود بتقديم المساعدة لسوريا في مواجهة هجمات تنظيم الدولة؟.

السيناريو الأكثر ترجيحًا هو تقديم دعم مالي ولوجستي لإدارة المخيمات والسجون التي تضم عناصر تنظيم الدولة وعائلاتهم. ولتوضيح تفاصيل هذه القرارات بشكل أكبر، تقرر عقد اجتماع جديد في تركيا خلال شهر أبريل/نيسان المقبل.

وبحسب التفاهمات الأولية، سيتم إنشاء مركز العمليات داخل سوريا، لكن سيكون تحت إدارة حكومة دمشق. كما طُرِحَت فكرة إنشاء هيكل مماثل في العراق، حيث لا تزال القوات الأميركية تتذرع بوجود تنظيم الدولة للبقاء في قواعدها العسكرية هناك. ومع ذلك، لم تُبدِ الحكومة العراقية موافقتها حتى الآن، ومن المتوقع مناقشة الأمر مجددًا في الاجتماعات القادمة.

مخيم الهول يؤوي الآلاف من النساء والأطفال النازحين من مناطق انتزعت من تنظيم الدولة وبعض عائلات مقاتليه (رويترز) إدانة إسرائيل

وشهد اجتماع عمّان إدانة واضحة للتوغل الإسرائيلي واحتلال أراضي سورية جديدة، حيث تمت المطالبة بإنهائه فورًا.

ونص البيان على "إدانة ورفض محاولات التدخل الإسرائيلي في الشؤون الداخلية لسوريا، والتي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، واعتداءً على سيادة سوريا وسلامة أراضيها، فضلاً عن كونها تصعيدًا قد يؤدي إلى مزيد من الصراعات".

إعلان

كما دعا البيان المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى فرض احترام القانون الدولي، ووضع حدٍّ للانتهاكات الإسرائيلية، وضمان انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي السورية المحتلة. كذلك، طالب بوقف الهجمات الإسرائيلية والالتزام باتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974 بين سوريا وإسرائيل.

وتزامنًا مع هذه التصريحات، دعت الولايات المتحدة وروسيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التصعيد الأخير بمنطقة الساحل في سوريا.

اجتماع عمّان أدان التوغل الإسرائيلي في جنوب سوريا وتوسيع المناطق التي تحتلها إسرائيل (الجزيرة)

وتسببت حالة عدم الاستقرار في سوريا في مشاكل كبيرة على الحدود الأردنية واللبنانية، حيث تصاعدت عمليات تهريب المخدرات والأسلحة بسبب ضعف سيطرة النظام السوري المخلوع على الحدود. بل إن أفرادًا من عائلة الأسد قاموا برعاية إنتاج المخدرات بشكل مباشر، ما جعل مكافحة هذه الظاهرة أمرًا بالغ الصعوبة.

وفي اجتماع عمّان، كان هذا الملف أحد القضايا الرئيسية المطروحة، حيث نصّ البند السادس من البيان الختامي على: "التعاون في مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة والجريمة المنظمة، ودعم سوريا في تعزيز قدراتها في هذه المجالات".

وتمت إضافة بنود تتعلق بإعادة إعمار سوريا، وتعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي بين الدول المشاركة.

ويُتابَع هذا الاجتماع عن كثب، إذ يُنظَر إليه باعتباره أول محاولة لتنسيق إقليمي مشترك لمكافحة تنظيم الدولة. ومع أن نطاق هذا التعاون غير واضح بعد، فإن تركيا تضغط من أجل تنفيذ الآلية المتفق عليها بسرعة.

ومن المقرر عقد الاجتماع الثاني في شهر نيسان/أبريل في تركيا، بحضور وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات من الدول المعنية.

مقالات مشابهة

  • ما أهمية اجتماع عمّان بشأن سوريا؟
  • السيسي يؤكد أهمية تعزيز جهود توفير السكن الملائم لجميع المواطنين المصريين
  • الصحة تبحث مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سبل تعزيز التعاون المشترك
  • تعزيز دورها في مختلف المجالات.. البعثة الأممية تطلق «منصة المرأة الليبية»
  • رئيس صندوق الاستثمارات الروسي يؤكد ضرورة التعاون بين موسكو وواشنطن في القطب الشمالي
  • «تيتيه» تُؤكد أهمية تعزيز مشاركة المرأة في «بناء السلام»
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • عبد العاطي يؤكد حرص مصر على تعزيز أطر التعاون المشتركة مع بنين
  • عبد العاطي يؤكد أهمية توظيف الزخم الذي تشهده العلاقات بين مصر وأوزبكستان للارتقاء بها بمختلف المجالات
  • مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يؤكد الرفض المطلق والتصدي الحازم للخطط الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني